إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد تسجيل 9 إصابات بحمى غرب النيل.. إستراتيجية وطنية لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض

تونس-الصباح

انعقدت خلال الأسبوع المنقضي اللجنة الوطنية المشتركة لتعزيز اليقظة البيئية ومكافحة الحشرات الناقلة للأمراض، جلسة شدّد خلالها وزير الصحّة على تسخير جميع الإمكانيات المتاحة لمكافحة نواقل الأمراض وضرورة تنسيق الجهود بين جميع الجهات المعنية، بما في ذلك المجتمع المدني والمواطنين، من خلال حملات توعوية تستهدف حماية الصحة العامة، كما أشار إلى أهمية إتباع نهج "الصحة الواحدة"(One Health)، الذي يركز على الترابط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.

وللتعرف على الحشرات الناقلة والمخاطر التي يمكن أن تتسبب فيها اتصلت "الصباح" بسمير الورغمي مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة الذي أفادنا أن الحشرات الناقلة هي كل الحشرات الناقلة للأمراض.

9 إصابات بحمى غرب النيل

وحول الإصابات التي تم تسجيلها نتيجة للسع حشرات ناقلة كشف مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة أنه وخلال العام الحالي وقع تسجيل حوالي 9 إصابات بحمى غرب النيل بولاية توزر وبعدد من الولايات الأخرى، مشيرا إلى أن التكفل العاجل بالحالات المكتشفة ساهم في عدم تسجيل أي وفيات خلال العام الحالي 2024 في حين أنه وخلال العام الماضي 2023 تسببت حمى غرب النيل في 5 وفيات بولاية توزر، مشيرا إلى أن الإصابات محلية نتيجة لتكاثر البعوض الناقل لهذا المرض، وهي إصابات تحصل بين شهر أوت وشهر أكتوبر.

وبين أن حمى المستنقعات أو ما يعرف بـ"الملاريا" تم القضاء عليها منذ 1979 حيث تحصلت بلادنا على شهادة من منظمة الصحة العالمية تثبت خولها من البعوض الناقل لهذا المرض، مبرزا أن الحالات التي تم تسجيلها هي حالات وافدة لأشخاص لم يستكملوا التلاقيح اللازمة عند السفر خاصة إلى إحدى الدول الإفريقية .

 وفي هذا الخصوص كان منسق البرنامج الوطني لمكافحة السّل والملاريا بإدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة، عبد الرؤوف المنصوري، قد أكد في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن تونس لم تسجل أي حالة محلية حاملة للملاريا Le paludisme منذ 1979، وهذا يعود إلى الإستراتيجية الوطنية التي وضعتها وزارة الصحة آنذاك وفيها  "التقصي والتشخيص والبحوث والمراقبة الدائمة على الحدود البرية والجوية والبحرية"، بما مكنها من القضاء على هذا المرض تماما.

وأوضح المنصوري، "أنّ الحالات المسجلة حاليا في تونس والمقدرة بـ180 حالة، هي بالأساس حالات مستوردة من الخارج وخاصة من دول جنوب الصحراء ومن دول حاضنة،

 لافتا إلى أن وضعية المرضى مستقرة ولا تثير الخوف.

وشدّد المنصوري، أنّ المالاريا أو حمى المستنقعات هي مرض غير معد ولا ينتقل عبر الهواء. وينتقل مرض الملاريا إلى الإنسان عن طريق لدغة نوع من البعوض ويسمى «الآنوفال"(Anophèle)، ويتغذى من المستنقعات والأودية وينتشر في بعض الدول الإفريقية المصنفة حاضنة لهذا الداء وهو ما يفسر، وفق تعبيره، رصد حالات مستوردة".

تغير جغرافي لانتشار الحشرات الناقلة بفعل التغيرات المناخية

وشرح سمير الورغمي مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط لـ"الصباح" أن الجهات المعنية في تونس تسهر على متابعة أماكن لما يعرف بـ"مخافر" تكاثر الحشرات خاصة وأن التغيرات المناخية غيرت الانتشار الجغرافي للحشرات الناقلة، وهذا التغير استوجب مزيدا من اليقظة نظرا لخطورة هذه الحشرات خاصة وأن مرض "الملاريا" من الأمراض الخطيرة جدا، حسب وصفه.

