كشفت عملية التفجير التي قام بها الكيان الصهيوني لأجهزة اتصالات لاسلكية كان يستعملها حزب الله اللبناني وسقط فيها قتلى وجرحى بعدد كبير، ان العرب والمسلمين لم يتقدموا خطوة واحدة منذ عصور الانحطاط التي دخلوا فيها بعد ان كانوا في فترة ما وخاصة بعد فجر الإسلام يقودون هذا العالم. فقد بلغنا اليوم مرحلة من التخلف والوهن تبعث على البكاء وصارت المدن العربية في مرمى نيران العدو وتاريخنا يداس والارواح تسقط هكذا ببساطة حتى أن العدو الصهيوني صار يقوم بعمليات استعراضية حقيقية وينفذ مخططاته في فلسطين وفي لبنان وفي كل البلدان المستباحة له كأنه يقوم بمجرد مناورات عسكرية.
بلداننا صارت امام القوة العسكرية الصهيونية اوهن من بيت العنكبوت وصار العدو يصطاد قيادات المقاومة في لبنان وغير لبنان بكل سهولة حتى أنه أصبح يعلن مسبقا عن الهدف وينفذه وفق ما أراد هو ووفق ما خطط له.
كل هذا لماذا؟
لأننا بساطة بلدان ليست فقيرة في اغلبها للمال وانما هي فقيرة للعلوم والمعارف ولا تتحكم في التكنولوجيا وتنفق القليل القليل في البحث العلمي واللحاق بركب الدول المتحضرة مجرد شعارات تضمخ بها الخطب الحماسية.
ما الذي يمنعنا ونحن نعلم اننا جميعنا كعرب ومسلمين في مرمى العدو من أن نبلغ مراحل متقدمة في العلم والتكنولوجيا وما الذي يجعلنا نواصل الإذعان للغرب ونقتني صناعته وهو الذي تبين انه العدو الأكبر؟
هل كان سيحصل ما حصل في لبنان هذه الأيام وهل كان العدو بإمكانه ان يستبيح بلدانا عربية مستقلة الى جانب استباحته لفلسطين لو أنه كانت لنا صناعة حقيقية وتكنولوجيا حقيقية ولو كانت لنا مخابر علمية وبرامج لتطوير العلوم وبرامج للاستفادة من الكفاءات العلمية والتكنولوجية التي تزخر بها بلدان وينتهي المطاف باغلبهم بترك بلدانهم بحثا عن فرصة للعمل. هذه الحقيقة المرة التي قد يكون من المفيد الإقرار بها والاعتراف باننا مساهمون بدرجة كبيرة في هذا الوضع البائس والمفلس الى حد البكاء بجهلنا وتجاهلنا لما يفيدنا حتى ان الثقافة في بلداننا التي تصنع الانسان هي مجرد تسلية وترفيه بالنسب للاغلبية.
هل نخطئ عندما نقول مثلا أن شراء اللبنانيين لأجهزة اتصالات من الخارج بدون التثبت من سلامتها هو الذي جعلهم طعما سائغا للعدو الصهيوني المتربص بهم؟
فقد كانت التفجيرات لأجهزة الاتصالات اللاسلكية لجماعة حزب الله وكما تبين بوضوح هي عبارة عن حصان طروادة الذي تسرب العدو عن طريقه الى الضاحية الجنوبية بلبنان. وواضح ان الخطة كانت تقوم على نشر الإحباط والخوف لدى الخصم واضعافه وحتى شل حركته من خلال وضعه امام حقيقته وهو انه مكشوف ومتحكم فيه عن بعد عن طريق الأجهزة التي يستعملها ويمكنهم متى أرادوا ان يفجروا هذه الأجهزة بين يديه.
وهذا ما حدث بالفعل اذ تمكن الكيان الصهيوني من الوصول بسهولة الى مكان القيادة العليا للحزب واغتيال امينه العام السيد حسن نصر الله ( تأكد الخبر امس ) وقد وجب الاعتراف بأن ما حققه العدو الصهيوني باغتياله قائد المقاومة في لبنان هو كسب كبير وقد يكون له تأثيره على نسق المقاومة في لبنان مستقبلا، ما لم تحدث معجزة نتمناها، حتى وإن كنا ندرك أن زمن المعجزات قد انتهى.
