والبلاد تعاني لسنوات من معضلة الشح المائي يبقى الغيث النافع هاما وهاما جدا لاسيما في هذا التوقيت.. لكن يظل الأهم هو حسن التعامل معه حتى لا يكون كابوسا مزعجا مثلما حصل أمس في بعض الولايات..
من هذا المنطلق اقترن- وللأسف- نٌزول كميّات هامّة من الغيث النافع بغرق عدد من الولايات ليتجدد كل مرة السيناريو ذاته مع فيضانات عارمة وأمطار طوفانية أسفرت عن جرف سيارات وانقطاع سير الدروس وتعطل كبير في حركة المرور هذا دون التغافل عن حوادث المرور المسجلة بسبب الانزلاقات الحاصلة.. سيناريو تتجدد معه الأسئلة ذاتها حول مدى نجاعة البنية التحتية في استيعاب كميات الأمطار ..
في هذا الاتجاه أسفرت الأمطار الأخيرة أمس عن "غرق" بعض الولايات على غرار سوسة ومعتمدية بني خيار من ولاية نابل الى جانب بعض المناطق من تونس العاصمة.. حيث شهدت ولاية سوسة أمطارا طوفانية أدت الى جرف عديد السيارات وإحداث شلل تامّ على مستوى حركة المرور علما أن أعلى معدلات الأمطار المسجلة في ولاية سوسة كانت في منطقة هرقلة.
ولئن تعتبر ولاية سوسة الأكثر تضررا بسبب التساقطات الأخيرة إلا أن مختلف شوارع العاصمة قد غرقت أمس بسبب ارتفاع منسوب المياه مما أسفر عن شلل في حركة المرور وتعطل لمصالح الكثير من المواطنين.. هذا بالتوازي مع ولاية نابل التي شهدت أيضا بعض معتمدياتها على غرار بني خيار تساقطات هامة أسفرت عن فيضانات عارمة في مختلف شوارع المدينة..
تعليق للدروس وحوادث مرور
من جانب آخر وفي نفس الإطار جدير بالذكر أن الأمطار الأخيرة على كثافتها أفضت الى تعليق الدروس في بعض الجهات.
وبالتوازي مع قرار تعليق الدروس في بعض المناطق فقد أدت الأمطار الأخيرة الى تسجيل بعض حوادث الطرقات حيث جد صباح أمس حادث مرور على مستوى النقطة الكيلومترية 60 من الطريق السريعة الرابطة بين معتمدية بوفيشة وسوسة، تمثل في انزلاق حافلة سياحية صغيرة الحجم وانقلابها، وفق المتحدث باسم الحماية المدنية معز تريعة.
ورجح تريعة في تصريح لصحفي "وات" سبب انزلاق الحافلة السياحية، التي كان على متنها 11 سائحا إيطاليا ودليلهم السياحي، الى الأمطار الغزيرة التي شهدتها الجهة صباح أمس مضيفا أن الحادث أسفر بالخصوص عن حالات فزع وهلع في صفوف ركاب الحافلة وبعض الإصابات الخفيفة، التي استوجبت نقل المصابين الى مستشفيات الحمامات وبوفيشة وسوسة لتلقي الإسعافات اللازمة.
في هذا الخضم عديدة هي الأسئلة التي تطرح من قبيل لماذا يتجدد السيناريو ذاته كلما ينزل الغيث النافع بكميات هامة لا سيما أن بعض الولايات قد قامت بعمليات جهر للبالوعات خلال شهر أوت الماضي على غرار ولاية نابل ومع ذلك كانت الأمطار الأخيرة التي شهدتها الولاية أمس سببا في إحداث شلل على مستوى الطرقات وهلع في صفوف المواطنين..
الحماية المدنية على الخط
يذكر أيضا أن وحدات الحماية المدنية قد تدخلت أمس بالتنسيق مع الهياكل المعنية لنجدة المواطنين وتقديم المساعدة اللازمة وذلك بأغلب الولايات.
وجاء على الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الحماية المدنية أنه تم القيام بـ51 عملية ضخ مياه و43 معاينة لمحلات سكنية وتجارية وطرقات، إضافة إلى إنقاذ 3 مواطنين حاصرتهم مياه الأمطار علما أن الإدارة العامة للحرس الوطني مستعملي الطريق إلى ضرورة توخي الحذر أثناء السياقة وأخذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الجميع، وذلك على اثر عن تهاطل كميات هامة من الأمطار بمختلف ولايات الجمهورية.
