إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حديث "الصباح".. المشهد الأخير

 

بقلم: سفيان رجب

قالها، يوما ما، الشهيد عمر المختار "نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت.. ولا تظنوا أنّها النهاية، سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه أما أنا فإن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي".. بكلمات نلمس فيها عزيمة لا تنكسر أمام جبروت الاحتلال، وهي نفس الروح التي تتجلى اليوم في مقاومة الشعب الفلسطيني. عمر المختار لم يكن مجرد قائد ميداني في معركة وطنه، بل كان رمزًا لقوة المقاومة وعنادها في وجه المستعمر. كلماته تذكير بأن الاستسلام لم يكن خيارًا يومًا، وأن الأجيال القادمة ستواصل القتال دفاعًا عن حقها في الحرية والكرامة.

هذا ما يتجلىّ اليوم بوضوح في استشهاد يحيى السنوار، زعيم المقاومة الفلسطينية الذي استشهد وهو يحمل سلاحه ويقاتل الاحتلال بيد يسرى، ويد يمنى مبتورة تنزف ربطها بتل حديدي.. السنوار، يمثل تجسيدًا حيًا لما قاله رمز المقاومة الليبية عمر المختار، فالمقاومة ليست مجرد لحظة عابرة أو حدث مؤقت، بل هي سلسلة متواصلة تمتد عبر الأجيال، كل جيل يتسلم المشعل عن سابقه، متيقنًا أن دماء الشهداء تغذي روح الصمود والمقاومة.

استشهاد السنوار، وهو يواجه العدو المحتل، لا يُعد نهاية المعركة بل بداية جديدة، تمامًا كما تنبأ عمر المختار. فالمقاومة الفلسطينية تستمر، مستمدة قوتها من تضحيات قادتها ومقاتليها الذين يرفضون الاستسلام، ويصرون على الانتصار أو الشهادة. كل شهيد يسقط في أرض المعركة يزرع بذور المقاومة في نفوس الجيل القادم، وكما قال المختار، "سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه".

إن حياة عمر المختار التي قال إنها ستكون أطول من حياة شانقه، هي في الحقيقة حياة كل قائد مقاومة ينال شرف الشهادة، لأن مثل هؤلاء القادة، مثل السنوار وهنية وحسن نصر الله وغيرهم بالعشرات، يستمرون في العيش من خلال القيم التي يمثلونها، ومن خلال القوة التي يمنحونها للأجيال القادمة.

لقد استشهد "أبو إبراهيم" بين أبناء شعبه بطلاً مشتبكاً مع الغزاة وليس في الأنفاق محتميا بأسرى العدو" مثلما أرادوا تصويره. كانت حقيقة أجمل نهاية في مشهد أخير لرجل شجاع مسيرته كلّها جهاد مشرف، كان خلالها ضمن جيل أسّس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، حماس، وأجهزتها العسكرية والأمنية، ثم ضحّى بشبابه أسيراً في سجون الاحتلال لأكثر من عشرين عاماً، محكوما عليه بالمؤبد في أربعة أحكام، قبل أن يخرج مرفوع الرأس في صفقة "وفاء الأحرار"، وبمجرد تحرره من السجن أبى إلا أن يواصل مسيرة الجهاد، ليشرف على العمل العسكري للحركة، مسيرة توجت بـعملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر من سنة 2023 وأذهل العالم في عملية أعاد بها الروح والعزة والكرامة والشرف للأمة العربية والإسلامية ساقيا الذل لعدو يدّعي أنه لا يقهر..

في رحيله الأخير، كان مرتدياً زيه العسكري، حاملاً مسدسه، ومخزن رصاص وعددا من القنابل اليدوية في ساحة الوغى، مقبلاً لا مدبرا، مواجها لا مختبئا، وأجبر جنود العدو على التراجع لأنهم عجزوا على مقاومته، ليستعملوا ضده قنابل موجهة للدبابات وطائرات الدرون والمسيرات.

رحل "يحيى" ونال الشهادة، ولكنه ترك تاريخاً بطولياً، لن ينسى، عاش فدائياً مقاوماً ورحل زعيماً تاريخياً في مشهد أخير، سيبقيه في الذاكرة ولو كره الكارهون.

