إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المخرجة السينمائية سلمى بكار.. الدفاع عن المرأة وحقوقها وحريتها رهاني في كل أعمالي السينمائية

حوار محسن بن احمد

هي واحدة من رائدات الفعل الإبداعي والثقافي في تونس. اختارت السينما طريقا لها لصياغة مسيرة استثنائية جمعت فيها بين الإنتاج في مجال الفن السابع لتكون بذلك أول امرأة مديرة إنتاج لعديد الأفلام لمخرجين مثل محمد علي العقبي ومحمود بن محمود وناجية بن محمود وعبد اللطيف بن عمار وهي التي اقتحمت غمار الإخراج السينمائي سنة1975 لتكون أيضا أول مخرجة امرأة تنجز أول فيلم طويل في تاريخ السينما التونسية "فاطمة75"

وبعد 20 سنة عادت سلمى بكار الى السينما بإخراجها "حبيبة مسيكة رقصة النار" عن قصة حياة الراقصة والفنانة التونسية حبيبة مسيكة 1996، وفيلمها الثالث “الخشخاش” 2006، ثم “الجايدة” 2017 وأنهت خلال الأيام القليلة الماضية كامل مراحل فيلمها الجديد " النافورة " الذي سيكون اول عرض له في الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية.

في هذا الحوار مع سلمى بكار جولة عبر أبرز المحطات في مسيرة هذه المخرجة التي صاغت صفحات مضيئة في المدونة السينمائية التونسية على امتداد أكثر من خمسين سنة.

*لو نعود إلى بداية العشق للسينما ماذا تحتفظ السيدة سلمى بكار في الذاكرة؟

عشقت السينما وانا لي من العمر 17 سنة في مدينة المولد والنشأة حمام الانف من خلال نادي السينمائيين الهواة، وهو الوحيد الذي كان يضم عناصر نسائية وكنت من ضمنهن وكنا 6 فتيات يعملن على مساعدة السينمائيين في هذا النادي لإنجاز أعمالهم حتى كان اليوم الذي اتفقنا فيه نحن الفتيات في النادي على المبادرة بإنجاز عمل سينمائي يحمل بصمتنا واخترت الإخراج من خلال سيناريو أشرفت عليه.

 هذه التجربة جعلتني اعشق بشكل كبير السينما وكان قراري بضرورة الاخذ بكل ابجديات هذا العمل الفني السامي وانا طالبة في اختصاص "علم النفس " فقررت مقاطعة هذا التخصص والتوجه كليا الى السينما

تحولت الى باريس حيث قضيت سنتين هناك في دراسة السينما وكان ذلك في الفترة من 1968 الى 1970 لأعود بعد ذلك الى تونس وامام ندرة الانتاجات السينمائية في تونس في تلك الفترة التحقت بالمخرج فريد بوغدير متربصة في ثلاثية " في بلاد الطررني " لالتحق بعد ذلك بالتلفزة التونسية لاكون بذلك اول مساعدة امراة في الإخراج وقد قضيت في هذه الخطة 5 سنوات وهو ما اثار حفيظة البعض على اعتبار انهم اقترحوا علي الاشراف على التركيب " المونتاج" او خطة " سكريبت " التخصصان الخاصان بالمرأة لكني كنت مصرة على الإخراج.

اشتغلت كما سبقت الإشارة إلى ذلك مدة 5 سنوات مساعدة في الإخراج مع فاطمة اسكندراني وابولبابة مرابط رحمه الله ومحمد الحاج سليمان وعبد الرزاق الحمامي رحمه الله، ولا اخفي سرا انني لم اكن متحمسة بشكل كبير لهذا الامر على اعتبار انني رغم كوني كنت اعوض المخرج في الكثير من العمل المناط بعهدته فان " الجينيريك " كان يشير الى كونه هو مخرج العمل ثم يأتي اسمي مساعدة له.

