مشاريع وطنية كبرى لها أهمية إستراتيجية على المستوى الاقتصادي والتنموي، تم الإعلان عنها في وقت سابق ولكن بقيت ضمن المشاريع المقرّرة دون المرور إلى مرحلة التنفيذ، وكان أهم عائق أمام هذه المرحلة هو إيجاد تمويلات لهذه المشاريع التي تتطلّب اعتمادات مالية ضخمة لا يمكن أن تتحمّلها ميزانية الدولة في وضعها الراهن إلا في شكل قروض أو هبات، والحلّ كان في إيجاد أطراف دولية قادرة على تمويل هذه المشاريع.
المدينة الصحية بالقيروان،وجسر بنزرت، ومحطة توليد الطاقة الشمسية والفولطاضوئية بالقيروان، كلها تعد من المشاريع الإستراتيجية التي وجدت تفاعلا من الطرف الصيني خاصة في الإنجاز إذا تم توفير التمويل في شكل قروض أو هبات، هذا بالإضافة إلى مشاريع أقل كلفة مثل توسعة مستشفى صفاقس الجامعي وإنشاء مستشفى علاج الأورام بقابس، وقد تم الاتفاق على انجاز كل هذه المشاريع في انتظار الدراسات الفنية لبعضها في حين بدأ العد التنازلي لبداية أشغال الإنجاز كما هو الشأن بالنسبة لجسر بنزرت، وقد تم هذا الاتفاق خلال اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة كمال المدّوري في زيارته الرسمية الأولى إلى بيكين بنائب رئيس مجلس الدولة الصيني دينغشيويهشيانغ .
أفاق استثمارية واعدة ..
خلال هذه الزيارة الرسمية حرص رئيس الحكومة على تأكيد أهمية فرص الاستثمار في بلادنا مع تقديم كل الحوافز والامتيازات التفاضلية ذات العلاقة ببيئة الأعمال في تونس.
وفي لقاء جمعه برئيس الحكومة كمال المدّوري أكّد نائب رئيس مجلس الدولة الصيني أن جمهورية الصين الشعبية متمسّكة بدعم تونس وإتمام المشاريع المبرمجة بين البلدين على غرار جسر بنزرت، ومحطة توليد الطاقة الشمسية والفولطاضوئية بالقيروان، هذا إضافة إلى المدينة الصحية بالقيروان وتوسعة مستشفى صفاقس الجامعي وإنشاء مستشفى علاج الأورام بقابس.
ودون شكّ إن مشاريع بهذه الأهمية سيكون لإنجازها أهمية تنموية كبيرة وكذلك أهمية على مستوى الخدمات العامة وخاصة الخدمات الصحية حيث أن تركيز أكبر المستشفيات في العاصمة أثّر سلبا على الخدمات الصحية خاصة في المناطق الداخلية والتي يعاني فيها المرضى من نقص كبير في الخدمة الصحية والعلاجية المقدمة مع غياب بنية صحية تحتية وإطارات طبية مختصّة خاصة في الأمراض الخطيرة والدقيقة.
كما أن مشروعا مثل جسر بنزرت الذي طال انتظاره يمكن أن يغيّر وجه مدينة بنزرت ويدعم الحركية الاقتصادية والسياحية بالجهة ويحولها إلى ميناء ومرفأ بحري ذو طابع اقتصادي وترفيهي مهم على مستوى حوض المتوسّط، وأسوّة ببقية موانئ ومرافئ البحر الأبيض المتوسط ذات الصيت العالمي .
وكانت الحكومة قد وقّعت بداية سبتمبر الماضي مع الشريك الصيني الممثل في شركة المجمع الصيني سيشوان للطرقات والجسور، اتفاقا بقيمة 250 مليون أورو، لانجاز جسر مدينة بنزرت. ومن المقرر تمويل المشروع بقروض من مجموعة البنك الإفريقي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار. ومن المتوقع أن يمتد لمسافة 2.07 كيلومتر ويبلغ ارتفاعه 56 مترا، وهذا الجسر سيقلّص من استنزاف الوقت في الدخول والخروج من مدينة بنزرت كما يحصل اليوم حيث لم تعد قنطرة بنزرت قادرة على تحمّل مزيد من الضغط.. وكانت مديرة وحدة التصرف المكلفة بإنجاز المشروع ليليا السيفاوي، صرّحت في وقت سابق، أن مشروع جسر بنزرت الجديد تبلغ كلفته المالية الأولية 750 مليون دينار مبينة انه ينقسم إلى ثلاثة أقساط بطول جملي يفوق 9 كلم بينما القسط الثاني يتم إنجازه من قبل الشركة الصينية بكلفة مالية تقدر بـ 610 مليون دينار وتتعلق بالجسر الرئيسي الذي يبلغ طوله 2.1 كلم على مستوى قنال بنزرت وبعلو حوالي 60 مترا على سطح البحر ويسمح بمرور جميع أنواع البواخر وسيكون جاهزا وفق بنود الصفقة في حدود الثلاثية الثالثة لسنة 2027.
