إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تنعقد يوم 4 و5 أكتوبر بباريس.. ملفات ساخنة على جدول أشغال القمة الفرانكفونية

تونس- الصباح

تستعد تونس للمشاركة في مؤتمر القمة الفرانكفونية الذي سيعقد يومي 4 و5 أكتوبر الجاري في باريس.

وكانت فرنسا قد تسلمت من تونس رئاسة المؤتمر، في نهاية مؤتمر القمة الوزاري للفرانكفونية الرابع والأربعين الذي عقد في مدينة ياوندي في الكاميرون يومي 4 و5 نوفمبر 2023، باعتبارها البلد المضيف للقمة التاسعة عشر للمنظمة التي تنعقد كل سنتين.

وتعود فرنسا إلى رئاسة القمة بعد غياب دام أكثر من 33 عاما، إذ كانت آخر قمة احتضنتها باريس عام 1991، وسيكون موضوعها الرئيسي تشغيل الشباب، وتُعقد تحت شعار "الإبداع والابتكار وريادة الأعمال في تنوع الفضاء الفرانكفوني".

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للمنظمة لويز موشيكيوابو، قد أجريا مشاورات بخصوص الإعداد لأشغال القمة في 10 سبتمبر المنقضي في قصر الإليزيه، وأوردت الرئاسة الفرنسية وموقع القمة الرسمي أن الدولة المستضيفة وجهت دعوات لجل الدول الأعضاء والمناطق الـ54، بالإضافة إلى ممثلي الدول الأعضاء والمراقبين الـ34.

وأكد عدد من رؤساء الدول والحكومات حضورهم في القمة، وينتظر أن يشارك فيها وفود من أكثر من مائة دولة، وممثلين عن منظمات دولية وإقليمية وأممية..

وتنعقد القمة على وقع مستجدات عالمية ساخنة أبرزها ما يجري في الشرق الأوسط، مثل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ عام دون توقف على الفلسطينيين وتحديدا على قطاع غزة، ومؤخرا توسع دائرة المعارك والاعتداءات التي شملت لبنان وهي الدولة العضو في المنظمة، مع تخوف المجتمع الدولي من إمكانية توسع نطاق الحرب إقليميا.. وهما ملفان يتوجب على القمة الدولية اتخاذ موقف موحد في شأنهما، علما أن الغالبية العظمى من الأعضاء يعتبرون من الداعمين الأساسيين والتاريخيين للقضية الفلسطينية.. على اعتبار أن أغلب الدول العربية والإفريقية أعضاء بالمنظمة، أو لها صفة المراقب أو الشريك..

وينتظر أن يعكس "إعلان باريس" موقف المنظمة مما يجري في الشرق الأوسط وخاصة من جرائم الكيان الصهيوني المتكررة ضد الفلسطينيين وهو الذي رمى عرض الحائط بكافة المواثيق الدولية والقرارات الأممية الداعية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وآخرها قرارات المحكمة الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة وحتى مجلس الأمن الدولي.. وذلك تحت غطاء ودعم من بعض الدول ومنها دول أعضاء في المنظمة على غرار دول أوربية وأمريكية..

وإلى جانب البحث في مستقبل اللغة الفرنسية وكيفية دعمها وتطويرها، ستفرض ملفات أخرى لا تقل أهمية وجودها في جدول أعمال المؤتمر مثل التطورات في الصراع الروسي الأوكراني، فضلا عن ملفات ذات بعد اجتماعي واقتصادي في علاقة بمتابعة آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك بين الدول الأعضاء في المنظمة، وسبل دعم تشغيل الشباب وتمكين المرأة والاستفادة من التطور التكنولوجي والرقمي في الدول الأعضاء..

محاولات فرنسية لاستعادة نفوذ آفل..

كما تحاول فرنسا استغلال رئاستها لمؤتمر المنظمة لإعادة مكانتها وتموقعها من جديد في خارطة الدول الفرانكفونية واستعادة نفوذها السياسي الديبلوماسي وتأثيرها الاقتصادي، الذي شهد تراجعا لافتا في السنوات الأخيرة خاصة في المنطقة الإفريقية، وعرفت ذروتها بعد توتر علاقاتها الديبلوماسية مع بعض الدول الإفريقية الأعضاء في المنظمة خلال السنتين الأخيرتين مثل مالي، والنيجر،وبوركينافاسو، وغينيا، وهي دول شهدت انقلابات عسكرية، وعمدت إلى "طرد" التواجد الفرنسي على أراضيها عسكريا وقطعت علاقاتها مع المستعمر التاريخي ديبلوماسيا واقتصاديا..

علما أن هذه الدول لن تشارك في أشغال قمة باريس خاصة بعد اتخاذ المنظمة قرارا بتجميد عضويتها إلى حين اتضاح مستقل للانتقال الديمقراطي فيها. ولهذا السبب سيعمل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على إحياء علاقاته بقادة دول القارة الإفريقية، في محاولة إعادة نفوذ فرنسا مع سعيه إلى استقطاب أعضاء جدد بالمنظمة.

