أستاذ الجيوبوليتيك والعلاقات الدولية هاني مبارك في حوار لـ"الصباح": تداعيات "طوفان الأقصى" "تغرق" كامل الشرق الأوسط
قال الدكتور والأستاذ الجامعي في الجيوبوليتيك والعلاقات الدولية هاني مبارك، إن ما يشهده الشرق الأوسط اليوم يعتبر من تداعيات وتراكمات عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر العام الماضي.
وأضاف مبارك أن المنطقة باتت في مفترق طرق، في علاقة بالصراع الدولي والإقليمي والمحلي، خصوصا بين 3 قوى وهي تركيا وإيران والكيان المحتل حول من سيقود المنطقة، في وقت تسعى الولايات المتحدة لاستكمال استراتيجيتها في احتواء الصين وروسيا.
أجرى الحوار نزار مقني
*كيف تقرأ الوضع في الشرق الأوسط بعد عام على عملية طوفان الأقصى؟
ما يشهده الشرق الأوسط خاصة في الآونة الأخيرة، فيه تواصل وامتداد للأحداث التي حدثت في المنطقة منذ عملية طوفان الأقصى، يوم 7 أكتوبر الماضي.
ما يحدث الآن جزء من هذه المتغيرات والتراكمات والتداعيات التي ترتبت عن الوضع في الشرق الأوسط منذ نحو عام.
هناك صراع يشتد الآن بين الأقطاب الإقليمية والدولية، وكل يحاول أن يحقق الانتصار ومكاسب على حساب الآخرين، ولذلك فإن الوضع سيبقى متطورا ومتدحرجا إلى أن تصبح هناك قناعة لدى هذه الأطراف بضرورة توقفه، وذلك لن يتم إلا إذا وصلت الأمور إلى حافة المواجهة الكبرى بين الأطراف الفاعلة، وأن طرفا ما قد استسلم للأطراف الأخرى.
ما نشهده اليوم هو أن الولايات المتحدة الأمريكية معنية بالدرجة الأولى بمحاولة احتواء التمدد الصيني الروسي، وأن تحقق هدف حماية الشرق الأوسط من هذا التمدد وخاصة على مستوى دول الخليج وخاصة السعودية، والتي أشارت تطورات سابقة على إمكانية إقامة علاقات مميزة بينها وبين روسيا والصين، وهذا من شأنه أن يؤثر سلبا على النفوذ الأمريكي وعلى هيبة الأمريكية على مستوى العالم.
بالتالي الولايات المتحدة الأمريكية معنية بإنهاء هذا التمدد الروسي والصيني.
*هذا الهاجس الأمريكي هل له علاقة بمسألة قيام مشروع "إسرائيل الكبرى"؟
في الوقت نفسه، وانطلاقا من ضعف الموقف العربي، فإن تل أبيب أضحت تحلم بإقامة مشروع إسرائيل الكبرى، وهو يمر بمرحلتين: إسرائيل الكبرى الاستراتيجية وهي مرحلة تتمثل في "إسرائيل الكبرى" المتحكمة في الاقتصاد والسياسة في الشرق الأوسط، ومرحلة ثانية تتمثل في إسرائيل الكبرى الجغرافية وهي النظرة التي يتبناها اليمين الصهيوني الديني.
هذان الهدفان أحدهما يحقق الهدف الآخر في طريقه، وأحدهما يتأثر سلبا بتحقيق الهدف الآخر.
بمعنى آخر، أن تحقيق هدف إسرائيل الفعلية الجغرافية، يضر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكيةـ التي ستكتفي بمحاولة احتواء الشرق الأوسط وإبعاده عن النفوذين الروسي والصيني، فيما إسرائيل تستغل ذلك في اتجاه إقامة "إسرائيل الكبرى".
