إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مواجهة التضليل الإعلامي من خلال الدبلوماسية الإعلامية

من الضروري أن تستثمر تونس في تطوير وسائل إعلام وطنية موجهة للجمهور الدولي

بقلم الدكتور منذر عافي

باحث في علم الاجتماع

تُعد الدبلوماسية الإعلامية اليوم واحدة من الأدوات الأساسية التي تستخدمها الدول لتعزيز حضورها على الساحة الدولية، والتحكم في صورتها الذهنية لدى الشعوب الأخرى. لم يعد الإعلام مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح سلاحًا فعالًا في الحروب السياسية والاقتصادية ووسيلة للتأثير على الرأي العام الدولي، وتوجيهه نحو الأهداف الإستراتيجية للدولة. بالنسبة لتونس، التي تواجه تحديات متعددة على الساحة الدولية فإن الاستثمار في الدبلوماسية الإعلامية يُعد ضرورة ملحة لتحقيق مصالحها الوطنية، والتصدي للتضليل الإعلامي الذي قد يهدد صورتها ومصداقيتها.

في عصر تتدفق فيه المعلومات بشكل غير مسبوق، وتُصبح الأخبار العاجلة والآراء الشخصية متاحة للجميع بضغطة زر، تبرز الحاجة الملحة للدول للتحكم في هذا التدفق الإعلامي. إن القدرة على إدارة المعلومات وتوجيهها بشكل يخدم مصالح الدولة يُعد من أهم أدوات الدبلوماسية الإعلامية. بالنسبة لتونس، التي تُعتبر هدفًا لوسائل الإعلام العالمية بسبب موقعها الجغرافي وتاريخها السياسي، فإن تعزيز هذه القدرة يُعد أمرًا ضروريًا لضمان نقل صورة حقيقية عن البلاد بعيدًا عن التحيزات والمغالطات.

بناء علاقات متينة مع وسائل الإعلام الدولية:

يجب على تونس أن تسعى لبناء علاقات متينة ومستديمة مع وسائل الإعلام الدولية الكبرى. هذه العلاقة لا تقتصر فقط على تقديم المعلومات بل تشمل أيضًا التعاون في مختلف المجالات الإعلامية، مثل تنظيم الزيارات الميدانية للصحفيين الدوليين، وتقديم الفرص لهم لاكتشاف تونس عن قرب. إن مثل هذه العلاقات تسهم في تحسين تغطية تونس إعلاميًا وتجعلها قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي. بالإضافة إلى ذلك يمكن لتونس أن تستفيد من هذه العلاقات في تعزيز الحوار مع الدول الأخرى، ودفع عجلة التعاون الدولي في مختلف المجالات.

من أهم العوامل التي تساعد الدول على تحسين صورتها على الساحة الدولية هو تواجدها المستمر في النقاشات الإعلامية الكبرى. تونس، التي تتمتع بتاريخ سياسي وثقافي طويل، يجب أن تكون حاضرة بقوة في النقاشات التي تدور حول القضايا الدولية المهمة، مثل الهجرة غير النظامية، التغيرات المناخية، حقوق الإنسان، والتعاون الاقتصادي. هذا التواجد لا يجب أن يقتصر على الجهات الرسمية فقط، بل يجب أن يشمل أيضًا الخبراء والمفكرين التونسيين الذين يمكنهم تقديم وجهات نظر جديدة ومبتكرة حول القضايا العالمية.

من الضروري أن تستثمر تونس في تطوير وسائل إعلام وطنية موجهة للجمهور الدولي. هذه الوسائل يمكن أن تكون قنوات تلفزيونية، إذاعات،أو مواقع إخبارية بلغات متعددة، تهدف إلى نقل صورة إيجابية عن تونس وتقديم روايتها للأحداث بطريقة مقنعة وموضوعية. هذا الاستثمار يجب أن يكون مستديمًا، ويعتمد على كفاءات وطنية قادرة على المنافسة في الساحة الإعلامية الدولية. يمكن لهذه الوسائل أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز صورة تونس، ودحض الشائعات والأخبار المغرضة التي قد تستهدف البلاد.

إنتاج محتوى إعلامي يعكس الثقافة والهوية التونسية

الهوية الثقافية تعتبر أحد العوامل المهمة في بناء صورة ذهنية إيجابية عن أية دولة. تونس، التي تتمتع بثقافة غنية ومتنوعة، يمكن أن تستخدم هذا التراث الثقافي كأداة لتعزيز دبلوماسيتها الإعلامية. من خلال إنتاج محتوى إعلامي يعكس هذه الثقافة، مثل الأفلام الوثائقية، المسلسلات التلفزيونية، والبرامج الحوارية، يمكن لتونس أن تصل إلى جمهور عالمي، وتُعزز من فهمه وتقديره للثقافة التونسية. هذا النوع من المحتوى يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتحسين صورة تونس في الخارج، وجذب السياح والمستثمرين.

