إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تحت شعار "تونس بوابة إفريقيا".. مدينة تورينو الإيطالية تحتضن تظاهرة خاصة للترويج لتونس كوجهة استثمارية

 

إيطاليا ثالث مستثمر أجنبي في تونس

نحو 900 مؤسّسة استثمارية إيطالية، متمركزة في تونس

تونس-الصباح

في إطار تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية بين تونس وإيطاليا، احتضنت مدينة تورينو مؤخرا تظاهرة خاصة للترويج لتونس كوجهة استثمارية من تنظيم اتحاد الصناعات وغرفة التجارة في تورينو وبمساهمة قيمة في التنظيم من قبل رجل الأعمال المقيم في إيطاليا عادل قروي. وقد شهدت التظاهرة مشاركة عدد هام من الشركات الإيطالية العاملة في مختلف القطاعات منها خاصة قطاع صناعة السيارات ومكوناتها وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتهدف هذه الفعالية إلى إقامة شراكات بين الشركات التونسية والإيطالية، مما سيسهم في خلق فرص عمل وزيادة الصادرات في هذه القطاعات.

التظاهرة شهدت مشاركة فعالة للممثلية الديبلوماسية التونسية في إيطاليا في شخص سفير تونس مراد بورحلة، وقد بدأ البرنامج بزيارة وفد تونسي إلى إحدى الشركات الإيطالية الرائدة في إنتاج معدات سلامة السيارات والتي عبرت عن نية الاستثمار في تونس من خلال إنشاء وحدة إنتاجية ستوفر مئات الوظائف في المرحلة الأولى.

وفي اليوم الثاني من التظاهرة، زار الوفد عدة مؤسسات حكومية ايطالية الى جانب عقد لقاء عمل مع محافظ تورينو. كما أدى الوفد زيارة الى إحدى الشركات الرائدة في إنتاج مكونات السيارات وأخرى مختصة في الملابس الرياضية التقنية.

أما اليوم الثالث للتظاهرة، فقد خصص للقاءات الجماعية والثنائية، حيث كان للوفد التونسي، برئاسة السفير مراد بورحلة، اجتماعات مع ممثلي أكثر من 100 شركة إيطالية، حيث تم استعراض قصص نجاح لشركات إيطالية تنشط في تونس، مثل شركة الهندسة التي أثنى مديرها التنفيذي على البيئة الاقتصادية في تونس. كما تم التحضير لمهمة اقتصادية من المقرر إجراؤها في نوفمبر، حيث ستزور وفود إيطالية تونس لاستكشاف فرص الاستثمار.

واختُتمت المهمة بلقاء خاص مع المسؤول الإقليمي للتعاون الدولي، حيث تمت مناقشة فرص التعاون اللامركزي، إضافة إلى زيارة لشركة "مايكا" للهندسة والتصميم، التي توظف مهندسين تونسيين يعملون على مشاريع كبيرة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والسيارات.

ترويج للمطبخ التونسي

نجاح هذه المهمة يعكس الجهود المشتركة المبذولة من قبل الاتحاد الصناعي في تورينو وغرفة التجارة الإيطالية وعدد من الشركاء المعنيين.

هذه التظاهرة الاقتصادية والاستثمارية بامتياز، لم تخل كذلك من الترويج للمطبخ التونسي، حيث أقام "الشيف" التونسي الشهير منير العارم مأدبة عشاء على شرف الضيوف، قُدم فيها مزيج من الأطباق التقليدية التونسية والإيطالية. وكان "الشيف" منير قد زار جامعة العلوم الغذائية في بولينزو، حيث تم الاتفاق على إطلاق مشروع تعاون بين المحترفين التونسيين في مجال الطبخ والمطاعم من جهة والجامعة من جهة أخرى لتنظيم فعاليات مشتركة وتبادل طلابي وتم التأسيس لتعاون مستقبلي لتنظيم ورشات عمل للترويج للمأكولات التونسية.

