في الوقت الذي تستعدّ فيه مجموعة البريكس لعقد قمتها في مدينة كازان الرّوسية (في الفترة الممتدة بين 22 و24 أكتوبر 2024) بمشاركة رؤساء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، كشف وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا أنّ 30 دولة ستنضم إلى مجموعة "بريكس" قريباً..
تصريح يعيد الى الواجهة مرة أخرى فرضية انضمام تونس الى "البريكس" ويحيل الى التساؤل هل تكون تونس من بين الـ30 دولة التي ستنضم قريبا الى هذا التكتل الاقتصادي؟
من هذا المنطلق أورد مؤخرا فييرا في حوار له مع "الشرق الأوسط" من العاصمة السعودية الرياض انه تتمّ الآن مناقشة الشكل الذي يُمكن من خلاله إنشاء فئة جديدة من الأعضاء على غرار شركاء مجموعة البريكس، خاصّة أنّ هناك نحو 30 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام كشركاء لمجموعة البريكس ومازالت المفاوضات جارية لإنشاء هذه الفئة الجديدة.
وتابع بالقول: "يتعيّن على قمّة قازان التي ستعقد في الشهر المقبل أن تعالج هذا الأمر من بين قضايا أخرى علما أن الرئاسة البرازيلية للمجموعة في العام المقبل ستتولى متابعة القرارات التي سيتبناها رؤساء الدول والحكومات في روسيا في غضون بضعة أسابيع.
تصريح يعيد مرة أخرى الجدل بشأن إمكانية انضمام تونس الى مجموعة "البريكس" وفي هذا الخصوص جدير بالذكر أن تصريحات رسمية سابقة كانت قد اعتبرت أن تونس منفتحة على كل ما من شأنه أن يفيد الاقتصاد التونسي، من ذلك استغلال كل الفرص التي تعتبر متاحة لتحقيق انتعاشة اقتصادية وسط تأكيدات بأن تونس لديها تقاليد انفتاح.
أما من الناحية الاقتصادية فقد يعتبر الخبراء في المجال الاقتصادي أن تونس ستستفيد كثيرا من الناحية الاقتصادية في حال انضمامها الى تكتل "البريكس" على اعتبار أن هذه الخطوة ستفتح أمامها مجالات توسيع علاقاتها مع الدول الأعضاء عبر جلب استثمارات على مستوى البنية التحتية والطاقة والصناعات التحويلية كما يخول لها أيضا الاستفادة من تمويلات بنك التنمية الجديد الذي أسسته دول "البريكس" والذي يهدف الى تمويل مشاريع التنمية في الدول النامية. لكن في المقابل تواجه تونس تحديّات كبرى مثل الدّيون الخارجية ومعضلة البطالة إلى جانب أهمية تدعيم البنية الاقتصادية..
هل ستحضر تونس قمة قازان؟
وحول ما إذا ستشارك تونس في قمة قازان جدير بالذكر أن مصادر مطلعة أكدت لـ"الصباح" أنه لا توجد بعد أي معلومات تفيد بمشاركة تونس من عدمها.
وتحظى هذه القمة بأهمية كبرى من جانب الدول الأعضاء، لا سيما أنّ البند الأساسي فيها سيتناول توسيع إطار المنظمة بعد أن انضمت مؤخرا كلّ من إيران والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا ومصر ومن المتوقع أن تنضم المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى أذربيجان وماليزيا وتايلندا..
لكن الحدث الأبرز تمثل في إعلان يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أنّ تركيا قدّمت طلبًا رسميًّا للانضمام الكامل إلى المجموعة، وأن العمل جار على دراسة الطلب، بينما نقلت قناة "هابر غلوبال" التركية عن من وصفتها بمصادرها الخاصة، أنه من المقرر أن يشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قمة "البريكس" علما أن الكرملين كان قد أعلن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيشارك في قمة بريكس التي ستعقد في كازان. وأشار نائب رئيس الدولة الروسي يوري أوشاكوف إلى أن أردوغان قبل الدعوة، في حين لم تصدر وزارة الخارجية التركية بيانًا رسميًا بعد.
وفي الإطار نفسه أورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه تم تقديم دعوة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للمشاركة في قمة مجموعة البريكس..
وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي في الرياض، في إطار اجتماع الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا على مستوى وزراء الخارجية، أن بلاده ترى الاهتمام المتزايد بأنشطة مجموعة "بريكس" التي توسعت من 5 أعضاء إلى 10 قوة قابل للتوسع.
ولفت قائلا "تلقت مجموعة بريكس طلبات من دول أخرى، وهي عملية بمثابة قوة محركة أساسية للتوسع".
تجدر الإشارة الى أن دول مجموعة "بريكس" تسعى إلى إطلاق عملة موحدة بينها تنهي بها هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي وهو ما أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جوان 2022 مبينا أنّ مجموعة بريكس تعمل على تطوير عملة احتياطية جديدة على أساس سلة العملات للدول الأعضاء.
وتهدف هذه الخطوة إلى كسر هيمنة الدولار الأمريكي وإنهاء تحكمه في الاقتصاد العالمي، وفي الوقت نفسه ترى دول بريكس في الأزمة الروسية الأوكرانية فرصة مواتية لإصدار هذه العملة والاستفادة من التذمر المتزايد من السياسات الأمريكية. في المقابل تعهد الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الرئاسة الحالي دونالد ترامب بجعل الأمر مكلفا للدول التي تتخلى عن استخدام الدولار الأمريكي في معاملاتها التجارية موضحا التالي: "سنفرض على هذه الدول رسوما جمركية بنسبة 100% على سلعها القادمة للولايات المتحدة".
مشيرا في الإطار نفسه إلى أنّ الدولار كان تحت حصار كبير على مدى 8 سنوات مؤكدا تعهده بأنه يريد أن يظل الدولار عملة الاحتياطي العالمية.
يذكر أيضا أن مجموعة "البريكس" هي تكتل اقتصادي يضم دول روسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند، تأسس عام 2006، في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية وتحول اسمها من "بريك" إلى "بريكس" في 2011، بعد انضمام جنوب إفريقيا إليها. ويهدف هذا التكتل الاقتصادي إلى زيادة العلاقات الاقتصادية في ما بينها بالعملات المحلية مما يقلل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
منال حرزي
تونس-الصباح
في الوقت الذي تستعدّ فيه مجموعة البريكس لعقد قمتها في مدينة كازان الرّوسية (في الفترة الممتدة بين 22 و24 أكتوبر 2024) بمشاركة رؤساء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، كشف وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا أنّ 30 دولة ستنضم إلى مجموعة "بريكس" قريباً..
تصريح يعيد الى الواجهة مرة أخرى فرضية انضمام تونس الى "البريكس" ويحيل الى التساؤل هل تكون تونس من بين الـ30 دولة التي ستنضم قريبا الى هذا التكتل الاقتصادي؟
من هذا المنطلق أورد مؤخرا فييرا في حوار له مع "الشرق الأوسط" من العاصمة السعودية الرياض انه تتمّ الآن مناقشة الشكل الذي يُمكن من خلاله إنشاء فئة جديدة من الأعضاء على غرار شركاء مجموعة البريكس، خاصّة أنّ هناك نحو 30 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام كشركاء لمجموعة البريكس ومازالت المفاوضات جارية لإنشاء هذه الفئة الجديدة.
وتابع بالقول: "يتعيّن على قمّة قازان التي ستعقد في الشهر المقبل أن تعالج هذا الأمر من بين قضايا أخرى علما أن الرئاسة البرازيلية للمجموعة في العام المقبل ستتولى متابعة القرارات التي سيتبناها رؤساء الدول والحكومات في روسيا في غضون بضعة أسابيع.
تصريح يعيد مرة أخرى الجدل بشأن إمكانية انضمام تونس الى مجموعة "البريكس" وفي هذا الخصوص جدير بالذكر أن تصريحات رسمية سابقة كانت قد اعتبرت أن تونس منفتحة على كل ما من شأنه أن يفيد الاقتصاد التونسي، من ذلك استغلال كل الفرص التي تعتبر متاحة لتحقيق انتعاشة اقتصادية وسط تأكيدات بأن تونس لديها تقاليد انفتاح.
