حلموا بالثروة فانتهت أحلامهم دون نيل المبتغى وهووا في حفر عميقة وبعضهم فارق الحياة ونجا البعض الآخر بأعجوبة.
يخاطرون بحياتهم على الرغم من علمهم بأن الحفر لأمتار عميقة تحت الأرض قد تنتهي بانهيار التربة وقد تنتهي أحلامهم وأوهامهم تحتها ولكنهم يغامرون ويجازفون معولين على الحظ تدفعهم أحلامهم بالثراء الى مزيد من الحفر حتى يصطدمون بالواقع.
مفيدة القيزاني
حادثة مرعبة جدت في جهة قربة من ولاية نابل بدأت بحلم تشاركه شخصان ثم عزما على تنفيذه فتحولا الى منزل مهجور وشرعا في الحفر بعد أن بحثا واقتنعا ان المنزل المهجور مدفون في باطنه كنز سيغير حياتهما اذا ما وصلا اليه واستخرجاه ولكن وبعد ان حفرا في عمق امتار عديدة انهار التراب عليهما وظل مصيرهما مجهولا.
لما بلغ الخبر الى أعوان الحماية المدنية تحولوا الى المنزل المهجور وشرعوا في البحث عن الشخصين وانطلقت العملية منذ الساعة السادسة والنصف من مساء يوم أمس الأول لتنتهي في حدود الساعة السادسة والنصف من صباح يوم أمس حيث توصلت فرق الحماية المدنية بجهة نابل معززة بفريق مختص من الحماية المدنية (تنقل من تونس العاصمة) بعد 12 ساعة من العثور على جثة احد المفقودين في عمق 11 مترا ثم عثر على الشخص الثاني ومازال على قيد الحياة فتم نقله مباشرة الى المستشفى الجهوي بنابل ووصفت حالته بالمستقرة.
هذه الحادثة ليست الأولى فقد دفعت في وقت سابق الرغبة في الثراء السريع كهلا في العقد الرابع من عمره الى البحث عن الكنوز لتنتهي المغامرة بفقدانه حياته.
الضحية كهل في العقد الرابع من العمر وهو اب لأطفال كان يبحث عن الكنوز في غابة بجهة النفيضة عندما انهارت عليه التربة وعلى الرغم من محاولة مرافقيه إنقاذه الا انه فارق الحياة.
وفي وقت سابق وقع انتشال جثّة كهل في العقد الخامس من العمر هلك داخل حفرة عمقها 32 مترا وقطرها حوالي متر ونصف.
وجدّت الواقعة بمنطقة النفيضة، حيث أقدم مواطن بمعيّة آخرين على أشغال حفر بمنزله، والذي هو في طور البناء، فلقي حتفه إثر انهيار التربة عليه.
واستغرق عمل عناصر الحماية المدنية نحو 15 ساعة متواصلة لانتشال الجثّة، وقد تم توجيهها إلى قسم التشريح بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد.
وقد كشفت الحادثة عن عصابة مختصة في التنقيب عن الآثار وتولت النيابة العمومية فتح بحث تحقيقي من أجل القتل العمد مع سابقية القصد وتكوين عصابة مؤلّفة من عدّة أطراف قصد التنقيب عن الآثار الثابتة والمنقولة بملك الغير وأثبتت أنّ هذه العصابة قامت بأشغال حفر مماثلة في نفس المنطقة.
وقد تم الكشف عن عمليات حفر طالت حتى المقابر كما تم الكشف عن العديد من عمليات محاولات تهريب الآثار في عدة أماكن على غرار جندوبة حيث تم الكشف عن محاولات لتهريب قطع أثرية وتم فتح قضية عدلية في تهريب الآثار وتبييض الأموال كذلك في قرمبالية حيث تم إلقاء القبض على أربعة أشخاص من احل الاتجار في الآثار، كذلك المنستير تم القبض على شخص من أجل الاتجار في الآثار، وفي سيدي بوزيد عمد أشخاص الى حفر خندقا في منزل بحثا عن الآثار كذلك في تونس العاصمة وبوعرقوب وسبيطلة وغيرها.
وخلال السنوات التي تلت الثورة، تمّ الكشف عن سرقة وتهريب قطع أثرية نادرة لعل أبرزها سرقة تمثال "غانيماد" سنة 2013 من متحف الفن المسيحي المبكر بقرطاج والذي تمّت استعادته لاحقا.
وكان المعهد الوطني للتراث أعلن أن مجهولين أقدموا على سرقة تمثال تاريخي ونادر يعود إلى القرن الخامس من متحف الفن المسيحي المبكر بقرطاج من الضاحية الشمالية،
ويحمل التمثال المسروق اسم "غانيماد"، وهو من المرمر الأبيض، ويبلغ طوله 49 سنتمترا ويعود تاريخه إلى القرن الخامس بعد الميلاد ويمثل الميثولوجيا الإغريقية.
