إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المقاو.مة تصّد "غزو الاحتلال" لجنوب لبنان.. إسرائيل "تفشل" في أول اختباراتها البرية مع "حز.ب الله"

في "أول اختبار" له في "غزوه" البري لجنوب لبنان واشتباكه مع قوى المقاومة اللبنانية، تعرض جيش الاحتلال الإسرائيلي لخسائر كبيرة كلفت أولى طلائعه من القوات الخاصة قتلى وجرحى، فيما نجح "حزب الله" في إثبات صلابته العسكرية بالرغم من الضربات التي تلقاها منذ مجزرتي أجهزة الاتصالات واغتيال معظم قادة صفه الأول وأبرزهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، الذين يبدو أنهما لم يضعفا قدرات "حزب الله" القتالية، حسب ما صرح به خبيران استراتيجيان لـ"الصباح".

نزار مقني

الدرس الذي قدمته المقاومة اللبنانية للطلائع الإسرائيلية الغازية لجنوب لبنان، لم يكن في الاشتباكات المباشرة بينهما، والتي حدثت على امتداد 3 محاور في جنوب لبنان، فقط بل كذلك في مستوى الاشتباك غير المباشر عبر استهداف دبابات ميركافا الإسرائيلية الغازية لقرية مارون الراس والتي انتهت بدكّ 3 منها على شاكلة ما حدث في عدوان 2006، والتي سمي بعدها جنوب لبنان "مقبرة الميركافا".

ويبدو أن هذا الهجوم الأول للقوات البرية الإسرائيلية، يأتي في إطار مخطط كامل يهدف لاجتياح لبنان من 7 محاور، بدأ بـ3 منها أمس، حسب ما صرح به الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء الفلسطيني واصف عريقات، الذي أشار أن الاحتلال لم ينجح في كل الاجتياحات الماضية في الصمود أمام قوات المقاومة الفلسطينية و"حزب الله" في غزة ولبنان.

فبعد دقائق من إعلان "حزب الله" اللبناني، صباح الأربعاء، أنه تصدَّى لقوة إسرائيلية حاولت التسلّل إلى بلدة العديسة الحدودية، و"أجبرها على الانسحاب"، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن "قتالاً عنيفاً" يدور في جنوب لبنان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 8 ضباط -6 منهم مقاتلون في وحدة أغوز المختصة في القتال في المناطق الوعرة والتي تنتمي للفرقة 98 لقوات الكوماندوس- وجنود في معارك جنوب لبنان وإصابة 35 آخرين، منهم من أصيب خلال عمليات الإسعاف، التي قالت القناة 12 العبرية أنها كانت معقدة.

وأضاف أن بين القتلى 3 ضباط برتبة رائد واثنين آخرين برتبة نقيب.

وأعلن "حزب الله"، الأربعاء، أنّه فجّر عبوة بقوة إسرائيلية في محيط بلدة يارون الحدودية، في إطار اشتباكات دارت في المنطقة منذ صباح الأربعاء، مع محاولات الجيش الإسرائيلي التسلل داخل الأراضي اللبنانية، وفق ما أوردته "وكالة الصحافة الفرنسية".

ويأتي إعلان الطرفين، بعد يوم من التقارير المتضاربة، عن بدء الجيش الإسرائيلي عملية برّية بهدف فرض منطقة عازلة على الحدود.

وقال الحزب، في بيان، إن مُقاتليه "كبّدوا العدو خسائر"، مشيراً، في بيان منفصل، إلى أن عناصر "حزب الله" استهدفوا أيضاً قوات إسرائيلية في 3 نقاط مختلفة، عبر الحدود، بالصواريخ والمدفعية.

7 محاور

في هذا السياق، قال الخبير والمحلل العسكري اللواء الفلسطيني واصف عريقات لـ"الصباح" إن أحد السيناريوهات التي قد يلجأ إليها الاحتلال الإسرائيلي هي التقدم في سبعة محاور في وقت واحد يسبقها قصف جوي ومدفعي بري وبحري ومسيرات يتبعها تقدم بري للعمل على تشتيت جهد المقاومة و"حزب الله" وإرباكهما.

وأكد الخبير الفلسطيني أن هذه المحاور تتعدد: وأولها من الشرق أصبع الجليل: المطلة - كفر كلا- الطيبة- الليطاني.، أما المحور الثاني يبدأ من الشرق أيضا؛ مزارع شبعا-الهبارية-حاصبيا لقطع الطريق وتطويق وعزل قوات "حزب الله"، ومحور ثالث ينطلق من خلال تقدم بري على المحور الساحلي رأس الناقورة – صور، أما المحور الرابع فيكون من خلال إنزال بحري لوحدات المشاة والكوموندوس شمال صور والبرج الشمالي، وكذلك المحور الخامس والذي يتمحور في إنزال بحري لوحدات المشاة والكوموندوس عند جسر القاسمية، أما المحور السادس فيتلخص في إنزال بحري لوحدات المشاة والكوموندوس على ميناء الزهراني والسيطرة على عقدة الطرق فيها، أما المحور السابع، فيتمثل في إنزالات جوية على المرتفعات أو بعض منها في كل من تلال تفاحتا والزهراني والكفير وعدلون والصرفند ومغدوشه والمئة ومية وجون شرق صيدا وجزين وشحيم، لتشتيت جهد المقاومة وحزب الله وإرباكهما.