خلال زيارة رئيس الحكومة إلى بيكين شدّد أيضا الجانب الصيني على أنه يولي اهتماما بالغا لانجاز المدينة الصحية بالقيروان، داعيا إلى انجاز دراسات الجدوى لهذا المشروع الهام.. وكانت وزارة التجهيز والإسكان، أعلنت خلال شهر أفريل الماضي عن إطلاق الدعوة للتعبير عن الاهتمام، لإعداد دراسة جدوى إنجاز مشروع "المدينة الطبية الأغالبة" بالقيروان على مساحة 550 هكتارا تقريبا، وقبلها ذلك وخلال شهر مارس كان رئيس الجمهورية قيس سعيد اشرف على اجتماع خُصّص للنظر في المشروع المتعلق بمدينة الأغالبة الطبية بولاية القيروان. وتعرّض رئيس الدولة إلى الصعوبات التي أعاقت انطلاق المشروع منذ سنة 2020.. واليوم بوجود طرف صيني مستعد لإنجاز هذا المشروع الضخم ومع تجديد الطرف السعودي من خلال سفير المملكة بتونس ،التزامه بتنفيذ اتفاق 2017 والذي كان يقضي منح هبة لتمويل مشروع إنشاء وتجهيز مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي في ولاية القيروان بقيمة 85 مليون دولار، وكذلك المدينة الصحية الأغالبة، فان هذا المشروع في طريقه إلى التنفيذ بعد استكمال كل الدراسات الفنية التي طلبها الطرف الصيني لانجاز المشروع .
ومن المشاريع أيضا التي تحدّث عنها رئيس الجمهورية في وقت سابق نجد مشروع القطار السريعTGV والذي سيربط شمال تونس بجنوبها، وهو من المشاريع الضخمة التي تتطلب تمويلات كبيرة وهذه التمويلات لا يمكن إلا أن تتوفّر إلا في شكل هبات أو قروض وفي إطار التعاون الخارجي .
منية العرفاوي
تونس – الصباح
مشاريع وطنية كبرى لها أهمية إستراتيجية على المستوى الاقتصادي والتنموي، تم الإعلان عنها في وقت سابق ولكن بقيت ضمن المشاريع المقرّرة دون المرور إلى مرحلة التنفيذ، وكان أهم عائق أمام هذه المرحلة هو إيجاد تمويلات لهذه المشاريع التي تتطلّب اعتمادات مالية ضخمة لا يمكن أن تتحمّلها ميزانية الدولة في وضعها الراهن إلا في شكل قروض أو هبات، والحلّ كان في إيجاد أطراف دولية قادرة على تمويل هذه المشاريع.
المدينة الصحية بالقيروان،وجسر بنزرت، ومحطة توليد الطاقة الشمسية والفولطاضوئية بالقيروان، كلها تعد من المشاريع الإستراتيجية التي وجدت تفاعلا من الطرف الصيني خاصة في الإنجاز إذا تم توفير التمويل في شكل قروض أو هبات، هذا بالإضافة إلى مشاريع أقل كلفة مثل توسعة مستشفى صفاقس الجامعي وإنشاء مستشفى علاج الأورام بقابس، وقد تم الاتفاق على انجاز كل هذه المشاريع في انتظار الدراسات الفنية لبعضها في حين بدأ العد التنازلي لبداية أشغال الإنجاز كما هو الشأن بالنسبة لجسر بنزرت، وقد تم هذا الاتفاق خلال اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة كمال المدّوري في زيارته الرسمية الأولى إلى بيكين بنائب رئيس مجلس الدولة الصيني دينغشيويهشيانغ .
أفاق استثمارية واعدة ..
خلال هذه الزيارة الرسمية حرص رئيس الحكومة على تأكيد أهمية فرص الاستثمار في بلادنا مع تقديم كل الحوافز والامتيازات التفاضلية ذات العلاقة ببيئة الأعمال في تونس.
وفي لقاء جمعه برئيس الحكومة كمال المدّوري أكّد نائب رئيس مجلس الدولة الصيني أن جمهورية الصين الشعبية متمسّكة بدعم تونس وإتمام المشاريع المبرمجة بين البلدين على غرار جسر بنزرت، ومحطة توليد الطاقة الشمسية والفولطاضوئية بالقيروان، هذا إضافة إلى المدينة الصحية بالقيروان وتوسعة مستشفى صفاقس الجامعي وإنشاء مستشفى علاج الأورام بقابس.
