دعت المعارضة النقابية داخل الاتحاد العام التونسي للشغل، من خلال "الملتقى النقابي من أجل ترسيخ الممارسة النقابية"، الى اجتماع نقابي ببطحاء محمد علي، غدا السبت، ووفق نص الدعوة فإن الاجتماع سيخصص لنقاش واقع أزمة العمل النقابي داخل المنظمة وسبل تجاوزها، وتأتي هذه الدعوة على خلفية ما اعتبرته المعارضة النقابية "ازدياد حدّة الأزمة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل" حيث أشارت المعارضة النقابية أن هذه الأزمة تعمّقت بعد المجلس الوطني، كما أن "كل هياكل المنظمة أصبحت في عطالة ومنقسمة"، وفق نص الدعوة..
المعارضة النقابية أكدت أيضا أن نتائج هذا الوضع ستكون كارثية على مصالح الطبقة العاملة وعموم الشغالين!
ولم ينجح لا عقد المجلس الوطني، مؤخرا، ولا اعتذار الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عن تنقيح الفصل 20 وتحمّله لمسؤولية ذلك الخطأ في امتصاص الخلافات والغضب داخل المنظمة الشغيلة، بل ساهم في بروز خلافات جديدة وانقسام في المواقف بين شق نقابي يدفع الى عقد مؤتمر استثنائي أو شق يدافع على الإبقاء على موعد المؤتمر مع التوافق على قائمة اسمية، هذا الى جانب المعارضة النقابية التي تطرح تشكيل هيئة تسييرية وقتية.. وقد انتهى المجلس الوطني دون حسم الخلاف الذي عاد بقوة في اليومين الأخيرين بعد تسرّب خبر اجتماع الضاحية الجنوبية، حيث تم عقد اجتماع نقابي حضره النقابيون والقيادات النقابية وبينهم أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد ووفق بعض المعطيات فإنه تم خلال هذا الاجتماع التداول في أزمة الاتحاد الداخلية.
هذا الاجتماع اعتبرته المعارضة النقابية وقيادات قطاعية ونقابية بارزة محاولة للالتفاف على الأزمة وتغيير المواقع ولذلك دعت الى تجمّع يوم السبت.
الأزمة تشتّد ولا تنفرج
توقع النقابيون أن المجلس الوطني وخاصة بعد اعتذار الأمين العام نور الدين الطبوبي على تنقيح الفصل 20 كفيل بانتزاع فتيل الأزمة وإيجاد أرضية لتقريب وجهات النظر وامتصاص الغضب والخلافات داخل المنظمة الشغيلة، إلا أن ذلك لم يحدث، بل إن المجلس الوطني قد فاقم خلافات جديدة، وبرزت الى سطح الأحداث جبهتا خلاف من داخل المركزية النقابية ذاتها، جبهة تتمسك بمؤتمر استثنائي وجبهة تريد ترتيب البيت بشكل هادئ والذهاب الى مؤتمر عادي ولكن بقائمة توافقية توازن بين كل التيارات المختلفة داخل المنظمة النقابية العريقة.
ورغم أن تقليد التوافق على خطة الأمين العام ليست جديدة، ولكن هذه المرة يبدو الأمر صعبا ومعقدا، حول طريقة خلافة الأمين العام نور الدين الطبوبي، ناهيك وأن الخلافات التي تعصف بالمنظمة هي الأقوى اليوم منذ سنوات طويلة، ووفق بعض الكواليس فإن التيار التوافقي داخل المنظمة طرح بعض الأسماء لخلافة الطبوبي ومنها عضو المركزية النقابية السابق عبد الكريم جراد، المعروف بكونه شخصية غير صدامية وقادرة على تجميع الصف النقابي المشتّت، كما أنه ينتمي إلى جهة وازنة نقابيا وهي جهة صفاقس، إلا أن التفاعلات النقابية حول طرح اسم عبد الكريم جراد، لا تبدو مشجعة ولا متحمسة..