وحثّتهم على التعديل من السرعة بما يتناسب مع ظروف الطريق وترك مسافة أمان كافية أثناء المتابعة في السير، إضافة إلى تجنب القيام بأعمال خطرة أثناء القيادة واستعمال الأضواء القانونية كلما اقتضت ظروف الرؤية ذلك ضمانا للقدرة على رد الفعل والتحكم والسيطرة على الوسيلة.
وأوضحت أنه للاستفسارات أو للإبلاغ عن حالات طارئة، يمكن الاتصال بمركز استمرار الشؤون المرورية بإدارة عمليات الحرس الوطني على الأرقام التالية: - 71 960 448 - 71 963 512 كما يمكن الاتصال جهوياً بأقاليم ومناطق الحرس الوطني على الرقم المجاني 193.
يذكر أيضا أن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري قد دعت أمس الفلاحين إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية مواشيهم والآلات الفلاحية والتجهيزات ووضعها في أماكن بعيدة عن مجاري الأودية.
وحذّرت الوزارة، في بلاغ لها، من تواصل نزول الأمطار بأغلب الجهات أمس والتي تكون مؤقتا رعدية وأحيانا غزيرة خاصة بولايات نابل وزغوان والقيروان وسوسة والمنستير والمهدية ومحليا ولايتي سيدي بوزيد وصفاقس، حيث تتراوح أعلى الكميات بين 30 و50 مليمترا، وتصل محليا إلى 80 مليمترا مع تساقط البرد بأماكن محدودة وهبوب رياح قوية تتجاوز مؤقتا 90 كلم في الساعة، أثناء ظهور السحب الرعدية.
كما أوصت الوزارة، في هذا الصدد، البحارة بعدم المجازفة والإبحار وأخذ الاحتياطات اللاّزمة إلى غاية استقرار الأوضاع الجويّة.
منال حرزي.
جرف سيارات.. شلل في حركة المرور وحوادث انزلاق
تونس-الصباح
والبلاد تعاني لسنوات من معضلة الشح المائي يبقى الغيث النافع هاما وهاما جدا لاسيما في هذا التوقيت.. لكن يظل الأهم هو حسن التعامل معه حتى لا يكون كابوسا مزعجا مثلما حصل أمس في بعض الولايات..
من هذا المنطلق اقترن- وللأسف- نٌزول كميّات هامّة من الغيث النافع بغرق عدد من الولايات ليتجدد كل مرة السيناريو ذاته مع فيضانات عارمة وأمطار طوفانية أسفرت عن جرف سيارات وانقطاع سير الدروس وتعطل كبير في حركة المرور هذا دون التغافل عن حوادث المرور المسجلة بسبب الانزلاقات الحاصلة.. سيناريو تتجدد معه الأسئلة ذاتها حول مدى نجاعة البنية التحتية في استيعاب كميات الأمطار ..
في هذا الاتجاه أسفرت الأمطار الأخيرة أمس عن "غرق" بعض الولايات على غرار سوسة ومعتمدية بني خيار من ولاية نابل الى جانب بعض المناطق من تونس العاصمة.. حيث شهدت ولاية سوسة أمطارا طوفانية أدت الى جرف عديد السيارات وإحداث شلل تامّ على مستوى حركة المرور علما أن أعلى معدلات الأمطار المسجلة في ولاية سوسة كانت في منطقة هرقلة.
ولئن تعتبر ولاية سوسة الأكثر تضررا بسبب التساقطات الأخيرة إلا أن مختلف شوارع العاصمة قد غرقت أمس بسبب ارتفاع منسوب المياه مما أسفر عن شلل في حركة المرور وتعطل لمصالح الكثير من المواطنين.. هذا بالتوازي مع ولاية نابل التي شهدت أيضا بعض معتمدياتها على غرار بني خيار تساقطات هامة أسفرت عن فيضانات عارمة في مختلف شوارع المدينة..
تعليق للدروس وحوادث مرور
من جانب آخر وفي نفس الإطار جدير بالذكر أن الأمطار الأخيرة على كثافتها أفضت الى تعليق الدروس في بعض الجهات.
