إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

افتتاحية "الصباح".. منعرج جديد..

 

تدخل جبهة الصراع بين ما يسمى بمحور المقاومة والاحتلال الإسرائيلي مرحلة جديدة ومنعرجا خطيرا، بعد اغتيال الكيان الصهيوني لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، في عملية لا يمكن حاليا التكهن بتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط ككل، وتأثيراتها على مستقبل المقاومة والقضية الفلسطينية، وما يمكن أن ينتج عنها من تبعات جيوسياسية..

منذ أيام قليلة، لم تعد الأحداث الدائرة في فلسطين المحتلة والمجازر التي ترتكبها يوميا قوات الاحتلال ضد المدنيين، محور الإعلام العربي والعالمي، إذ انتقلت – فجأة- عدسات الكاميرا لمتابعة ما يجري في "جبهة الشمال" التي استرعت اهتمام العالم، بعد التطورات السريعة الدراماتيكية في المنطقة وتتالي الضربات الإسرائيلية على لبنان..

تحوّل الحديث من متابعة مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة في غزة وإسرائيل وإمكانية توقيع اتفاق ينهي الحرب على قطاع غزة، إلى متابعة فصول جديدة من الصراع الذي توسعت أهدافه ومداه، وهو ما أراده الاحتلال وأعلنه حين قال إن أهداف شن ضربات على لبنان هو كسر محور المقاومة، وإجبار حزب الله على فك دعمه للمقاومة الفلسطينية، وتأمين عودة المستوطنين لشمال فلسطين المحتلة..

ما يسترعي الانتباه، هو أن عملية اغتيال نصر الله، سبقتها سلسلة من الأحداث والعمليات المثيرة على غرار اغتيال قائد حركة حماس في طهران بالذات، قبل أسابيع، ثم تتالت الاغتيالات التي استهدفت قيادات بارزة من النخبة العسكرية والسياسية في محور المقاومة، فضلا عن الاعتداءات المتكررة على منشآت مدنية وعسكرية..

وإن كانت جل العمليات لم تضعف من نسق المقاومة سواء في جنوب لبنان أو في داخل فلسطين المحتلة، وبشكل أقل حدة من مناطق الإسناد الأخرى (اليمن، العراق) وحافظت على عنفوانها، إلا أن المثير للتساؤلات هو تأخر الرد الإيراني على الاغتيالات المؤثرة التي قامت بها إسرائيل، وفي ارتباك المقاومة اللبنانية للرد على الضربات الإسرائيلية المتتالية، فضلا عن تواصل الصمت العربي تجاه التطورات في المنطقة..

وكشفت عملية تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية "البيجر" عن أهمية الأمن السيبراني والمعلوماتي في الحروب، ومثلت العملية اختراقا الكترونيا غير مسبوق، ورسالة متعددة الأبعاد كان من المفترض أن يلتقطها حزب الله حتى يزيد من تحصيناته ودفاعاته الالكترونية والأمنية، خاصة بعد اعتراف حسن نصر الله في آخر خطاب له، بأن التنظيم تلقى ضربة قوية من العدو، مقرا بتفوقه التكنولوجي في هذا المجال.

كما كشفت عمليات الاغتيال المتكررة التي استهدفت قيادات في الصفوف الأولى في محور المقاومة، عن جانب آخر من دائرة الصراع التي توظف فيها شبكة معقدة من العملاء على الأرض وجواسيس يقدمون معلومات دقيقة وحساسة عن تحركات القادة وإحداثيات عناوينهم، وهو ما يفسّر درجة الاختراق التي مكنت الجيش الإسرائيلي من تعقب أهدافه بسهولة في لبنان وإيران وسوريا، على خلاف جبهة غزة..

مهما يكن من أمر، فإن المنطقة مقبلة على تداعيات أكثر خطورة في المستقبل القريب، لكن السؤال الأهم، هل أن الاغتيالات التي تستهدف قيادات المقاومة، قادرة على تغيير موازين القوى، وأي تأثير لها على تمساك جبهات المقاومة.. وكيف سيكون رد حزب الله بعد الاغتيال الموجع لقائده التاريخي..؟

جل حروب التحرر انتهت بانتصار الشعوب المقاومة، المؤمنة بعدالة قضاياها، وهزيمة المحتل، مهما كانت درجة تعرضها للقمع والقتل والتنكيل، وهو واقع الحال اليوم في فلسطين المحتلة، وقد أثبت التاريخ أن كل الضربات والاغتيالات والخيانات، لم تنجح في دحر المقاومة والنيل من معنوياتها وهي التي تأبى الخنوع، فالمقاومة فكرة لا تموت وعقيدة لا يمكن اغتيالها..