ولم تقتنع بعض القيادات النقابية مركزيا وجهويا بهذا الطرح التوافقي وواصلت تمسكها بضرورة عقد مؤتمر استثنائي للاتحاد خلال الثلاثية الأولى من سنة 2025، وهو ما طرحه مؤخرا المجتمعون بالضاحية الجنوبية في برج السدرية، حيث تناول الاجتماع الأزمة الداخلية للمنظمة، وما انتهت إليه من تعميق للخلافات والانقسامات التي ازدادت حدة بعد انعقاد المجلس الوطني الأخير في مدينة المنستير والذي كشف عن تجاذبات عميقة داخل المنظمة الشغيلة في علاقة بالوضع النقابي داخل الاتحاد.. ولئن لم يتخذ اجتماع برج السدرية طابعا رسميا في إطار الهياكل النقابية إلا أنه من المتوقع أن تكون له تبعات ومواقف معلنة خلال الأيام القادمة.
وإذا كان اجتماع الضاحية الجنوبية يتنزل في إطار حراك نقابي داخلي لم يفك الارتباط مع المركزية النقابية، فإن خارج الهياكل هناك اليوم معارضة نقابية تواصل الاحتجاج والطعن في تنقيح الفصل 20 وهذه المعارضة النقابية تطرح تشكيل هيئة تسييرية وقتية تحل محل المكتب التنفيذي الوطني، تضطلع بالإشراف على إعادة بناء هياكل الاتحاد إلى حين عقد مؤتمر عام يفرز انتخاب مكتب تنفيذي جديد وأمين عام جديد.
وفي ظل هذا الاختلاف الكبير في وجهات النظر بين تيارات نقابية مختلفة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل، من المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة تطورات في علاقة بالوضع والقرار النقابي داخل المنظمة الشغيلة العريقة، والمحمول على قيادتها المركزية أن تتصرف بحكمة وتحاول امتصاص هذه الخلافات قدر المستطاع حتى تحافظ المنظمة على قوتها وإشعاعها.
منية العرفاوي
تونس - الصباح
دعت المعارضة النقابية داخل الاتحاد العام التونسي للشغل، من خلال "الملتقى النقابي من أجل ترسيخ الممارسة النقابية"، الى اجتماع نقابي ببطحاء محمد علي، غدا السبت، ووفق نص الدعوة فإن الاجتماع سيخصص لنقاش واقع أزمة العمل النقابي داخل المنظمة وسبل تجاوزها، وتأتي هذه الدعوة على خلفية ما اعتبرته المعارضة النقابية "ازدياد حدّة الأزمة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل" حيث أشارت المعارضة النقابية أن هذه الأزمة تعمّقت بعد المجلس الوطني، كما أن "كل هياكل المنظمة أصبحت في عطالة ومنقسمة"، وفق نص الدعوة..
المعارضة النقابية أكدت أيضا أن نتائج هذا الوضع ستكون كارثية على مصالح الطبقة العاملة وعموم الشغالين!
ولم ينجح لا عقد المجلس الوطني، مؤخرا، ولا اعتذار الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عن تنقيح الفصل 20 وتحمّله لمسؤولية ذلك الخطأ في امتصاص الخلافات والغضب داخل المنظمة الشغيلة، بل ساهم في بروز خلافات جديدة وانقسام في المواقف بين شق نقابي يدفع الى عقد مؤتمر استثنائي أو شق يدافع على الإبقاء على موعد المؤتمر مع التوافق على قائمة اسمية، هذا الى جانب المعارضة النقابية التي تطرح تشكيل هيئة تسييرية وقتية.. وقد انتهى المجلس الوطني دون حسم الخلاف الذي عاد بقوة في اليومين الأخيرين بعد تسرّب خبر اجتماع الضاحية الجنوبية، حيث تم عقد اجتماع نقابي حضره النقابيون والقيادات النقابية وبينهم أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد ووفق بعض المعطيات فإنه تم خلال هذا الاجتماع التداول في أزمة الاتحاد الداخلية.