وقال عريقات إنه في "كل الاعتداءات السابقة لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من الثبات والسيطرة على الأرض وتحقيق الأهداف وأجبر على الانسحاب بسبب صمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية وحزب الله"، وهو ما بدأ يتضح في المواجهات التي حصلت في جنوب لبنان.

وأضاف عريقات أن "تطور الاجتياح البري ونجاحه يعتمد على قدرة الجيش على الاختراق وتبعا لحجم المقاومة وضراوتها والخسائر التي ستلحق في صفوف الجيش الإسرائيلي، وستتزامن مع تنفيذ الاجتياح البري حرب نفسية ودعائية وإشاعات وإلقاء منشورات من الجو أخطر من الحرب البرية".

"حزب الله" لم يتأثر بالاغتيالات

من جانبه، قال الدكتور والخبير الاستراتيجي فواز حلمي في تصرح لـ"الصباح"، أنه ثبت بعد هذه الاشتباكات، أن قدرات "حزب الله "لم تتأثر بالاغتيالات وأن الجيش الإسرائيلي، الذي قام بقصف وحشي لقرى الجنوب، متردد فيما أعلن عنه من خطط للتوغل البري للبنان، وإبعاد وحدات "حزب الله" عن حدوده.

وقال حلمي إن الاعتراض من قبل "حزب الله" للقوات الغازية لم يتم بحجم حشد عسكري، بل من خلال قيام قوة من وحدة مغاوير كوماندوز "إيغوز" باستطلاع بالنار نحو العديسة ومارون الراس، التي تعتبران أولى القرى على خط النار.

وأكد حلمي أن قوات المقاومة التي هزمت القوة الإسرائيلية هي مفارز مقاتلة تقاتل بنسق تعبوي حتى لا تتأثر بوجود أو عدم وجود أوامر مباشرة من قبل قيادات مركزية، مشيرة أنه يرى أن هذه القوة ليست من "فرقة الرضوان"، على حد تعبيره.

وأضاف حلمي قائلا "تصوري حسب المنطق العسكري أنه ليس شرطا أن يكون الردع بـ"التدمير المتساوي والمتماثل" "Mutual assured destruction" بل بما يعرف بـ"الردع التراكمي "Cumulative detternt" و هذا هو الحاصل اليوم".

المقاو.مة تصّد "غزو الاحتلال" لجنوب لبنان.. إسرائيل "تفشل" في أول اختباراتها البرية مع "حز.ب الله"

في "أول اختبار" له في "غزوه" البري لجنوب لبنان واشتباكه مع قوى المقاومة اللبنانية، تعرض جيش الاحتلال الإسرائيلي لخسائر كبيرة كلفت أولى طلائعه من القوات الخاصة قتلى وجرحى، فيما نجح "حزب الله" في إثبات صلابته العسكرية بالرغم من الضربات التي تلقاها منذ مجزرتي أجهزة الاتصالات واغتيال معظم قادة صفه الأول وأبرزهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، الذين يبدو أنهما لم يضعفا قدرات "حزب الله" القتالية، حسب ما صرح به خبيران استراتيجيان لـ"الصباح".

نزار مقني

الدرس الذي قدمته المقاومة اللبنانية للطلائع الإسرائيلية الغازية لجنوب لبنان، لم يكن في الاشتباكات المباشرة بينهما، والتي حدثت على امتداد 3 محاور في جنوب لبنان، فقط بل كذلك في مستوى الاشتباك غير المباشر عبر استهداف دبابات ميركافا الإسرائيلية الغازية لقرية مارون الراس والتي انتهت بدكّ 3 منها على شاكلة ما حدث في عدوان 2006، والتي سمي بعدها جنوب لبنان "مقبرة الميركافا".

ويبدو أن هذا الهجوم الأول للقوات البرية الإسرائيلية، يأتي في إطار مخطط كامل يهدف لاجتياح لبنان من 7 محاور، بدأ بـ3 منها أمس، حسب ما صرح به الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء الفلسطيني واصف عريقات، الذي أشار أن الاحتلال لم ينجح في كل الاجتياحات الماضية في الصمود أمام قوات المقاومة الفلسطينية و"حزب الله" في غزة ولبنان.

فبعد دقائق من إعلان "حزب الله" اللبناني، صباح الأربعاء، أنه تصدَّى لقوة إسرائيلية حاولت التسلّل إلى بلدة العديسة الحدودية، و"أجبرها على الانسحاب"، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن "قتالاً عنيفاً" يدور في جنوب لبنان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 8 ضباط -6 منهم مقاتلون في وحدة أغوز المختصة في القتال في المناطق الوعرة والتي تنتمي للفرقة 98 لقوات الكوماندوس- وجنود في معارك جنوب لبنان وإصابة 35 آخرين، منهم من أصيب خلال عمليات الإسعاف، التي قالت القناة 12 العبرية أنها كانت معقدة.