وبين مصدرنا أن هناك خلية قارة صلب وزارة الداخلية والجماعات المحلية لمقاومة الحشرات الناقلة للأمراض، مبرزا أنها تتكون من ممثلين عن وزارات الصحة والداخلية والتجهيز والإسكان والبيئة والفلاحة بالإضافة إلى الديوان الوطني للتطهير والبلديات، شارحا أن دور هذه اللجنة يتمثل في إعداد خطة سنوية لمقاومة الحشرات تسهر على تنفيذها كما تتابع وضع المناطق التي تعاني من إشكاليات وتعدل من خططها وفق الإشعارات التي تتلقاها من المواطنين والجهات المعنية على غرار البلديات.

إستراتيجية وطنية لمراقبة الأمراض المنقولة بالنواقل

وكشف مصدرنا أن وزارة الصحة وتحديدا إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط وضعت إستراتيجية في مجال الوقاية من الأمراض المنقولة بواسطة النواقل والتي تتمثل في    حصر المخافر المحتملة لتوالد البعوض وتحيينها واقتراح الطرق الملائمة لمعالجة المخابر الإيجابية، بالإضافة إلى       مراقبة أنواع البعوض غير المتوطنة على غرار "البعوض النمر" من خلال تفخيخ بيض البعوض والبعوض البالغ بنقاط المراقبة بالمناطق الحدودية ونقاط العبور، مع مراقبة أنواع البعوض المتوطنة من خلال أخذ عينات من يرقات البعوض وتصنيف أنواعها مخبريا للتعرف على الأنواع الناقلة للأمراض من قبيل تلك الناقلة لحمى غرب النيل، والملاريا..

وأبرز مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط أن العمل متواصل للوقاية من مرض حمى غرب النيل الذي ينتشر خلال الفترة المتراوحة بين شهر أوت وشهر أكتوبر من كل سنة وذلك من خلال مراقبة البعوض الناقل لهذا المرض من نوع "Culex" والقيام بالإجراءات الاستقصائية اللازمة في حالة تسجيل إصابات بهذا المرض(entomologique    enquête) وذلك بالتعاون مع المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة.

ومن مرتكزات الإستراتيجية، وفق ما أكده، تحديد قائمة المبيدات الحشرية التي يمكن اقتناؤها للمداواة، وترتكز طريقة الاختيار على أساس  مدة بقاء المبيدات في المحيط ودرجة السمومية، وعلى هذا الأساس تتم مراسلة مصالح وزارة الداخلية،  وتحديدا إدارة الشؤون المحلية للاعتماد عليها في عمليات اقتناء المبيدات.

وأردف مبينا أن الإستراتيجية الوطنية تقوم على معاضدة مجهودات البلديات في عمليات مداواة البعوض من خلال توفير كميات من المبيدات وتوزيعها على الولايات بالتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية خلال شهر مارس من كل سنة.

ومن أهم الإجراءات التي تنبني عليها الإستراتيجية الوطنية القيام بدراسات لتقييم مستوى المناعة لدى البعوض إزاء أنواع المبيدات الحشرية المستعملة بالتعاون مع مخبر معهد باستور بتونس،  وفق تأكيده.

وقد بين الورغمي أن أنشطة مراقبة البعوض المنجزة خلال سنة 2024 وإلى حدود شهر أكتوبر الجاري 2024 قد مكنت من توفير معطيات صلبة ساعدت على       تبويب أولويات التدخل أمام كثرة المخافر الحاضنة لهذه الحشرات ومحدودية الإمكانيات، مع العمل على التصرف بنجاعة أفضل في بعض الوضعيات الاستثنائية على غرار تفشي مرض منقول بواسطة البعوض..، من خلال توجيه الهياكل المعنية بالمكافحة نحو مداواة المخافر ذات الأولوية الحاضنة لأنواع البعوض المتسببة في تسجيل أمراض ببعض الجهات.

وشدد على أن الجهات المعنية تعمل بكل الوسائل على التفطن بالسرعة المطلوبة للأنواع الخطيرة من البعوض غير المتوطنة والتي يمكن أن تتسرب داخل البلاد.