ووفق ما أكدته مجلة "جون أفريك"، ستبحث المنظمة في قمة باريس في إمكانية الموافقة على انضمام خمسة أعضاء جدد من بينهم دولة أنغولا، وغانا..

اختتام رئاسة تونس للقمة

تجدر الإشارة إلى أنه بمناسبة اختتام رئاسة تونس للقمة الثامنة عشرة للفرانكفونية وتسليم المشعل إلى فرنسا لاستضافة القمة التاسعة عشر، انتظم يوم الجمعة الماضي بالأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس، مؤتمرا حول الأدب الناطق بالفرنسية بعنوان «الجزيرة في الأدب الفرانكفوني والمتوسطي: انفتاح على الآخر أم انزواء".

 ونظم اللقاء من قبل الإدارة العامة للدبلوماسية الاقتصادية والثقافية بوزارة الشؤون الخارجية، احتفاء بجزيرة جربة التي استضافت فعاليات القمة الفرانكفونية في 19 و20 نوفمبر 2022، وكذلك بمناسبة الذكرى الأولى لتسجيلها على لائحة التراث العالمي لليونسكو في 18 سبتمبر 2023.

 وعُقد المؤتمر بالتعاون مع تمثيلية المنظمة الدولية للفرانكفونية في تونس، وسفارة فرنسا، والاتحاد الفرنسي بتونس، ومجموعة السفراء الفرانكفونيين برئاسة السفارة الكندية.

 وقد احتضنت الأكاديمية أول لقاء حول الفرانكفونية، بعد تنظيم ملتقى تناول الصناعات الثقافية والإبداعية في الفضاء الفرانكفوني الذي عُقد على هامش « منتدى الاستثمار التونسي » في 12 و13 جوان 2024، في ضاحية قمرت.

يذكر أن الدورة 18 للقمة الفرانكفونية التي عقدت في جربة في نوفمبر 2022 أصدرت "إعلان جربة" الذي يتضمّن الرؤية المستقبلية للتعاون داخل الفضاء الفرانكفوني، إلى جانب مساهمة تونس والمنظمة الفرانكفونية وبقية الدول الأعضاء والمنظمات في هذا الفضاء.

وشارك في قمة جربة حوالي 90 وفدا رسميا وأكثر من 30 من كبار القادة بين رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وأمناء عامين لمنظمات دولية، وشخصيات سياسية بارزة...

رفيق بن عبد الله  

تنعقد يوم  4 و5 أكتوبر بباريس..   ملفات ساخنة على جدول أشغال القمة الفرانكفونية

تونس- الصباح

تستعد تونس للمشاركة في مؤتمر القمة الفرانكفونية الذي سيعقد يومي 4 و5 أكتوبر الجاري في باريس.

وكانت فرنسا قد تسلمت من تونس رئاسة المؤتمر، في نهاية مؤتمر القمة الوزاري للفرانكفونية الرابع والأربعين الذي عقد في مدينة ياوندي في الكاميرون يومي 4 و5 نوفمبر 2023، باعتبارها البلد المضيف للقمة التاسعة عشر للمنظمة التي تنعقد كل سنتين.

وتعود فرنسا إلى رئاسة القمة بعد غياب دام أكثر من 33 عاما، إذ كانت آخر قمة احتضنتها باريس عام 1991، وسيكون موضوعها الرئيسي تشغيل الشباب، وتُعقد تحت شعار "الإبداع والابتكار وريادة الأعمال في تنوع الفضاء الفرانكفوني".

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للمنظمة لويز موشيكيوابو، قد أجريا مشاورات بخصوص الإعداد لأشغال القمة في 10 سبتمبر المنقضي في قصر الإليزيه، وأوردت الرئاسة الفرنسية وموقع القمة الرسمي أن الدولة المستضيفة وجهت دعوات لجل الدول الأعضاء والمناطق الـ54، بالإضافة إلى ممثلي الدول الأعضاء والمراقبين الـ34.

وأكد عدد من رؤساء الدول والحكومات حضورهم في القمة، وينتظر أن يشارك فيها وفود من أكثر من مائة دولة، وممثلين عن منظمات دولية وإقليمية وأممية..

وتنعقد القمة على وقع مستجدات عالمية ساخنة أبرزها ما يجري في الشرق الأوسط، مثل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ عام دون توقف على الفلسطينيين وتحديدا على قطاع غزة، ومؤخرا توسع دائرة المعارك والاعتداءات التي شملت لبنان وهي الدولة العضو في المنظمة، مع تخوف المجتمع الدولي من إمكانية توسع نطاق الحرب إقليميا.. وهما ملفان يتوجب على القمة الدولية اتخاذ موقف موحد في شأنهما، علما أن الغالبية العظمى من الأعضاء يعتبرون من الداعمين الأساسيين والتاريخيين للقضية الفلسطينية.. على اعتبار أن أغلب الدول العربية والإفريقية أعضاء بالمنظمة، أو لها صفة المراقب أو الشريك..

