إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

هادي قزمير لـ "الصباح": تونس ملهمة للفنان الروسي "ماكش ماقوميدوف" ليكون " "روبزوف" الوقت الراهن

تونس-الصباح

بمناسبة تواصل معرض الفنان الروسي "ماكش ماقوميدوف" في المقهى الثقافي "جورنال" بالضاحية الشمالية الى غاية 31 من الشهر الجاري، كان لـ"الصباح" لقاء مع صاحب الفضاء هادي قزمير للحديث عن أعمال التشكيلي ماكش وأصل فكرة عرض لوحات فنية في مكان، غالبا ما يكون مجالا لأنشطة أخرى.

في مستهل الحديث أكد محدثنا أن المقهى الثقافي يسعى إلى تشجيع الطاقات الإبداعية سواء تعلقت بالفنون التشكيلية أو باللقاءات الأدبية من خلال عرض الأعمال الفنية بمختلف انماطها وتياراتها تونسية كانت أو أجنبية، فضلا عن النقاشات والحوارات التي يستطيع رواد الفضاء وكل من سولت له نفسه المشاركة أن يساهم في إثراء الأنشطة لتعم الفائدة على الجميع..

أما أصل فكرة هذا المشروع الثقافي الذي انطلق منذ التسعينات، فيرجع -وفق تصريحات محدثنا- الى تأثره بالمقاهي الأدبية بباريس اين اكمل دراساته العليا وتحديدا في مونمارتر.. حيث يجتمع الفنانون والمفكرون والكتاب والتشكيليون، مما ساهم في ولادة أعمال فنية قيمة لا تحصى ولا تعد، لم تجد طريقا الى الناس بمختلف اذواقهم وثقافاتهم إلا عبر تلك الفضاءات..

أما بالنسبة للمقهى الثقافي الذي نحن بصدده، فهي تحاول -حسب هادي قزمير- ان "تخطو نحو تلك الاهداف، من خلال تشجيع المبدعين وتوفير الأجواء المناسبة لتقديم إنتاجاتهم.. مع عدم التمتع بعمولة مقابل تلك الخدمات مهما كانت قيمة الفنان ذائع الصيت كان أو في بداية مشواره الفني.. عكس ممارسات فضاءات الفن التشكيلي الأخرى" وفق قوله.

ويضيف صاحب الفضاء في ذات السياق أن " الطريف في هذا الفضاء الثقافي أن الحريف يجد نفسه كل يوم امام لوحة فنية مختلفة عن سابقتها ومن زوايا متنوعة باعتبار أنّ جميع اللوحات تكسو الجدران، إذ كلما التفت الزائر برأسه صوب يمينه أو يساره تشده الالوان ومختلف التيارات الفنية.."

أما عن الفنان الروسي ماكش ماقوميدوف فقد بين هادي قزمير لـ"الصباح" أن "أول لقاء جمعهما كان سنة 2002 .. وماكش هو لاعب كرة طائرة تقمص ازياء فريق السعيدية الرياضة، ليفتن في تلك الفترة بجمال سيدي بوسعيد والجنوب التونسي وغيرها من الاماكن الساحرة.. اولى تجاربه في الفن التشكيلي كانت مع منير لطيف صاحب معرض بسيدي بوسعيد ثم شارك في العديد من المعارض الاخرى الى أن صقلت موهبته الفنية واتفقنا منذ اوائل الالفينات أن نعمل على إحياء معرض كل ثلاث أو اربع سنوات، وبالفعل كان له ما أراد.."

ويضيف متحدثا عن ماكش ماقوميدوف فيقول أن الكثيرين من النقاد الفنيين والتشكيليين يعتبرونه" روبزوف الوقت الراهن" باعتبار أن الكسندر روبزوف كان من أشهر التشكيليين الطبيعيين في أواخر القرن التاسع عشر ، حيث ابدع ماكش بحساسيته المفرطة في نقل اهم خصائص أشهر الاماكن في تونس بمصداقية عالية تجعلك تشعر وكأنك عنصر من عناصر اللوحة وبصدد التجول والتمتع بأماكن في غاية الروعة..