وتدرك الولايات المتحدة أن إقامة "إسرائيل الكبرى" كما يحلم بذلك اليمين الصهيوني، من شأنها أن تعيد خلط الأوراق في المنطقة ومن شأنها أن تمس نقاط المواجهة وتوسعها، وهذا ما من شأنه أن يسمح بمجال أكبر للقوى الأخرى المناوئة كما هو الحال اليوم، حيث تتسرب بعض المعلومات أن روسيا تدفع نحو تسليح الحوثيين في اليمن بصواريخ بعيدة المدى والمضادة للسفن التي من شأنها أن تقلق الوجود الأمريكي داخل المنطقة.
*في ظل كل هذه التطورات ما بعد الطوفان، إلى أين تتجه مسارات الصراع؟
هناك تحرك الآن في عوامل الصراع المحلية والإقليمية وحتى الدولية، ولذلك فمن الصعب جدا القول إلى أين تتجه الأمور، فالولايات المتحدة اكتفت منذ زمن بعيد بنتائج الحرب التي وصلت إليها إسرائيل في قطاع غزة، وأقنعت السعودية إلى حد بعيد رغم تصريحات المسؤولين السعوديين بأن التطبيع مع تل أبيب مشروط بإقامة دولة فلسطينية.
ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية وصلت مع الرياض إلى نوع من الحل، بإقامة تحالف أمني شرق أوسطي تقوده إسرائيل، واتفقت معها على إمكانية التطبيع.
وعلى ما يبدو هذا لا يرضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبالنسبة للصهيونية الدينية واليمينية، حيث تسعى لاستغلال الظروف الحالية لتهجير الشعب الفلسطيني وتوسيع دائرة المواجهة للانتهاء بصورة شاملة من منافسة إيران لها على الإقليم لأن تل أبيب على ما يبدو قد وضعت قرارا نهائيا، بإنهاء العمل بـ"الإستراتيجية المحيطية" التي وضعها أول رئيس للوزراء للكيان المحتل دفيد بن غوريون بعد أن توصلت لاختراق قلب المنطقة العربية، وأصبحت دول المحيط العربي دولا منافسة لها، وعلى رأسها إيران وتركيا.
هذه الدول أصبحت منافسة للكيان، ولهذا السبب لا يمكن لإسرائيل أن تصبح وكيلا مطلق اليدين للولايات المتحدة في المنطقة، إلا إذا تمكنت من ضرب منافسيها، وهناك إمكانية لجر الولايات المتحدة الأمريكية للقتال وضرب إيران.
*هذا ما لا تريده الولايات المتحدة على ما يبدو؟
نعم هذا ما لا تريده، من هنا يأتي الخلاف بين واشنطن وتل أبيب، حول طبيعة الرد الأمريكي على الهجوم الإيراني الأخير، فهناك أخبار تتوارد من واشنطن تشير إلى أن الإدارة الأمريكية ترفض رفضا قطعيا قيام إسرائيل بمثل هذا الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وكذلك غير راضية على ضرب المنشآت الحيوية الإيرانية مثل منشآت الطاقة، وهذا ليس رفضا قطعيا.
والإدارة الأمريكية تميل لنوع من الرد مثل ردها على هجوم إيران في أفريل الماضي، ولكن تل أبيب تدرك أن الضربة الإيرانية الأخيرة أطاحت بكل الإنجازات التي حققتها في الفترة الماضية، خاصة القدرة على الوصول إلى حسن نصر الله وضرب الهيكل القيادي لـ"حزب الله"، واستعادت بذلك إيران هيبة الردع إلى حد ما.
واليوم إسرائيل تسعى إلى إعادة الهيبة، وإلى ما كان عليه الحال قبل أسبوعين.
ونحن لا نعرف كيف سيكون الرد الإيراني على هذا الهجوم الإسرائيلي، فطهران أبلغت واشنطن، أن ردها على أي هجوم إسرائيلي سيكون أكثر عمقا وإيلاما لإسرائيل.
والولايات المتحدة الأمريكية تدرك أن الداخل الإسرائيلي لا يتحمل حربا مفتوحة، وهي لذلك تحاول أن تمنع ردا إسرائيليا يثير إيران، لأن ذلك من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى المواجهة وهذا ما لا تريده واشنطن، وما يرده نتنياهو للتخلص من منافس إقليمي على المنطقة.
