إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"محور فيلادلفيا" في قلب معادلة "سقوط" مفاوضات "هدنة غز.ة"

*القيادي في "حماس" أحمد عبد الهادي لـ"الصباح": لن نقبل بأي سيطرة للاحتلال على فيلادلفيا أو نتساريم

* اللواء ركن حرب المصري السابق سمير فرج لـ"الصباح": لا يمكن لإسرائيل لي ذراع مصر بالقوة.. ولن نرضى بوجود سيطرة إسرائيلية على فيلادلفيا

*الكابينت الإسرائيلي "يقر" السيطرة على فيلادلفيا وفق "خرائط" تبناها الوسيط الأمريكي

نزار مقني

لم تنقطع نقطة استمرار الجيش الإسرائيلي في سطرته على محور فيلادلفيا، عن إثارة الجدل بين مختلف المتدخلين في المفاوضات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خاصة وأن استمرار هذه السيطرة قد يدفع أحد الوسطاء الثلاثة في هذه المفاوضات، وهي مصر، من موقعها كوسيط لموقع المفاوض المباشر و"الخصم" المطالب بالانسحاب منه، في وقت لا يبدو أن "حماس" ستوافق على المقترح الأمريكي الأخير للتوصل لاتفاق هدنة في القطاع، خصوصا وأنها لا تشارك مباشرة في هذه الجولة من المفاوضات.

ففي وقت تعمل اللجان المختلفة، المجتمعة في العاصمة القطرية الدوحة، على "سد الفجوات" حول اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، قرر مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل "الكابينيت" المصادقة على خرائط تحدد بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة مع مصر.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الجمعة، بأنه تمت الموافقة على هذه الخطوة بعد موافقة أغلبية من 8 وزراء، وصوّت ضدها فقط وزير الدفاع يوآف غالانت، بينما امتنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن التصويت.

ووفقاً للتقرير، رسم الجيش الإسرائيلي خرائط تبنّتها الولايات المتحدة بصفتها جزءا من مقترح صفقة رهائن، وفق ما نقلته "وكالة الأنباء الألمانية".

وقال وزراء خلال الاجتماع، إن القرار يجعل إمكانية التوصل إلى اتفاق أكثر جدوى، موضحين لحركة "حماس" أنها ستضطر إلى التنازل عن الممر، على غرار تنازلها عن مطلبها بإنهاء الحرب.

وأوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "مذبحة 7 أكتوبر لم تعد ممكنة" الآن، لافتا إلى أن إسرائيل لم تكن وقت حصول هجوم "حماس" تسيطر على ممر فيلادلفيا. وحسب قوله، نُقلت كمية كبيرة من الأسلحة عبر الممر، الذي كانت تستخدمه التنظيمات "الإرهابية" في غزة.

وأضاف رئيس الوزراء أن مثل هذا الواقع لن يعود، وأن إسرائيل مصممة على الحفاظ على الممر تحت سيطرتها.

وحسب قيادي في حركة "حماس" تحدث لـ"الصباح" فإن الاحتلال الإسرائيلي غير جاد في الانسحاب من محور فيلادلفيا وهذا كان واضحا في جولات المفاوضات السابقة التي لم تشارك فيها الحركة في الدوحة والقاهرة.

واعتبر ممثل حركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي، في حوار لـ"الصباح"، أن مواصلة إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا "يعتبر احتلالا لجزء من القطاع مثل احتلاله لمحور نتساريم والشريط الحدودي من الشمال إلى الجنوب، أو عندما يدخل إلى مدينة غزة ويتمركز فيها.

وأضاف أن "المقاومة دائما توجه الضربات إليه حتى يتم الانسحاب تحت ضربات المقاومة، لا في فيلادلفيا فقط بل في المناطق الأخرى التي يدخل إليها، والذي أصبح مكلفا بشيء كبير له، حيث أنه يتعرض بشكل كبير لقصف من خلال عمليات هجومية معقدة ومركزة".

وأضاف بخصوص قرار الاحتلال بالسيطرة على محور فيلادلفيا أن "نتنياهو وحكومته المتطرفة غير معنيين بأي شكل من الأشكال للتوصل لاتفاق لإيقاف العدوان بشكل دائم وأن كل الجولات وكل الطروحات التي تبنتها حتى الإدارة الأمريكية كانت كلها في إطار الخداع والتضليل فقط وليس من أجل التوصل لوقف إطلاق نار دائم وانسحاب كامل".