*كان عليك التحرك لتحقيق حلمك في الإخراج؟

نعم كنت مصرة على كسب رهان الإخراج وتوفرت لي الفرصة التي سعيت الى استغلالها وكان ذلك سنة 1975 التي كانت اعلنت " السنة العالمية لحقوق المراة " فبادرت بتقديم مشروع سينمائي وهو فيلم " فاطمة 75" الى " الساتباك " واتحاد المراة التونسية ووزارة الثقافة والاخبار " كما كانت تسمى في تلك الفترة" وبعد تقديم النسخة الأولى انهالت علي الانتقادات من هنا من هناك على اعتبار انني من وجهة نظرهم لم اعط للزعيم الحبيب بورقيبة الريادة في كل الإنجازات التي تحققت للمرأة ونضالها منذ أقدم العصور.

*كتبت تاريخ المرأة من وجهة نظرك في " فاطمة 75"؟

عدت في فيلم " فاطمة 75" الى "عليسة" و"جنادر" زوجة إبراهيم ابن الاغلب و"الكاهنة "و" عزيزة عثمانة " وغيرهن، وفي ذلك رغبة مني في ابراز دورالمراة التونسية منذ أقدم العصور ومساهمتها في البناء الحضاري للإنسان في تونس على وجه الخصوص وتوقفت عند ما قام به الطاهر الحداد لفائدة المراة وتضمن الفيلم أيضا اخر حوار كنت اجريته مع " بشيرة بن مراد" التي تم ابعادها رغم انها كانت الى جانب الزعيم الحبيب بورقيبة وناصرته.

أقول ان ما قامت به " بشيرة بن مراد " لفائدة المراة التونسية في اربعينات وخمسينات القرن الماضي لا ينكره الا جاحد وهي التي تجرعت مرارة التنكر والجحود بعد الاستقلال

وكانت النتيجة التحجير على " فاطمة 75" على امتداد 30سنة ومنع عرضه في تونس حتى سنة 2007 بعد صدور قرار الإفراج عنه ... وتراني اكشف انه رغم قرار التحجير على " فاطمة 75 " في تونس نجحت في الترويج له خارج تونس وقد حقق نجاحا عالميا كبيرا.

*قرار التحجير على " فاطمة 75 " في تونس أي تأثير له على أحلامك السينمائية؟

اكشف انه رغم قرار التحجير على " فاطمة ا75 " في تونس نجحت في الترويج له خارجها وقد حقق نجاحا عالميا كبيرا... وهو ما خفف عني وطاة منع العمل في تونس، ولا أخفى سرا بالتأكيد على ان الرقابة ومنع الظهور للإبداع مهما كان نوعه له تأثير سلبي على المبدع وقد يدفع به الى الإحباط والياس والاستسلام

*هل انتابك الإحباط؟

ليس الامر كذلك على اعتبار انني واصلت طريقي بعد كسب رهان توزيع "فاطمة 75 " خارج تونس لأواصل طريقي بثبات في عالم السينما باقتحام عالم الإنتاج السينمائي وأكون بذلك اول امراة مديرة انتاج سينمائية.

*ثم كان فيلم " حبيبة مسيكة رقصة النار " ؟

انتظرت 20 سنة لأنجز فيلم " حبيبة مسيكة رقصة النار".

*اول افلامك" فاطمة 75" ثم "حبيبة مسيكة" فـ "خشخاش" و"الجايدة" ... القاسم المشترك في هذه الاعمال الحضور الكبير للمرأة ..اي سر وراء الاهتمام بها؟

أقول ان هذه الاعمال هي عبارة عن حلقات مترابطة لمشروع سينمائي واحد هو المراة فـ" فاطمة 75" يمثل الركيزة الأساسية والتي انبثقت منها بقية اعمالي السينمائية التي تناولت المراة من وجوه عدة.

*لكن ثلاثة من هذه الأفلام عرفت نهايات تراجيدية الحرق في " حبيبة مسيكة رقصة النار " الجنون في" خشخاش " والانتحار في " الجايدة "؟ هل يعني هذا ان المخفي في حياة المراة غير المتدوال للعموم ؟

اردت من خلال هذه النهايات التأكيد على الإرادة الصلبة للمرأة وتوقها الدائم للحرية والانتصار على الظلم مهما كان مأتاه، فـ" حبيبة مسيكة " ورغم ان النار ملتهبة فانها ترقص ويقابلها ابتسامة طفلة صغيرة هي عنوان الإرادة والعزيمة والصلابة في مواجهة الاوجاع وفي " خشخاش " تقول بطلة الفيلم " زكية " لابنتها " انها حرة وهي ان لها كامل الحرية للعيش مع المجانين الذين اعادوا لها العقل " بمعنى انها حققت حريتها التي كافحت وناضلت من اجلها .

