رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ لـ"الصباح" : المدرسة اليوم مخيبة لآمال التلميذ
تونس-الصباح
تمكنت أمس الأول دورية أمنية تابعة للأمن السريع بالمنستير من ضبط تلميذة تبلغ من العمر 16 سنة كانت برفقة صديقها البالغ من العمر17 سنة بمكان منزو قرب المدرسة الإعدادية بمدينة المنستير وبتفتيشها عثر بحوزتها على سيجارة محشوة بمخدر الزطلة وقطعتين من نفس المخدر.
صباح الشابي
وقد تعهدت فرقة الشرطة العدلية بالقضية وبسماعها أمام الباحث صرحت انها كانت تنوي استهلاك الكمية المحجوزة لديها بمعية صديقها الذي اعترف بدوره انه قام باقتناء قطعة الزطلة من احد المروجين.
وبعد استشارة النيابة العمومية أذنت بمداهمة منزل المروج أين تم حجز مادة القنب الهندي.
وقد تم تحرير محضر بحث من أجل تهمة المسك بنية الاستهلاك والاتجار في مادة مخدرة مدرجة بالجدول "ب" والاحتفاظ بالتلميذة وصديقها والمروج. في انتظار إحالتهم على أنظار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير.
هذه واحدة من بين العديد من القضايا التي تباشرها الوحدات الأمنية والتي تكشف عن مدى تفشي ظاهرة استهلاك وترويج المخدرات في صفوف التلاميذ وكيف انه بات من السهل على التلاميذ الحصول على تلك المواد سواء من مروجين مباشرة بعد أن يقوم هؤلاء باستدراج بعض التلاميذ عبر مدهم مجانا بسيجارة محشوة بمخدر القنب الهندي وبعد أن يدمنون على استهلاكها يستغل مروجو تلك المادة ذلك ويرفضون تسليمهم المخدرات دون مقابل مادي فيضطر التلاميذ المستهلكون إلى شرائها مهما كلفهم الأمر حتى وان دفعهم ذلك إلى ارتكاب جرائم، "براكاجات" او سرقات بالنشل مقابل الحصول على أموال لشراء تلك المواد المدمرة للمجتمع.
او شرائها من قبل تلاميذ تم جرهم إلى عالم المخدرات بسهولة لعدة أسباب اجتماعية كانت او اقتصادية...كالتفكك الأسري وغياب الرقابة العائلية او غيرهما من العديد من الأسباب الأخرى.
وكشف مسح كان قام به المعهد الوطني للصحة في 2023 استهدف الشريحة العمرية بين 13 و 18 سنة أن أكثر من 16 بالمائة من التلاميذ المستجوبين يجدون سهولة في الحصول على مواد مخدرة، فيما تقدر نسبة استهلاك التلاميذ ولو مرة واحدة للأقراص المخدرة 8 بالمائة.
وبحسب نفس نتائج هذا المسح فقد تضاعف استهلاك التلاميذ للمخدرات خمس مرات خلال العقد الأخير، حيث قفز من 1.3٪ في 2013 إلى 8.9٪ في 2023.
وحسب رضا الزهروني رئيس جمعية الاولياء والتلاميذ خلال تعليقه على هذه الظاهرة اعتبر في تصريحه أمس لـ"الصباح" انها قديمة متجددة وتفشيها لا يمكن تجاهله او انكاره مؤكدا على ان الحل لحماية أبنائنا التلاميذ من هذه الآفة الوقاية بتكاتف الجهود بدءا من العائلة النواة الأولى ثم المربين والمختصين في علم الاجتماع وعلم النفس وعلوم التربية والإعلام عن طريق التوعية والحملات التحسيسية.
وبتضافر كافة الجهود يمكن أن نصل ربما إلى حل للحد من الأسباب التي تدفع بالعديد من التلاميذ إلى عالم المخدرات كما أكد على ضرورة ضمان مدرسة تشجع التلميذ على الدراسة وتكون حاملة لآماله وأحلامه لا منفرة منه لأن المدرسة اليوم غير قادرة حسب رأيه ان تكون في المستويات المطلوبة بل انها اليوم مخيبة لآمال التلميذ مشددا على ضرورة إصلاح المدرسة من الداخل، على غرار مراجعة الزمن المدرسي، البرامج التربوية، البنية الأساسية، توفير قاعات للمراجعة حتى لا يضطر التلميذ إلى البقاء خارج المدرسة وبالتالي عرضة للعديد من الانحرافات ولقمة سائغة لأصحاب السوابق ومروجي المخدرات وتكوين المعلمين وتشريكَ الولي في كل ما يتعلق بالإصلاح المدرسي وتدعيم الدوريات الأمنية.
