قريبا ستلتئم قمة تونسية - جزائرية - ليبية تندرج في إطار اللقاءات التشاورية بين البلدان الثلاثة وفقا لما صرح به مؤخرا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عقب استقباله رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الذي حل بالجزائر في زيارة رسمية غير محددة المدة وذلك في إطار المشاورات السياسية بين البلدين، وفقا لما نقلته الإذاعة الجزائرية الرسمية.
وبحسب ما نقلته مصادر إعلامية جزائرية فإنه عقب المباحثات المطولة التي جمعت الرئيس الجزائري على انفراد مع المنفي بقصر المرادية في العاصمة الجزائر، قال تبون:"نحن على وشك الالتقاء في ليبيا في إطار التشاور الثلاثي (الجزائر- تونس - ليبيا) عن قريب، ونحن في انتظار تحديد موعد من طرف الرئيس محمد المنفي".
من هذا المنطلق ستكون ليبيا المحطة الثانية لعقد قمة ثانية تندرج في إطار للقاءات التشاورية بين البلدان الثلاثة، التي ستلتئم وسط مستجدات دولية وإقليمية هامة هذا إلى جانب التحديات العديدة في المنطقة لعل أبرزها الوضع في لبيبا ومدى تداعياته على دول الجوار لاسيما أن المهتمين بالشأن العام يرون أن هذه اللقاءات الثلاثية على أهميتها في الوقت الراهن إلا أن نجاحها يرتبط ارتباطا وثيقا بمدى استقرار الوضع في ليبيا.
ومع ذلك يثمن اليوم كثير من المتابعين للشأن العام سعي دول الجوار إلى التنسيق الثلاثي فيما بينها لاسيما على مستوى الحدود بما يعود بالنفع عليها خاصة وأن التحديات الراهنة تفرض على دول المنطقة "التكتل" في اطار لقاءات تشاورية من شأنها إضفاء مزيد من النجاعة والتنسيق في مختلف المسائل لعل أبرزها مكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية.
وفي هذا الخصوص ثمن عديد الديبلوماسيين السابقين الذين حاورتهم أو تحدثت إليهم "الصباح" سابقا أهمية هذه اللقاءات الثلاثية خاصة في الوقت الراهن معتبرين أن ما يحسب للبيان الختامي للقاء التشاوري الأول الذي انعقد خلال شهر أفريل الماضي في تونس تنصيصه على مبدإ التشاور واتخاذ مواقف مشتركة إزاء الضفة الشمالية للمتوسط وتطرقه إلى مسألة الهجرة غير النظامية من خلال بلورة مواقف مشتركة على أن ننتظر لاحقا ترجمة كل ذلك على أرض الواقع مشددين على أن يعالج أولا الوضع في ليبيا، وهنا يكمن من وجهة نظرهم مدى فاعلية التنسيق.
من جانب آخر وفي الإطار نفسه تجدر الإشارة إلى أن عضو لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني بالجزائر محمد هاني كان قد شدد في حوار سابق خص به "الصباح" على مدى أهمية هذا التكتل الثلاثي في اطار اللقاءات التشاورية في تعزيز الجانب الاقتصادي بين الدول الثلاث معتبرا أن المجال الاقتصادي يعتبر أولوية اليوم وهو ما تعكسه جملة الاتفاقيات والشراكات الموجودة بين هذه الدول معتبرا في الإطار نفسه أن هذا التكتل يعتبر مهما جدا لأن الأطراف الثلاثة متفقون على مستوى القضايا العادلة كما أنهم أيضا متفقون على الخارطة الاقتصادية.