رفيق بن عبد الله

 

 

 

تدخل جبهة الصراع بين ما يسمى بمحور المقاومة والاحتلال الإسرائيلي مرحلة جديدة ومنعرجا خطيرا، بعد اغتيال الكيان الصهيوني لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، في عملية لا يمكن حاليا التكهن بتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط ككل، وتأثيراتها على مستقبل المقاومة والقضية الفلسطينية، وما يمكن أن ينتج عنها من تبعات جيوسياسية..

منذ أيام قليلة، لم تعد الأحداث الدائرة في فلسطين المحتلة والمجازر التي ترتكبها يوميا قوات الاحتلال ضد المدنيين، محور الإعلام العربي والعالمي، إذ انتقلت – فجأة- عدسات الكاميرا لمتابعة ما يجري في "جبهة الشمال" التي استرعت اهتمام العالم، بعد التطورات السريعة الدراماتيكية في المنطقة وتتالي الضربات الإسرائيلية على لبنان..

تحوّل الحديث من متابعة مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة في غزة وإسرائيل وإمكانية توقيع اتفاق ينهي الحرب على قطاع غزة، إلى متابعة فصول جديدة من الصراع الذي توسعت أهدافه ومداه، وهو ما أراده الاحتلال وأعلنه حين قال إن أهداف شن ضربات على لبنان هو كسر محور المقاومة، وإجبار حزب الله على فك دعمه للمقاومة الفلسطينية، وتأمين عودة المستوطنين لشمال فلسطين المحتلة..

ما يسترعي الانتباه، هو أن عملية اغتيال نصر الله، سبقتها سلسلة من الأحداث والعمليات المثيرة على غرار اغتيال قائد حركة حماس في طهران بالذات، قبل أسابيع، ثم تتالت الاغتيالات التي استهدفت قيادات بارزة من النخبة العسكرية والسياسية في محور المقاومة، فضلا عن الاعتداءات المتكررة على منشآت مدنية وعسكرية..

وإن كانت جل العمليات لم تضعف من نسق المقاومة سواء في جنوب لبنان أو في داخل فلسطين المحتلة، وبشكل أقل حدة من مناطق الإسناد الأخرى (اليمن، العراق) وحافظت على عنفوانها، إلا أن المثير للتساؤلات هو تأخر الرد الإيراني على الاغتيالات المؤثرة التي قامت بها إسرائيل، وفي ارتباك المقاومة اللبنانية للرد على الضربات الإسرائيلية المتتالية، فضلا عن تواصل الصمت العربي تجاه التطورات في المنطقة..

وكشفت عملية تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية "البيجر" عن أهمية الأمن السيبراني والمعلوماتي في الحروب، ومثلت العملية اختراقا الكترونيا غير مسبوق، ورسالة متعددة الأبعاد كان من المفترض أن يلتقطها حزب الله حتى يزيد من تحصيناته ودفاعاته الالكترونية والأمنية، خاصة بعد اعتراف حسن نصر الله في آخر خطاب له، بأن التنظيم تلقى ضربة قوية من العدو، مقرا بتفوقه التكنولوجي في هذا المجال.

كما كشفت عمليات الاغتيال المتكررة التي استهدفت قيادات في الصفوف الأولى في محور المقاومة، عن جانب آخر من دائرة الصراع التي توظف فيها شبكة معقدة من العملاء على الأرض وجواسيس يقدمون معلومات دقيقة وحساسة عن تحركات القادة وإحداثيات عناوينهم، وهو ما يفسّر درجة الاختراق التي مكنت الجيش الإسرائيلي من تعقب أهدافه بسهولة في لبنان وإيران وسوريا، على خلاف جبهة غزة..

مهما يكن من أمر، فإن المنطقة مقبلة على تداعيات أكثر خطورة في المستقبل القريب، لكن السؤال الأهم، هل أن الاغتيالات التي تستهدف قيادات المقاومة، قادرة على تغيير موازين القوى، وأي تأثير لها على تمساك جبهات المقاومة.. وكيف سيكون رد حزب الله بعد الاغتيال الموجع لقائده التاريخي..؟

جل حروب التحرر انتهت بانتصار الشعوب المقاومة، المؤمنة بعدالة قضاياها، وهزيمة المحتل، مهما كانت درجة تعرضها للقمع والقتل والتنكيل، وهو واقع الحال اليوم في فلسطين المحتلة، وقد أثبت التاريخ أن كل الضربات والاغتيالات والخيانات، لم تنجح في دحر المقاومة والنيل من معنوياتها وهي التي تأبى الخنوع، فالمقاومة فكرة لا تموت وعقيدة لا يمكن اغتيالها..

رفيق بن عبد الله