ذلك أن الفنان الروسي من خلال طبرقة ودوز وسواحل جربة الٱسرة وغيرها استطاع أن يستلهم العديد من الأبعاد الجمالية الملهمة التي كانت بمثابة كشف فصل جديد في رحلته الفنية الممتدة على أكثر من ثلاثين عاما"..

أما عن التقنيات المعتمدة في أعمال ماكش المعروضة حاليا بالمقهى الثقافي -حسب صاحب الفضاء- فهي تمثل مجموعة واسعة من التقنيات، وإن حافظ في مجمل اعماله على نفس التيار، إذ استعمل الألوان المائية والألوان الزيتية باستخدام الفرشاة والسكين حتى يكون امينا أكثر في نقل التفاصيل المعقدة للمناظر الطبيعية كأنه تونسي الهوى والاصل.. علما وأنه نادرا ما يستعمل مادة الاكريليك.."

وحول المواضيع التي تناولها الفنان الروسي ماكاش ماقوميدوف -حسب محدثنا، فإن كل لوحة تمثل دعوة لاعادة اكتشاف تونس من زوايا مختلفة عن السائد من خلال الأسواق النابضة بالحياة والاعياد الوطنية والمناظر الساكنة الدقيقة المعمقة في مضامينها والصور الشخصية الحميمة.."

++ تشكيليون من مختلف الجنسيات

من جهة أخرى أكد هادي قزمير أن التشكيليين الذين كان لهم دور هام في تنشيط الحركة الثقافية منذ التسعينات، كانوا أصحاب جنسيات مختلفة ومتعددة، ومن البديهي أن يكون الحضور التونسي له وقع خاص من حيث المضامين الفنية واستقطاب الجماهير ذلك أن"اغلبهم كانت لهم بصمة واضحة في هذا المسار الفني على غرار حمد الصوابني ومراد الحرباوي ومستاري شقرون وبية بلعربي وحليم كاريبيبان وماجد زليلة ونادية الخياري( مشاركة بمعرض تحت عنوان caméléon ) وغيرهم من الفنانين"..

لعل إحياء معارض متبنية مختلف المسارات التشكيلية في مقهى ثقافي وبصفة منتظمة من شأنه أن يدعم المجال الفكري وينمي الذائقة العامة، ناهيك أن المعارض تفتح باب النقاشات والحوارات اليومية بين رواد الفضاء إثر تأمل وقراءة الأعمال أو بين فنانين يرون أن مواكبة الأعمال التشكيلية والجدال حول تفاصيلها من حيث التقنيات والرؤى الجمالية من شأنه أن يطور القطاع ويثري الحركة الثقافية عامة.

هادي قزمير اشار كذلك إلى أن الفضاء صحيح انه بدأ المشوار مع الفن التشكيلي منذ التسعينات وقدم الاحاطة اللازمة للكثير من الفنانين المبتدئين، لكنه "سرعان ما احتضن كذلك ثلة من الادباء والمفكرين، والى الٱن يشهد الفضاء إمضاء الكثير من المؤلفات الحديثة وتكوين حلقات نقاش يحضرها الكثير من الكتاب الفاعلين في الساحة الأدبية'"

وعن مسألة الدعم والحركة التشكيلية في تونس يؤكد هادي قزمير لـ"الصباح" أن تونس تعج بالكفاءات الفنية و"لا بد من توفير الدعم الكافي للتشكيليين الشبان، ولم لا توفير فضاءات خارج الفضاءات المغلقة في أماكن سياحية وهي كثيرة في تونس.. أقترح كذلك تشجيع التيارات الحديثة التي ظهرت مؤخرا في بلدنا مثل "ستريت ٱرت" الفن الذي كشف مواكبة وموهبة كبيرة على مستوى نقل ملامح سياسات العالم من خلال آخر الأخبار والمستجدات المهددة لسلامة البشر من حروب واوبئة وغيرها من الازمات المستفحلة في العالم...