وينتظر أن يعكس "إعلان باريس" موقف المنظمة مما يجري في الشرق الأوسط وخاصة من جرائم الكيان الصهيوني المتكررة ضد الفلسطينيين وهو الذي رمى عرض الحائط بكافة المواثيق الدولية والقرارات الأممية الداعية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وآخرها قرارات المحكمة الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة وحتى مجلس الأمن الدولي.. وذلك تحت غطاء ودعم من بعض الدول ومنها دول أعضاء في المنظمة على غرار دول أوربية وأمريكية..

وإلى جانب البحث في مستقبل اللغة الفرنسية وكيفية دعمها وتطويرها، ستفرض ملفات أخرى لا تقل أهمية وجودها في جدول أعمال المؤتمر مثل التطورات في الصراع الروسي الأوكراني، فضلا عن ملفات ذات بعد اجتماعي واقتصادي في علاقة بمتابعة آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك بين الدول الأعضاء في المنظمة، وسبل دعم تشغيل الشباب وتمكين المرأة والاستفادة من التطور التكنولوجي والرقمي في الدول الأعضاء..

محاولات فرنسية لاستعادة نفوذ آفل..

كما تحاول فرنسا استغلال رئاستها لمؤتمر المنظمة لإعادة مكانتها وتموقعها من جديد في خارطة الدول الفرانكفونية واستعادة نفوذها السياسي الديبلوماسي وتأثيرها الاقتصادي، الذي شهد تراجعا لافتا في السنوات الأخيرة خاصة في المنطقة الإفريقية، وعرفت ذروتها بعد توتر علاقاتها الديبلوماسية مع بعض الدول الإفريقية الأعضاء في المنظمة خلال السنتين الأخيرتين مثل مالي، والنيجر،وبوركينافاسو، وغينيا، وهي دول شهدت انقلابات عسكرية، وعمدت إلى "طرد" التواجد الفرنسي على أراضيها عسكريا وقطعت علاقاتها مع المستعمر التاريخي ديبلوماسيا واقتصاديا..

علما أن هذه الدول لن تشارك في أشغال قمة باريس خاصة بعد اتخاذ المنظمة قرارا بتجميد عضويتها إلى حين اتضاح مستقل للانتقال الديمقراطي فيها. ولهذا السبب سيعمل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على إحياء علاقاته بقادة دول القارة الإفريقية، في محاولة إعادة نفوذ فرنسا مع سعيه إلى استقطاب أعضاء جدد بالمنظمة.

ووفق ما أكدته مجلة "جون أفريك"، ستبحث المنظمة في قمة باريس في إمكانية الموافقة على انضمام خمسة أعضاء جدد من بينهم دولة أنغولا، وغانا..

اختتام رئاسة تونس للقمة

تجدر الإشارة إلى أنه بمناسبة اختتام رئاسة تونس للقمة الثامنة عشرة للفرانكفونية وتسليم المشعل إلى فرنسا لاستضافة القمة التاسعة عشر، انتظم يوم الجمعة الماضي بالأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس، مؤتمرا حول الأدب الناطق بالفرنسية بعنوان «الجزيرة في الأدب الفرانكفوني والمتوسطي: انفتاح على الآخر أم انزواء".

 ونظم اللقاء من قبل الإدارة العامة للدبلوماسية الاقتصادية والثقافية بوزارة الشؤون الخارجية، احتفاء بجزيرة جربة التي استضافت فعاليات القمة الفرانكفونية في 19 و20 نوفمبر 2022، وكذلك بمناسبة الذكرى الأولى لتسجيلها على لائحة التراث العالمي لليونسكو في 18 سبتمبر 2023.

 وعُقد المؤتمر بالتعاون مع تمثيلية المنظمة الدولية للفرانكفونية في تونس، وسفارة فرنسا، والاتحاد الفرنسي بتونس، ومجموعة السفراء الفرانكفونيين برئاسة السفارة الكندية.

 وقد احتضنت الأكاديمية أول لقاء حول الفرانكفونية، بعد تنظيم ملتقى تناول الصناعات الثقافية والإبداعية في الفضاء الفرانكفوني الذي عُقد على هامش « منتدى الاستثمار التونسي » في 12 و13 جوان 2024، في ضاحية قمرت.

يذكر أن الدورة 18 للقمة الفرانكفونية التي عقدت في جربة في نوفمبر 2022 أصدرت "إعلان جربة" الذي يتضمّن الرؤية المستقبلية للتعاون داخل الفضاء الفرانكفوني، إلى جانب مساهمة تونس والمنظمة الفرانكفونية وبقية الدول الأعضاء والمنظمات في هذا الفضاء.

وشارك في قمة جربة حوالي 90 وفدا رسميا وأكثر من 30 من كبار القادة بين رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وأمناء عامين لمنظمات دولية، وشخصيات سياسية بارزة...

رفيق بن عبد الله