من أجل تعزيز دبلوماسيتها الإعلامية، يجب على تونس أن تسعى للتعاون مع المنظمات الإعلامية الدولية مثل اليونسكو، الاتحاد الأوروبي والمنظمات غير الحكومية المعنية بحرية الصحافة. هذه المنظمات يمكن أن تقدم لتونس دعمًا فنيًا ومؤسساتيًا في مجالات عدة، بما في ذلك مراقبة المحتوى الإعلامي العالمي، والتصدي للحملات الإعلامية المغرضة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الشراكات أن تساعد تونس في تعزيز قدراتها الإعلامية، وتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع التحديات الإعلامية.

استخدام التكنولوجيا الحديثة في الدبلوماسية الإعلامية:

التكنولوجيا الحديثة، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت من الأدوات الأساسية في الدبلوماسية الإعلامية. تونس يمكنها استغلال هذه التكنولوجيا للوصول إلى جمهور عالمي، والتفاعل معه بشكل مباشر. من خلال استراتيجيات مدروسة على منصات مثل تويتر،فيسبوك،وإنستغرام يمكن لتونس نشر رسائلها الإيجابية، والتصدي للأخبار الزائفة والشائعات التي قد تستهدفها. كما يمكن استخدام هذه المنصات لتعزيز الحوار مع الشعوب الأخرى، وتعريفهم بالثقافة والقيم التونسية.

من أهم التحديات التي تواجهها تونس على الساحة الدولية هو التضليل الإعلامي الموجه ضدها. هذا التضليل، الذي قد يكون نابعًا من جهات خارجية تسعى لتقويض مكانة تونس الدولية، يُشكل تهديدًا لصورتها ومصداقيتها. لمواجهة هذا التحدي، يجب على تونس تبني إستراتيجية دبلوماسية إعلامية تعتمد على الشفافية والسرعة في الرد على الأخبار الكاذبة. هذه الإستراتيجية يجب أن تشمل أيضًا التعاون مع وسائل الإعلام الدولية، والتأكد من أن الرواية التونسية للأحداث تصل إلى الجمهور المستهدف بشكل مباشر ودون تشويه.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على تونس تعزيز وجودها في المنتديات الإعلامية الدولية، واستخدام الأدوات القانونية المتاحة لمواجهة الحملات الإعلامية المغرضة. من خلال العمل الجاد والتعاون مع الشركاء الدوليين، يمكن لتونس أن تدافع عن نفسها بفعالية، وتُعزز من قدرتها على مواجهة التضليل الإعلامي.

في إطار تعزيز الدبلوماسية الإعلامية، يجب على تونس أن تعمل على رفع مستوى الوعي الإعلامي داخل المجتمع. الإعلام الوطني له دور كبير في تعزيز هذا الوعي، من خلال تقديم برامج تعليمية وتثقيفية تسلط الضوء على أهمية الدفاع عن صورة تونس على الساحة الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للإعلام الوطني أن يلعب دورًا محوريًا في كشف وتفنيد الأخبار الزائفة، وتحليل السياسات الإعلامية التي تستهدف تونس.

التخطيط الاستراتيجي للمستقبل

في خضم التحديات التي تواجهها تونس على الساحة الدولية، من الضروري أن تتبنى رؤية إستراتيجية طويلة الأمد في مجال الدبلوماسية الإعلامية. هذه الرؤية يجب أن تستند إلى تحليل دقيق للساحة الإعلامية الدولية، وتحديد الفرص المتاحة لتعزيز مكانة تونس. كما يجب أن تشمل هذه الرؤية استثمارات مستديمة في تطوير الكفاءات الإعلامية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز القدرات الإعلامية التونسية.