يذكر أن أولى هذه اللقاءات الثلاثية التشاورية قد انعقدت خلال شهر أفريل الماضي في تونس وقد تمخض عن هذا اللقاء بيان ختامي تضمن عديد النقاط لعل أبرزها: الأهمية البالغة لتنظيم هذا اللقاء والحفاظ على دورية انعقاده بالتناوب بين الدول الثلاثة للارتقاء بالعلاقات الثنائية التي تربط كل بلد بالآخر إلى مرحلة نوعية جديدة تتعدى الإطار الثنائي للتفكير والعمل الجماعي علاوة على الإدراك المشترك لضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيق بتدعيم مقومات الأمن والاستقرار بالمنطقة كلها وتعزيز مناعتها لاسيّما مع بروز متغيرات ومستجدات إقليمية وأزمات دولية متلاحقة وفارقة لم يعد بإمكان أي دولة أن تواجه تداعياتها بمفردها، فضلًا عن الحاجة الملحة لأن يكون للدول الثلاثة صوت مسموع موحّد وحضور مؤثر وفاعل في مختلف فضاءات الانتماء الإقليمية والدولية.
كما ورد في البيان الختامي أيضا الاستعداد التام للانفتاح على كل إرادة سياسية صادقة ومخلصة تتقاسم ذات الأولويات المشتركة البناءة في دفع هذا العمل الجماعي المشترك وإثرائه وتعميق التفاهم والتعاون خدمة لأمن واستقرار المنطقة والنأي بها عن سياسة المحاور ومخاطر التدخلات الخارجية ضرورة علاوة على ألا يقتصر هذا التشاور والتنسيق على ملفات سياسية فحسب بل أن يشمل كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية لشعوب الدول الثلاث.
أما فيما يهم الوضع الليبي فقد شدد البيان الختامي على الرفض التام للتدخلات الأجنبية في الشأن الليبي ودعم الجهود الرامية للتوصل إلى تنظيم انتخابات بما يضمن وحدة دولة ليبيا وسلامتها الترابية ويضمن أمنها واستقرارها ونماءها والتأكيد على الدور المحوري لدول المنطقة المجاورة لليبيا في دعم السلطات الليبية في مسار إعادة الاستقرار والأمن وفي جهود إعادة الإعمار.
منال حرزي
تونس-الصباح
قريبا ستلتئم قمة تونسية - جزائرية - ليبية تندرج في إطار اللقاءات التشاورية بين البلدان الثلاثة وفقا لما صرح به مؤخرا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عقب استقباله رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الذي حل بالجزائر في زيارة رسمية غير محددة المدة وذلك في إطار المشاورات السياسية بين البلدين، وفقا لما نقلته الإذاعة الجزائرية الرسمية.
وبحسب ما نقلته مصادر إعلامية جزائرية فإنه عقب المباحثات المطولة التي جمعت الرئيس الجزائري على انفراد مع المنفي بقصر المرادية في العاصمة الجزائر، قال تبون:"نحن على وشك الالتقاء في ليبيا في إطار التشاور الثلاثي (الجزائر- تونس - ليبيا) عن قريب، ونحن في انتظار تحديد موعد من طرف الرئيس محمد المنفي".
من هذا المنطلق ستكون ليبيا المحطة الثانية لعقد قمة ثانية تندرج في إطار للقاءات التشاورية بين البلدان الثلاثة، التي ستلتئم وسط مستجدات دولية وإقليمية هامة هذا إلى جانب التحديات العديدة في المنطقة لعل أبرزها الوضع في لبيبا ومدى تداعياته على دول الجوار لاسيما أن المهتمين بالشأن العام يرون أن هذه اللقاءات الثلاثية على أهميتها في الوقت الراهن إلا أن نجاحها يرتبط ارتباطا وثيقا بمدى استقرار الوضع في ليبيا.
ومع ذلك يثمن اليوم كثير من المتابعين للشأن العام سعي دول الجوار إلى التنسيق الثلاثي فيما بينها لاسيما على مستوى الحدود بما يعود بالنفع عليها خاصة وأن التحديات الراهنة تفرض على دول المنطقة "التكتل" في اطار لقاءات تشاورية من شأنها إضفاء مزيد من النجاعة والتنسيق في مختلف المسائل لعل أبرزها مكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية.