هذا الاجتماع اعتبرته المعارضة النقابية وقيادات قطاعية ونقابية بارزة محاولة للالتفاف على الأزمة وتغيير المواقع ولذلك دعت الى تجمّع يوم السبت.
الأزمة تشتّد ولا تنفرج
توقع النقابيون أن المجلس الوطني وخاصة بعد اعتذار الأمين العام نور الدين الطبوبي على تنقيح الفصل 20 كفيل بانتزاع فتيل الأزمة وإيجاد أرضية لتقريب وجهات النظر وامتصاص الغضب والخلافات داخل المنظمة الشغيلة، إلا أن ذلك لم يحدث، بل إن المجلس الوطني قد فاقم خلافات جديدة، وبرزت الى سطح الأحداث جبهتا خلاف من داخل المركزية النقابية ذاتها، جبهة تتمسك بمؤتمر استثنائي وجبهة تريد ترتيب البيت بشكل هادئ والذهاب الى مؤتمر عادي ولكن بقائمة توافقية توازن بين كل التيارات المختلفة داخل المنظمة النقابية العريقة.
ورغم أن تقليد التوافق على خطة الأمين العام ليست جديدة، ولكن هذه المرة يبدو الأمر صعبا ومعقدا، حول طريقة خلافة الأمين العام نور الدين الطبوبي، ناهيك وأن الخلافات التي تعصف بالمنظمة هي الأقوى اليوم منذ سنوات طويلة، ووفق بعض الكواليس فإن التيار التوافقي داخل المنظمة طرح بعض الأسماء لخلافة الطبوبي ومنها عضو المركزية النقابية السابق عبد الكريم جراد، المعروف بكونه شخصية غير صدامية وقادرة على تجميع الصف النقابي المشتّت، كما أنه ينتمي إلى جهة وازنة نقابيا وهي جهة صفاقس، إلا أن التفاعلات النقابية حول طرح اسم عبد الكريم جراد، لا تبدو مشجعة ولا متحمسة..
ولم تقتنع بعض القيادات النقابية مركزيا وجهويا بهذا الطرح التوافقي وواصلت تمسكها بضرورة عقد مؤتمر استثنائي للاتحاد خلال الثلاثية الأولى من سنة 2025، وهو ما طرحه مؤخرا المجتمعون بالضاحية الجنوبية في برج السدرية، حيث تناول الاجتماع الأزمة الداخلية للمنظمة، وما انتهت إليه من تعميق للخلافات والانقسامات التي ازدادت حدة بعد انعقاد المجلس الوطني الأخير في مدينة المنستير والذي كشف عن تجاذبات عميقة داخل المنظمة الشغيلة في علاقة بالوضع النقابي داخل الاتحاد.. ولئن لم يتخذ اجتماع برج السدرية طابعا رسميا في إطار الهياكل النقابية إلا أنه من المتوقع أن تكون له تبعات ومواقف معلنة خلال الأيام القادمة.
وإذا كان اجتماع الضاحية الجنوبية يتنزل في إطار حراك نقابي داخلي لم يفك الارتباط مع المركزية النقابية، فإن خارج الهياكل هناك اليوم معارضة نقابية تواصل الاحتجاج والطعن في تنقيح الفصل 20 وهذه المعارضة النقابية تطرح تشكيل هيئة تسييرية وقتية تحل محل المكتب التنفيذي الوطني، تضطلع بالإشراف على إعادة بناء هياكل الاتحاد إلى حين عقد مؤتمر عام يفرز انتخاب مكتب تنفيذي جديد وأمين عام جديد.
وفي ظل هذا الاختلاف الكبير في وجهات النظر بين تيارات نقابية مختلفة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل، من المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة تطورات في علاقة بالوضع والقرار النقابي داخل المنظمة الشغيلة العريقة، والمحمول على قيادتها المركزية أن تتصرف بحكمة وتحاول امتصاص هذه الخلافات قدر المستطاع حتى تحافظ المنظمة على قوتها وإشعاعها.