صحيح، هناك خيانة في القضية ولا يمكن تحقيق هذا التسرب دون دعم من الخونة كما حدث من قبل عبر كل مراحل التاريخ ومع اغلب الأمم تقريبا، حيث يكاد التاريخ لا يخلو من صفحات الخيانة، وطبعا لنا نحن العرب والمسلمون نصيبنا من هذه الصفحات وربما بوفرة، ومازالت صفحات الخيانة تكتب في هذا الزمن البائس وفي هذا الوضع الكارثي الذي نعيشه، لكن هناك عوامل موضوعية وراء نكباتنا المتتالية التي وجب الإقرار بها وهي غفلتنا وجهلنا وعدم تمكننا من العلوم والمعارف التي جعلتنا صيدا سهلا لعدو متربص هو دوننا عددا بكثير.
وقد يكون من المفيد التأكيد في هذا السياق وليس من باب البكاء على الأطلال، وانما تذكيرا بالحقيقة، على أن الحضارة العربية الإسلامية وإن بشر بها رسول الإسلام وإن كانت نابعة من رسالة سماوية، فإنها كانت حضارة علوم ومعرفة والعالم كله استفاد من تقدم الحضارة العربية والإسلامية، بفضل تطور العلم والمعارف وبفضل تطور الاختراعات حتى انه كان لهذه الحضارة التي صارت منكوبة اليوم السبق في اختراعات علمية وتكنولوجية مهدت للتطور الذي يشهده هذا العصر في جل المجالات.
لكن الوضع مختلف اليوم. نحن تأخرنا وتقدم الآخرون ونحن نتمسك بجهلنا ويزداد الآخرون تحكما في العلوم والتكنولوجيا. لم نفهم ان حروب اليوم لم تعد تكسب بالعدد والانتصارات لم تعد تتحقق بالألاف المؤلفة من الجنود وإنما صارت الحروب تقاد عن بعد بالعلم والتكنولوجيا وهذا ما استفاد منه العدو الصهيوني الذي يستمد كل قوته من سلاحه المتطور الذي ينهال عليه من العالم الغربي، هذا الغرب الذي يبيعنا نحن العرب، أسلحة متخلّفة فات زمانها حتى ان خبراء عسكريين يؤكدون ان دولا عربية تدفع أموالا طائلة من اجل أسلحة قد عفا عليها الزمن ولا يمكنها ان تستفيد منها حتى ان ارادت، وذلك هو حصان طروادة الذي يجعلنا دائما دولا مستباحة تبكي قدرها وتحصي ضحاياها.
حياة السايب
كشفت عملية التفجير التي قام بها الكيان الصهيوني لأجهزة اتصالات لاسلكية كان يستعملها حزب الله اللبناني وسقط فيها قتلى وجرحى بعدد كبير، ان العرب والمسلمين لم يتقدموا خطوة واحدة منذ عصور الانحطاط التي دخلوا فيها بعد ان كانوا في فترة ما وخاصة بعد فجر الإسلام يقودون هذا العالم. فقد بلغنا اليوم مرحلة من التخلف والوهن تبعث على البكاء وصارت المدن العربية في مرمى نيران العدو وتاريخنا يداس والارواح تسقط هكذا ببساطة حتى أن العدو الصهيوني صار يقوم بعمليات استعراضية حقيقية وينفذ مخططاته في فلسطين وفي لبنان وفي كل البلدان المستباحة له كأنه يقوم بمجرد مناورات عسكرية.
بلداننا صارت امام القوة العسكرية الصهيونية اوهن من بيت العنكبوت وصار العدو يصطاد قيادات المقاومة في لبنان وغير لبنان بكل سهولة حتى أنه أصبح يعلن مسبقا عن الهدف وينفذه وفق ما أراد هو ووفق ما خطط له.
كل هذا لماذا؟
لأننا بساطة بلدان ليست فقيرة في اغلبها للمال وانما هي فقيرة للعلوم والمعارف ولا تتحكم في التكنولوجيا وتنفق القليل القليل في البحث العلمي واللحاق بركب الدول المتحضرة مجرد شعارات تضمخ بها الخطب الحماسية.
ما الذي يمنعنا ونحن نعلم اننا جميعنا كعرب ومسلمين في مرمى العدو من أن نبلغ مراحل متقدمة في العلم والتكنولوجيا وما الذي يجعلنا نواصل الإذعان للغرب ونقتني صناعته وهو الذي تبين انه العدو الأكبر؟
هل كان سيحصل ما حصل في لبنان هذه الأيام وهل كان العدو بإمكانه ان يستبيح بلدانا عربية مستقلة الى جانب استباحته لفلسطين لو أنه كانت لنا صناعة حقيقية وتكنولوجيا حقيقية ولو كانت لنا مخابر علمية وبرامج لتطوير العلوم وبرامج للاستفادة من الكفاءات العلمية والتكنولوجية التي تزخر بها بلدان وينتهي المطاف باغلبهم بترك بلدانهم بحثا عن فرصة للعمل. هذه الحقيقة المرة التي قد يكون من المفيد الإقرار بها والاعتراف باننا مساهمون بدرجة كبيرة في هذا الوضع البائس والمفلس الى حد البكاء بجهلنا وتجاهلنا لما يفيدنا حتى ان الثقافة في بلداننا التي تصنع الانسان هي مجرد تسلية وترفيه بالنسب للاغلبية.