وفي هذا الخصوص ثمن عديد الديبلوماسيين السابقين الذين حاورتهم أو تحدثت إليهم "الصباح" سابقا أهمية هذه اللقاءات الثلاثية خاصة في الوقت الراهن معتبرين أن ما يحسب للبيان الختامي للقاء التشاوري الأول الذي انعقد خلال شهر أفريل الماضي في تونس تنصيصه على مبدإ التشاور واتخاذ مواقف مشتركة إزاء الضفة الشمالية للمتوسط وتطرقه إلى مسألة الهجرة غير النظامية من خلال بلورة مواقف مشتركة على أن ننتظر لاحقا ترجمة كل ذلك على أرض الواقع مشددين على أن يعالج أولا الوضع في ليبيا، وهنا يكمن من وجهة نظرهم مدى فاعلية التنسيق.
من جانب آخر وفي الإطار نفسه تجدر الإشارة إلى أن عضو لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني بالجزائر محمد هاني كان قد شدد في حوار سابق خص به "الصباح" على مدى أهمية هذا التكتل الثلاثي في اطار اللقاءات التشاورية في تعزيز الجانب الاقتصادي بين الدول الثلاث معتبرا أن المجال الاقتصادي يعتبر أولوية اليوم وهو ما تعكسه جملة الاتفاقيات والشراكات الموجودة بين هذه الدول معتبرا في الإطار نفسه أن هذا التكتل يعتبر مهما جدا لأن الأطراف الثلاثة متفقون على مستوى القضايا العادلة كما أنهم أيضا متفقون على الخارطة الاقتصادية.
يذكر أن أولى هذه اللقاءات الثلاثية التشاورية قد انعقدت خلال شهر أفريل الماضي في تونس وقد تمخض عن هذا اللقاء بيان ختامي تضمن عديد النقاط لعل أبرزها: الأهمية البالغة لتنظيم هذا اللقاء والحفاظ على دورية انعقاده بالتناوب بين الدول الثلاثة للارتقاء بالعلاقات الثنائية التي تربط كل بلد بالآخر إلى مرحلة نوعية جديدة تتعدى الإطار الثنائي للتفكير والعمل الجماعي علاوة على الإدراك المشترك لضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيق بتدعيم مقومات الأمن والاستقرار بالمنطقة كلها وتعزيز مناعتها لاسيّما مع بروز متغيرات ومستجدات إقليمية وأزمات دولية متلاحقة وفارقة لم يعد بإمكان أي دولة أن تواجه تداعياتها بمفردها، فضلًا عن الحاجة الملحة لأن يكون للدول الثلاثة صوت مسموع موحّد وحضور مؤثر وفاعل في مختلف فضاءات الانتماء الإقليمية والدولية.
كما ورد في البيان الختامي أيضا الاستعداد التام للانفتاح على كل إرادة سياسية صادقة ومخلصة تتقاسم ذات الأولويات المشتركة البناءة في دفع هذا العمل الجماعي المشترك وإثرائه وتعميق التفاهم والتعاون خدمة لأمن واستقرار المنطقة والنأي بها عن سياسة المحاور ومخاطر التدخلات الخارجية ضرورة علاوة على ألا يقتصر هذا التشاور والتنسيق على ملفات سياسية فحسب بل أن يشمل كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية لشعوب الدول الثلاث.
أما فيما يهم الوضع الليبي فقد شدد البيان الختامي على الرفض التام للتدخلات الأجنبية في الشأن الليبي ودعم الجهود الرامية للتوصل إلى تنظيم انتخابات بما يضمن وحدة دولة ليبيا وسلامتها الترابية ويضمن أمنها واستقرارها ونماءها والتأكيد على الدور المحوري لدول المنطقة المجاورة لليبيا في دعم السلطات الليبية في مسار إعادة الاستقرار والأمن وفي جهود إعادة الإعمار.