المركزية النقابية استفاقت بعد نوم عميق وركود تواصل لشهور عديدة
إنّ الأيام وحدها كفيلة بفرز الغثّ من السّمين والصّادق من المنافق والأصيل من الانتهازي. وقد قيل قديما: " سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً*وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ ".
إنّ ما تعيشه نقابتا التعليم الأساسي والثانوي من حراك نضاليّ لا يسعنا إلاّ أن نباركه لأنّنا تشربنا منذ القدم قيمة الدفاع عن الحق النّقابي والمطالب المادية والمعنوية التي ترفعها القواعد في كلّ القطاعات. وما يجب أن نشدّد عليه، في رأينا، هو ألاّ نقول للنّاس كفوّا عن النضال فكلّ نضالكم باطل بل نمدّهم بالشّعار الصحيح لنضالهم.
ولا يخفى على المتابعين والمتابعات لما نكتبه على أعمدة جريدتنا "الصّباح" الغراء أنّنا قد نبهنا زملاءنا وزميلاتنا الكرام في التعليم الأساسي إلى عدم الانزلاق وراء صراعات شخصية وحسابات ضيقة وألاّ يكونوا "حطب شعول" ومطيّة يركبها من لهم نوايا تسجيل النقاط ضدّ وزير التربية الأسبق، وبالوضوح التّام ضدّ محمد علي البوغديري الأمين العام المساعد السّابق للاتحاد العام التونسي للشغل الذي أبى إلاّ أن يعلن تبرأه من الفصل العشرين في مؤتمر جانفي 2022 بمدينة صفاقس فكانت القطيعة بينه وبين القيادة النقابية الحالية. وقد قلنا في ذلك الوقت بصوت عال للزميلات المعلمات والزملاء المعلمين: لا تخوضوا الخلاف بالنيابة وأعلنوا في رابعة النهار أنّكم تناضلون من أجل مطالبكم المادية والمعنوية المشروعة. ويجب أن تكون عن طريق هياكلكم النّقابية الدّفاع عنكم ولا شيء غير ذلك حتى تحقّق مطالبكم وتحسّن من أوضاعكم ولاسيما منها الحفاظ على كرامة المربية والمربي. ولكن، وبكلّ مرارة، كانت النتيجة هزيلة وكارثية لأنّ الجامعة العامة للتعليم الأساسي برئاسة كاتبها العام أبت إلاّ أن تنخرط في صراعات ومشاحنات لا تهمّ قواعدها من قريب ولا من بعيد.
ومن منّا نسي قائمة المجمّدين والمجمّدات عن العمل أولئك الذين حرموا من رواتبهم فلحق بهم وبعائلاتهم ضرّ لم يكن لهم فيه ناقة ولا جمل؟ ولا ننسى أيضا أنّ القيادة النقابية لم تجتهد ولو قيد أنملة للتفكير في مآل من ليست لهم رواتب على امتداد شهور وأصبح الطّرد يهددهم. ولم يحرّك قسم الماليّة بالاتحاد العام التونسي للشغل ساكنا ولم يؤازر المتضرّرين، أو بالأحرى، المغرّر بهم. لقد كانت مركزية الاتحاد العام التونسي للشغل محافظة على موقف الصمت المطبق المقيت لتؤكد ما قاله الشاعر:
لا تشك للناسِ جُرحًا أنتَ صاحبه **لا يؤلم الجُرح إلّا من بهِ ألمُ
فإن شكوتَ لمن طابَ الزمانُ لهُ ** عيناكَ تغلي، ومن تشكو لهُ صنمُ "
واليوم، يلاحظ المتابع لنشاط المركزية النقابية أنّها استفاقت بعد نوم عميق وركود تواصل لشهور عديدة. ونحن على يقين بأنّ الحراك والخلافات التي قامت بين نقابتي التعليم الأساسي والثانوي من جهة وبين وزيرة التربية السّابقة من جهة أخرى كانت لها فرصة ذهبية وقع استغلالها والرّكوب عليها للظهور على الساحة من جديد. لقد كان التّوتر الذي حصل بين الوزيرة السّابقة والجامعتين العامتين للتعليم الأساسي والثانوي بمثابة جرعة أكسجين أحيت القيادة النقابية بعد أن كادت أن تصبح رميما لاسيما وأنّ كلّ المحطات النّقابية التّاريخية قد فقدت وهجها وكان حضور القواعد في الاحتفالات الفولكلورية بمناسبة ذكرى احيائها باهتا (5 ديسمبر 2022 و2023 و5 أوت 2022 و2023 و2024). وتبيّن أنّ القيادة النقابية مركزيا وجهويا قد فقدت التواصل بين هياكلها وقواعدها فلم تعد تعني لهم شيئا بعد أن اهتزت مصداقيّتها خاصّة بعد المؤتمر الانقلابي السّيّء الذكر في جانفي 2022.