 

 

 

 

 

 

 

بقلم: سفيان رجب

قالها، يوما ما، الشهيد عمر المختار "نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت.. ولا تظنوا أنّها النهاية، سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه أما أنا فإن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي".. بكلمات نلمس فيها عزيمة لا تنكسر أمام جبروت الاحتلال، وهي نفس الروح التي تتجلى اليوم في مقاومة الشعب الفلسطيني. عمر المختار لم يكن مجرد قائد ميداني في معركة وطنه، بل كان رمزًا لقوة المقاومة وعنادها في وجه المستعمر. كلماته تذكير بأن الاستسلام لم يكن خيارًا يومًا، وأن الأجيال القادمة ستواصل القتال دفاعًا عن حقها في الحرية والكرامة.

هذا ما يتجلىّ اليوم بوضوح في استشهاد يحيى السنوار، زعيم المقاومة الفلسطينية الذي استشهد وهو يحمل سلاحه ويقاتل الاحتلال بيد يسرى، ويد يمنى مبتورة تنزف ربطها بتل حديدي.. السنوار، يمثل تجسيدًا حيًا لما قاله رمز المقاومة الليبية عمر المختار، فالمقاومة ليست مجرد لحظة عابرة أو حدث مؤقت، بل هي سلسلة متواصلة تمتد عبر الأجيال، كل جيل يتسلم المشعل عن سابقه، متيقنًا أن دماء الشهداء تغذي روح الصمود والمقاومة.

استشهاد السنوار، وهو يواجه العدو المحتل، لا يُعد نهاية المعركة بل بداية جديدة، تمامًا كما تنبأ عمر المختار. فالمقاومة الفلسطينية تستمر، مستمدة قوتها من تضحيات قادتها ومقاتليها الذين يرفضون الاستسلام، ويصرون على الانتصار أو الشهادة. كل شهيد يسقط في أرض المعركة يزرع بذور المقاومة في نفوس الجيل القادم، وكما قال المختار، "سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه".

إن حياة عمر المختار التي قال إنها ستكون أطول من حياة شانقه، هي في الحقيقة حياة كل قائد مقاومة ينال شرف الشهادة، لأن مثل هؤلاء القادة، مثل السنوار وهنية وحسن نصر الله وغيرهم بالعشرات، يستمرون في العيش من خلال القيم التي يمثلونها، ومن خلال القوة التي يمنحونها للأجيال القادمة.

لقد استشهد "أبو إبراهيم" بين أبناء شعبه بطلاً مشتبكاً مع الغزاة وليس في الأنفاق محتميا بأسرى العدو" مثلما أرادوا تصويره. كانت حقيقة أجمل نهاية في مشهد أخير لرجل شجاع مسيرته كلّها جهاد مشرف، كان خلالها ضمن جيل أسّس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، حماس، وأجهزتها العسكرية والأمنية، ثم ضحّى بشبابه أسيراً في سجون الاحتلال لأكثر من عشرين عاماً، محكوما عليه بالمؤبد في أربعة أحكام، قبل أن يخرج مرفوع الرأس في صفقة "وفاء الأحرار"، وبمجرد تحرره من السجن أبى إلا أن يواصل مسيرة الجهاد، ليشرف على العمل العسكري للحركة، مسيرة توجت بـعملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر من سنة 2023 وأذهل العالم في عملية أعاد بها الروح والعزة والكرامة والشرف للأمة العربية والإسلامية ساقيا الذل لعدو يدّعي أنه لا يقهر..

في رحيله الأخير، كان مرتدياً زيه العسكري، حاملاً مسدسه، ومخزن رصاص وعددا من القنابل اليدوية في ساحة الوغى، مقبلاً لا مدبرا، مواجها لا مختبئا، وأجبر جنود العدو على التراجع لأنهم عجزوا على مقاومته، ليستعملوا ضده قنابل موجهة للدبابات وطائرات الدرون والمسيرات.

رحل "يحيى" ونال الشهادة، ولكنه ترك تاريخاً بطولياً، لن ينسى، عاش فدائياً مقاوماً ورحل زعيماً تاريخياً في مشهد أخير، سيبقيه في الذاكرة ولو كره الكارهون.