ولذلك في سياستنا العربية وفي وعينا العربي يجب أن نتخلص من بعض العادات السيئة في التفكير، وأن نفكر بصورة علمية، فإيران تعتبر من دول الجوار العربي ولها مصالحها ولها رؤيتها الخاصة وبالتالي نحن نتقاطع معها في بعض الأهداف، ولا نتوافق معها بنسبة 100 بالمائة في كل شيء، ولذلك يجب أن نكف عن رفع بعض الشعارات، وتصوير الصراع كما تريده إسرائيل على أنه صراع شيعي سني، أو إيراني فارسي عربي، وهذه شعارات لا تفسر السياسة.
*هل أن الاتفاقية الأمنية الأمريكية السعودية سترى طريقها إلى النور على ضوء هذه التطورات؟
آخر التطورات تشير إلى أن تل أبيب رفعت فيتو خاصا على الجانب التسليحي للسعودية، وهذا يعني أن إسرائيل رفضت رفضا قطعيا أن تُسلح أي دولة في المنطقة بسلاح أقوى أو يعادل ما تملكه، على شاكلة طائرات "اف 35".
السعودية ستجد نفسها محرجة، خصوصا وأن هناك تجربة سابقة، تتعلق بمنع بيع طائرات "اف 35" للإمارات العربية المتحدة بعد اتفاق التطبيع.
من حيث المبدأ إذا ما استمر تدحرج الأمور، وإذا ما استمرت إيران بالتماسك أكثر، وإذا كانت القوى الوطنية كالمقاومة والسلطة الفلسطينية استمرت بالتماسك، فإن هذا الاتفاق لن يرى النور، خاصة وأن السعودية لديها قبول مبدئي بالدخول للبريكس وهي لم تفعل هذا الانضمام في انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، فإذا صعد دونالد ترامب مجددا لسدة الحكم فإنها ستودع البريكس، وإذا حصل العكس، فقد تمضي قدما في اتجاه تنويع علاقاتها وخاصة مع الصين وروسيا.
أستاذ الجيوبوليتيك والعلاقات الدولية هاني مبارك في حوار لـ"الصباح": تداعيات "طوفان الأقصى" "تغرق" كامل الشرق الأوسط
قال الدكتور والأستاذ الجامعي في الجيوبوليتيك والعلاقات الدولية هاني مبارك، إن ما يشهده الشرق الأوسط اليوم يعتبر من تداعيات وتراكمات عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر العام الماضي.
وأضاف مبارك أن المنطقة باتت في مفترق طرق، في علاقة بالصراع الدولي والإقليمي والمحلي، خصوصا بين 3 قوى وهي تركيا وإيران والكيان المحتل حول من سيقود المنطقة، في وقت تسعى الولايات المتحدة لاستكمال استراتيجيتها في احتواء الصين وروسيا.
أجرى الحوار نزار مقني
*كيف تقرأ الوضع في الشرق الأوسط بعد عام على عملية طوفان الأقصى؟
ما يشهده الشرق الأوسط خاصة في الآونة الأخيرة، فيه تواصل وامتداد للأحداث التي حدثت في المنطقة منذ عملية طوفان الأقصى، يوم 7 أكتوبر الماضي.
ما يحدث الآن جزء من هذه المتغيرات والتراكمات والتداعيات التي ترتبت عن الوضع في الشرق الأوسط منذ نحو عام.
هناك صراع يشتد الآن بين الأقطاب الإقليمية والدولية، وكل يحاول أن يحقق الانتصار ومكاسب على حساب الآخرين، ولذلك فإن الوضع سيبقى متطورا ومتدحرجا إلى أن تصبح هناك قناعة لدى هذه الأطراف بضرورة توقفه، وذلك لن يتم إلا إذا وصلت الأمور إلى حافة المواجهة الكبرى بين الأطراف الفاعلة، وأن طرفا ما قد استسلم للأطراف الأخرى.