برنامج خصوصي للتحكم في انتشار الحشرات الناقلة

كما أشار إلى وجود برنامج خصوصي للتحكم في انتشار نواقل الأمراض في تونس والذي تعمل من خلاله مصالح وزارة الصحة على مواصلة تحديد مخافر توالد البعوض النمر وأماكن راحته بما يضمن مكافحته بالطرق الناجعة وذلك من خلال تركيز وسائل لتفخيخ البعوض في طور البيض (pièges pondoirs) خاصة بالمناطق الحضرية وشبه الحضرية ومراقبتها بصفة منتظمة للوقوف على مدى وجود بيض البعوض بالفخاخ ورفع البيض في حالة التعرض له لتتم فيما بعد عملية التفقيس بالمخبر وتربية اليرقات إلى حين بلوغها الطور الرابع من النمو وهو ما يسمح بتصنيفها والوقوف على مدى انتمائها لأنواع الحشرات الخطيرة على الصحة.

إلى جانب مكافحة اليرقات عبر تجديد المياه المجمّعة وإتلاف الأوعية المتروكة مع تغطية أوعية تجميع المياه، بالإضافة إلى ردم الآبار المتروكة أو إحكام غلقها وتعهد المسابح وأحواض المياه والقنوات المنزلية لتصريف المياه.

كما تقوم الخطة الخصوصية على مكافحة البعوض الطائر.

واعتبر مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط أن  تحسيس المتساكنين ذو أهمية قصوى لضمان مشاركتهم النشيطة في مكافحة البعوض خاصة منه البعوض النمري الذي يتوالد ويتكاثر في أماكن "مخافر" صغيرة الحجم توجد عادة بالمنازل، وهو ما يتعيّن في هذا السياق إعلام المواطنين بدورة حياة البعوض وأماكن توالده وتكاثره بغرض مساهمتهم الفعّالة في مكافحته بطرق إبادة اليرقات المذكورة وإعلام المصالح المعنية متى توفّرت معلومات حول وجود البعوض النمر لاتخاذ  الإجراءات اللازمة.

حنان قيراط

بعد تسجيل 9 إصابات بحمى غرب النيل.. إستراتيجية وطنية لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض

تونس-الصباح

انعقدت خلال الأسبوع المنقضي اللجنة الوطنية المشتركة لتعزيز اليقظة البيئية ومكافحة الحشرات الناقلة للأمراض، جلسة شدّد خلالها وزير الصحّة على تسخير جميع الإمكانيات المتاحة لمكافحة نواقل الأمراض وضرورة تنسيق الجهود بين جميع الجهات المعنية، بما في ذلك المجتمع المدني والمواطنين، من خلال حملات توعوية تستهدف حماية الصحة العامة، كما أشار إلى أهمية إتباع نهج "الصحة الواحدة"(One Health)، الذي يركز على الترابط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.

وللتعرف على الحشرات الناقلة والمخاطر التي يمكن أن تتسبب فيها اتصلت "الصباح" بسمير الورغمي مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة الذي أفادنا أن الحشرات الناقلة هي كل الحشرات الناقلة للأمراض.

9 إصابات بحمى غرب النيل

وحول الإصابات التي تم تسجيلها نتيجة للسع حشرات ناقلة كشف مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة أنه وخلال العام الحالي وقع تسجيل حوالي 9 إصابات بحمى غرب النيل بولاية توزر وبعدد من الولايات الأخرى، مشيرا إلى أن التكفل العاجل بالحالات المكتشفة ساهم في عدم تسجيل أي وفيات خلال العام الحالي 2024 في حين أنه وخلال العام الماضي 2023 تسببت حمى غرب النيل في 5 وفيات بولاية توزر، مشيرا إلى أن الإصابات محلية نتيجة لتكاثر البعوض الناقل لهذا المرض، وهي إصابات تحصل بين شهر أوت وشهر أكتوبر.

وبين أن حمى المستنقعات أو ما يعرف بـ"الملاريا" تم القضاء عليها منذ 1979 حيث تحصلت بلادنا على شهادة من منظمة الصحة العالمية تثبت خولها من البعوض الناقل لهذا المرض، مبرزا أن الحالات التي تم تسجيلها هي حالات وافدة لأشخاص لم يستكملوا التلاقيح اللازمة عند السفر خاصة إلى إحدى الدول الإفريقية .