*خاتمة " الجايدة " شهدت ظهور المجلس القومي التأسيسي، هل كان ذلك امرا مقصودا منك؟

نعم كان ظهور المجلس القومي التأسيسي اختيارا مقصودا مني...الفيلم يقدم لنا الطفلة " سلمى " التي تكبر بعد ذلك مع السنوات وتستحضر نصيحة أمها بضرورة الدراسة بجدية لأنها طريق الحرية .

في المجلس تدخل سلمى الطفلة المجلس بشموخ لتوجه بشجاعة نادرة انتقاداتها الى الإسلاميين محملة اياهم المسؤولية الكبرى فيما الت اليه البلاد من تشتت وانقسام ودمار على أكثر من صعيد.

*"النافورة " عملك السينمائي الجديد كيف تقدمينه للقراء؟

فيلم "النافورة " يمكن اعتباره الجزء الثاني من فيلم " الجايدة " وسلمى التي ظهرت في " الجايدة " تروي لنا احداث " النافورة "

تقدم لنا " النافورة " قصة 3 نسوة يجمعهن لقاء في أحد الفنادق المهجورة بالعاصمة في جويلية2013 تزامنا مع اغتيال الشهيد محمد البراهمي. تحرص النسوة الثلاثة على المشاركة في اعتصام الرحيل وأصبحن من الفاعلات فيه بشكل كبير. والكل يعرف ان هذا الاعتصام انتهى الى الحوار الوطني وجائزة نوبل ونرى في " النافورة " ان النساء الثلاثة قد ازدادت العلاقة بينهن متانة وصلابة على اعتبار ان كل واحدة منهن لها ظروفها الخاصة وماض مؤلم فكان ان كسبن رهان المصالحة مع ذواتهن.

لقد سعيت في " النافورة " الى التأكيد على حاجتنا الكبيرة اليوم أكثر من أي يوم مضى الى الوحدة ونبذ التفرقة والكراهية والمحسوبية، والالتفاف حول الوطن.

*ماهي مقاييسك المعتمدة في اختيار الإبطال الرئيسيين لهذا العمل؟

عندما اكتب سيناريو أي عمل سينمائي استحضر في ذهني الشخصية المناسبة له وحتى إذا حدث ان هذه الشخصية لا يمكن لها المشاركة لسبب ما، فاني ابحث عن شخصية ثانية شبيهة لها.

*سيناريو وأحداث فيلم " النافورة " كان بالاشتراك مع الأديبة الأستاذة امنة الرميلي ماذا تقولين عن هذه التجربة ؟

من عادتي ان النص الأول لسيناريو أي عمل أعده بنفسي ثم تكون الكتابة الثانية وحتى الثالثة بالاشتراك مع أحد الكتاب فقد سبق ان كانت لي تجربة في ذلك سابقا مع الراحل سمير العيادي ثم الاديبة عروسية النالوتي والممثلة وجيهة الجندوبي وفي " النافورة " عشت تجربة ممتعة مع الاديبة امنة الرميلي حيث كنا على تواصل يومي – بحكم تواجدها في سوسة - وعلى امتداد ساعات طوال معها عبر الهاتف لتبادل الراي والمناقشة والتغيير والاضافة في السيناريو والأحداث.

*أبرز المشاركين في هذا العمل؟

-راهنت في " النافورة " على الممثلات ريم الرياحي واميرة الرياحي ورنيم العلاني.

*أي موعد للعرض الأول لفيلم " النافورة "؟

أول عرض للفيلم سيكون في الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية.

*هل سيتم ترشيح العمل للمسابقة الرسمية للأيام؟

لست صاحبة القرار في ذلك واغتنم هذه المناسبة للتأكيد على ان سينما سلمى بكار هي لتونس وجمهورها ولا تغريني المهرجانات والتظاهرات السينمائية خارج حدود الوطن، هو خياري في كل اعمالي السينمائية فالأولوية هي تونس وجمهورها العريض.