ما نشهده اليوم هو أن الولايات المتحدة الأمريكية معنية بالدرجة الأولى بمحاولة احتواء التمدد الصيني الروسي، وأن تحقق هدف حماية الشرق الأوسط من هذا التمدد وخاصة على مستوى دول الخليج وخاصة السعودية، والتي أشارت تطورات سابقة على إمكانية إقامة علاقات مميزة بينها وبين روسيا والصين، وهذا من شأنه أن يؤثر سلبا على النفوذ الأمريكي وعلى هيبة الأمريكية على مستوى العالم.
بالتالي الولايات المتحدة الأمريكية معنية بإنهاء هذا التمدد الروسي والصيني.
*هذا الهاجس الأمريكي هل له علاقة بمسألة قيام مشروع "إسرائيل الكبرى"؟
في الوقت نفسه، وانطلاقا من ضعف الموقف العربي، فإن تل أبيب أضحت تحلم بإقامة مشروع إسرائيل الكبرى، وهو يمر بمرحلتين: إسرائيل الكبرى الاستراتيجية وهي مرحلة تتمثل في "إسرائيل الكبرى" المتحكمة في الاقتصاد والسياسة في الشرق الأوسط، ومرحلة ثانية تتمثل في إسرائيل الكبرى الجغرافية وهي النظرة التي يتبناها اليمين الصهيوني الديني.
هذان الهدفان أحدهما يحقق الهدف الآخر في طريقه، وأحدهما يتأثر سلبا بتحقيق الهدف الآخر.
بمعنى آخر، أن تحقيق هدف إسرائيل الفعلية الجغرافية، يضر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكيةـ التي ستكتفي بمحاولة احتواء الشرق الأوسط وإبعاده عن النفوذين الروسي والصيني، فيما إسرائيل تستغل ذلك في اتجاه إقامة "إسرائيل الكبرى".
وتدرك الولايات المتحدة أن إقامة "إسرائيل الكبرى" كما يحلم بذلك اليمين الصهيوني، من شأنها أن تعيد خلط الأوراق في المنطقة ومن شأنها أن تمس نقاط المواجهة وتوسعها، وهذا ما من شأنه أن يسمح بمجال أكبر للقوى الأخرى المناوئة كما هو الحال اليوم، حيث تتسرب بعض المعلومات أن روسيا تدفع نحو تسليح الحوثيين في اليمن بصواريخ بعيدة المدى والمضادة للسفن التي من شأنها أن تقلق الوجود الأمريكي داخل المنطقة.
*في ظل كل هذه التطورات ما بعد الطوفان، إلى أين تتجه مسارات الصراع؟
هناك تحرك الآن في عوامل الصراع المحلية والإقليمية وحتى الدولية، ولذلك فمن الصعب جدا القول إلى أين تتجه الأمور، فالولايات المتحدة اكتفت منذ زمن بعيد بنتائج الحرب التي وصلت إليها إسرائيل في قطاع غزة، وأقنعت السعودية إلى حد بعيد رغم تصريحات المسؤولين السعوديين بأن التطبيع مع تل أبيب مشروط بإقامة دولة فلسطينية.
ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية وصلت مع الرياض إلى نوع من الحل، بإقامة تحالف أمني شرق أوسطي تقوده إسرائيل، واتفقت معها على إمكانية التطبيع.
وعلى ما يبدو هذا لا يرضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبالنسبة للصهيونية الدينية واليمينية، حيث تسعى لاستغلال الظروف الحالية لتهجير الشعب الفلسطيني وتوسيع دائرة المواجهة للانتهاء بصورة شاملة من منافسة إيران لها على الإقليم لأن تل أبيب على ما يبدو قد وضعت قرارا نهائيا، بإنهاء العمل بـ"الإستراتيجية المحيطية" التي وضعها أول رئيس للوزراء للكيان المحتل دفيد بن غوريون بعد أن توصلت لاختراق قلب المنطقة العربية، وأصبحت دول المحيط العربي دولا منافسة لها، وعلى رأسها إيران وتركيا.