وبالتوازي مع قرار تعليق الدروس في بعض المناطق فقد أدت الأمطار الأخيرة الى تسجيل بعض حوادث الطرقات حيث جد صباح أمس حادث مرور على مستوى النقطة الكيلومترية 60 من الطريق السريعة الرابطة بين معتمدية بوفيشة وسوسة، تمثل في انزلاق حافلة سياحية صغيرة الحجم وانقلابها، وفق المتحدث باسم الحماية المدنية معز تريعة.
ورجح تريعة في تصريح لصحفي "وات" سبب انزلاق الحافلة السياحية، التي كان على متنها 11 سائحا إيطاليا ودليلهم السياحي، الى الأمطار الغزيرة التي شهدتها الجهة صباح أمس مضيفا أن الحادث أسفر بالخصوص عن حالات فزع وهلع في صفوف ركاب الحافلة وبعض الإصابات الخفيفة، التي استوجبت نقل المصابين الى مستشفيات الحمامات وبوفيشة وسوسة لتلقي الإسعافات اللازمة.
في هذا الخضم عديدة هي الأسئلة التي تطرح من قبيل لماذا يتجدد السيناريو ذاته كلما ينزل الغيث النافع بكميات هامة لا سيما أن بعض الولايات قد قامت بعمليات جهر للبالوعات خلال شهر أوت الماضي على غرار ولاية نابل ومع ذلك كانت الأمطار الأخيرة التي شهدتها الولاية أمس سببا في إحداث شلل على مستوى الطرقات وهلع في صفوف المواطنين..
الحماية المدنية على الخط
يذكر أيضا أن وحدات الحماية المدنية قد تدخلت أمس بالتنسيق مع الهياكل المعنية لنجدة المواطنين وتقديم المساعدة اللازمة وذلك بأغلب الولايات.
وجاء على الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الحماية المدنية أنه تم القيام بـ51 عملية ضخ مياه و43 معاينة لمحلات سكنية وتجارية وطرقات، إضافة إلى إنقاذ 3 مواطنين حاصرتهم مياه الأمطار علما أن الإدارة العامة للحرس الوطني مستعملي الطريق إلى ضرورة توخي الحذر أثناء السياقة وأخذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الجميع، وذلك على اثر عن تهاطل كميات هامة من الأمطار بمختلف ولايات الجمهورية.
وحثّتهم على التعديل من السرعة بما يتناسب مع ظروف الطريق وترك مسافة أمان كافية أثناء المتابعة في السير، إضافة إلى تجنب القيام بأعمال خطرة أثناء القيادة واستعمال الأضواء القانونية كلما اقتضت ظروف الرؤية ذلك ضمانا للقدرة على رد الفعل والتحكم والسيطرة على الوسيلة.
وأوضحت أنه للاستفسارات أو للإبلاغ عن حالات طارئة، يمكن الاتصال بمركز استمرار الشؤون المرورية بإدارة عمليات الحرس الوطني على الأرقام التالية: - 71 960 448 - 71 963 512 كما يمكن الاتصال جهوياً بأقاليم ومناطق الحرس الوطني على الرقم المجاني 193.
يذكر أيضا أن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري قد دعت أمس الفلاحين إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية مواشيهم والآلات الفلاحية والتجهيزات ووضعها في أماكن بعيدة عن مجاري الأودية.
وحذّرت الوزارة، في بلاغ لها، من تواصل نزول الأمطار بأغلب الجهات أمس والتي تكون مؤقتا رعدية وأحيانا غزيرة خاصة بولايات نابل وزغوان والقيروان وسوسة والمنستير والمهدية ومحليا ولايتي سيدي بوزيد وصفاقس، حيث تتراوح أعلى الكميات بين 30 و50 مليمترا، وتصل محليا إلى 80 مليمترا مع تساقط البرد بأماكن محدودة وهبوب رياح قوية تتجاوز مؤقتا 90 كلم في الساعة، أثناء ظهور السحب الرعدية.
كما أوصت الوزارة، في هذا الصدد، البحارة بعدم المجازفة والإبحار وأخذ الاحتياطات اللاّزمة إلى غاية استقرار الأوضاع الجويّة.