وأضاف أن بين القتلى 3 ضباط برتبة رائد واثنين آخرين برتبة نقيب.

وأعلن "حزب الله"، الأربعاء، أنّه فجّر عبوة بقوة إسرائيلية في محيط بلدة يارون الحدودية، في إطار اشتباكات دارت في المنطقة منذ صباح الأربعاء، مع محاولات الجيش الإسرائيلي التسلل داخل الأراضي اللبنانية، وفق ما أوردته "وكالة الصحافة الفرنسية".

ويأتي إعلان الطرفين، بعد يوم من التقارير المتضاربة، عن بدء الجيش الإسرائيلي عملية برّية بهدف فرض منطقة عازلة على الحدود.

وقال الحزب، في بيان، إن مُقاتليه "كبّدوا العدو خسائر"، مشيراً، في بيان منفصل، إلى أن عناصر "حزب الله" استهدفوا أيضاً قوات إسرائيلية في 3 نقاط مختلفة، عبر الحدود، بالصواريخ والمدفعية.

7 محاور

في هذا السياق، قال الخبير والمحلل العسكري اللواء الفلسطيني واصف عريقات لـ"الصباح" إن أحد السيناريوهات التي قد يلجأ إليها الاحتلال الإسرائيلي هي التقدم في سبعة محاور في وقت واحد يسبقها قصف جوي ومدفعي بري وبحري ومسيرات يتبعها تقدم بري للعمل على تشتيت جهد المقاومة و"حزب الله" وإرباكهما.

وأكد الخبير الفلسطيني أن هذه المحاور تتعدد: وأولها من الشرق أصبع الجليل: المطلة - كفر كلا- الطيبة- الليطاني.، أما المحور الثاني يبدأ من الشرق أيضا؛ مزارع شبعا-الهبارية-حاصبيا لقطع الطريق وتطويق وعزل قوات "حزب الله"، ومحور ثالث ينطلق من خلال تقدم بري على المحور الساحلي رأس الناقورة – صور، أما المحور الرابع فيكون من خلال إنزال بحري لوحدات المشاة والكوموندوس شمال صور والبرج الشمالي، وكذلك المحور الخامس والذي يتمحور في إنزال بحري لوحدات المشاة والكوموندوس عند جسر القاسمية، أما المحور السادس فيتلخص في إنزال بحري لوحدات المشاة والكوموندوس على ميناء الزهراني والسيطرة على عقدة الطرق فيها، أما المحور السابع، فيتمثل في إنزالات جوية على المرتفعات أو بعض منها في كل من تلال تفاحتا والزهراني والكفير وعدلون والصرفند ومغدوشه والمئة ومية وجون شرق صيدا وجزين وشحيم، لتشتيت جهد المقاومة وحزب الله وإرباكهما.

وقال عريقات إنه في "كل الاعتداءات السابقة لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من الثبات والسيطرة على الأرض وتحقيق الأهداف وأجبر على الانسحاب بسبب صمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية وحزب الله"، وهو ما بدأ يتضح في المواجهات التي حصلت في جنوب لبنان.

وأضاف عريقات أن "تطور الاجتياح البري ونجاحه يعتمد على قدرة الجيش على الاختراق وتبعا لحجم المقاومة وضراوتها والخسائر التي ستلحق في صفوف الجيش الإسرائيلي، وستتزامن مع تنفيذ الاجتياح البري حرب نفسية ودعائية وإشاعات وإلقاء منشورات من الجو أخطر من الحرب البرية".

"حزب الله" لم يتأثر بالاغتيالات

من جانبه، قال الدكتور والخبير الاستراتيجي فواز حلمي في تصرح لـ"الصباح"، أنه ثبت بعد هذه الاشتباكات، أن قدرات "حزب الله "لم تتأثر بالاغتيالات وأن الجيش الإسرائيلي، الذي قام بقصف وحشي لقرى الجنوب، متردد فيما أعلن عنه من خطط للتوغل البري للبنان، وإبعاد وحدات "حزب الله" عن حدوده.

وقال حلمي إن الاعتراض من قبل "حزب الله" للقوات الغازية لم يتم بحجم حشد عسكري، بل من خلال قيام قوة من وحدة مغاوير كوماندوز "إيغوز" باستطلاع بالنار نحو العديسة ومارون الراس، التي تعتبران أولى القرى على خط النار.

وأكد حلمي أن قوات المقاومة التي هزمت القوة الإسرائيلية هي مفارز مقاتلة تقاتل بنسق تعبوي حتى لا تتأثر بوجود أو عدم وجود أوامر مباشرة من قبل قيادات مركزية، مشيرة أنه يرى أن هذه القوة ليست من "فرقة الرضوان"، على حد تعبيره.

وأضاف حلمي قائلا "تصوري حسب المنطق العسكري أنه ليس شرطا أن يكون الردع بـ"التدمير المتساوي والمتماثل" "Mutual assured destruction" بل بما يعرف بـ"الردع التراكمي "Cumulative detternt" و هذا هو الحاصل اليوم".