 وفي هذا الخصوص كان منسق البرنامج الوطني لمكافحة السّل والملاريا بإدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة، عبد الرؤوف المنصوري، قد أكد في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن تونس لم تسجل أي حالة محلية حاملة للملاريا Le paludisme منذ 1979، وهذا يعود إلى الإستراتيجية الوطنية التي وضعتها وزارة الصحة آنذاك وفيها  "التقصي والتشخيص والبحوث والمراقبة الدائمة على الحدود البرية والجوية والبحرية"، بما مكنها من القضاء على هذا المرض تماما.

وأوضح المنصوري، "أنّ الحالات المسجلة حاليا في تونس والمقدرة بـ180 حالة، هي بالأساس حالات مستوردة من الخارج وخاصة من دول جنوب الصحراء ومن دول حاضنة،

 لافتا إلى أن وضعية المرضى مستقرة ولا تثير الخوف.

وشدّد المنصوري، أنّ المالاريا أو حمى المستنقعات هي مرض غير معد ولا ينتقل عبر الهواء. وينتقل مرض الملاريا إلى الإنسان عن طريق لدغة نوع من البعوض ويسمى «الآنوفال"(Anophèle)، ويتغذى من المستنقعات والأودية وينتشر في بعض الدول الإفريقية المصنفة حاضنة لهذا الداء وهو ما يفسر، وفق تعبيره، رصد حالات مستوردة".

تغير جغرافي لانتشار الحشرات الناقلة بفعل التغيرات المناخية

وشرح سمير الورغمي مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط لـ"الصباح" أن الجهات المعنية في تونس تسهر على متابعة أماكن لما يعرف بـ"مخافر" تكاثر الحشرات خاصة وأن التغيرات المناخية غيرت الانتشار الجغرافي للحشرات الناقلة، وهذا التغير استوجب مزيدا من اليقظة نظرا لخطورة هذه الحشرات خاصة وأن مرض "الملاريا" من الأمراض الخطيرة جدا، حسب وصفه.

وبين مصدرنا أن هناك خلية قارة صلب وزارة الداخلية والجماعات المحلية لمقاومة الحشرات الناقلة للأمراض، مبرزا أنها تتكون من ممثلين عن وزارات الصحة والداخلية والتجهيز والإسكان والبيئة والفلاحة بالإضافة إلى الديوان الوطني للتطهير والبلديات، شارحا أن دور هذه اللجنة يتمثل في إعداد خطة سنوية لمقاومة الحشرات تسهر على تنفيذها كما تتابع وضع المناطق التي تعاني من إشكاليات وتعدل من خططها وفق الإشعارات التي تتلقاها من المواطنين والجهات المعنية على غرار البلديات.

إستراتيجية وطنية لمراقبة الأمراض المنقولة بالنواقل

وكشف مصدرنا أن وزارة الصحة وتحديدا إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط وضعت إستراتيجية في مجال الوقاية من الأمراض المنقولة بواسطة النواقل والتي تتمثل في    حصر المخافر المحتملة لتوالد البعوض وتحيينها واقتراح الطرق الملائمة لمعالجة المخابر الإيجابية، بالإضافة إلى       مراقبة أنواع البعوض غير المتوطنة على غرار "البعوض النمر" من خلال تفخيخ بيض البعوض والبعوض البالغ بنقاط المراقبة بالمناطق الحدودية ونقاط العبور، مع مراقبة أنواع البعوض المتوطنة من خلال أخذ عينات من يرقات البعوض وتصنيف أنواعها مخبريا للتعرف على الأنواع الناقلة للأمراض من قبيل تلك الناقلة لحمى غرب النيل، والملاريا..

وأبرز مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط أن العمل متواصل للوقاية من مرض حمى غرب النيل الذي ينتشر خلال الفترة المتراوحة بين شهر أوت وشهر أكتوبر من كل سنة وذلك من خلال مراقبة البعوض الناقل لهذا المرض من نوع "Culex" والقيام بالإجراءات الاستقصائية اللازمة في حالة تسجيل إصابات بهذا المرض(entomologique    enquête) وذلك بالتعاون مع المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة.