في النهاية، تُعتبر الدبلوماسية الإعلامية أداة إستراتيجية حيوية لتونس تمكنها من تعزيز مكانتها على الساحة الدولية، والدفاع عن مصالحها في وجه التحديات الإعلامية. من خلال استثمار الوقت والجهد في تطوير هذه الأداة، يمكن لتونس أن تُحقق أهدافها السياسية والاقتصادية، وتُعزز من صورتها كدولة مستقلة ورائدة في منطقة شمال إفريقيا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مواجهة التضليل الإعلامي من خلال الدبلوماسية الإعلامية

من الضروري أن تستثمر تونس في تطوير وسائل إعلام وطنية موجهة للجمهور الدولي

بقلم الدكتور منذر عافي

باحث في علم الاجتماع

تُعد الدبلوماسية الإعلامية اليوم واحدة من الأدوات الأساسية التي تستخدمها الدول لتعزيز حضورها على الساحة الدولية، والتحكم في صورتها الذهنية لدى الشعوب الأخرى. لم يعد الإعلام مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح سلاحًا فعالًا في الحروب السياسية والاقتصادية ووسيلة للتأثير على الرأي العام الدولي، وتوجيهه نحو الأهداف الإستراتيجية للدولة. بالنسبة لتونس، التي تواجه تحديات متعددة على الساحة الدولية فإن الاستثمار في الدبلوماسية الإعلامية يُعد ضرورة ملحة لتحقيق مصالحها الوطنية، والتصدي للتضليل الإعلامي الذي قد يهدد صورتها ومصداقيتها.

في عصر تتدفق فيه المعلومات بشكل غير مسبوق، وتُصبح الأخبار العاجلة والآراء الشخصية متاحة للجميع بضغطة زر، تبرز الحاجة الملحة للدول للتحكم في هذا التدفق الإعلامي. إن القدرة على إدارة المعلومات وتوجيهها بشكل يخدم مصالح الدولة يُعد من أهم أدوات الدبلوماسية الإعلامية. بالنسبة لتونس، التي تُعتبر هدفًا لوسائل الإعلام العالمية بسبب موقعها الجغرافي وتاريخها السياسي، فإن تعزيز هذه القدرة يُعد أمرًا ضروريًا لضمان نقل صورة حقيقية عن البلاد بعيدًا عن التحيزات والمغالطات.

بناء علاقات متينة مع وسائل الإعلام الدولية:

يجب على تونس أن تسعى لبناء علاقات متينة ومستديمة مع وسائل الإعلام الدولية الكبرى. هذه العلاقة لا تقتصر فقط على تقديم المعلومات بل تشمل أيضًا التعاون في مختلف المجالات الإعلامية، مثل تنظيم الزيارات الميدانية للصحفيين الدوليين، وتقديم الفرص لهم لاكتشاف تونس عن قرب. إن مثل هذه العلاقات تسهم في تحسين تغطية تونس إعلاميًا وتجعلها قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي. بالإضافة إلى ذلك يمكن لتونس أن تستفيد من هذه العلاقات في تعزيز الحوار مع الدول الأخرى، ودفع عجلة التعاون الدولي في مختلف المجالات.

من أهم العوامل التي تساعد الدول على تحسين صورتها على الساحة الدولية هو تواجدها المستمر في النقاشات الإعلامية الكبرى. تونس، التي تتمتع بتاريخ سياسي وثقافي طويل، يجب أن تكون حاضرة بقوة في النقاشات التي تدور حول القضايا الدولية المهمة، مثل الهجرة غير النظامية، التغيرات المناخية، حقوق الإنسان، والتعاون الاقتصادي. هذا التواجد لا يجب أن يقتصر على الجهات الرسمية فقط، بل يجب أن يشمل أيضًا الخبراء والمفكرين التونسيين الذين يمكنهم تقديم وجهات نظر جديدة ومبتكرة حول القضايا العالمية.

من الضروري أن تستثمر تونس في تطوير وسائل إعلام وطنية موجهة للجمهور الدولي. هذه الوسائل يمكن أن تكون قنوات تلفزيونية، إذاعات،أو مواقع إخبارية بلغات متعددة، تهدف إلى نقل صورة إيجابية عن تونس وتقديم روايتها للأحداث بطريقة مقنعة وموضوعية. هذا الاستثمار يجب أن يكون مستديمًا، ويعتمد على كفاءات وطنية قادرة على المنافسة في الساحة الإعلامية الدولية. يمكن لهذه الوسائل أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز صورة تونس، ودحض الشائعات والأخبار المغرضة التي قد تستهدف البلاد.

إنتاج محتوى إعلامي يعكس الثقافة والهوية التونسية

الهوية الثقافية تعتبر أحد العوامل المهمة في بناء صورة ذهنية إيجابية عن أية دولة. تونس، التي تتمتع بثقافة غنية ومتنوعة، يمكن أن تستخدم هذا التراث الثقافي كأداة لتعزيز دبلوماسيتها الإعلامية. من خلال إنتاج محتوى إعلامي يعكس هذه الثقافة، مثل الأفلام الوثائقية، المسلسلات التلفزيونية، والبرامج الحوارية، يمكن لتونس أن تصل إلى جمهور عالمي، وتُعزز من فهمه وتقديره للثقافة التونسية. هذا النوع من المحتوى يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتحسين صورة تونس في الخارج، وجذب السياح والمستثمرين.