 

 

 

 

 

 

 

 

المخرجة السينمائية سلمى بكار.. الدفاع عن المرأة وحقوقها وحريتها رهاني في كل أعمالي السينمائية

حوار محسن بن احمد

هي واحدة من رائدات الفعل الإبداعي والثقافي في تونس. اختارت السينما طريقا لها لصياغة مسيرة استثنائية جمعت فيها بين الإنتاج في مجال الفن السابع لتكون بذلك أول امرأة مديرة إنتاج لعديد الأفلام لمخرجين مثل محمد علي العقبي ومحمود بن محمود وناجية بن محمود وعبد اللطيف بن عمار وهي التي اقتحمت غمار الإخراج السينمائي سنة1975 لتكون أيضا أول مخرجة امرأة تنجز أول فيلم طويل في تاريخ السينما التونسية "فاطمة75"

وبعد 20 سنة عادت سلمى بكار الى السينما بإخراجها "حبيبة مسيكة رقصة النار" عن قصة حياة الراقصة والفنانة التونسية حبيبة مسيكة 1996، وفيلمها الثالث “الخشخاش” 2006، ثم “الجايدة” 2017 وأنهت خلال الأيام القليلة الماضية كامل مراحل فيلمها الجديد " النافورة " الذي سيكون اول عرض له في الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية.

في هذا الحوار مع سلمى بكار جولة عبر أبرز المحطات في مسيرة هذه المخرجة التي صاغت صفحات مضيئة في المدونة السينمائية التونسية على امتداد أكثر من خمسين سنة.

*لو نعود إلى بداية العشق للسينما ماذا تحتفظ السيدة سلمى بكار في الذاكرة؟

عشقت السينما وانا لي من العمر 17 سنة في مدينة المولد والنشأة حمام الانف من خلال نادي السينمائيين الهواة، وهو الوحيد الذي كان يضم عناصر نسائية وكنت من ضمنهن وكنا 6 فتيات يعملن على مساعدة السينمائيين في هذا النادي لإنجاز أعمالهم حتى كان اليوم الذي اتفقنا فيه نحن الفتيات في النادي على المبادرة بإنجاز عمل سينمائي يحمل بصمتنا واخترت الإخراج من خلال سيناريو أشرفت عليه.

 هذه التجربة جعلتني اعشق بشكل كبير السينما وكان قراري بضرورة الاخذ بكل ابجديات هذا العمل الفني السامي وانا طالبة في اختصاص "علم النفس " فقررت مقاطعة هذا التخصص والتوجه كليا الى السينما

تحولت الى باريس حيث قضيت سنتين هناك في دراسة السينما وكان ذلك في الفترة من 1968 الى 1970 لأعود بعد ذلك الى تونس وامام ندرة الانتاجات السينمائية في تونس في تلك الفترة التحقت بالمخرج فريد بوغدير متربصة في ثلاثية " في بلاد الطررني " لالتحق بعد ذلك بالتلفزة التونسية لاكون بذلك اول مساعدة امراة في الإخراج وقد قضيت في هذه الخطة 5 سنوات وهو ما اثار حفيظة البعض على اعتبار انهم اقترحوا علي الاشراف على التركيب " المونتاج" او خطة " سكريبت " التخصصان الخاصان بالمرأة لكني كنت مصرة على الإخراج.

اشتغلت كما سبقت الإشارة إلى ذلك مدة 5 سنوات مساعدة في الإخراج مع فاطمة اسكندراني وابولبابة مرابط رحمه الله ومحمد الحاج سليمان وعبد الرزاق الحمامي رحمه الله، ولا اخفي سرا انني لم اكن متحمسة بشكل كبير لهذا الامر على اعتبار انني رغم كوني كنت اعوض المخرج في الكثير من العمل المناط بعهدته فان " الجينيريك " كان يشير الى كونه هو مخرج العمل ثم يأتي اسمي مساعدة له.