إلى جانب ذلك تم إحباط محاولة سرقة تمثال القائد القرطاجي حنبعل وتهريبه على متن سفينة "قرطاج" إلى إحدى الدول الأوروبية من طرف مافيا الآثار في وقت سابق، ومحاولة سرقة تماثيل آلهة الحب والثقافة التي يعود تاريخها إلى العهد الروماني وعمرها 1800 سنة.
العقوبات الجزائية..
يكاد لا يمر شهر دون الكشف عن جريمة تنقيب عن الآثار، فهذه جريمة وطنية ينظمها القانون الجزائي ومجلة التراث ولكن رغم أن قانون الحقوق العينية أعطى خمس الكنز للشخص الذي يكتشف ولكن أغلب الأشخاص تجاوزوا هذا الفصل لأنهم عندما يذهبون للإبلاغ عن الكنز يجدون أنفسهم في بحث جزائي ويعتبرونه مدانا لذلك يلجأون الى طرق أخرى لبيعها بطرق خارجة عن القانون وعبر الحدود البرية أو غيرها.
وخص المشرع التونسي الفصل 25 من مجلة الحقوق العينية التي تعتبر الكنز أو الشيء المخبئ الذي لا يستطيع أحد أن يثبت ملكيته له يكون ثلاثة أخماسه لمالك ما وجد به ذلك الكنز وخمسه لمكتشفه والخمس الأخير للدولة وهذا الفصل لا يعتبر تشجيعا على استباحة الأملاك الخاصة والعمومية للتنقيب عن الآثار بل أن الحصول عنها بمحض الصدفة يعتبر من الأشياء المباحة التي هي مخالفة للقانون في جانب ثان باعتبار ان التنقيب عن الاثار تحتكره الدولة ولا تسند فيه رخصا الا بشروط بينها قانون مجلة التراث، يعني ان استخراج الكنوز بطريقة قانونية يجب ان يكون بترخيص من الدولة التونسية وفي إطار التعامل مع المعهد الوطني للتراث ولا يتم الا بحضور الخبراء المختصين وليست عملية بطريقة عشوائية لان ذلك يعتبر مخالفا للقانون واعتداء على الموروث التاريخي والثقافي للبلاد التونسية وأي شخص تحجز لديه اثار او يتم القبض عليه وهو بصدد التنقيب عنها يعتبرمدانا.
تونس-الصباح
حلموا بالثروة فانتهت أحلامهم دون نيل المبتغى وهووا في حفر عميقة وبعضهم فارق الحياة ونجا البعض الآخر بأعجوبة.
يخاطرون بحياتهم على الرغم من علمهم بأن الحفر لأمتار عميقة تحت الأرض قد تنتهي بانهيار التربة وقد تنتهي أحلامهم وأوهامهم تحتها ولكنهم يغامرون ويجازفون معولين على الحظ تدفعهم أحلامهم بالثراء الى مزيد من الحفر حتى يصطدمون بالواقع.
مفيدة القيزاني
حادثة مرعبة جدت في جهة قربة من ولاية نابل بدأت بحلم تشاركه شخصان ثم عزما على تنفيذه فتحولا الى منزل مهجور وشرعا في الحفر بعد أن بحثا واقتنعا ان المنزل المهجور مدفون في باطنه كنز سيغير حياتهما اذا ما وصلا اليه واستخرجاه ولكن وبعد ان حفرا في عمق امتار عديدة انهار التراب عليهما وظل مصيرهما مجهولا.
لما بلغ الخبر الى أعوان الحماية المدنية تحولوا الى المنزل المهجور وشرعوا في البحث عن الشخصين وانطلقت العملية منذ الساعة السادسة والنصف من مساء يوم أمس الأول لتنتهي في حدود الساعة السادسة والنصف من صباح يوم أمس حيث توصلت فرق الحماية المدنية بجهة نابل معززة بفريق مختص من الحماية المدنية (تنقل من تونس العاصمة) بعد 12 ساعة من العثور على جثة احد المفقودين في عمق 11 مترا ثم عثر على الشخص الثاني ومازال على قيد الحياة فتم نقله مباشرة الى المستشفى الجهوي بنابل ووصفت حالته بالمستقرة.
هذه الحادثة ليست الأولى فقد دفعت في وقت سابق الرغبة في الثراء السريع كهلا في العقد الرابع من عمره الى البحث عن الكنوز لتنتهي المغامرة بفقدانه حياته.
الضحية كهل في العقد الرابع من العمر وهو اب لأطفال كان يبحث عن الكنوز في غابة بجهة النفيضة عندما انهارت عليه التربة وعلى الرغم من محاولة مرافقيه إنقاذه الا انه فارق الحياة.
