إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"الصباح" من قلب الحدث.. التنظيم المحكم والهدوء يميزان أجواء "الرئاسية الجزائرية"

من مبعوثة "الصباح" إلى الجزائر منال حرزي

هٌدوء.. تنظيم محكم.. وإقبال محترم في عدد من مراكز الاقتراع.. هكذا كانت الأجواء صباح أمس في الجزائر العاصمة داخل بعض مراكز الاقتراع التي تنقلت إليها "الصباح" لرصد سير العملية الانتخابية -لاختيار رئيس جديد للبلاد- حيث كانت الأجواء في كنف الهدوء وجرت العملية في ظروف تنظيمية محكمة وسط حضور لافت للصحافة الأجنبية والمحلية، بما يؤشر بأن هذا الاستحقاق الانتخابي كان ناجحا تنظيميا ولوجستيا، ولم يبق إلا انتظار ما ستفرزه صناديق الاقتراع من نتائج.

وكان الناخبون الجزائريون توجّهوا صباح أمس الى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد يقود البلاد طيلة السنوات الخمس القادمة، والذي سيكون الرئيس التاسع في تاريخ الجزائر منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1962.

وتنافس في هذا الاستحقاق الرئاسي ثلاثة مترشحين وهم: الرئيس الحالي عبد المجيد تبون الذي قدم ترشحه كمستقل، ومرشح حزب "جبهة القوى الاشتراكية" يوسف أوشيش فضلا عن مرشح حركة "مجتمع السلم" عبد العالي حساني شريف.

إجمالا، كانت الأجواء طيبة وعادية، فالعملية الانتخابية دارت في كنف الهدوء والتنظيم المحكم دون تسجيل أي إخلالات تٌذكر، حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها على الساعة الثامنة صباحا أمام أكثر من 24 مليون ناخب.

هدوء وتنظيم محكم

هنا في العاصمة الجزائرية الساعة تشير الى الثامنة إلا ربع صباحا.. المكان ثانوية زينب أم المساكين، دقائق معدودات قبل إعطاء إشارة انطلاق العملية الانتخابية.. مختلف القائمين على مركز الاقتراع كانوا يتحركون كخلية نحل قبل إعطاء إشارة انطلاق هذا الاستحقاق الانتخابي من أجل تأمين سيره في أفضل الظروف ليتم بعد ذلك وعلى الساعة الثامنة قرع الجرس إيذانا بانطلاق العملية الانتخابية.

ووفقا لما رصدته "الصباح"، فقد توافد على المركز عدد من الناخبين قاموا في كنف الهدوء بممارسة حقهم الانتخابي وسط أجواء تنظيمية محكمة.

في هذا السياق، وفي معرض تقديمه لتصريحات حول سير العملية الانتخابية، أورد رئيس مركز الاقتراع رابح بن صالح في تصريح لـ"الصباح" أن الأجواء التي رافقت العملية الانتخابية تعتبر جد عادية حيث تم بمعية جميع الهياكل المعنية توفير كل الظروف والإمكانيات للمشاركة في إنجاح هذا الموعد الانتخابي المهم".

ومن ثانوية زينب ام المساكين الى مدرسة الغزالي، ولئن تتشابه الأجواء بينها من حيث التنظيم، إلا أن مركز الغزالي قد صنع الفارق من حيث نسبة الإقبال التي يعززها حضور شريحة هامة من فئة الشباب تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة. في حين تشابه الوضع في مراكز الاقتراع الأخرى حيث كان الهدوء والتنظيم سيدي المشهد.

ووسط هذه الأجواء، بلغت نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي، وإلى غاية الساعة الواحدة زوالا من ظهر أمس 13.11 بالمائة داخل الجزائر و 16.18 بالمائة بالنسبة للجالية الجزائرية بالخارج، حسب ما أعلن عنه رئيس السلطة الجزائرية المستقلة للانتخابات محمد شرفي.

وأورد الشرفي في معرض تقديمه لإحصائيات حول سير العملية الانتخابية، فإن 140.015 مسجل في سجل الانتخابات بالخارج قام بالتصويت منذ انطلاق العملية يوم الاثنين الماضي، من جملة 865.490 مسجلا، وهو ما أفرز نسبة مشاركة تقدر بـ16.18 بالمائة.