إيطاليا في المرتبة الثالثة استثماريا

 وتجمع تونس وإيطاليا علاقات اقتصادية جد مميزة، حيث تتواجد في بلادنا نحو 900 مؤسّسة استثمارية إيطالية، من بينها نحو 300 مؤسسة مصنعة في مجال النسيج والملابس. وتعتبر إيطاليا ثالث مستثمر أجنبي في تونس بعد فرنسا وقطر حسب بيانات الوكالة التونسية لتشجيع الاستثمار (فيبا) لسنة 2023. وقد احتلت فرنسا المركز الأول بـ182 مليون أورو وقطر في المركز الثاني بـ89 مليون أورو، وإيطاليا في المركز الثالث بـ78 مليون أورو، وألمانيا في المركز الرابع بـ81 مليون أورو، واليابان في المركز الخامس بـ22 مليون أورو. وقد بلغ تدفق الاستثمارات الأجنبية في تونس مبلغ 2,522 مليار دينار، أي ما يعادل حوالي 750 مليون أورو، بتغيرات إيجابية بلغت 13,5 في المائة مقارنة بعام 2022، و34,4 في المائة مقارنة بعام 2021، و33,7 في المائة مقارنة بعام 2020.

وإلى جانب الاستثمارات فإن التبادل التجاري يحتل المراتب الأولى ويعتبر الميزان التجاري متوازنا تقريبا، حيث سجلت تونس مع إيطاليا في نهاية العام 2023 فائضا تجاريا بـ1.4 مليار دينار بعد أن كانت إيطاليا أكثر البلدان مساهمة في العجز التجاري التونسي في السنوات الأخيرة.

توازن الميزان التجاري

وتشير آخر الأرقام المتوفرة بالنسبة للسنة الحالية 2024 أن إيطاليا فرضت نفسها مجددا كأكبر مورد لتونس أيضا في الفترة من جانفي الى فيفري 2024، مما يعزز الرقم القياسي الذي استمر لعدة سنوات، حسب جداول المعهد الوطني للإحصاء، وبلغت صادرات المنتوجات الايطالية إلى تونس1,376 مليار دينار (ما يقارب 411 مليون أورو) في الشهرين الأولين من العام الحالي، بانخفاض 12,8 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، لكنها لا تزال متقدمة على الدول المنافسة الأخرى. وبلغت واردات إيطاليا من تونس 1,965 مليار دينار تونسي (حوالي 590 مليون أورو) بزيادة 9,3 بالمائة مقارنة بنفس الشهرين من العام الماضي. وبذلك يبلغ الميزان التجاري 590 مليون دينار تونسي (ما يقارب 176 مليون أورو) لصالح تونس. ومن بين المنتجات الرئيسية المصدرة من إيطاليا إلى تونس نجد المواد الخام المتعلقة بالطاقة (البترول المكرر) والمعادن والأقمشة والجلود ومعدات الأسلاك والمواد البلاستيكية والمنتجات البلاستيكية والمحركات والمولدات والمحولات والمنتجات الكيميائية والصيدلانية. ومن بين المنتجات الرئيسية التي تستوردها إيطاليا من تونس الملابس والأحذية وقطع غيار وملحقات المركبات والزيوت والشحوم والمحركات والمولدات والمحولات والمواد البلاستيكية والمنتجات الكيماوية والأسمدة ومنتجات الصلب والنفط الخام. ولذلك فمن الواضح أن هناك حركة كبيرة، لتحويل المواد الخام أو المنتجات شبه المصنعة إلى منتجات من إيطاليا إلى تونس.

وتعمل إيطاليا على دعم الاستثمار في مجال التنمية المستدامة في تونس، من ذلك الخطّ البحري الرابط بين تونس وإيطاليا بطول 200 كلم وإنجاز محطتين كهربائيتين في الضفتين التونسية والإيطالية اللتين ستدخلان حيز الاستغلال في غضون سنة 2028، مع استفادة المؤسسات التونسية والإيطالية من هذا المشروع في قطاع الطاقات المتجددة.