من أجل تعزيز دبلوماسيتها الإعلامية، يجب على تونس أن تسعى للتعاون مع المنظمات الإعلامية الدولية مثل اليونسكو، الاتحاد الأوروبي والمنظمات غير الحكومية المعنية بحرية الصحافة. هذه المنظمات يمكن أن تقدم لتونس دعمًا فنيًا ومؤسساتيًا في مجالات عدة، بما في ذلك مراقبة المحتوى الإعلامي العالمي، والتصدي للحملات الإعلامية المغرضة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الشراكات أن تساعد تونس في تعزيز قدراتها الإعلامية، وتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع التحديات الإعلامية.

استخدام التكنولوجيا الحديثة في الدبلوماسية الإعلامية:

التكنولوجيا الحديثة، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت من الأدوات الأساسية في الدبلوماسية الإعلامية. تونس يمكنها استغلال هذه التكنولوجيا للوصول إلى جمهور عالمي، والتفاعل معه بشكل مباشر. من خلال استراتيجيات مدروسة على منصات مثل تويتر،فيسبوك،وإنستغرام يمكن لتونس نشر رسائلها الإيجابية، والتصدي للأخبار الزائفة والشائعات التي قد تستهدفها. كما يمكن استخدام هذه المنصات لتعزيز الحوار مع الشعوب الأخرى، وتعريفهم بالثقافة والقيم التونسية.

من أهم التحديات التي تواجهها تونس على الساحة الدولية هو التضليل الإعلامي الموجه ضدها. هذا التضليل، الذي قد يكون نابعًا من جهات خارجية تسعى لتقويض مكانة تونس الدولية، يُشكل تهديدًا لصورتها ومصداقيتها. لمواجهة هذا التحدي، يجب على تونس تبني إستراتيجية دبلوماسية إعلامية تعتمد على الشفافية والسرعة في الرد على الأخبار الكاذبة. هذه الإستراتيجية يجب أن تشمل أيضًا التعاون مع وسائل الإعلام الدولية، والتأكد من أن الرواية التونسية للأحداث تصل إلى الجمهور المستهدف بشكل مباشر ودون تشويه.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على تونس تعزيز وجودها في المنتديات الإعلامية الدولية، واستخدام الأدوات القانونية المتاحة لمواجهة الحملات الإعلامية المغرضة. من خلال العمل الجاد والتعاون مع الشركاء الدوليين، يمكن لتونس أن تدافع عن نفسها بفعالية، وتُعزز من قدرتها على مواجهة التضليل الإعلامي.

في إطار تعزيز الدبلوماسية الإعلامية، يجب على تونس أن تعمل على رفع مستوى الوعي الإعلامي داخل المجتمع. الإعلام الوطني له دور كبير في تعزيز هذا الوعي، من خلال تقديم برامج تعليمية وتثقيفية تسلط الضوء على أهمية الدفاع عن صورة تونس على الساحة الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للإعلام الوطني أن يلعب دورًا محوريًا في كشف وتفنيد الأخبار الزائفة، وتحليل السياسات الإعلامية التي تستهدف تونس.

التخطيط الاستراتيجي للمستقبل

في خضم التحديات التي تواجهها تونس على الساحة الدولية، من الضروري أن تتبنى رؤية إستراتيجية طويلة الأمد في مجال الدبلوماسية الإعلامية. هذه الرؤية يجب أن تستند إلى تحليل دقيق للساحة الإعلامية الدولية، وتحديد الفرص المتاحة لتعزيز مكانة تونس. كما يجب أن تشمل هذه الرؤية استثمارات مستديمة في تطوير الكفاءات الإعلامية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز القدرات الإعلامية التونسية.

في النهاية، تُعتبر الدبلوماسية الإعلامية أداة إستراتيجية حيوية لتونس تمكنها من تعزيز مكانتها على الساحة الدولية، والدفاع عن مصالحها في وجه التحديات الإعلامية. من خلال استثمار الوقت والجهد في تطوير هذه الأداة، يمكن لتونس أن تُحقق أهدافها السياسية والاقتصادية، وتُعزز من صورتها كدولة مستقلة ورائدة في منطقة شمال إفريقيا.