هذه الدول أصبحت منافسة للكيان، ولهذا السبب لا يمكن لإسرائيل أن تصبح وكيلا مطلق اليدين للولايات المتحدة في المنطقة، إلا إذا تمكنت من ضرب منافسيها، وهناك إمكانية لجر الولايات المتحدة الأمريكية للقتال وضرب إيران.
*هذا ما لا تريده الولايات المتحدة على ما يبدو؟
نعم هذا ما لا تريده، من هنا يأتي الخلاف بين واشنطن وتل أبيب، حول طبيعة الرد الأمريكي على الهجوم الإيراني الأخير، فهناك أخبار تتوارد من واشنطن تشير إلى أن الإدارة الأمريكية ترفض رفضا قطعيا قيام إسرائيل بمثل هذا الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وكذلك غير راضية على ضرب المنشآت الحيوية الإيرانية مثل منشآت الطاقة، وهذا ليس رفضا قطعيا.
والإدارة الأمريكية تميل لنوع من الرد مثل ردها على هجوم إيران في أفريل الماضي، ولكن تل أبيب تدرك أن الضربة الإيرانية الأخيرة أطاحت بكل الإنجازات التي حققتها في الفترة الماضية، خاصة القدرة على الوصول إلى حسن نصر الله وضرب الهيكل القيادي لـ"حزب الله"، واستعادت بذلك إيران هيبة الردع إلى حد ما.
واليوم إسرائيل تسعى إلى إعادة الهيبة، وإلى ما كان عليه الحال قبل أسبوعين.
ونحن لا نعرف كيف سيكون الرد الإيراني على هذا الهجوم الإسرائيلي، فطهران أبلغت واشنطن، أن ردها على أي هجوم إسرائيلي سيكون أكثر عمقا وإيلاما لإسرائيل.
والولايات المتحدة الأمريكية تدرك أن الداخل الإسرائيلي لا يتحمل حربا مفتوحة، وهي لذلك تحاول أن تمنع ردا إسرائيليا يثير إيران، لأن ذلك من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى المواجهة وهذا ما لا تريده واشنطن، وما يرده نتنياهو للتخلص من منافس إقليمي على المنطقة.
ولذلك في سياستنا العربية وفي وعينا العربي يجب أن نتخلص من بعض العادات السيئة في التفكير، وأن نفكر بصورة علمية، فإيران تعتبر من دول الجوار العربي ولها مصالحها ولها رؤيتها الخاصة وبالتالي نحن نتقاطع معها في بعض الأهداف، ولا نتوافق معها بنسبة 100 بالمائة في كل شيء، ولذلك يجب أن نكف عن رفع بعض الشعارات، وتصوير الصراع كما تريده إسرائيل على أنه صراع شيعي سني، أو إيراني فارسي عربي، وهذه شعارات لا تفسر السياسة.
*هل أن الاتفاقية الأمنية الأمريكية السعودية سترى طريقها إلى النور على ضوء هذه التطورات؟
آخر التطورات تشير إلى أن تل أبيب رفعت فيتو خاصا على الجانب التسليحي للسعودية، وهذا يعني أن إسرائيل رفضت رفضا قطعيا أن تُسلح أي دولة في المنطقة بسلاح أقوى أو يعادل ما تملكه، على شاكلة طائرات "اف 35".
السعودية ستجد نفسها محرجة، خصوصا وأن هناك تجربة سابقة، تتعلق بمنع بيع طائرات "اف 35" للإمارات العربية المتحدة بعد اتفاق التطبيع.
من حيث المبدأ إذا ما استمر تدحرج الأمور، وإذا ما استمرت إيران بالتماسك أكثر، وإذا كانت القوى الوطنية كالمقاومة والسلطة الفلسطينية استمرت بالتماسك، فإن هذا الاتفاق لن يرى النور، خاصة وأن السعودية لديها قبول مبدئي بالدخول للبريكس وهي لم تفعل هذا الانضمام في انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، فإذا صعد دونالد ترامب مجددا لسدة الحكم فإنها ستودع البريكس، وإذا حصل العكس، فقد تمضي قدما في اتجاه تنويع علاقاتها وخاصة مع الصين وروسيا.