وحول نقطة أن قرار حكومة الاحتلال جاء على أساس صيغة وخرائط اقترحها الوسطاء ومن بينهم مصر، وتبنتها الولايات المتحدة الوسيطة الثانية بالمفاوضات –حسب تقرير "جيروزلام بوست"- قال عبد الهادي "نحن لم نكن جزءا من هذه المباحثات سواء في الدوحة أو القاهرة حيث تم التداول حول انسحاب الإسرائيلي من فيلادلفيا أو جزء منه (بكيلومترين أو كيلومتر واحد)، ونحن نعتقد أن كل هذا يأتي في إطار الخداع والتضليل ولا توجد جدية أبدا لدى نتنياهو ليصل الى اتفاق".

واعتبر عبد الهادي أن كل ما يعرقل التوصل إلى اتفاق سواء بضغط أمريكي أو من الوسطاء هو أن نتنياهو يضع دائما العراقيل.. وهو اليوم يضع عراقيل حول محور فيلادلفيا والبقاء في محور نتساريم وإيجاد آلية لتفتيش الناس قبل عودتهم.

وأضاف أن نتنياهو يضع شروطا حول تبادل الأسرى وخصوصا الفلسطينيين من "أصحاب المؤبدات والأحكام العالية التي تتطلبها الصفقة أو إبعادهم وكان سابقا يتكلم عن 50 أسيرا والآن يتكلم عن 150 أسيرا يجب إبعادهم خارج فلسطين".

مصر لن توافق

في نفس السياق، وعلى الجانب الآخر من محور فيلادلفيا، أكد اللواء ركن حرب المصري السابق سمير فرج، أن مصر متمسكة اليوم بنص اتفاقية كامب ديفيد للسلام وملحقاتها، وأن إسرائيل "لا يمكنها أن تلوي ذراعنا بالقوة" فيما يتعلق بمواصلة السيطرة على محور فيلادلفيا

وأضاف فرج في حوار لـ"الصباح" أريد أن أوضح أن إسرائيل استولت على قطاع غزة بعد حرب 1967 وسيطرت عليه إلى سنة 2005، وقررت الانسحاب منه.

وأكد فرج أن الاحتلال الإسرائيلي عمل على اتفاقية مع مصر حول محور فيلادلفيا والمنطقة "ج" على خط الحدود، والتي حددت حجم القوات المصرية الموجودة فيها والتي تقدر بـ750 جنديا، وألحقت هذه الاتفاقية باتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر والاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن "إسرائيل اليوم عندما تقوم باحتلال هذا المحور من خلال وجود قوات مباشرة عليه، فإنها بذلك تخالف هذه الاتفاقية".

وأكد فرج أن "مصر اليوم متمسكة بنص اتفاقية السلام، ونحن في مصر لا يمكن لإسرائيل أن تلوي يدنا بالقوة".

وأكد سمير أن "مصر لن تسمح بوجود قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا بالرغم من أنه أرض فلسطينية حسب ملحق اتفاقية السلام الممضى سنة 2005".

وأردف أنه "كذلك بالنسبة للمعابر الحدودية بين مصر وغزة وخاصة معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم، بالنسبة لمعبر رفح فقد خصص لعبور الأفراد من الفلسطينيين وبالنسبة لمعبر كرم أبو سالم فهو مخصص لعبور الشاحنات".

وأشار أنه "تم الاتفاق على أن معبر رفح تكون فيه قوة فلسطينية وبمراقبة الاتحاد الأوروبي، واليوم تريد إسرائيل أن تفرض واقعا آخر وتقول "أنا اليوم اقتحمت الجزء الفلسطيني وسأواصل احتلاله".

وأقر "نحن نرفض ذلك ولا نقبل بذلك ومصر لن تقبل ذلك بالقوة".

وأكد فرج "لكن لماذا يقول نتنياهو اليوم أنه يسعى لمواصلة احتلال المحور، فقط لأنه يسعى لإعاقة مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وأضاف أن "نتنياهو يعلم أنه لو حصل وقف لإطلاق النار والحرب في غزة، فإنه سيساءل مثلما حصل مع الحكومة الإسرائيلية في حرب 1973 ضد مصر، واليوم إذا ما أوقفت الحرب فإنه سيساءل حول عدة نقاط مثل عدم تحقيق أهدافه بعد قرابة 11 شهرا من الحرب وخصوصا حول تحرير الرهائن الإسرائيليين، وسيطرته على القطاع، وهدفه المنشود في القضاء على حركة "حماس"، هذا علاوة على محاكمته في قضايا الفساد المتورط فيها والتي سيجد نفسه من خلالها في السجن.

