إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

كبس ..كبس "والإساءة المتعمدة للمجتمع التونسي "

 بقلم علي العربي

من اليوم الذي أغرتنا به ثقافة REELS بدءا بالتيكتوك ثم الانستغرام اللذين خلقا من نفايات العصر مشاهير حتى وان كلفهم ذلك الدهس على روح الضمير والمروءة والعفة والكرامة والأنفة. تكررت الظاهرة حيث أضحت متعمدة في أكثر من موضع مخل بالحياء والآداب والقيم الإنسانية الى درجة ان بعض مشاهير "تيك توك" الذين يقومون بعمل لايفات وكبس كبس وإساءات متكررة للمجتمع التونسي مثلت كارثة ملحوظة بعد ان شملت ارتداداتها المختلفة الحياة الثقافية والاجتماعية. بعض هؤلاء النكرات يروجون سمومهم وفق محتوى تافه مثير للجدل بهدف جذب المشاهدات والشهرة الزائفة والاسترزاق السريع وغالباً ما يتجاهلون التأثير السلبي الذي قد يتركه هذا النوع من المحتوى على الجمهور، خاصة الشباب مع الأخذ بعين الاعتبار الطبقة المستهدفة وهم من الناشئة الذين للأسف جرفهم تيار الرداءة واتخذوا من مشاهير التيكتوك قدوة حسنة.

ان القوانين والإجراءات التي أصدرتها وزارة العدل مؤخرا تعد خطوة ايجابية لرتق هذا التصدع الذي استباح القيم والأعراف والتقاليد والأخلاق المجتمعية وخلقت نوعاً من الانحراف الثقافي والفكري والسلوكي.

 اليوم لابد من التحرك من أجل وقف هذا النزيف الذي جرد الإنسان من إنسانيته في ظل تواجد محتوى هجين هزيل سلبي يدفع في كثير من الأحيان الى الشك والريبة حول الدوافع والغايات من وراء هذه المنصات التي تفتقر لأي بعد إبداعي او منطقي سوى انها رفعت من شأن الشاذ والخسيس.

ان المسؤولية المجتمعية تدفعنا الى العمل بكل جدية من اجل استئصال هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد الكيان المجتمعي.

كما تجدر الإشارة إلى أن هناك استثناءات قليلة من مشاهير "تيك توك" قدموا للمستفيدين محتوى جيد يساعد على البحث والتأمل والنقد وفق منهج إبداعي يعزز من الوعي المجتمعي والثقافي.

المجتمع التونسي بحاجة إلى تعزيز ثقافة النقد البنّاء والتوجيه الإيجابي، بالإضافة إلى مراقبة المحتوى الذي يتم ترويجه على هذه المنصات، لضمان حماية القيم والأخلاق التي تبقى احد الخطوط الحمراء التي يجب باي من الأحوال تجاوزها.

رحم الله الشاعر أحمد شوقي عندما قال :

انما الأمم الأخلاق ما بقيت * ان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

 

كبس ..كبس "والإساءة المتعمدة للمجتمع التونسي "

 بقلم علي العربي

من اليوم الذي أغرتنا به ثقافة REELS بدءا بالتيكتوك ثم الانستغرام اللذين خلقا من نفايات العصر مشاهير حتى وان كلفهم ذلك الدهس على روح الضمير والمروءة والعفة والكرامة والأنفة. تكررت الظاهرة حيث أضحت متعمدة في أكثر من موضع مخل بالحياء والآداب والقيم الإنسانية الى درجة ان بعض مشاهير "تيك توك" الذين يقومون بعمل لايفات وكبس كبس وإساءات متكررة للمجتمع التونسي مثلت كارثة ملحوظة بعد ان شملت ارتداداتها المختلفة الحياة الثقافية والاجتماعية. بعض هؤلاء النكرات يروجون سمومهم وفق محتوى تافه مثير للجدل بهدف جذب المشاهدات والشهرة الزائفة والاسترزاق السريع وغالباً ما يتجاهلون التأثير السلبي الذي قد يتركه هذا النوع من المحتوى على الجمهور، خاصة الشباب مع الأخذ بعين الاعتبار الطبقة المستهدفة وهم من الناشئة الذين للأسف جرفهم تيار الرداءة واتخذوا من مشاهير التيكتوك قدوة حسنة.

ان القوانين والإجراءات التي أصدرتها وزارة العدل مؤخرا تعد خطوة ايجابية لرتق هذا التصدع الذي استباح القيم والأعراف والتقاليد والأخلاق المجتمعية وخلقت نوعاً من الانحراف الثقافي والفكري والسلوكي.

 اليوم لابد من التحرك من أجل وقف هذا النزيف الذي جرد الإنسان من إنسانيته في ظل تواجد محتوى هجين هزيل سلبي يدفع في كثير من الأحيان الى الشك والريبة حول الدوافع والغايات من وراء هذه المنصات التي تفتقر لأي بعد إبداعي او منطقي سوى انها رفعت من شأن الشاذ والخسيس.

ان المسؤولية المجتمعية تدفعنا الى العمل بكل جدية من اجل استئصال هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد الكيان المجتمعي.

كما تجدر الإشارة إلى أن هناك استثناءات قليلة من مشاهير "تيك توك" قدموا للمستفيدين محتوى جيد يساعد على البحث والتأمل والنقد وفق منهج إبداعي يعزز من الوعي المجتمعي والثقافي.

المجتمع التونسي بحاجة إلى تعزيز ثقافة النقد البنّاء والتوجيه الإيجابي، بالإضافة إلى مراقبة المحتوى الذي يتم ترويجه على هذه المنصات، لضمان حماية القيم والأخلاق التي تبقى احد الخطوط الحمراء التي يجب باي من الأحوال تجاوزها.

رحم الله الشاعر أحمد شوقي عندما قال :

انما الأمم الأخلاق ما بقيت * ان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.