وعلى العموم، فليعلم الذين مازالت تخامرهم شكوك حول موضوعيتنا أنّنا لسنا تبعا للأشخاص نصفّق لهم وإن أخطأوا. ولكنّ الادّعاء بأن منظمة حشاد مستهدفة ادّعاء باطل لا يخلو من تزييف الحقيقة. بل لنقل إنّ ما تمرّ به المنظمة من أزمات وصراعات داخلية تسبّبت فيها القيادات النقابية مركزيّا وجهويّا هو الذي جعلها على قاب قوسين من الانهيار. ولعلّ ما يؤكد وجهة نظرنا الصّراع الذي احتدّ يوم الأربعاء 28 أوت 2024 في اجتماع الهيئة الإدارية الوطنية بالحمامات، وقد انتفض الجمع دون قرار، بل برصيد هائل من البغضاء والعداوة بين بعضهم لبعض.
ونسأل القيادة النّقابية الحالية، هل بإمكانك أن تحشري قواعدك يوم "الزّينة" أمام بطحاء محمد علي وأن تأتيك من كلّ فج لتبايعك وتبارك مسيرتك منذ مؤتمر صفاقس؟ عندها تجف الأقلام وعلى رأسها قلمي وتُرفع الصحف التي انتقدت المكتب التنفيذي الحالي ومنها صحيفتي.
مصدّق الشّريف
المركزية النقابية استفاقت بعد نوم عميق وركود تواصل لشهور عديدة
إنّ الأيام وحدها كفيلة بفرز الغثّ من السّمين والصّادق من المنافق والأصيل من الانتهازي. وقد قيل قديما: " سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً*وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ ".
إنّ ما تعيشه نقابتا التعليم الأساسي والثانوي من حراك نضاليّ لا يسعنا إلاّ أن نباركه لأنّنا تشربنا منذ القدم قيمة الدفاع عن الحق النّقابي والمطالب المادية والمعنوية التي ترفعها القواعد في كلّ القطاعات. وما يجب أن نشدّد عليه، في رأينا، هو ألاّ نقول للنّاس كفوّا عن النضال فكلّ نضالكم باطل بل نمدّهم بالشّعار الصحيح لنضالهم.
ولا يخفى على المتابعين والمتابعات لما نكتبه على أعمدة جريدتنا "الصّباح" الغراء أنّنا قد نبهنا زملاءنا وزميلاتنا الكرام في التعليم الأساسي إلى عدم الانزلاق وراء صراعات شخصية وحسابات ضيقة وألاّ يكونوا "حطب شعول" ومطيّة يركبها من لهم نوايا تسجيل النقاط ضدّ وزير التربية الأسبق، وبالوضوح التّام ضدّ محمد علي البوغديري الأمين العام المساعد السّابق للاتحاد العام التونسي للشغل الذي أبى إلاّ أن يعلن تبرأه من الفصل العشرين في مؤتمر جانفي 2022 بمدينة صفاقس فكانت القطيعة بينه وبين القيادة النقابية الحالية. وقد قلنا في ذلك الوقت بصوت عال للزميلات المعلمات والزملاء المعلمين: لا تخوضوا الخلاف بالنيابة وأعلنوا في رابعة النهار أنّكم تناضلون من أجل مطالبكم المادية والمعنوية المشروعة. ويجب أن تكون عن طريق هياكلكم النّقابية الدّفاع عنكم ولا شيء غير ذلك حتى تحقّق مطالبكم وتحسّن من أوضاعكم ولاسيما منها الحفاظ على كرامة المربية والمربي. ولكن، وبكلّ مرارة، كانت النتيجة هزيلة وكارثية لأنّ الجامعة العامة للتعليم الأساسي برئاسة كاتبها العام أبت إلاّ أن تنخرط في صراعات ومشاحنات لا تهمّ قواعدها من قريب ولا من بعيد.