ومن مرتكزات الإستراتيجية، وفق ما أكده، تحديد قائمة المبيدات الحشرية التي يمكن اقتناؤها للمداواة، وترتكز طريقة الاختيار على أساس  مدة بقاء المبيدات في المحيط ودرجة السمومية، وعلى هذا الأساس تتم مراسلة مصالح وزارة الداخلية،  وتحديدا إدارة الشؤون المحلية للاعتماد عليها في عمليات اقتناء المبيدات.

وأردف مبينا أن الإستراتيجية الوطنية تقوم على معاضدة مجهودات البلديات في عمليات مداواة البعوض من خلال توفير كميات من المبيدات وتوزيعها على الولايات بالتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية خلال شهر مارس من كل سنة.

ومن أهم الإجراءات التي تنبني عليها الإستراتيجية الوطنية القيام بدراسات لتقييم مستوى المناعة لدى البعوض إزاء أنواع المبيدات الحشرية المستعملة بالتعاون مع مخبر معهد باستور بتونس،  وفق تأكيده.

وقد بين الورغمي أن أنشطة مراقبة البعوض المنجزة خلال سنة 2024 وإلى حدود شهر أكتوبر الجاري 2024 قد مكنت من توفير معطيات صلبة ساعدت على       تبويب أولويات التدخل أمام كثرة المخافر الحاضنة لهذه الحشرات ومحدودية الإمكانيات، مع العمل على التصرف بنجاعة أفضل في بعض الوضعيات الاستثنائية على غرار تفشي مرض منقول بواسطة البعوض..، من خلال توجيه الهياكل المعنية بالمكافحة نحو مداواة المخافر ذات الأولوية الحاضنة لأنواع البعوض المتسببة في تسجيل أمراض ببعض الجهات.

وشدد على أن الجهات المعنية تعمل بكل الوسائل على التفطن بالسرعة المطلوبة للأنواع الخطيرة من البعوض غير المتوطنة والتي يمكن أن تتسرب داخل البلاد.

برنامج خصوصي للتحكم في انتشار الحشرات الناقلة

كما أشار إلى وجود برنامج خصوصي للتحكم في انتشار نواقل الأمراض في تونس والذي تعمل من خلاله مصالح وزارة الصحة على مواصلة تحديد مخافر توالد البعوض النمر وأماكن راحته بما يضمن مكافحته بالطرق الناجعة وذلك من خلال تركيز وسائل لتفخيخ البعوض في طور البيض (pièges pondoirs) خاصة بالمناطق الحضرية وشبه الحضرية ومراقبتها بصفة منتظمة للوقوف على مدى وجود بيض البعوض بالفخاخ ورفع البيض في حالة التعرض له لتتم فيما بعد عملية التفقيس بالمخبر وتربية اليرقات إلى حين بلوغها الطور الرابع من النمو وهو ما يسمح بتصنيفها والوقوف على مدى انتمائها لأنواع الحشرات الخطيرة على الصحة.

إلى جانب مكافحة اليرقات عبر تجديد المياه المجمّعة وإتلاف الأوعية المتروكة مع تغطية أوعية تجميع المياه، بالإضافة إلى ردم الآبار المتروكة أو إحكام غلقها وتعهد المسابح وأحواض المياه والقنوات المنزلية لتصريف المياه.

كما تقوم الخطة الخصوصية على مكافحة البعوض الطائر.

واعتبر مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط أن  تحسيس المتساكنين ذو أهمية قصوى لضمان مشاركتهم النشيطة في مكافحة البعوض خاصة منه البعوض النمري الذي يتوالد ويتكاثر في أماكن "مخافر" صغيرة الحجم توجد عادة بالمنازل، وهو ما يتعيّن في هذا السياق إعلام المواطنين بدورة حياة البعوض وأماكن توالده وتكاثره بغرض مساهمتهم الفعّالة في مكافحته بطرق إبادة اليرقات المذكورة وإعلام المصالح المعنية متى توفّرت معلومات حول وجود البعوض النمر لاتخاذ  الإجراءات اللازمة.

حنان قيراط