وأردف بالقول ان الحل ليس في إلقاء المسؤوليات كل طرف على عاتق الآخر بل في تضافر كافة الجهود على رأسها الدولة فالحل سياسي استراتيجي بامتياز فالدولة يجب أن تكون لديها معطيات دقيقة حول نسبة تفشي الظاهرة بالوسط المدرسي والفئة الأكثر استهدافا ثم إيجاد الحلول لمعالجة ظاهرة تفشي المخدرات في صفوف التلاميذ معتبرا ان العلاج ليس امنيا فقط رغم ان الجانب الأمني جزء منه وقائي وآخر ردع ولكن الجانب الوقائي يتطلب حسب رأيه عمل يومي لكي لا نفقد الأمل في إنقاذ هؤلاء. وختم بأن الجانب القانوني الردعي عن طريق السجن لا يمكن أن يقضي على ظاهرة استهلاك المخدرات بل الحل وقائي .
ورغم ان القانون التونسي يمنع مستهلكي المخدرات عكس بعض الدول الأخرى الا ان بعض رؤساء جمعيات طب الإدمان والمختصين في معالجة تلك المادة يرون ان السجن ليس الحل لمكافحة ظاهرة استهلاك المخدرات يعتبرون ان ذلك يزيد من تازيم وضعية المستهلك ودفعه إلى عالم الانحراف بل الحل في اعتبار الادمان على الاستهلاك مرضا يتطلب العلاج حتى نشجع المدمنين على استهلاك تلك المادة تلاميذا كانوا ام غيرهم على الإقبال على العلاج.
وكانت الجمعية التونسية لطب الإدمان التي يترأسها الدكتور نبيل بن صالح أمضت اتفاقية مع وزارة التربية تهدف بالأساس حسب تصريح سابق لبن صالح إلى تحصين التلاميذ خاصة في المرحلة الإعدادية من مخاطر المخدرات وتأثيث أوقات فراغهم بأنشطة ثقافية ورياضية عبر إدماجهم في نوادي الموسيقى والمسرح والروبوتيك.
وأضاف أن الجمعية ستعمل من خلال هذه الاتفاقية على تكوين المربين في كيفية التعرف على الأعراض الأولى لاستهلاك المخدرات وتكوين عدد من التلاميذ لتوعيتهم بمخاطر المخدرات ونشر المعلومات الوقائية بين أقرانهم إلى جانب تكوين الأولياء.
رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ لـ"الصباح" : المدرسة اليوم مخيبة لآمال التلميذ
تونس-الصباح
تمكنت أمس الأول دورية أمنية تابعة للأمن السريع بالمنستير من ضبط تلميذة تبلغ من العمر 16 سنة كانت برفقة صديقها البالغ من العمر17 سنة بمكان منزو قرب المدرسة الإعدادية بمدينة المنستير وبتفتيشها عثر بحوزتها على سيجارة محشوة بمخدر الزطلة وقطعتين من نفس المخدر.
صباح الشابي
وقد تعهدت فرقة الشرطة العدلية بالقضية وبسماعها أمام الباحث صرحت انها كانت تنوي استهلاك الكمية المحجوزة لديها بمعية صديقها الذي اعترف بدوره انه قام باقتناء قطعة الزطلة من احد المروجين.
وبعد استشارة النيابة العمومية أذنت بمداهمة منزل المروج أين تم حجز مادة القنب الهندي.
وقد تم تحرير محضر بحث من أجل تهمة المسك بنية الاستهلاك والاتجار في مادة مخدرة مدرجة بالجدول "ب" والاحتفاظ بالتلميذة وصديقها والمروج. في انتظار إحالتهم على أنظار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير.
هذه واحدة من بين العديد من القضايا التي تباشرها الوحدات الأمنية والتي تكشف عن مدى تفشي ظاهرة استهلاك وترويج المخدرات في صفوف التلاميذ وكيف انه بات من السهل على التلاميذ الحصول على تلك المواد سواء من مروجين مباشرة بعد أن يقوم هؤلاء باستدراج بعض التلاميذ عبر مدهم مجانا بسيجارة محشوة بمخدر القنب الهندي وبعد أن يدمنون على استهلاكها يستغل مروجو تلك المادة ذلك ويرفضون تسليمهم المخدرات دون مقابل مادي فيضطر التلاميذ المستهلكون إلى شرائها مهما كلفهم الأمر حتى وان دفعهم ذلك إلى ارتكاب جرائم، "براكاجات" او سرقات بالنشل مقابل الحصول على أموال لشراء تلك المواد المدمرة للمجتمع.
او شرائها من قبل تلاميذ تم جرهم إلى عالم المخدرات بسهولة لعدة أسباب اجتماعية كانت او اقتصادية...كالتفكك الأسري وغياب الرقابة العائلية او غيرهما من العديد من الأسباب الأخرى.