أما بالنسبة لعملية التصويت داخل الجزائر، فمن بين 23.486.061 مسجلا في القائمات الانتخابية، قام 3.078.334 منهم بالتصويت منذ فتح مكاتب الاقتراع أبوابها إلى غاية الساعة الواحدة زوالا من ظهر أمس وهو ما يؤشر الى نسبة مشاركة يمكن أن تتجاوز حاجز 13 بالمائة (13.11 بالمائة).

وأدلى المترشحون الثلاثة، في هذا السباق الرئاسي، بتصريحات على هامش أدائهم لواجبهم الانتخابي. وقال المترشح المستقل، والرئيس الحالي عبد المجيد تبون، إن الحملة الانتخابية الرئاسية كانت "نظيفة جدا" وأن المترشحين الثلاثة لهذا الاستحقاق أعطوا "صورة مشرفة" عن الديمقراطية في الجزائر.

وتابع قائلا "أتمنى كل الخير لوطننا العزيز وأن تكون الجزائر منتصرة في كل الظروف"، مضيفا "في الداخل والخارج تابعنا ولاحظ أن الحملة الانتخابية كانت نظيفة جدا وأن الفرسان الثلاثة لهذا الاستحقاق كانوا في المستوى وأعطوا صورة مشرفة جدا عن الجزائر وعن الديمقراطية في الجزائر، وأتمنى أن نكون قدوة للآخرين".

وعبر تبون عن أمله في أن "تتواصل الأمور بهذه السلاسة وفي هذا الجو الديمقراطي السائد"، مبرزا أن الانتخابات الرئاسية تعد "محطة مفصلية" في مسيرة البلاد.

كما تابع بالقول "أتمنى أن يواصل الفائز في هذا الاستحقاق الانتخابي المشوار المصيري بالنسبة للدولة الجزائرية وللشعب الجزائري من أجل الوصول الى نقطة اللارجوع في التنمية الاقتصادية وفي بناء ديمقراطية حقيقية، ديمقراطية حقوق المواطن وليس ديمقراطية الشعارات".

بدوره، دعا مترشح "جبهة القوى الاشتراكية" لهذا الاستحقاق الرئاسي يوسف أوشيش، بولاية تيزي وزو (شرق الجزائر) المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات للتصويت والمساهمة في صناعة مستقبلهم من خلال اختيارهم لـ"مشروع التغيير وإعادة بعث الأمل والثقة".

وأشار، في هذا السياق، الى أن برنامجه الانتخابي "رؤية للغد" يعد "مشروعا طموحا يكرس التغيير ويؤسس لمنظومة حكم قائمة على السيادة الشعبية وعلى المصلحة العليا للوطن".

أما مرشح "حركة مجتمع السلم" عبد العالي حساني شريف فقد أورد من الجزائر العاصمة، أن الشعب الجزائري أمام استحقاق رئاسي هام بالنسبة لمستقبل البلاد.

وأكد حساني شريف أن "الشعب الجزائري اليوم أمام انتخابات رئاسية هامة وحاسمة في تاريخ البلاد، سيقرر من خلالها مصير هذا المنصب بكل حرية وديمقراطية عبر اختيار البرنامج الأفضل"، معربا عن "ثقته في اختيار الشعب وإرادته الحرة في الرقي والصعود بالجزائر والحفاظ على أمن الوطن واستقراره".

وأضاف في ذات السياق، أنه خاض تجربة هذا المسار الانتخابي "بكل مسؤولية تجاه الوطن والشعب والقيم السياسية التي تؤمن بها الحركة والمبنية على الحرية والديمقراطية والتعددية والشفافية".

وتجدر الإشارة الى أن عدد مكاتب الاقتراع التي تم تخصيصها لهذا الموعد الانتخابي، بلغ قرابة 63 ألف مكتب، فيما بلغ عدد المؤطرين قرابة 500 ألف مؤطر

يذكر أنه ووفقا للإحصائيات التي قدمتها السلطة الجزائرية المستقلة للانتخابات، فإن عدد الناخبين المسجلين لديها بلغ 24.351.551 مواطنا، من بينهم 23.486.061 ناخبا داخل الوطن، موزعين على 47 بالمائة إناث و53 بالمائة ذكور، فيما بلغت نسبة المسجلين أقل من 40 سنة 36 بالمائة.