ودون شكّ إن مشاريع بهذه الأهمية سيكون لإنجازها أهمية تنموية كبيرة وكذلك أهمية على مستوى الخدمات العامة وخاصة الخدمات الصحية حيث أن تركيز أكبر المستشفيات في العاصمة أثّر سلبا على الخدمات الصحية خاصة في المناطق الداخلية والتي يعاني فيها المرضى من نقص كبير في الخدمة الصحية والعلاجية المقدمة مع غياب بنية صحية تحتية وإطارات طبية مختصّة خاصة في الأمراض الخطيرة والدقيقة.
كما أن مشروعا مثل جسر بنزرت الذي طال انتظاره يمكن أن يغيّر وجه مدينة بنزرت ويدعم الحركية الاقتصادية والسياحية بالجهة ويحولها إلى ميناء ومرفأ بحري ذو طابع اقتصادي وترفيهي مهم على مستوى حوض المتوسّط، وأسوّة ببقية موانئ ومرافئ البحر الأبيض المتوسط ذات الصيت العالمي .
وكانت الحكومة قد وقّعت بداية سبتمبر الماضي مع الشريك الصيني الممثل في شركة المجمع الصيني سيشوان للطرقات والجسور، اتفاقا بقيمة 250 مليون أورو، لانجاز جسر مدينة بنزرت. ومن المقرر تمويل المشروع بقروض من مجموعة البنك الإفريقي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار. ومن المتوقع أن يمتد لمسافة 2.07 كيلومتر ويبلغ ارتفاعه 56 مترا، وهذا الجسر سيقلّص من استنزاف الوقت في الدخول والخروج من مدينة بنزرت كما يحصل اليوم حيث لم تعد قنطرة بنزرت قادرة على تحمّل مزيد من الضغط.. وكانت مديرة وحدة التصرف المكلفة بإنجاز المشروع ليليا السيفاوي، صرّحت في وقت سابق، أن مشروع جسر بنزرت الجديد تبلغ كلفته المالية الأولية 750 مليون دينار مبينة انه ينقسم إلى ثلاثة أقساط بطول جملي يفوق 9 كلم بينما القسط الثاني يتم إنجازه من قبل الشركة الصينية بكلفة مالية تقدر بـ 610 مليون دينار وتتعلق بالجسر الرئيسي الذي يبلغ طوله 2.1 كلم على مستوى قنال بنزرت وبعلو حوالي 60 مترا على سطح البحر ويسمح بمرور جميع أنواع البواخر وسيكون جاهزا وفق بنود الصفقة في حدود الثلاثية الثالثة لسنة 2027.
خلال زيارة رئيس الحكومة إلى بيكين شدّد أيضا الجانب الصيني على أنه يولي اهتماما بالغا لانجاز المدينة الصحية بالقيروان، داعيا إلى انجاز دراسات الجدوى لهذا المشروع الهام.. وكانت وزارة التجهيز والإسكان، أعلنت خلال شهر أفريل الماضي عن إطلاق الدعوة للتعبير عن الاهتمام، لإعداد دراسة جدوى إنجاز مشروع "المدينة الطبية الأغالبة" بالقيروان على مساحة 550 هكتارا تقريبا، وقبلها ذلك وخلال شهر مارس كان رئيس الجمهورية قيس سعيد اشرف على اجتماع خُصّص للنظر في المشروع المتعلق بمدينة الأغالبة الطبية بولاية القيروان. وتعرّض رئيس الدولة إلى الصعوبات التي أعاقت انطلاق المشروع منذ سنة 2020.. واليوم بوجود طرف صيني مستعد لإنجاز هذا المشروع الضخم ومع تجديد الطرف السعودي من خلال سفير المملكة بتونس ،التزامه بتنفيذ اتفاق 2017 والذي كان يقضي منح هبة لتمويل مشروع إنشاء وتجهيز مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي في ولاية القيروان بقيمة 85 مليون دولار، وكذلك المدينة الصحية الأغالبة، فان هذا المشروع في طريقه إلى التنفيذ بعد استكمال كل الدراسات الفنية التي طلبها الطرف الصيني لانجاز المشروع .
ومن المشاريع أيضا التي تحدّث عنها رئيس الجمهورية في وقت سابق نجد مشروع القطار السريعTGV والذي سيربط شمال تونس بجنوبها، وهو من المشاريع الضخمة التي تتطلب تمويلات كبيرة وهذه التمويلات لا يمكن إلا أن تتوفّر إلا في شكل هبات أو قروض وفي إطار التعاون الخارجي .