وحول الحجج الإسرائيلية بأن هناك تسريبا للسلاح من مصر إلى قطاع غزة عبر أنفاق تمر عبر هذا الحور، قال الخبير الاستراتيجي المصري "منذ تولي الرئيس السيسي للحكم، قامت مصر بإغلاق جميع الأنفاق الموجودة بين مصر وقطاع غزة وإسرائيل، ووصل عدد الأنفاق ما بين 1500 و2000 نفق، وهذا الأمر لم يكن من أجل أهداف إسرائيلية أو لصالح أي طرف آخر بل من أجل الأمن القومي المصري، وقمنا بنقل البيوت المصرية من رفح المصرية إلى مناطق أخرى في سيناء وبالتالي لم يعد أي منفذ على الحدود المصرية يوصل إلى قطاع غزة".

وأكد فرج "اليوم أصبح نتنياهو هو الذي يقرر وليس الولايات المتحدة، فنتنياهو من خلال قراره بالبقاء في فيلادلفيا ضرب عرض الحائط بالمقترح الأمريكي الأخير الذي طرح في الدوحة، وهو اليوم يعلم جيدا أن جو بايدن يسعى للخروج من البيت الأبيض كرجل قام بتحقيق السلام بغزة، وواشنطن اليوم تعيش في فترة انتخابات، وأي قرار يمكن أن يؤثر من خلاله بايدن على إسرائيل سيؤثر على الناخب اليهودي الصهيوني الأمريكي، لدرجة أن مرشحة الحزب الديمقراطي الجديدة لما حاولت الحديث عن مسؤولية أمريكا عن أمن إسرائيل، وتعاطفها مع الوضع الإنساني للفلسطينيين قام المرشح الجمهوري دونالد ترامب باستعمال أقوالها للتأجيج ضدها".

 

 

 

 

 

"محور فيلادلفيا" في قلب معادلة "سقوط" مفاوضات "هدنة غز.ة"

*القيادي في "حماس" أحمد عبد الهادي لـ"الصباح": لن نقبل بأي سيطرة للاحتلال على فيلادلفيا أو نتساريم

* اللواء ركن حرب المصري السابق سمير فرج لـ"الصباح": لا يمكن لإسرائيل لي ذراع مصر بالقوة.. ولن نرضى بوجود سيطرة إسرائيلية على فيلادلفيا

*الكابينت الإسرائيلي "يقر" السيطرة على فيلادلفيا وفق "خرائط" تبناها الوسيط الأمريكي

نزار مقني

لم تنقطع نقطة استمرار الجيش الإسرائيلي في سطرته على محور فيلادلفيا، عن إثارة الجدل بين مختلف المتدخلين في المفاوضات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خاصة وأن استمرار هذه السيطرة قد يدفع أحد الوسطاء الثلاثة في هذه المفاوضات، وهي مصر، من موقعها كوسيط لموقع المفاوض المباشر و"الخصم" المطالب بالانسحاب منه، في وقت لا يبدو أن "حماس" ستوافق على المقترح الأمريكي الأخير للتوصل لاتفاق هدنة في القطاع، خصوصا وأنها لا تشارك مباشرة في هذه الجولة من المفاوضات.

ففي وقت تعمل اللجان المختلفة، المجتمعة في العاصمة القطرية الدوحة، على "سد الفجوات" حول اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، قرر مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل "الكابينيت" المصادقة على خرائط تحدد بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة مع مصر.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الجمعة، بأنه تمت الموافقة على هذه الخطوة بعد موافقة أغلبية من 8 وزراء، وصوّت ضدها فقط وزير الدفاع يوآف غالانت، بينما امتنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن التصويت.

ووفقاً للتقرير، رسم الجيش الإسرائيلي خرائط تبنّتها الولايات المتحدة بصفتها جزءا من مقترح صفقة رهائن، وفق ما نقلته "وكالة الأنباء الألمانية".