 

 

 

 

 

"الصباح" من قلب الحدث..   التنظيم المحكم والهدوء يميزان أجواء "الرئاسية الجزائرية"

من مبعوثة "الصباح" إلى الجزائر منال حرزي

هٌدوء.. تنظيم محكم.. وإقبال محترم في عدد من مراكز الاقتراع.. هكذا كانت الأجواء صباح أمس في الجزائر العاصمة داخل بعض مراكز الاقتراع التي تنقلت إليها "الصباح" لرصد سير العملية الانتخابية -لاختيار رئيس جديد للبلاد- حيث كانت الأجواء في كنف الهدوء وجرت العملية في ظروف تنظيمية محكمة وسط حضور لافت للصحافة الأجنبية والمحلية، بما يؤشر بأن هذا الاستحقاق الانتخابي كان ناجحا تنظيميا ولوجستيا، ولم يبق إلا انتظار ما ستفرزه صناديق الاقتراع من نتائج.

وكان الناخبون الجزائريون توجّهوا صباح أمس الى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد يقود البلاد طيلة السنوات الخمس القادمة، والذي سيكون الرئيس التاسع في تاريخ الجزائر منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1962.

وتنافس في هذا الاستحقاق الرئاسي ثلاثة مترشحين وهم: الرئيس الحالي عبد المجيد تبون الذي قدم ترشحه كمستقل، ومرشح حزب "جبهة القوى الاشتراكية" يوسف أوشيش فضلا عن مرشح حركة "مجتمع السلم" عبد العالي حساني شريف.

إجمالا، كانت الأجواء طيبة وعادية، فالعملية الانتخابية دارت في كنف الهدوء والتنظيم المحكم دون تسجيل أي إخلالات تٌذكر، حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها على الساعة الثامنة صباحا أمام أكثر من 24 مليون ناخب.

هدوء وتنظيم محكم

هنا في العاصمة الجزائرية الساعة تشير الى الثامنة إلا ربع صباحا.. المكان ثانوية زينب أم المساكين، دقائق معدودات قبل إعطاء إشارة انطلاق العملية الانتخابية.. مختلف القائمين على مركز الاقتراع كانوا يتحركون كخلية نحل قبل إعطاء إشارة انطلاق هذا الاستحقاق الانتخابي من أجل تأمين سيره في أفضل الظروف ليتم بعد ذلك وعلى الساعة الثامنة قرع الجرس إيذانا بانطلاق العملية الانتخابية.

ووفقا لما رصدته "الصباح"، فقد توافد على المركز عدد من الناخبين قاموا في كنف الهدوء بممارسة حقهم الانتخابي وسط أجواء تنظيمية محكمة.

في هذا السياق، وفي معرض تقديمه لتصريحات حول سير العملية الانتخابية، أورد رئيس مركز الاقتراع رابح بن صالح في تصريح لـ"الصباح" أن الأجواء التي رافقت العملية الانتخابية تعتبر جد عادية حيث تم بمعية جميع الهياكل المعنية توفير كل الظروف والإمكانيات للمشاركة في إنجاح هذا الموعد الانتخابي المهم".

ومن ثانوية زينب ام المساكين الى مدرسة الغزالي، ولئن تتشابه الأجواء بينها من حيث التنظيم، إلا أن مركز الغزالي قد صنع الفارق من حيث نسبة الإقبال التي يعززها حضور شريحة هامة من فئة الشباب تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة. في حين تشابه الوضع في مراكز الاقتراع الأخرى حيث كان الهدوء والتنظيم سيدي المشهد.

ووسط هذه الأجواء، بلغت نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي، وإلى غاية الساعة الواحدة زوالا من ظهر أمس 13.11 بالمائة داخل الجزائر و 16.18 بالمائة بالنسبة للجالية الجزائرية بالخارج، حسب ما أعلن عنه رئيس السلطة الجزائرية المستقلة للانتخابات محمد شرفي.

وأورد الشرفي في معرض تقديمه لإحصائيات حول سير العملية الانتخابية، فإن 140.015 مسجل في سجل الانتخابات بالخارج قام بالتصويت منذ انطلاق العملية يوم الاثنين الماضي، من جملة 865.490 مسجلا، وهو ما أفرز نسبة مشاركة تقدر بـ16.18 بالمائة.