أما من الناحية الاقتصادية فقد يعتبر الخبراء في المجال الاقتصادي أن تونس ستستفيد كثيرا من الناحية الاقتصادية في حال انضمامها الى تكتل "البريكس" على اعتبار أن هذه الخطوة ستفتح أمامها مجالات توسيع علاقاتها مع الدول الأعضاء عبر جلب استثمارات على مستوى البنية التحتية والطاقة والصناعات التحويلية كما يخول لها أيضا الاستفادة من تمويلات بنك التنمية الجديد الذي أسسته دول "البريكس" والذي يهدف الى تمويل مشاريع التنمية في الدول النامية. لكن في المقابل تواجه تونس تحديّات كبرى مثل الدّيون الخارجية ومعضلة البطالة إلى جانب أهمية تدعيم البنية الاقتصادية..
هل ستحضر تونس قمة قازان؟
وحول ما إذا ستشارك تونس في قمة قازان جدير بالذكر أن مصادر مطلعة أكدت لـ"الصباح" أنه لا توجد بعد أي معلومات تفيد بمشاركة تونس من عدمها.
وتحظى هذه القمة بأهمية كبرى من جانب الدول الأعضاء، لا سيما أنّ البند الأساسي فيها سيتناول توسيع إطار المنظمة بعد أن انضمت مؤخرا كلّ من إيران والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا ومصر ومن المتوقع أن تنضم المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى أذربيجان وماليزيا وتايلندا..
لكن الحدث الأبرز تمثل في إعلان يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أنّ تركيا قدّمت طلبًا رسميًّا للانضمام الكامل إلى المجموعة، وأن العمل جار على دراسة الطلب، بينما نقلت قناة "هابر غلوبال" التركية عن من وصفتها بمصادرها الخاصة، أنه من المقرر أن يشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قمة "البريكس" علما أن الكرملين كان قد أعلن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيشارك في قمة بريكس التي ستعقد في كازان. وأشار نائب رئيس الدولة الروسي يوري أوشاكوف إلى أن أردوغان قبل الدعوة، في حين لم تصدر وزارة الخارجية التركية بيانًا رسميًا بعد.
وفي الإطار نفسه أورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه تم تقديم دعوة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للمشاركة في قمة مجموعة البريكس..
وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي في الرياض، في إطار اجتماع الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا على مستوى وزراء الخارجية، أن بلاده ترى الاهتمام المتزايد بأنشطة مجموعة "بريكس" التي توسعت من 5 أعضاء إلى 10 قوة قابل للتوسع.
ولفت قائلا "تلقت مجموعة بريكس طلبات من دول أخرى، وهي عملية بمثابة قوة محركة أساسية للتوسع".
تجدر الإشارة الى أن دول مجموعة "بريكس" تسعى إلى إطلاق عملة موحدة بينها تنهي بها هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي وهو ما أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جوان 2022 مبينا أنّ مجموعة بريكس تعمل على تطوير عملة احتياطية جديدة على أساس سلة العملات للدول الأعضاء.
وتهدف هذه الخطوة إلى كسر هيمنة الدولار الأمريكي وإنهاء تحكمه في الاقتصاد العالمي، وفي الوقت نفسه ترى دول بريكس في الأزمة الروسية الأوكرانية فرصة مواتية لإصدار هذه العملة والاستفادة من التذمر المتزايد من السياسات الأمريكية. في المقابل تعهد الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الرئاسة الحالي دونالد ترامب بجعل الأمر مكلفا للدول التي تتخلى عن استخدام الدولار الأمريكي في معاملاتها التجارية موضحا التالي: "سنفرض على هذه الدول رسوما جمركية بنسبة 100% على سلعها القادمة للولايات المتحدة".
مشيرا في الإطار نفسه إلى أنّ الدولار كان تحت حصار كبير على مدى 8 سنوات مؤكدا تعهده بأنه يريد أن يظل الدولار عملة الاحتياطي العالمية.
يذكر أيضا أن مجموعة "البريكس" هي تكتل اقتصادي يضم دول روسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند، تأسس عام 2006، في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية وتحول اسمها من "بريك" إلى "بريكس" في 2011، بعد انضمام جنوب إفريقيا إليها. ويهدف هذا التكتل الاقتصادي إلى زيادة العلاقات الاقتصادية في ما بينها بالعملات المحلية مما يقلل الاعتماد على الدولار الأمريكي.