وقال وزراء خلال الاجتماع، إن القرار يجعل إمكانية التوصل إلى اتفاق أكثر جدوى، موضحين لحركة "حماس" أنها ستضطر إلى التنازل عن الممر، على غرار تنازلها عن مطلبها بإنهاء الحرب.

وأوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "مذبحة 7 أكتوبر لم تعد ممكنة" الآن، لافتا إلى أن إسرائيل لم تكن وقت حصول هجوم "حماس" تسيطر على ممر فيلادلفيا. وحسب قوله، نُقلت كمية كبيرة من الأسلحة عبر الممر، الذي كانت تستخدمه التنظيمات "الإرهابية" في غزة.

وأضاف رئيس الوزراء أن مثل هذا الواقع لن يعود، وأن إسرائيل مصممة على الحفاظ على الممر تحت سيطرتها.

وحسب قيادي في حركة "حماس" تحدث لـ"الصباح" فإن الاحتلال الإسرائيلي غير جاد في الانسحاب من محور فيلادلفيا وهذا كان واضحا في جولات المفاوضات السابقة التي لم تشارك فيها الحركة في الدوحة والقاهرة.

واعتبر ممثل حركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي، في حوار لـ"الصباح"، أن مواصلة إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا "يعتبر احتلالا لجزء من القطاع مثل احتلاله لمحور نتساريم والشريط الحدودي من الشمال إلى الجنوب، أو عندما يدخل إلى مدينة غزة ويتمركز فيها.

وأضاف أن "المقاومة دائما توجه الضربات إليه حتى يتم الانسحاب تحت ضربات المقاومة، لا في فيلادلفيا فقط بل في المناطق الأخرى التي يدخل إليها، والذي أصبح مكلفا بشيء كبير له، حيث أنه يتعرض بشكل كبير لقصف من خلال عمليات هجومية معقدة ومركزة".

وأضاف بخصوص قرار الاحتلال بالسيطرة على محور فيلادلفيا أن "نتنياهو وحكومته المتطرفة غير معنيين بأي شكل من الأشكال للتوصل لاتفاق لإيقاف العدوان بشكل دائم وأن كل الجولات وكل الطروحات التي تبنتها حتى الإدارة الأمريكية كانت كلها في إطار الخداع والتضليل فقط وليس من أجل التوصل لوقف إطلاق نار دائم وانسحاب كامل".

وحول نقطة أن قرار حكومة الاحتلال جاء على أساس صيغة وخرائط اقترحها الوسطاء ومن بينهم مصر، وتبنتها الولايات المتحدة الوسيطة الثانية بالمفاوضات –حسب تقرير "جيروزلام بوست"- قال عبد الهادي "نحن لم نكن جزءا من هذه المباحثات سواء في الدوحة أو القاهرة حيث تم التداول حول انسحاب الإسرائيلي من فيلادلفيا أو جزء منه (بكيلومترين أو كيلومتر واحد)، ونحن نعتقد أن كل هذا يأتي في إطار الخداع والتضليل ولا توجد جدية أبدا لدى نتنياهو ليصل الى اتفاق".

واعتبر عبد الهادي أن كل ما يعرقل التوصل إلى اتفاق سواء بضغط أمريكي أو من الوسطاء هو أن نتنياهو يضع دائما العراقيل.. وهو اليوم يضع عراقيل حول محور فيلادلفيا والبقاء في محور نتساريم وإيجاد آلية لتفتيش الناس قبل عودتهم.

وأضاف أن نتنياهو يضع شروطا حول تبادل الأسرى وخصوصا الفلسطينيين من "أصحاب المؤبدات والأحكام العالية التي تتطلبها الصفقة أو إبعادهم وكان سابقا يتكلم عن 50 أسيرا والآن يتكلم عن 150 أسيرا يجب إبعادهم خارج فلسطين".

مصر لن توافق

في نفس السياق، وعلى الجانب الآخر من محور فيلادلفيا، أكد اللواء ركن حرب المصري السابق سمير فرج، أن مصر متمسكة اليوم بنص اتفاقية كامب ديفيد للسلام وملحقاتها، وأن إسرائيل "لا يمكنها أن تلوي ذراعنا بالقوة" فيما يتعلق بمواصلة السيطرة على محور فيلادلفيا

وأضاف فرج في حوار لـ"الصباح" أريد أن أوضح أن إسرائيل استولت على قطاع غزة بعد حرب 1967 وسيطرت عليه إلى سنة 2005، وقررت الانسحاب منه.