*كان عليك التحرك لتحقيق حلمك في الإخراج؟

نعم كنت مصرة على كسب رهان الإخراج وتوفرت لي الفرصة التي سعيت الى استغلالها وكان ذلك سنة 1975 التي كانت اعلنت " السنة العالمية لحقوق المراة " فبادرت بتقديم مشروع سينمائي وهو فيلم " فاطمة 75" الى " الساتباك " واتحاد المراة التونسية ووزارة الثقافة والاخبار " كما كانت تسمى في تلك الفترة" وبعد تقديم النسخة الأولى انهالت علي الانتقادات من هنا من هناك على اعتبار انني من وجهة نظرهم لم اعط للزعيم الحبيب بورقيبة الريادة في كل الإنجازات التي تحققت للمرأة ونضالها منذ أقدم العصور.

*كتبت تاريخ المرأة من وجهة نظرك في " فاطمة 75"؟

عدت في فيلم " فاطمة 75" الى "عليسة" و"جنادر" زوجة إبراهيم ابن الاغلب و"الكاهنة "و" عزيزة عثمانة " وغيرهن، وفي ذلك رغبة مني في ابراز دورالمراة التونسية منذ أقدم العصور ومساهمتها في البناء الحضاري للإنسان في تونس على وجه الخصوص وتوقفت عند ما قام به الطاهر الحداد لفائدة المراة وتضمن الفيلم أيضا اخر حوار كنت اجريته مع " بشيرة بن مراد" التي تم ابعادها رغم انها كانت الى جانب الزعيم الحبيب بورقيبة وناصرته.

أقول ان ما قامت به " بشيرة بن مراد " لفائدة المراة التونسية في اربعينات وخمسينات القرن الماضي لا ينكره الا جاحد وهي التي تجرعت مرارة التنكر والجحود بعد الاستقلال

وكانت النتيجة التحجير على " فاطمة 75" على امتداد 30سنة ومنع عرضه في تونس حتى سنة 2007 بعد صدور قرار الإفراج عنه ... وتراني اكشف انه رغم قرار التحجير على " فاطمة 75 " في تونس نجحت في الترويج له خارج تونس وقد حقق نجاحا عالميا كبيرا.

*قرار التحجير على " فاطمة 75 " في تونس أي تأثير له على أحلامك السينمائية؟

اكشف انه رغم قرار التحجير على " فاطمة ا75 " في تونس نجحت في الترويج له خارجها وقد حقق نجاحا عالميا كبيرا... وهو ما خفف عني وطاة منع العمل في تونس، ولا أخفى سرا بالتأكيد على ان الرقابة ومنع الظهور للإبداع مهما كان نوعه له تأثير سلبي على المبدع وقد يدفع به الى الإحباط والياس والاستسلام

*هل انتابك الإحباط؟

ليس الامر كذلك على اعتبار انني واصلت طريقي بعد كسب رهان توزيع "فاطمة 75 " خارج تونس لأواصل طريقي بثبات في عالم السينما باقتحام عالم الإنتاج السينمائي وأكون بذلك اول امراة مديرة انتاج سينمائية.

*ثم كان فيلم " حبيبة مسيكة رقصة النار " ؟

انتظرت 20 سنة لأنجز فيلم " حبيبة مسيكة رقصة النار".

*اول افلامك" فاطمة 75" ثم "حبيبة مسيكة" فـ "خشخاش" و"الجايدة" ... القاسم المشترك في هذه الاعمال الحضور الكبير للمرأة ..اي سر وراء الاهتمام بها؟

أقول ان هذه الاعمال هي عبارة عن حلقات مترابطة لمشروع سينمائي واحد هو المراة فـ" فاطمة 75" يمثل الركيزة الأساسية والتي انبثقت منها بقية اعمالي السينمائية التي تناولت المراة من وجوه عدة.

*لكن ثلاثة من هذه الأفلام عرفت نهايات تراجيدية الحرق في " حبيبة مسيكة رقصة النار " الجنون في" خشخاش " والانتحار في " الجايدة "؟ هل يعني هذا ان المخفي في حياة المراة غير المتدوال للعموم ؟

اردت من خلال هذه النهايات التأكيد على الإرادة الصلبة للمرأة وتوقها الدائم للحرية والانتصار على الظلم مهما كان مأتاه، فـ" حبيبة مسيكة " ورغم ان النار ملتهبة فانها ترقص ويقابلها ابتسامة طفلة صغيرة هي عنوان الإرادة والعزيمة والصلابة في مواجهة الاوجاع وفي " خشخاش " تقول بطلة الفيلم " زكية " لابنتها " انها حرة وهي ان لها كامل الحرية للعيش مع المجانين الذين اعادوا لها العقل " بمعنى انها حققت حريتها التي كافحت وناضلت من اجلها .

