شٌحّ في التساقطات.. وتتالي سنوات الجفاف، زد على ذلك خريف حار.. هكذا يتلخّص الوضع المناخي في بلادنا.. وضعية تنذر وأكثر من أي وقت مضى إلى أخذ هذه التوقعات على محمل الجد خاصة وأن للتغيرات المناخية تداعيات على أكثر من قطاع ..
من هذا المنطلق سيكٌون خريف 2024 أكثر حرارة من المعتاد على كامل البلاد وفقا لتوقّعات المعهد الوطني للرصد الجوّي لأشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر 2024.
كما يتوقّع المعهد وجود معطيات أكثر جفافا عن المعدلات المعتادة للفترة ذاتها بالنسبة لجنوب وغرب البلاد. ولا تستبعد هذه التوقعات إمكانية حدوث فترات قصيرة من الأمطار الغزيرة في بعض المناطق علما أنه تمّ تصنيف خريف 2023 من قبل المعهد، ضمن قائمة فصول الخريف الأشد حرارة منذ سنة 1950، الشيء ذاته بالنسبة لخريف 2022. علما أن تونس التّي تعيش وضعية الإجهاد المائي قد عانت خلال تلك الفترة عجزا هاما في التساقطات ممّا جعل من خريف 2023 ثاني خريف الأكثر جفافا.
تفاعلا مع هذا الطرح أورد مهندس اختصاص أرصاد في الرصد الجوي في تصريح لـ"الصباح" أن هنالك مصلحة للتغيرات المناخية والتوقّعات الموسمية، أشارت الى أن درجات الحرارة ستكون مرتفعة خلال فصل الخريف، وهو ما يندرج في إطار سياقات التغيرات المناخية العالمية ..
وأضاف محدثنا أن هنالك مؤشّرات تشير إلى هطول كميّات من الأمطار -وهنا وجب التنويه الى أن هامش الخطأ فيها يبقى كبيرا- لكن هذه الأمطار سوف تتبخّر الأمر الذي سيفرز لاحقا ارتفاعا في درجات الحرارة مشيرا في السياق ذاته إلى أن مؤشرات عدم الاستقرار في العوامل المناخية واضحة .
وأضاف مهندس اختصاص أرصاد في الرصد الجوي من جانب آخر أنه من المتعارف عليه أن فصل الخريف يشهد نزول الأمطار بكميات هامة حتى أن مختلف الفيضانات التي حصلت في دول المتوسط عادة ما تحدث خلال فصل الخريف مشيرا الى أن تونس شهدت بدورها فيضانات عارمة خلال شهر سبتمبر .
في هذا الخٌصوص جدير بالذكر أن الأمر لا ينسحب على تونس فقط وإنما على عديد دول العالم التي ترزح هي الأخرى تحت وقع التغيّرات المناخية حيث توقّعت عديد الأوساط الإعلامية العالمية أن عديد دول العالم ستعيش على وقع ارتفاع في درجات الحرارة خلال خريف 2024، حيث يتوقّع خبراء الأرصاد الجوية بداية خريف قوية ومبكرة من حيث أمطار خريفية مبكرة وزيادة كبيرة على مستوى الرطوبة الجوية والرطوبة الحرارية.
في هذا الخضم وبالعودة الى الشأن المحلي ولمجابهة "الخريف الحار" المرتقب يصح التساؤل بإلحاح ماذا أعدت الهياكل المعنية لمسايرة هذه التوقعات: من ذلك هل سيتم قطع التيار الكهربائي في أوقات معينة؟..
من هذا المنطلق يتضح أن صناع القرار مدعوون اليوم وأكثر من أي وقت مضى للالتفات جديا الى التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية في علاقة بارتفاع درجات الحرارة وأزمة الشح المائي التي تعاني منها البلاد على مدار سنوات، بما يؤشر الى بلورة إستراتيجية واضحة تتولى أخذ خطوات جدية، حتى يتسنى تجنب أسوأ السيناريوهات من ذلك ترشيد التساقطات المتوقعة .
تجدر الإشارة الى أن منظمة الأرصاد الجوية العالمية كانت قد أوردت السنة الماضية أن سنة 2023 قد حطمت الأرقام القياسية الخاصة بالمناخ حيث كانت هذه السنة الأكثر حرارة منذ بدء القياسات مع وصول الغازات الدفيئة ومستويات سطح البحر إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وانخفاض الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى مستويات قياسية، موضحة أنه النمط المتوقع أن يستمر في عام 2024.
وذكرت المنظمة أن ظاهرة "النينو" المناخية التي بدأت هذا العام، من المرجح أن تؤدي إلى مزيد من الارتفاع في درجة الحرارة عام 2024 لأن لديها تأثيرا أكبر على درجات الحرارة العالمية بعد أن تصل إلى ذروتها. وأضافت المنظمة أن الأعوام من 2015 إلى 2023 كانت الأكثر دفئا على الإطلاق..
