إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جدري القردة يواصل تمدده في إفريقيا .. فهل يصمد الوضع محليا؟

 

تونس-الصباح

يواصل فيروس جدري القردة انتشاره بسرعة قياسية في بعض الدول الإفريقية مشكلا خطر إمكانية تحوله الى وباء جديد يفرض قيودا على غرار ما فرضه فيروس كوفيد 19 سابقا، بما يطرح مجددا تساؤلات حول مدى استقرار الأوضاع على الصعيد المحلي؟

من هذا المنطلق وبعد أن ضرب في الكونغو وعدد من الدول الأوروبية، ارتفعت حالات جدري القردة في نيجيريا إلى 48 حالة، علما أن العدد الحقيقي قد يكون أكثر من 700 حالة وفقا لما تناقلته عديد الأوساط الإعلامية العالمية.

حيث تم الإبلاغ عن انتشار الفيروس في العاصمة أبوجا و20 ولاية أخرى، وفقًا للمركز النيجيري لمكافحة الأمراض مما استوجب تقديم نموذج إعلان صحي للمسافرين الدوليين للمساعدة في الحد من انتشار الفيروس.

وتلقّت نيجيريا نحو 10,000 جرعة من لقاح جدري القردة أو ما يعرف أيضاً بـ"إمبوكس" لمكافحة المرض تبرّعاً من الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعلها أوّل دولة إفريقية تتلقّى دفعة، وسط تفشّي الفيروس في عدة دول إفريقية.

ولم تسجّل الدولة الواقعة في غرب إفريقيا -حسب مواقع إخبارية عالمية- أيّ وفيات بسبب الفيروس. كما لم تسجّل أي حالات من متحوّل (كليد 1بي) وهو متحوّل جديد ظهر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ثم انتشر إلى الدول المجاورة علما أن نيجيريا أوردت أنّها ستعطي الأولوية للعاملين في مجال الصحة والمجتمعات المعرّضة للخطر في الولايات الـ13 المتضرّرة أثناء حملة التطعيم.

وفي هذا الاتجاه جدير بالذكر أن إفريقيا قد تضررت بشدة من الانتشار السريع للجدري في الفترة الأخيرة وكانت هناك دعوات للاستجابة السريعة من الوكالات الدولية لمثل هذه الحالات الطارئة.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فقد سجّلت جمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر من 18,000 حالة مشتبه بها من (إمبوكس)، و615 حالة وفاة هذا العام.

ولا توجد حتّى الآن لقاحات خاصة بجدري القرود، ولكنّ لقاحات الجدري تكافح المرض، وتصنعها شركتان للأدوية..

أية تداعيات على تونس؟

في هذا الخٌصوص تطرح المعطيات سالفة الذكر التي تنقلها عديد الأوساط الإعلامية سواء الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أو البلدان التي انتشر فيها الفيروس مخاوف عديدة فيما يتعلق بتداعيات الوضع في إفريقيا على الصعيد المحلي. وفي هذا السياق جدير بالذكر أن مصادر مطلعة من وزارة الصحة قد أكدت لـ"الصباح" أن الوضع في علاقة بتفشي فيروس جدري القردة في بعض الدول الإفريقية كما الأوروبية مازال تحت السيطرة على اعتبار انه تم اتخاذ تدابير احتياطية جار بها العمل أثبتت الى حد اللحظة نجاعتها.

من جانب آخر وفي نفس الإطار فقد اعتبر الأستاذ في علم الفيروسات بكلية الصيدلة بالمنستير محجوب العوني لموقع الجمهورية إن جدري القردة لا يمتلك خاصيات وبائية تجعل منه جائحة واسعة الانتشار مثل فيروس كورونا.

وبيّن العوني أن سلالات مرض جدري القردة المسجلة في إفريقيا الوسطى والغربية هي نفسها المرصودة في بلدان أوروبية لافتا إلى أن الإصابات المسجلة لم تتطور طبقا لتغير أماكن انتشارها.

وأضاف أن الفيروس حافظ على خصائصه ذاتها دون أن يلحقها أي تغيير مشيرا إلى أن تركيز الأوساط الطبية والعلمية على متابعة جدري القرود جاءت نتيجة ظهور العدوى خارج موطنه الأصلي وانتقاله إلى بلدان أوروبية مع تسجيل العدوى به بين البشر.

تباطؤ اللقاح

وبالعودة الى الوضع على المستوى الإفريقي جدير بالذكر أن هنالك استياء من تباطؤ وصول كميات اللقاح الى البلدان المتضررة بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخرا أنّ جدري القرود (إمبوكس) في جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة "يمكن السيطرة عليه وإيقافه"، لكن هناك حاجة إلى نحو 121 مليون أورو (135 مليون دولار) لتمويل الاستجابة الدولية خلال الأشهر الستة المقبلة.

وتقدرّ مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا أنّ هناك حاجة إلى 10 ملايين جرعة في جميع أنحاء القارة، وأنّ جمهورية الكونغو الديمقراطية هي الأكثر احتياجاً.

