إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

من أبرزها إنصاف المبعدين وفتح ملف الرشيدية وإحياء اللجان الثقافية.. ملفات حارقة على مكتب وزيرة الثقافة الجديدة أمينة الصرارفي

محسن بن احمد

شهد الأحد 25 اوت 2024 تعيين السيدة امينة الصرارفي وزيرة للشؤون الثقافية بقرار رئاسي لتكون بذلك سادس امراة يتم تكليفها بالاشراف على دواليب هذه الوزارة التي تعاقب عليها منذ 2011 أكثر من عشرة  وزراء منهم اثنان بالنيابة،
وكانت المخرجة الراحلة مفيدة التلاتلي أول امرأة تتولى المنصب لفترة قصيرة من 17 إلى 27 جوان 2011 وبعدها تم تعيين الدكتورة لطيفة الأخضر على رأس الوزارة في حكومة الحبيب الصيد لمدة تواصلت من 6 فيفري 2015 إلى 6 جانفي 2016 . وكانت الفنانة سنيا مبارك ثالث امرأة تضطلع بمهمة وزيرة للثقافة في حكومة الحبيب الصيد كذلك حيث تم تعيينها يوم 6 جانفي 2016 لتغادرها يوم 27 أوت2016 . وفي حكومة إلياس الفخفاخ، جلست شيراز العتيري على كرسي الوزارة من 27 فيفري2020 إلى5 جويلية 2020، حيث تم  تكليف السيد الحبيب عمار وزير السياحة بتسيير الوزارة بالنيابة  الى غاية تعيين الدكتورة حياة قطاط القرمازي وزيرة للثقافة في حكومة السيدة نجلاء بودن في 11 اكتوبر 2021 لتتم إقالتها يوم 12 مارس 2024 وتكليف السيد المنصف بوكثير وزير التعليم العالي والبحث العلمي  بالاشراف على وزارة الثقافة بالنيابة حتى الاحد 25 اوت 2024 تاريخ تعيين امينة الصرارفي وزيرة للشؤون الثقافية  لتكون بذلك سادس امراة  تتولى هذا المنصب.

** ملفات " حارقة " في الانتظار

عديدة هي الملفات " الحارقة " في انتظار الوزيرة الجديدة  فالسيدة امينة الصرارفي ستجد نفسها امام تحديات كبيرة تتطلب قرارات شجاعة لاجل إحلال السلم الاجتماعي داخل الوزارة بدرجة أولى، وكامل القطاعات الثقافية والفنية التي تعاني وتتخبط في اكثر من إشكالية تتعلق بالإنتاج والمشرفين على تنظيم الملتقيات والتظاهرات والمهرجانات التي أصبحت مهددة في وجودها. 

وقد عرفت فترة اشراف الدكتورة حياة قطاط القرمازي على وزارة الشؤون الثقافية توترا بين الوزارة وعدد من الناشطين في الحقل الثقافي كانت من نتائجه إحالة البعض على مجلس التأديب ومعاقبة البعض بـ " النقلة القسرية " وحجب أجور بعض الناشطين والعاملين في المجال الإبداعي والثقافي لمدة معينة وهو ما القى بظلاله على عمل الوزارة ويتوقع ان يكون من بين الملفات العاجلة على مكتب الوزيرة الجديدة.

**"قانون الفنان" المشروع المؤجل

ثاني هذه الملفات التي نرى انه حان الوقت للحسم فيها نهائيا ورسميا من طرف الوزيرة الجديدة للشؤون الثقافية هو " قانون الفنان " الذي مازال يراوح مكانه منذ الإعلان عن اعداده سنة 2016 في عهد الوزيرة في تلك الفترة الدكتورة سنية مبارك. هذا المشروع تتقاذفه الأمواج اليوم هنا وهناك وهو الذي شهد أكثر من صياغة له فهل تحسم امينة الصرارفي الامر؟