وليد عبداللاوي 

 

 

هادي قزمير لـ "الصباح":  تونس ملهمة للفنان الروسي "ماكش ماقوميدوف"  ليكون " "روبزوف" الوقت الراهن

تونس-الصباح

بمناسبة تواصل معرض الفنان الروسي "ماكش ماقوميدوف" في المقهى الثقافي "جورنال" بالضاحية الشمالية الى غاية 31 من الشهر الجاري، كان لـ"الصباح" لقاء مع صاحب الفضاء هادي قزمير للحديث عن أعمال التشكيلي ماكش وأصل فكرة عرض لوحات فنية في مكان، غالبا ما يكون مجالا لأنشطة أخرى.

في مستهل الحديث أكد محدثنا أن المقهى الثقافي يسعى إلى تشجيع الطاقات الإبداعية سواء تعلقت بالفنون التشكيلية أو باللقاءات الأدبية من خلال عرض الأعمال الفنية بمختلف انماطها وتياراتها تونسية كانت أو أجنبية، فضلا عن النقاشات والحوارات التي يستطيع رواد الفضاء وكل من سولت له نفسه المشاركة أن يساهم في إثراء الأنشطة لتعم الفائدة على الجميع..

أما أصل فكرة هذا المشروع الثقافي الذي انطلق منذ التسعينات، فيرجع -وفق تصريحات محدثنا- الى تأثره بالمقاهي الأدبية بباريس اين اكمل دراساته العليا وتحديدا في مونمارتر.. حيث يجتمع الفنانون والمفكرون والكتاب والتشكيليون، مما ساهم في ولادة أعمال فنية قيمة لا تحصى ولا تعد، لم تجد طريقا الى الناس بمختلف اذواقهم وثقافاتهم إلا عبر تلك الفضاءات..

أما بالنسبة للمقهى الثقافي الذي نحن بصدده، فهي تحاول -حسب هادي قزمير- ان "تخطو نحو تلك الاهداف، من خلال تشجيع المبدعين وتوفير الأجواء المناسبة لتقديم إنتاجاتهم.. مع عدم التمتع بعمولة مقابل تلك الخدمات مهما كانت قيمة الفنان ذائع الصيت كان أو في بداية مشواره الفني.. عكس ممارسات فضاءات الفن التشكيلي الأخرى" وفق قوله.

ويضيف صاحب الفضاء في ذات السياق أن " الطريف في هذا الفضاء الثقافي أن الحريف يجد نفسه كل يوم امام لوحة فنية مختلفة عن سابقتها ومن زوايا متنوعة باعتبار أنّ جميع اللوحات تكسو الجدران، إذ كلما التفت الزائر برأسه صوب يمينه أو يساره تشده الالوان ومختلف التيارات الفنية.."

أما عن الفنان الروسي ماكش ماقوميدوف فقد بين هادي قزمير لـ"الصباح" أن "أول لقاء جمعهما كان سنة 2002 .. وماكش هو لاعب كرة طائرة تقمص ازياء فريق السعيدية الرياضة، ليفتن في تلك الفترة بجمال سيدي بوسعيد والجنوب التونسي وغيرها من الاماكن الساحرة.. اولى تجاربه في الفن التشكيلي كانت مع منير لطيف صاحب معرض بسيدي بوسعيد ثم شارك في العديد من المعارض الاخرى الى أن صقلت موهبته الفنية واتفقنا منذ اوائل الالفينات أن نعمل على إحياء معرض كل ثلاث أو اربع سنوات، وبالفعل كان له ما أراد.."

ويضيف متحدثا عن ماكش ماقوميدوف فيقول أن الكثيرين من النقاد الفنيين والتشكيليين يعتبرونه" روبزوف الوقت الراهن" باعتبار أن الكسندر روبزوف كان من أشهر التشكيليين الطبيعيين في أواخر القرن التاسع عشر ، حيث ابدع ماكش بحساسيته المفرطة في نقل اهم خصائص أشهر الاماكن في تونس بمصداقية عالية تجعلك تشعر وكأنك عنصر من عناصر اللوحة وبصدد التجول والتمتع بأماكن في غاية الروعة..