*خاتمة " الجايدة " شهدت ظهور المجلس القومي التأسيسي، هل كان ذلك امرا مقصودا منك؟

نعم كان ظهور المجلس القومي التأسيسي اختيارا مقصودا مني...الفيلم يقدم لنا الطفلة " سلمى " التي تكبر بعد ذلك مع السنوات وتستحضر نصيحة أمها بضرورة الدراسة بجدية لأنها طريق الحرية .

في المجلس تدخل سلمى الطفلة المجلس بشموخ لتوجه بشجاعة نادرة انتقاداتها الى الإسلاميين محملة اياهم المسؤولية الكبرى فيما الت اليه البلاد من تشتت وانقسام ودمار على أكثر من صعيد.

*"النافورة " عملك السينمائي الجديد كيف تقدمينه للقراء؟

فيلم "النافورة " يمكن اعتباره الجزء الثاني من فيلم " الجايدة " وسلمى التي ظهرت في " الجايدة " تروي لنا احداث " النافورة "

تقدم لنا " النافورة " قصة 3 نسوة يجمعهن لقاء في أحد الفنادق المهجورة بالعاصمة في جويلية2013 تزامنا مع اغتيال الشهيد محمد البراهمي. تحرص النسوة الثلاثة على المشاركة في اعتصام الرحيل وأصبحن من الفاعلات فيه بشكل كبير. والكل يعرف ان هذا الاعتصام انتهى الى الحوار الوطني وجائزة نوبل ونرى في " النافورة " ان النساء الثلاثة قد ازدادت العلاقة بينهن متانة وصلابة على اعتبار ان كل واحدة منهن لها ظروفها الخاصة وماض مؤلم فكان ان كسبن رهان المصالحة مع ذواتهن.

لقد سعيت في " النافورة " الى التأكيد على حاجتنا الكبيرة اليوم أكثر من أي يوم مضى الى الوحدة ونبذ التفرقة والكراهية والمحسوبية، والالتفاف حول الوطن.

*ماهي مقاييسك المعتمدة في اختيار الإبطال الرئيسيين لهذا العمل؟

عندما اكتب سيناريو أي عمل سينمائي استحضر في ذهني الشخصية المناسبة له وحتى إذا حدث ان هذه الشخصية لا يمكن لها المشاركة لسبب ما، فاني ابحث عن شخصية ثانية شبيهة لها.

*سيناريو وأحداث فيلم " النافورة " كان بالاشتراك مع الأديبة الأستاذة امنة الرميلي ماذا تقولين عن هذه التجربة ؟

من عادتي ان النص الأول لسيناريو أي عمل أعده بنفسي ثم تكون الكتابة الثانية وحتى الثالثة بالاشتراك مع أحد الكتاب فقد سبق ان كانت لي تجربة في ذلك سابقا مع الراحل سمير العيادي ثم الاديبة عروسية النالوتي والممثلة وجيهة الجندوبي وفي " النافورة " عشت تجربة ممتعة مع الاديبة امنة الرميلي حيث كنا على تواصل يومي – بحكم تواجدها في سوسة - وعلى امتداد ساعات طوال معها عبر الهاتف لتبادل الراي والمناقشة والتغيير والاضافة في السيناريو والأحداث.

*أبرز المشاركين في هذا العمل؟

-راهنت في " النافورة " على الممثلات ريم الرياحي واميرة الرياحي ورنيم العلاني.

*أي موعد للعرض الأول لفيلم " النافورة "؟

أول عرض للفيلم سيكون في الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية.

*هل سيتم ترشيح العمل للمسابقة الرسمية للأيام؟

لست صاحبة القرار في ذلك واغتنم هذه المناسبة للتأكيد على ان سينما سلمى بكار هي لتونس وجمهورها ولا تغريني المهرجانات والتظاهرات السينمائية خارج حدود الوطن، هو خياري في كل اعمالي السينمائية فالأولوية هي تونس وجمهورها العريض.