سفيان رجب

تحت شعار "تونس بوابة إفريقيا"..    مدينة تورينو الإيطالية تحتضن تظاهرة خاصة للترويج لتونس كوجهة استثمارية

 

إيطاليا ثالث مستثمر أجنبي في تونس

نحو 900 مؤسّسة استثمارية إيطالية، متمركزة في تونس

تونس-الصباح

في إطار تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية بين تونس وإيطاليا، احتضنت مدينة تورينو مؤخرا تظاهرة خاصة للترويج لتونس كوجهة استثمارية من تنظيم اتحاد الصناعات وغرفة التجارة في تورينو وبمساهمة قيمة في التنظيم من قبل رجل الأعمال المقيم في إيطاليا عادل قروي. وقد شهدت التظاهرة مشاركة عدد هام من الشركات الإيطالية العاملة في مختلف القطاعات منها خاصة قطاع صناعة السيارات ومكوناتها وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتهدف هذه الفعالية إلى إقامة شراكات بين الشركات التونسية والإيطالية، مما سيسهم في خلق فرص عمل وزيادة الصادرات في هذه القطاعات.

التظاهرة شهدت مشاركة فعالة للممثلية الديبلوماسية التونسية في إيطاليا في شخص سفير تونس مراد بورحلة، وقد بدأ البرنامج بزيارة وفد تونسي إلى إحدى الشركات الإيطالية الرائدة في إنتاج معدات سلامة السيارات والتي عبرت عن نية الاستثمار في تونس من خلال إنشاء وحدة إنتاجية ستوفر مئات الوظائف في المرحلة الأولى.

وفي اليوم الثاني من التظاهرة، زار الوفد عدة مؤسسات حكومية ايطالية الى جانب عقد لقاء عمل مع محافظ تورينو. كما أدى الوفد زيارة الى إحدى الشركات الرائدة في إنتاج مكونات السيارات وأخرى مختصة في الملابس الرياضية التقنية.

أما اليوم الثالث للتظاهرة، فقد خصص للقاءات الجماعية والثنائية، حيث كان للوفد التونسي، برئاسة السفير مراد بورحلة، اجتماعات مع ممثلي أكثر من 100 شركة إيطالية، حيث تم استعراض قصص نجاح لشركات إيطالية تنشط في تونس، مثل شركة الهندسة التي أثنى مديرها التنفيذي على البيئة الاقتصادية في تونس. كما تم التحضير لمهمة اقتصادية من المقرر إجراؤها في نوفمبر، حيث ستزور وفود إيطالية تونس لاستكشاف فرص الاستثمار.

واختُتمت المهمة بلقاء خاص مع المسؤول الإقليمي للتعاون الدولي، حيث تمت مناقشة فرص التعاون اللامركزي، إضافة إلى زيارة لشركة "مايكا" للهندسة والتصميم، التي توظف مهندسين تونسيين يعملون على مشاريع كبيرة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والسيارات.

ترويج للمطبخ التونسي

نجاح هذه المهمة يعكس الجهود المشتركة المبذولة من قبل الاتحاد الصناعي في تورينو وغرفة التجارة الإيطالية وعدد من الشركاء المعنيين.

هذه التظاهرة الاقتصادية والاستثمارية بامتياز، لم تخل كذلك من الترويج للمطبخ التونسي، حيث أقام "الشيف" التونسي الشهير منير العارم مأدبة عشاء على شرف الضيوف، قُدم فيها مزيج من الأطباق التقليدية التونسية والإيطالية. وكان "الشيف" منير قد زار جامعة العلوم الغذائية في بولينزو، حيث تم الاتفاق على إطلاق مشروع تعاون بين المحترفين التونسيين في مجال الطبخ والمطاعم من جهة والجامعة من جهة أخرى لتنظيم فعاليات مشتركة وتبادل طلابي وتم التأسيس لتعاون مستقبلي لتنظيم ورشات عمل للترويج للمأكولات التونسية.