ذلك أن الفنان الروسي من خلال طبرقة ودوز وسواحل جربة الٱسرة وغيرها استطاع أن يستلهم العديد من الأبعاد الجمالية الملهمة التي كانت بمثابة كشف فصل جديد في رحلته الفنية الممتدة على أكثر من ثلاثين عاما"..

أما عن التقنيات المعتمدة في أعمال ماكش المعروضة حاليا بالمقهى الثقافي -حسب صاحب الفضاء- فهي تمثل مجموعة واسعة من التقنيات، وإن حافظ في مجمل اعماله على نفس التيار، إذ استعمل الألوان المائية والألوان الزيتية باستخدام الفرشاة والسكين حتى يكون امينا أكثر في نقل التفاصيل المعقدة للمناظر الطبيعية كأنه تونسي الهوى والاصل.. علما وأنه نادرا ما يستعمل مادة الاكريليك.."

وحول المواضيع التي تناولها الفنان الروسي ماكاش ماقوميدوف -حسب محدثنا، فإن كل لوحة تمثل دعوة لاعادة اكتشاف تونس من زوايا مختلفة عن السائد من خلال الأسواق النابضة بالحياة والاعياد الوطنية والمناظر الساكنة الدقيقة المعمقة في مضامينها والصور الشخصية الحميمة.."

++ تشكيليون من مختلف الجنسيات

من جهة أخرى أكد هادي قزمير أن التشكيليين الذين كان لهم دور هام في تنشيط الحركة الثقافية منذ التسعينات، كانوا أصحاب جنسيات مختلفة ومتعددة، ومن البديهي أن يكون الحضور التونسي له وقع خاص من حيث المضامين الفنية واستقطاب الجماهير ذلك أن"اغلبهم كانت لهم بصمة واضحة في هذا المسار الفني على غرار حمد الصوابني ومراد الحرباوي ومستاري شقرون وبية بلعربي وحليم كاريبيبان وماجد زليلة ونادية الخياري( مشاركة بمعرض تحت عنوان caméléon ) وغيرهم من الفنانين"..

لعل إحياء معارض متبنية مختلف المسارات التشكيلية في مقهى ثقافي وبصفة منتظمة من شأنه أن يدعم المجال الفكري وينمي الذائقة العامة، ناهيك أن المعارض تفتح باب النقاشات والحوارات اليومية بين رواد الفضاء إثر تأمل وقراءة الأعمال أو بين فنانين يرون أن مواكبة الأعمال التشكيلية والجدال حول تفاصيلها من حيث التقنيات والرؤى الجمالية من شأنه أن يطور القطاع ويثري الحركة الثقافية عامة.

هادي قزمير اشار كذلك إلى أن الفضاء صحيح انه بدأ المشوار مع الفن التشكيلي منذ التسعينات وقدم الاحاطة اللازمة للكثير من الفنانين المبتدئين، لكنه "سرعان ما احتضن كذلك ثلة من الادباء والمفكرين، والى الٱن يشهد الفضاء إمضاء الكثير من المؤلفات الحديثة وتكوين حلقات نقاش يحضرها الكثير من الكتاب الفاعلين في الساحة الأدبية'"

وعن مسألة الدعم والحركة التشكيلية في تونس يؤكد هادي قزمير لـ"الصباح" أن تونس تعج بالكفاءات الفنية و"لا بد من توفير الدعم الكافي للتشكيليين الشبان، ولم لا توفير فضاءات خارج الفضاءات المغلقة في أماكن سياحية وهي كثيرة في تونس.. أقترح كذلك تشجيع التيارات الحديثة التي ظهرت مؤخرا في بلدنا مثل "ستريت ٱرت" الفن الذي كشف مواكبة وموهبة كبيرة على مستوى نقل ملامح سياسات العالم من خلال آخر الأخبار والمستجدات المهددة لسلامة البشر من حروب واوبئة وغيرها من الازمات المستفحلة في العالم...

وليد عبداللاوي