أما بالنسبة لعملية التصويت داخل الجزائر، فمن بين 23.486.061 مسجلا في القائمات الانتخابية، قام 3.078.334 منهم بالتصويت منذ فتح مكاتب الاقتراع أبوابها إلى غاية الساعة الواحدة زوالا من ظهر أمس وهو ما يؤشر الى نسبة مشاركة يمكن أن تتجاوز حاجز 13 بالمائة (13.11 بالمائة).

وأدلى المترشحون الثلاثة، في هذا السباق الرئاسي، بتصريحات على هامش أدائهم لواجبهم الانتخابي. وقال المترشح المستقل، والرئيس الحالي عبد المجيد تبون، إن الحملة الانتخابية الرئاسية كانت "نظيفة جدا" وأن المترشحين الثلاثة لهذا الاستحقاق أعطوا "صورة مشرفة" عن الديمقراطية في الجزائر.

وتابع قائلا "أتمنى كل الخير لوطننا العزيز وأن تكون الجزائر منتصرة في كل الظروف"، مضيفا "في الداخل والخارج تابعنا ولاحظ أن الحملة الانتخابية كانت نظيفة جدا وأن الفرسان الثلاثة لهذا الاستحقاق كانوا في المستوى وأعطوا صورة مشرفة جدا عن الجزائر وعن الديمقراطية في الجزائر، وأتمنى أن نكون قدوة للآخرين".

وعبر تبون عن أمله في أن "تتواصل الأمور بهذه السلاسة وفي هذا الجو الديمقراطي السائد"، مبرزا أن الانتخابات الرئاسية تعد "محطة مفصلية" في مسيرة البلاد.

كما تابع بالقول "أتمنى أن يواصل الفائز في هذا الاستحقاق الانتخابي المشوار المصيري بالنسبة للدولة الجزائرية وللشعب الجزائري من أجل الوصول الى نقطة اللارجوع في التنمية الاقتصادية وفي بناء ديمقراطية حقيقية، ديمقراطية حقوق المواطن وليس ديمقراطية الشعارات".

بدوره، دعا مترشح "جبهة القوى الاشتراكية" لهذا الاستحقاق الرئاسي يوسف أوشيش، بولاية تيزي وزو (شرق الجزائر) المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات للتصويت والمساهمة في صناعة مستقبلهم من خلال اختيارهم لـ"مشروع التغيير وإعادة بعث الأمل والثقة".

وأشار، في هذا السياق، الى أن برنامجه الانتخابي "رؤية للغد" يعد "مشروعا طموحا يكرس التغيير ويؤسس لمنظومة حكم قائمة على السيادة الشعبية وعلى المصلحة العليا للوطن".

أما مرشح "حركة مجتمع السلم" عبد العالي حساني شريف فقد أورد من الجزائر العاصمة، أن الشعب الجزائري أمام استحقاق رئاسي هام بالنسبة لمستقبل البلاد.

وأكد حساني شريف أن "الشعب الجزائري اليوم أمام انتخابات رئاسية هامة وحاسمة في تاريخ البلاد، سيقرر من خلالها مصير هذا المنصب بكل حرية وديمقراطية عبر اختيار البرنامج الأفضل"، معربا عن "ثقته في اختيار الشعب وإرادته الحرة في الرقي والصعود بالجزائر والحفاظ على أمن الوطن واستقراره".

وأضاف في ذات السياق، أنه خاض تجربة هذا المسار الانتخابي "بكل مسؤولية تجاه الوطن والشعب والقيم السياسية التي تؤمن بها الحركة والمبنية على الحرية والديمقراطية والتعددية والشفافية".

وتجدر الإشارة الى أن عدد مكاتب الاقتراع التي تم تخصيصها لهذا الموعد الانتخابي، بلغ قرابة 63 ألف مكتب، فيما بلغ عدد المؤطرين قرابة 500 ألف مؤطر

يذكر أنه ووفقا للإحصائيات التي قدمتها السلطة الجزائرية المستقلة للانتخابات، فإن عدد الناخبين المسجلين لديها بلغ 24.351.551 مواطنا، من بينهم 23.486.061 ناخبا داخل الوطن، موزعين على 47 بالمائة إناث و53 بالمائة ذكور، فيما بلغت نسبة المسجلين أقل من 40 سنة 36 بالمائة.