منال حرزي

 

 

 

 

 

جدري القردة يواصل تمدده في إفريقيا ..  فهل يصمد الوضع محليا؟

 

تونس-الصباح

يواصل فيروس جدري القردة انتشاره بسرعة قياسية في بعض الدول الإفريقية مشكلا خطر إمكانية تحوله الى وباء جديد يفرض قيودا على غرار ما فرضه فيروس كوفيد 19 سابقا، بما يطرح مجددا تساؤلات حول مدى استقرار الأوضاع على الصعيد المحلي؟

من هذا المنطلق وبعد أن ضرب في الكونغو وعدد من الدول الأوروبية، ارتفعت حالات جدري القردة في نيجيريا إلى 48 حالة، علما أن العدد الحقيقي قد يكون أكثر من 700 حالة وفقا لما تناقلته عديد الأوساط الإعلامية العالمية.

حيث تم الإبلاغ عن انتشار الفيروس في العاصمة أبوجا و20 ولاية أخرى، وفقًا للمركز النيجيري لمكافحة الأمراض مما استوجب تقديم نموذج إعلان صحي للمسافرين الدوليين للمساعدة في الحد من انتشار الفيروس.

وتلقّت نيجيريا نحو 10,000 جرعة من لقاح جدري القردة أو ما يعرف أيضاً بـ"إمبوكس" لمكافحة المرض تبرّعاً من الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعلها أوّل دولة إفريقية تتلقّى دفعة، وسط تفشّي الفيروس في عدة دول إفريقية.

ولم تسجّل الدولة الواقعة في غرب إفريقيا -حسب مواقع إخبارية عالمية- أيّ وفيات بسبب الفيروس. كما لم تسجّل أي حالات من متحوّل (كليد 1بي) وهو متحوّل جديد ظهر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ثم انتشر إلى الدول المجاورة علما أن نيجيريا أوردت أنّها ستعطي الأولوية للعاملين في مجال الصحة والمجتمعات المعرّضة للخطر في الولايات الـ13 المتضرّرة أثناء حملة التطعيم.

وفي هذا الاتجاه جدير بالذكر أن إفريقيا قد تضررت بشدة من الانتشار السريع للجدري في الفترة الأخيرة وكانت هناك دعوات للاستجابة السريعة من الوكالات الدولية لمثل هذه الحالات الطارئة.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فقد سجّلت جمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر من 18,000 حالة مشتبه بها من (إمبوكس)، و615 حالة وفاة هذا العام.

ولا توجد حتّى الآن لقاحات خاصة بجدري القرود، ولكنّ لقاحات الجدري تكافح المرض، وتصنعها شركتان للأدوية..

أية تداعيات على تونس؟

في هذا الخٌصوص تطرح المعطيات سالفة الذكر التي تنقلها عديد الأوساط الإعلامية سواء الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أو البلدان التي انتشر فيها الفيروس مخاوف عديدة فيما يتعلق بتداعيات الوضع في إفريقيا على الصعيد المحلي. وفي هذا السياق جدير بالذكر أن مصادر مطلعة من وزارة الصحة قد أكدت لـ"الصباح" أن الوضع في علاقة بتفشي فيروس جدري القردة في بعض الدول الإفريقية كما الأوروبية مازال تحت السيطرة على اعتبار انه تم اتخاذ تدابير احتياطية جار بها العمل أثبتت الى حد اللحظة نجاعتها.

من جانب آخر وفي نفس الإطار فقد اعتبر الأستاذ في علم الفيروسات بكلية الصيدلة بالمنستير محجوب العوني لموقع الجمهورية إن جدري القردة لا يمتلك خاصيات وبائية تجعل منه جائحة واسعة الانتشار مثل فيروس كورونا.

وبيّن العوني أن سلالات مرض جدري القردة المسجلة في إفريقيا الوسطى والغربية هي نفسها المرصودة في بلدان أوروبية لافتا إلى أن الإصابات المسجلة لم تتطور طبقا لتغير أماكن انتشارها.

وأضاف أن الفيروس حافظ على خصائصه ذاتها دون أن يلحقها أي تغيير مشيرا إلى أن تركيز الأوساط الطبية والعلمية على متابعة جدري القرود جاءت نتيجة ظهور العدوى خارج موطنه الأصلي وانتقاله إلى بلدان أوروبية مع تسجيل العدوى به بين البشر.

تباطؤ اللقاح

وبالعودة الى الوضع على المستوى الإفريقي جدير بالذكر أن هنالك استياء من تباطؤ وصول كميات اللقاح الى البلدان المتضررة بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخرا أنّ جدري القرود (إمبوكس) في جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة "يمكن السيطرة عليه وإيقافه"، لكن هناك حاجة إلى نحو 121 مليون أورو (135 مليون دولار) لتمويل الاستجابة الدولية خلال الأشهر الستة المقبلة.

وتقدرّ مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا أنّ هناك حاجة إلى 10 ملايين جرعة في جميع أنحاء القارة، وأنّ جمهورية الكونغو الديمقراطية هي الأكثر احتياجاً.

منال حرزي