وكشف مسح كان قام به المعهد الوطني للصحة في 2023 استهدف الشريحة العمرية بين 13 و 18 سنة أن أكثر من 16 بالمائة من التلاميذ المستجوبين يجدون سهولة في الحصول على مواد مخدرة، فيما تقدر نسبة استهلاك التلاميذ ولو مرة واحدة للأقراص المخدرة 8 بالمائة.
وبحسب نفس نتائج هذا المسح فقد تضاعف استهلاك التلاميذ للمخدرات خمس مرات خلال العقد الأخير، حيث قفز من 1.3٪ في 2013 إلى 8.9٪ في 2023.
وحسب رضا الزهروني رئيس جمعية الاولياء والتلاميذ خلال تعليقه على هذه الظاهرة اعتبر في تصريحه أمس لـ"الصباح" انها قديمة متجددة وتفشيها لا يمكن تجاهله او انكاره مؤكدا على ان الحل لحماية أبنائنا التلاميذ من هذه الآفة الوقاية بتكاتف الجهود بدءا من العائلة النواة الأولى ثم المربين والمختصين في علم الاجتماع وعلم النفس وعلوم التربية والإعلام عن طريق التوعية والحملات التحسيسية.
وبتضافر كافة الجهود يمكن أن نصل ربما إلى حل للحد من الأسباب التي تدفع بالعديد من التلاميذ إلى عالم المخدرات كما أكد على ضرورة ضمان مدرسة تشجع التلميذ على الدراسة وتكون حاملة لآماله وأحلامه لا منفرة منه لأن المدرسة اليوم غير قادرة حسب رأيه ان تكون في المستويات المطلوبة بل انها اليوم مخيبة لآمال التلميذ مشددا على ضرورة إصلاح المدرسة من الداخل، على غرار مراجعة الزمن المدرسي، البرامج التربوية، البنية الأساسية، توفير قاعات للمراجعة حتى لا يضطر التلميذ إلى البقاء خارج المدرسة وبالتالي عرضة للعديد من الانحرافات ولقمة سائغة لأصحاب السوابق ومروجي المخدرات وتكوين المعلمين وتشريكَ الولي في كل ما يتعلق بالإصلاح المدرسي وتدعيم الدوريات الأمنية.
وأردف بالقول ان الحل ليس في إلقاء المسؤوليات كل طرف على عاتق الآخر بل في تضافر كافة الجهود على رأسها الدولة فالحل سياسي استراتيجي بامتياز فالدولة يجب أن تكون لديها معطيات دقيقة حول نسبة تفشي الظاهرة بالوسط المدرسي والفئة الأكثر استهدافا ثم إيجاد الحلول لمعالجة ظاهرة تفشي المخدرات في صفوف التلاميذ معتبرا ان العلاج ليس امنيا فقط رغم ان الجانب الأمني جزء منه وقائي وآخر ردع ولكن الجانب الوقائي يتطلب حسب رأيه عمل يومي لكي لا نفقد الأمل في إنقاذ هؤلاء. وختم بأن الجانب القانوني الردعي عن طريق السجن لا يمكن أن يقضي على ظاهرة استهلاك المخدرات بل الحل وقائي .
ورغم ان القانون التونسي يمنع مستهلكي المخدرات عكس بعض الدول الأخرى الا ان بعض رؤساء جمعيات طب الإدمان والمختصين في معالجة تلك المادة يرون ان السجن ليس الحل لمكافحة ظاهرة استهلاك المخدرات يعتبرون ان ذلك يزيد من تازيم وضعية المستهلك ودفعه إلى عالم الانحراف بل الحل في اعتبار الادمان على الاستهلاك مرضا يتطلب العلاج حتى نشجع المدمنين على استهلاك تلك المادة تلاميذا كانوا ام غيرهم على الإقبال على العلاج.
وكانت الجمعية التونسية لطب الإدمان التي يترأسها الدكتور نبيل بن صالح أمضت اتفاقية مع وزارة التربية تهدف بالأساس حسب تصريح سابق لبن صالح إلى تحصين التلاميذ خاصة في المرحلة الإعدادية من مخاطر المخدرات وتأثيث أوقات فراغهم بأنشطة ثقافية ورياضية عبر إدماجهم في نوادي الموسيقى والمسرح والروبوتيك.
وأضاف أن الجمعية ستعمل من خلال هذه الاتفاقية على تكوين المربين في كيفية التعرف على الأعراض الأولى لاستهلاك المخدرات وتكوين عدد من التلاميذ لتوعيتهم بمخاطر المخدرات ونشر المعلومات الوقائية بين أقرانهم إلى جانب تكوين الأولياء.