وأكد فرج أن الاحتلال الإسرائيلي عمل على اتفاقية مع مصر حول محور فيلادلفيا والمنطقة "ج" على خط الحدود، والتي حددت حجم القوات المصرية الموجودة فيها والتي تقدر بـ750 جنديا، وألحقت هذه الاتفاقية باتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر والاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن "إسرائيل اليوم عندما تقوم باحتلال هذا المحور من خلال وجود قوات مباشرة عليه، فإنها بذلك تخالف هذه الاتفاقية".

وأكد فرج أن "مصر اليوم متمسكة بنص اتفاقية السلام، ونحن في مصر لا يمكن لإسرائيل أن تلوي يدنا بالقوة".

وأكد سمير أن "مصر لن تسمح بوجود قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا بالرغم من أنه أرض فلسطينية حسب ملحق اتفاقية السلام الممضى سنة 2005".

وأردف أنه "كذلك بالنسبة للمعابر الحدودية بين مصر وغزة وخاصة معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم، بالنسبة لمعبر رفح فقد خصص لعبور الأفراد من الفلسطينيين وبالنسبة لمعبر كرم أبو سالم فهو مخصص لعبور الشاحنات".

وأشار أنه "تم الاتفاق على أن معبر رفح تكون فيه قوة فلسطينية وبمراقبة الاتحاد الأوروبي، واليوم تريد إسرائيل أن تفرض واقعا آخر وتقول "أنا اليوم اقتحمت الجزء الفلسطيني وسأواصل احتلاله".

وأقر "نحن نرفض ذلك ولا نقبل بذلك ومصر لن تقبل ذلك بالقوة".

وأكد فرج "لكن لماذا يقول نتنياهو اليوم أنه يسعى لمواصلة احتلال المحور، فقط لأنه يسعى لإعاقة مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وأضاف أن "نتنياهو يعلم أنه لو حصل وقف لإطلاق النار والحرب في غزة، فإنه سيساءل مثلما حصل مع الحكومة الإسرائيلية في حرب 1973 ضد مصر، واليوم إذا ما أوقفت الحرب فإنه سيساءل حول عدة نقاط مثل عدم تحقيق أهدافه بعد قرابة 11 شهرا من الحرب وخصوصا حول تحرير الرهائن الإسرائيليين، وسيطرته على القطاع، وهدفه المنشود في القضاء على حركة "حماس"، هذا علاوة على محاكمته في قضايا الفساد المتورط فيها والتي سيجد نفسه من خلالها في السجن.

وحول الحجج الإسرائيلية بأن هناك تسريبا للسلاح من مصر إلى قطاع غزة عبر أنفاق تمر عبر هذا الحور، قال الخبير الاستراتيجي المصري "منذ تولي الرئيس السيسي للحكم، قامت مصر بإغلاق جميع الأنفاق الموجودة بين مصر وقطاع غزة وإسرائيل، ووصل عدد الأنفاق ما بين 1500 و2000 نفق، وهذا الأمر لم يكن من أجل أهداف إسرائيلية أو لصالح أي طرف آخر بل من أجل الأمن القومي المصري، وقمنا بنقل البيوت المصرية من رفح المصرية إلى مناطق أخرى في سيناء وبالتالي لم يعد أي منفذ على الحدود المصرية يوصل إلى قطاع غزة".

وأكد فرج "اليوم أصبح نتنياهو هو الذي يقرر وليس الولايات المتحدة، فنتنياهو من خلال قراره بالبقاء في فيلادلفيا ضرب عرض الحائط بالمقترح الأمريكي الأخير الذي طرح في الدوحة، وهو اليوم يعلم جيدا أن جو بايدن يسعى للخروج من البيت الأبيض كرجل قام بتحقيق السلام بغزة، وواشنطن اليوم تعيش في فترة انتخابات، وأي قرار يمكن أن يؤثر من خلاله بايدن على إسرائيل سيؤثر على الناخب اليهودي الصهيوني الأمريكي، لدرجة أن مرشحة الحزب الديمقراطي الجديدة لما حاولت الحديث عن مسؤولية أمريكا عن أمن إسرائيل، وتعاطفها مع الوضع الإنساني للفلسطينيين قام المرشح الجمهوري دونالد ترامب باستعمال أقوالها للتأجيج ضدها".