إيطاليا في المرتبة الثالثة استثماريا

 وتجمع تونس وإيطاليا علاقات اقتصادية جد مميزة، حيث تتواجد في بلادنا نحو 900 مؤسّسة استثمارية إيطالية، من بينها نحو 300 مؤسسة مصنعة في مجال النسيج والملابس. وتعتبر إيطاليا ثالث مستثمر أجنبي في تونس بعد فرنسا وقطر حسب بيانات الوكالة التونسية لتشجيع الاستثمار (فيبا) لسنة 2023. وقد احتلت فرنسا المركز الأول بـ182 مليون أورو وقطر في المركز الثاني بـ89 مليون أورو، وإيطاليا في المركز الثالث بـ78 مليون أورو، وألمانيا في المركز الرابع بـ81 مليون أورو، واليابان في المركز الخامس بـ22 مليون أورو. وقد بلغ تدفق الاستثمارات الأجنبية في تونس مبلغ 2,522 مليار دينار، أي ما يعادل حوالي 750 مليون أورو، بتغيرات إيجابية بلغت 13,5 في المائة مقارنة بعام 2022، و34,4 في المائة مقارنة بعام 2021، و33,7 في المائة مقارنة بعام 2020.

وإلى جانب الاستثمارات فإن التبادل التجاري يحتل المراتب الأولى ويعتبر الميزان التجاري متوازنا تقريبا، حيث سجلت تونس مع إيطاليا في نهاية العام 2023 فائضا تجاريا بـ1.4 مليار دينار بعد أن كانت إيطاليا أكثر البلدان مساهمة في العجز التجاري التونسي في السنوات الأخيرة.

توازن الميزان التجاري

وتشير آخر الأرقام المتوفرة بالنسبة للسنة الحالية 2024 أن إيطاليا فرضت نفسها مجددا كأكبر مورد لتونس أيضا في الفترة من جانفي الى فيفري 2024، مما يعزز الرقم القياسي الذي استمر لعدة سنوات، حسب جداول المعهد الوطني للإحصاء، وبلغت صادرات المنتوجات الايطالية إلى تونس1,376 مليار دينار (ما يقارب 411 مليون أورو) في الشهرين الأولين من العام الحالي، بانخفاض 12,8 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، لكنها لا تزال متقدمة على الدول المنافسة الأخرى. وبلغت واردات إيطاليا من تونس 1,965 مليار دينار تونسي (حوالي 590 مليون أورو) بزيادة 9,3 بالمائة مقارنة بنفس الشهرين من العام الماضي. وبذلك يبلغ الميزان التجاري 590 مليون دينار تونسي (ما يقارب 176 مليون أورو) لصالح تونس. ومن بين المنتجات الرئيسية المصدرة من إيطاليا إلى تونس نجد المواد الخام المتعلقة بالطاقة (البترول المكرر) والمعادن والأقمشة والجلود ومعدات الأسلاك والمواد البلاستيكية والمنتجات البلاستيكية والمحركات والمولدات والمحولات والمنتجات الكيميائية والصيدلانية. ومن بين المنتجات الرئيسية التي تستوردها إيطاليا من تونس الملابس والأحذية وقطع غيار وملحقات المركبات والزيوت والشحوم والمحركات والمولدات والمحولات والمواد البلاستيكية والمنتجات الكيماوية والأسمدة ومنتجات الصلب والنفط الخام. ولذلك فمن الواضح أن هناك حركة كبيرة، لتحويل المواد الخام أو المنتجات شبه المصنعة إلى منتجات من إيطاليا إلى تونس.

وتعمل إيطاليا على دعم الاستثمار في مجال التنمية المستدامة في تونس، من ذلك الخطّ البحري الرابط بين تونس وإيطاليا بطول 200 كلم وإنجاز محطتين كهربائيتين في الضفتين التونسية والإيطالية اللتين ستدخلان حيز الاستغلال في غضون سنة 2028، مع استفادة المؤسسات التونسية والإيطالية من هذا المشروع في قطاع الطاقات المتجددة.

سفيان رجب