ومن منّا نسي قائمة المجمّدين والمجمّدات عن العمل أولئك الذين حرموا من رواتبهم فلحق بهم وبعائلاتهم ضرّ لم يكن لهم فيه ناقة ولا جمل؟ ولا ننسى أيضا أنّ القيادة النقابية لم تجتهد ولو قيد أنملة للتفكير في مآل من ليست لهم رواتب على امتداد شهور وأصبح الطّرد يهددهم. ولم يحرّك قسم الماليّة بالاتحاد العام التونسي للشغل ساكنا ولم يؤازر المتضرّرين، أو بالأحرى، المغرّر بهم. لقد كانت مركزية الاتحاد العام التونسي للشغل محافظة على موقف الصمت المطبق المقيت لتؤكد ما قاله الشاعر:
لا تشك للناسِ جُرحًا أنتَ صاحبه **لا يؤلم الجُرح إلّا من بهِ ألمُ
فإن شكوتَ لمن طابَ الزمانُ لهُ ** عيناكَ تغلي، ومن تشكو لهُ صنمُ "
واليوم، يلاحظ المتابع لنشاط المركزية النقابية أنّها استفاقت بعد نوم عميق وركود تواصل لشهور عديدة. ونحن على يقين بأنّ الحراك والخلافات التي قامت بين نقابتي التعليم الأساسي والثانوي من جهة وبين وزيرة التربية السّابقة من جهة أخرى كانت لها فرصة ذهبية وقع استغلالها والرّكوب عليها للظهور على الساحة من جديد. لقد كان التّوتر الذي حصل بين الوزيرة السّابقة والجامعتين العامتين للتعليم الأساسي والثانوي بمثابة جرعة أكسجين أحيت القيادة النقابية بعد أن كادت أن تصبح رميما لاسيما وأنّ كلّ المحطات النّقابية التّاريخية قد فقدت وهجها وكان حضور القواعد في الاحتفالات الفولكلورية بمناسبة ذكرى احيائها باهتا (5 ديسمبر 2022 و2023 و5 أوت 2022 و2023 و2024). وتبيّن أنّ القيادة النقابية مركزيا وجهويا قد فقدت التواصل بين هياكلها وقواعدها فلم تعد تعني لهم شيئا بعد أن اهتزت مصداقيّتها خاصّة بعد المؤتمر الانقلابي السّيّء الذكر في جانفي 2022.
وعلى العموم، فليعلم الذين مازالت تخامرهم شكوك حول موضوعيتنا أنّنا لسنا تبعا للأشخاص نصفّق لهم وإن أخطأوا. ولكنّ الادّعاء بأن منظمة حشاد مستهدفة ادّعاء باطل لا يخلو من تزييف الحقيقة. بل لنقل إنّ ما تمرّ به المنظمة من أزمات وصراعات داخلية تسبّبت فيها القيادات النقابية مركزيّا وجهويّا هو الذي جعلها على قاب قوسين من الانهيار. ولعلّ ما يؤكد وجهة نظرنا الصّراع الذي احتدّ يوم الأربعاء 28 أوت 2024 في اجتماع الهيئة الإدارية الوطنية بالحمامات، وقد انتفض الجمع دون قرار، بل برصيد هائل من البغضاء والعداوة بين بعضهم لبعض.
ونسأل القيادة النّقابية الحالية، هل بإمكانك أن تحشري قواعدك يوم "الزّينة" أمام بطحاء محمد علي وأن تأتيك من كلّ فج لتبايعك وتبارك مسيرتك منذ مؤتمر صفاقس؟ عندها تجف الأقلام وعلى رأسها قلمي وتُرفع الصحف التي انتقدت المكتب التنفيذي الحالي ومنها صحيفتي.