إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بالبنط العريض.. كيف تغيرت قواعد الاشتباك بين "حز.ب الله" وإسرائيل؟

 

بقلم: نزار مقني

يبدو أن قواعد الاشتباك بين "حزب الله" وإسرائيل أخذت تتغير بعد أن انتقلت الهجمات العسكرية من مربع الأهداف العسكرية إلى مربع استهداف المدنيين، وخصوصا البيئة المحيطة بـ"حزب الله" في لبنان، ومحاولة تفكيك منظومة عمل "حزب الله" التي أسس قواعدها منذ انشائه في سنة 1983.

ولعل هذه البيئة المحيطة بـ"حزب الله"، تمثل نقاط قوة الحزب سواء سياسيا من خلال عمليات التعبئة السياسية في لبنان خلال الاستحقاقات السياسية اللبنانية من انتخابات أو فرض نوع من التوازن بين قوى الأغلبية التي ينتمي إليها أو القوى المعارضة له.

كما تمثل هذه البيئة حاضنة شعبية ونقطة قوة عسكرية، حيث أن البيئة المحيطة بحزب الله سواء في الضاحية الجنوبية (حارة حريك وما جاورها) ومدن الجنوب وبعلبك، حيث ينتشر الشيعة الذين يمثلون العمود الفقري لتجنيد مقاتلي "حزب الله" المتحالف مع إيران، والتي تعتبر شريان الحياة لهذا الحزب، أهم محور من محاور قوته السياسية والعسكرية.

ويبدو أن الحزب ومع تضخم حجمه منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي إلى اليوم، أصبحت وسائل تحكمه في هذه البيئة معقدة وأكثر تطورا خصوصا وأن متطلبات القيادة والتحكم في المجال المسيطر عليه، يجب أن تتطور حسب التحديات والرهانات السياسية والعسكرية المطروحة على أرض الواقع، مع وقوفه فوق "رمال متحركة" من الرهانات السياسية الداخلية أو في صراعه مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي واقع الحال اليوم فتحه لجبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة التي تتعرض لحرب إبادة شاملة ودموية.

ولعل ما ذهب إليه الحزب مع توالي التحديات الأمنية والعسكرية والسياسية منذ انتصاره على الاحتلال الإسرائيلي في سنة 2006 (مشاركته في الحرب في سوريا وتحديات الانتخابات الداخلية في لبنان)، حتمت عليه وسائل الاتصال الجديدة تأسيس منظومة تحكم وقيادة ضروريتين في عملية التعبئة وتحريك الكتائب والفرق العسكرية، وحتى في تبليغ "أوامر الاقتراع" خلال الانتخابات، حسب ما تطرحه خارطة تحالفاته السياسية (مثل تحالفه السابق مع ميشال عون وحزبه التيار الوطني الحر)، حيث أن أساليب الاتصال القديمة التي استعملت في سنة 2006 وما قبلها من سنوات اعتبرت قديمة ولا تخدم أهداف وأجندات الحزب الجديدة.

وحتى أن شبكة الاتصالات اللبنانية كانت محل استهداف من قبل وسائل الاستخبارات الإسرائيلية، مع كشف أجهزة مكافحة التجسس اللبنانية لعدة شبكات تجسس استهدفت هذه الشبكة من الاتصالات الخلوية والانترنيت، بلغت أوجها بعد بداية الحرب على غزة وانخراط الحزب فيها كجبهة إسناد، مما دعاه للجوء إلى إعادة استعمال وسائل اتصالات قديمة تستعمل فيها الموجات الصوتية وليست الرقمية، في محاولة للالتفاف على عمليات التنصت كلفت الحزب خسائر بشرية فادحة كان من بينها قيادات إقليمية للحزب.

اليوم يبدو أن إسرائيل تسعى لضرب مركز تنظيم والتنسيق لحزب الله، والذي كان محور قوة التصدي لعدوان سنة 2006، وذلك في محاولة لإبعاد مؤسسات الحزب عن بيئته الاجتماعية المحيطة والتي تمثل حاضنته الشعبية وإسقاط التنسيق بين الهيكلة التنظيمية للحزب ومؤسساته، فيما يتسبب في بعثرة أوراقه في إرسال الأوامر التعبوية العسكرية والسياسية، في محاولة لإثارة الفوضى في مسار إصدار الأوامر بين القيادة المركزية ومقرات القيادات الميدانية التي تدير الصراع مباشرة بين الحزب وإسرائيل أو حتى بين المركز الرئيسي ومراكز الدعم اللوجستي الموجودة في سوريا والعراق وإيران.

ويبدو أن هذا الاستهداف المباشرة للحزب وبيئته الحاضنة من مدنيين ومنتسبين ومباشرين، سينسحب على رد الحزب على هذا الهجوم، وهو ما قد يعني ردا يشمل مراكز أهداف حيوية موجودة ضمن بنك للأهداف، قام "حزب الله" بتقديمها للجمهور ضمن فيديوات الطائرة المسيرة "الهدهد"، في إطار حرب نفسية أراد تسليطها على الداخل الإسرائيلي.