وفي وقت سابق وقع انتشال جثّة كهل في العقد الخامس من العمر هلك داخل حفرة عمقها 32 مترا وقطرها حوالي متر ونصف.
وجدّت الواقعة بمنطقة النفيضة، حيث أقدم مواطن بمعيّة آخرين على أشغال حفر بمنزله، والذي هو في طور البناء، فلقي حتفه إثر انهيار التربة عليه.
واستغرق عمل عناصر الحماية المدنية نحو 15 ساعة متواصلة لانتشال الجثّة، وقد تم توجيهها إلى قسم التشريح بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد.
وقد كشفت الحادثة عن عصابة مختصة في التنقيب عن الآثار وتولت النيابة العمومية فتح بحث تحقيقي من أجل القتل العمد مع سابقية القصد وتكوين عصابة مؤلّفة من عدّة أطراف قصد التنقيب عن الآثار الثابتة والمنقولة بملك الغير وأثبتت أنّ هذه العصابة قامت بأشغال حفر مماثلة في نفس المنطقة.
وقد تم الكشف عن عمليات حفر طالت حتى المقابر كما تم الكشف عن العديد من عمليات محاولات تهريب الآثار في عدة أماكن على غرار جندوبة حيث تم الكشف عن محاولات لتهريب قطع أثرية وتم فتح قضية عدلية في تهريب الآثار وتبييض الأموال كذلك في قرمبالية حيث تم إلقاء القبض على أربعة أشخاص من احل الاتجار في الآثار، كذلك المنستير تم القبض على شخص من أجل الاتجار في الآثار، وفي سيدي بوزيد عمد أشخاص الى حفر خندقا في منزل بحثا عن الآثار كذلك في تونس العاصمة وبوعرقوب وسبيطلة وغيرها.
وخلال السنوات التي تلت الثورة، تمّ الكشف عن سرقة وتهريب قطع أثرية نادرة لعل أبرزها سرقة تمثال "غانيماد" سنة 2013 من متحف الفن المسيحي المبكر بقرطاج والذي تمّت استعادته لاحقا.
وكان المعهد الوطني للتراث أعلن أن مجهولين أقدموا على سرقة تمثال تاريخي ونادر يعود إلى القرن الخامس من متحف الفن المسيحي المبكر بقرطاج من الضاحية الشمالية،
ويحمل التمثال المسروق اسم "غانيماد"، وهو من المرمر الأبيض، ويبلغ طوله 49 سنتمترا ويعود تاريخه إلى القرن الخامس بعد الميلاد ويمثل الميثولوجيا الإغريقية.
إلى جانب ذلك تم إحباط محاولة سرقة تمثال القائد القرطاجي حنبعل وتهريبه على متن سفينة "قرطاج" إلى إحدى الدول الأوروبية من طرف مافيا الآثار في وقت سابق، ومحاولة سرقة تماثيل آلهة الحب والثقافة التي يعود تاريخها إلى العهد الروماني وعمرها 1800 سنة.
العقوبات الجزائية..
يكاد لا يمر شهر دون الكشف عن جريمة تنقيب عن الآثار، فهذه جريمة وطنية ينظمها القانون الجزائي ومجلة التراث ولكن رغم أن قانون الحقوق العينية أعطى خمس الكنز للشخص الذي يكتشف ولكن أغلب الأشخاص تجاوزوا هذا الفصل لأنهم عندما يذهبون للإبلاغ عن الكنز يجدون أنفسهم في بحث جزائي ويعتبرونه مدانا لذلك يلجأون الى طرق أخرى لبيعها بطرق خارجة عن القانون وعبر الحدود البرية أو غيرها.
وخص المشرع التونسي الفصل 25 من مجلة الحقوق العينية التي تعتبر الكنز أو الشيء المخبئ الذي لا يستطيع أحد أن يثبت ملكيته له يكون ثلاثة أخماسه لمالك ما وجد به ذلك الكنز وخمسه لمكتشفه والخمس الأخير للدولة وهذا الفصل لا يعتبر تشجيعا على استباحة الأملاك الخاصة والعمومية للتنقيب عن الآثار بل أن الحصول عنها بمحض الصدفة يعتبر من الأشياء المباحة التي هي مخالفة للقانون في جانب ثان باعتبار ان التنقيب عن الاثار تحتكره الدولة ولا تسند فيه رخصا الا بشروط بينها قانون مجلة التراث، يعني ان استخراج الكنوز بطريقة قانونية يجب ان يكون بترخيص من الدولة التونسية وفي إطار التعامل مع المعهد الوطني للتراث ولا يتم الا بحضور الخبراء المختصين وليست عملية بطريقة عشوائية لان ذلك يعتبر مخالفا للقانون واعتداء على الموروث التاريخي والثقافي للبلاد التونسية وأي شخص تحجز لديه اثار او يتم القبض عليه وهو بصدد التنقيب عنها يعتبرمدانا.