منال حرزي
تونس-الصباح
شٌحّ في التساقطات.. وتتالي سنوات الجفاف، زد على ذلك خريف حار.. هكذا يتلخّص الوضع المناخي في بلادنا.. وضعية تنذر وأكثر من أي وقت مضى إلى أخذ هذه التوقعات على محمل الجد خاصة وأن للتغيرات المناخية تداعيات على أكثر من قطاع ..
من هذا المنطلق سيكٌون خريف 2024 أكثر حرارة من المعتاد على كامل البلاد وفقا لتوقّعات المعهد الوطني للرصد الجوّي لأشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر 2024.
كما يتوقّع المعهد وجود معطيات أكثر جفافا عن المعدلات المعتادة للفترة ذاتها بالنسبة لجنوب وغرب البلاد. ولا تستبعد هذه التوقعات إمكانية حدوث فترات قصيرة من الأمطار الغزيرة في بعض المناطق علما أنه تمّ تصنيف خريف 2023 من قبل المعهد، ضمن قائمة فصول الخريف الأشد حرارة منذ سنة 1950، الشيء ذاته بالنسبة لخريف 2022. علما أن تونس التّي تعيش وضعية الإجهاد المائي قد عانت خلال تلك الفترة عجزا هاما في التساقطات ممّا جعل من خريف 2023 ثاني خريف الأكثر جفافا.
تفاعلا مع هذا الطرح أورد مهندس اختصاص أرصاد في الرصد الجوي في تصريح لـ"الصباح" أن هنالك مصلحة للتغيرات المناخية والتوقّعات الموسمية، أشارت الى أن درجات الحرارة ستكون مرتفعة خلال فصل الخريف، وهو ما يندرج في إطار سياقات التغيرات المناخية العالمية ..
وأضاف محدثنا أن هنالك مؤشّرات تشير إلى هطول كميّات من الأمطار -وهنا وجب التنويه الى أن هامش الخطأ فيها يبقى كبيرا- لكن هذه الأمطار سوف تتبخّر الأمر الذي سيفرز لاحقا ارتفاعا في درجات الحرارة مشيرا في السياق ذاته إلى أن مؤشرات عدم الاستقرار في العوامل المناخية واضحة .
وأضاف مهندس اختصاص أرصاد في الرصد الجوي من جانب آخر أنه من المتعارف عليه أن فصل الخريف يشهد نزول الأمطار بكميات هامة حتى أن مختلف الفيضانات التي حصلت في دول المتوسط عادة ما تحدث خلال فصل الخريف مشيرا الى أن تونس شهدت بدورها فيضانات عارمة خلال شهر سبتمبر .
في هذا الخٌصوص جدير بالذكر أن الأمر لا ينسحب على تونس فقط وإنما على عديد دول العالم التي ترزح هي الأخرى تحت وقع التغيّرات المناخية حيث توقّعت عديد الأوساط الإعلامية العالمية أن عديد دول العالم ستعيش على وقع ارتفاع في درجات الحرارة خلال خريف 2024، حيث يتوقّع خبراء الأرصاد الجوية بداية خريف قوية ومبكرة من حيث أمطار خريفية مبكرة وزيادة كبيرة على مستوى الرطوبة الجوية والرطوبة الحرارية.
في هذا الخضم وبالعودة الى الشأن المحلي ولمجابهة "الخريف الحار" المرتقب يصح التساؤل بإلحاح ماذا أعدت الهياكل المعنية لمسايرة هذه التوقعات: من ذلك هل سيتم قطع التيار الكهربائي في أوقات معينة؟..
من هذا المنطلق يتضح أن صناع القرار مدعوون اليوم وأكثر من أي وقت مضى للالتفات جديا الى التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية في علاقة بارتفاع درجات الحرارة وأزمة الشح المائي التي تعاني منها البلاد على مدار سنوات، بما يؤشر الى بلورة إستراتيجية واضحة تتولى أخذ خطوات جدية، حتى يتسنى تجنب أسوأ السيناريوهات من ذلك ترشيد التساقطات المتوقعة .
تجدر الإشارة الى أن منظمة الأرصاد الجوية العالمية كانت قد أوردت السنة الماضية أن سنة 2023 قد حطمت الأرقام القياسية الخاصة بالمناخ حيث كانت هذه السنة الأكثر حرارة منذ بدء القياسات مع وصول الغازات الدفيئة ومستويات سطح البحر إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وانخفاض الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى مستويات قياسية، موضحة أنه النمط المتوقع أن يستمر في عام 2024.
وذكرت المنظمة أن ظاهرة "النينو" المناخية التي بدأت هذا العام، من المرجح أن تؤدي إلى مزيد من الارتفاع في درجة الحرارة عام 2024 لأن لديها تأثيرا أكبر على درجات الحرارة العالمية بعد أن تصل إلى ذروتها. وأضافت المنظمة أن الأعوام من 2015 إلى 2023 كانت الأكثر دفئا على الإطلاق..