 

 

 

 

بالبنط العريض..   كيف تغيرت قواعد الاشتباك بين "حز.ب الله" وإسرائيل؟

 

بقلم: نزار مقني

يبدو أن قواعد الاشتباك بين "حزب الله" وإسرائيل أخذت تتغير بعد أن انتقلت الهجمات العسكرية من مربع الأهداف العسكرية إلى مربع استهداف المدنيين، وخصوصا البيئة المحيطة بـ"حزب الله" في لبنان، ومحاولة تفكيك منظومة عمل "حزب الله" التي أسس قواعدها منذ انشائه في سنة 1983.

ولعل هذه البيئة المحيطة بـ"حزب الله"، تمثل نقاط قوة الحزب سواء سياسيا من خلال عمليات التعبئة السياسية في لبنان خلال الاستحقاقات السياسية اللبنانية من انتخابات أو فرض نوع من التوازن بين قوى الأغلبية التي ينتمي إليها أو القوى المعارضة له.

كما تمثل هذه البيئة حاضنة شعبية ونقطة قوة عسكرية، حيث أن البيئة المحيطة بحزب الله سواء في الضاحية الجنوبية (حارة حريك وما جاورها) ومدن الجنوب وبعلبك، حيث ينتشر الشيعة الذين يمثلون العمود الفقري لتجنيد مقاتلي "حزب الله" المتحالف مع إيران، والتي تعتبر شريان الحياة لهذا الحزب، أهم محور من محاور قوته السياسية والعسكرية.

ويبدو أن الحزب ومع تضخم حجمه منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي إلى اليوم، أصبحت وسائل تحكمه في هذه البيئة معقدة وأكثر تطورا خصوصا وأن متطلبات القيادة والتحكم في المجال المسيطر عليه، يجب أن تتطور حسب التحديات والرهانات السياسية والعسكرية المطروحة على أرض الواقع، مع وقوفه فوق "رمال متحركة" من الرهانات السياسية الداخلية أو في صراعه مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي واقع الحال اليوم فتحه لجبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة التي تتعرض لحرب إبادة شاملة ودموية.

ولعل ما ذهب إليه الحزب مع توالي التحديات الأمنية والعسكرية والسياسية منذ انتصاره على الاحتلال الإسرائيلي في سنة 2006 (مشاركته في الحرب في سوريا وتحديات الانتخابات الداخلية في لبنان)، حتمت عليه وسائل الاتصال الجديدة تأسيس منظومة تحكم وقيادة ضروريتين في عملية التعبئة وتحريك الكتائب والفرق العسكرية، وحتى في تبليغ "أوامر الاقتراع" خلال الانتخابات، حسب ما تطرحه خارطة تحالفاته السياسية (مثل تحالفه السابق مع ميشال عون وحزبه التيار الوطني الحر)، حيث أن أساليب الاتصال القديمة التي استعملت في سنة 2006 وما قبلها من سنوات اعتبرت قديمة ولا تخدم أهداف وأجندات الحزب الجديدة.

وحتى أن شبكة الاتصالات اللبنانية كانت محل استهداف من قبل وسائل الاستخبارات الإسرائيلية، مع كشف أجهزة مكافحة التجسس اللبنانية لعدة شبكات تجسس استهدفت هذه الشبكة من الاتصالات الخلوية والانترنيت، بلغت أوجها بعد بداية الحرب على غزة وانخراط الحزب فيها كجبهة إسناد، مما دعاه للجوء إلى إعادة استعمال وسائل اتصالات قديمة تستعمل فيها الموجات الصوتية وليست الرقمية، في محاولة للالتفاف على عمليات التنصت كلفت الحزب خسائر بشرية فادحة كان من بينها قيادات إقليمية للحزب.

اليوم يبدو أن إسرائيل تسعى لضرب مركز تنظيم والتنسيق لحزب الله، والذي كان محور قوة التصدي لعدوان سنة 2006، وذلك في محاولة لإبعاد مؤسسات الحزب عن بيئته الاجتماعية المحيطة والتي تمثل حاضنته الشعبية وإسقاط التنسيق بين الهيكلة التنظيمية للحزب ومؤسساته، فيما يتسبب في بعثرة أوراقه في إرسال الأوامر التعبوية العسكرية والسياسية، في محاولة لإثارة الفوضى في مسار إصدار الأوامر بين القيادة المركزية ومقرات القيادات الميدانية التي تدير الصراع مباشرة بين الحزب وإسرائيل أو حتى بين المركز الرئيسي ومراكز الدعم اللوجستي الموجودة في سوريا والعراق وإيران.

ويبدو أن هذا الاستهداف المباشرة للحزب وبيئته الحاضنة من مدنيين ومنتسبين ومباشرين، سينسحب على رد الحزب على هذا الهجوم، وهو ما قد يعني ردا يشمل مراكز أهداف حيوية موجودة ضمن بنك للأهداف، قام "حزب الله" بتقديمها للجمهور ضمن فيديوات الطائرة المسيرة "الهدهد"، في إطار حرب نفسية أراد تسليطها على الداخل الإسرائيلي.