هل نخطئ عندما نقول مثلا أن شراء اللبنانيين لأجهزة اتصالات من الخارج بدون التثبت من سلامتها هو الذي جعلهم طعما سائغا للعدو الصهيوني المتربص بهم؟
فقد كانت التفجيرات لأجهزة الاتصالات اللاسلكية لجماعة حزب الله وكما تبين بوضوح هي عبارة عن حصان طروادة الذي تسرب العدو عن طريقه الى الضاحية الجنوبية بلبنان. وواضح ان الخطة كانت تقوم على نشر الإحباط والخوف لدى الخصم واضعافه وحتى شل حركته من خلال وضعه امام حقيقته وهو انه مكشوف ومتحكم فيه عن بعد عن طريق الأجهزة التي يستعملها ويمكنهم متى أرادوا ان يفجروا هذه الأجهزة بين يديه.
وهذا ما حدث بالفعل اذ تمكن الكيان الصهيوني من الوصول بسهولة الى مكان القيادة العليا للحزب واغتيال امينه العام السيد حسن نصر الله ( تأكد الخبر امس ) وقد وجب الاعتراف بأن ما حققه العدو الصهيوني باغتياله قائد المقاومة في لبنان هو كسب كبير وقد يكون له تأثيره على نسق المقاومة في لبنان مستقبلا، ما لم تحدث معجزة نتمناها، حتى وإن كنا ندرك أن زمن المعجزات قد انتهى.
صحيح، هناك خيانة في القضية ولا يمكن تحقيق هذا التسرب دون دعم من الخونة كما حدث من قبل عبر كل مراحل التاريخ ومع اغلب الأمم تقريبا، حيث يكاد التاريخ لا يخلو من صفحات الخيانة، وطبعا لنا نحن العرب والمسلمون نصيبنا من هذه الصفحات وربما بوفرة، ومازالت صفحات الخيانة تكتب في هذا الزمن البائس وفي هذا الوضع الكارثي الذي نعيشه، لكن هناك عوامل موضوعية وراء نكباتنا المتتالية التي وجب الإقرار بها وهي غفلتنا وجهلنا وعدم تمكننا من العلوم والمعارف التي جعلتنا صيدا سهلا لعدو متربص هو دوننا عددا بكثير.
وقد يكون من المفيد التأكيد في هذا السياق وليس من باب البكاء على الأطلال، وانما تذكيرا بالحقيقة، على أن الحضارة العربية الإسلامية وإن بشر بها رسول الإسلام وإن كانت نابعة من رسالة سماوية، فإنها كانت حضارة علوم ومعرفة والعالم كله استفاد من تقدم الحضارة العربية والإسلامية، بفضل تطور العلم والمعارف وبفضل تطور الاختراعات حتى انه كان لهذه الحضارة التي صارت منكوبة اليوم السبق في اختراعات علمية وتكنولوجية مهدت للتطور الذي يشهده هذا العصر في جل المجالات.
لكن الوضع مختلف اليوم. نحن تأخرنا وتقدم الآخرون ونحن نتمسك بجهلنا ويزداد الآخرون تحكما في العلوم والتكنولوجيا. لم نفهم ان حروب اليوم لم تعد تكسب بالعدد والانتصارات لم تعد تتحقق بالألاف المؤلفة من الجنود وإنما صارت الحروب تقاد عن بعد بالعلم والتكنولوجيا وهذا ما استفاد منه العدو الصهيوني الذي يستمد كل قوته من سلاحه المتطور الذي ينهال عليه من العالم الغربي، هذا الغرب الذي يبيعنا نحن العرب، أسلحة متخلّفة فات زمانها حتى ان خبراء عسكريين يؤكدون ان دولا عربية تدفع أموالا طائلة من اجل أسلحة قد عفا عليها الزمن ولا يمكنها ان تستفيد منها حتى ان ارادت، وذلك هو حصان طروادة الذي يجعلنا دائما دولا مستباحة تبكي قدرها وتحصي ضحاياها.