**إحياء اللجان الثقافية

اكدت التجربة ان حل اللجان الثقافية المحلية والجهوية وتعويضها بـ" جمعيات ثقافية " كان قرارا جائرا في حق النشاط الثقافي والفني وما ظهرت عليه عديد المهرجانات الصيفية اكد ان هذه الجمعيات في اغلبها فشلت في النهوض بمستوى هذه المهرجانات من خلال فتح المجال لكل من هب ودب بإيلاء الجانب التجاري الرخيص الأولوية في العروض المختارة على الجانب التثقيفي الترفيهي ولا ادل على ذلك ما شهدته عديد المهرجانات من تجاوزات ... ولا غرابة ان ترتفع الأصوات اليوم هنا وهناك مطالبة بإعادة احياء اللجان الثقافية المحلية والجهوية لأجل انقاذ الذائقة الفنية والثقافية من الانحدار فهل يكون ذلك كذلك؟

**المهرجانات المختصة وخطر الأفول

كان الى عهد غير بعيد مهرجان منزل تميم للموسيقيين الهواة ومهرجان قربة لمسرح الهواة ومهرجان صليحة للاغنية التونسية بالكاف عبارة عن مواعيد فنية ومسرحية قارة مع اكتشاف المواهب الذين تكون انطلاقتهم من هذه المهرجانات السنوية للتاسيس ثم التأثيث لمسيرة فنية ومسرحية متفردة في رؤاها وأهدافها قبل ان تجد نفسها تحت رحمة جمعيات فنية اكدت التجربة افلاسها في الاعداد والتنظيم فاذا بهذه المهرجانات التي كانت تعطي رونقا ابداعيا خاصا داخل الجهات تسير بخطى مسرعة نحو الضمور والافول في انتظار قرار يعيد لها اشعاعها.  

**أيام قرطاج الشعرية ...التظاهرة الموؤودة

استبشر الشعراء بتأسيس اول مهرجان دولي للشعر في تونس تحت اسم " أيام قرطاج الشعرية في عهد الوزير الدكتور محمد زين العابدين ويحفظ التاريخ ان أول دورة لهذا المهرجان انتظمت في مارس 2018 تزامنا مع الافتتاح الرسمي لمدينة الثقافة بإشراف رئيس الدولة في تلك الفترة، الراحل الباجي قائد السبسي.

وفي 2019 كان الموعد مع ثاني دورات هذا المهرجان تحت اشراف الشاعرة   جميلة الماجري التي سيحفظ لها التاريخ نجاحها في تحديد اهداف هذه التظاهرة من خلال الحرص على احتواء كل المدارس الشعرية وكسبها رهان التطوير والتجديد والانفتاح على التجارب الشعرية من كامل انحاء العالم ... وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع المواصلة على هذا النهج جاء القرار بالتخلي عن هذا المشروع الإبداعي الثقافي بحجة " جائحة " كورونا " في مرحلة أولى ليتم وأده نهائيا بعد ذلك.

**الرشيدية وتسعينية التأسيس

 في لقاء سابق له مع الصباح كشف الفنان سفيان الزايدي ان وزارة الثقافة أعلنت عن نهاية الرشيدية ببعثها " دار المالوف " في مدينة الثقافة وهو ما يعني ان الرشيدية كهيكل فني تونسي أصيل وعريق أصبح مهددا اليوم أكثر من اي وقت مضى بالاندثار ... والغريب ان هذا التهديد بالاندثار النهائي تزامن مع تسعينية التأسيس.

والامل حسب اهل الاختصاص في الشأن الموسيقى التونسي الأصيل ان تعمل  الوزيرة الجديدة من اجل إنقاذ هذا الصرح الفني من الاضمحلال اعتبارا لقيمته الفنية ومسيرته العريقة في تثمين الموروث الفني التونسي من مالوف وطبوع وموسيقى تقليدية.

**الفرقة الوطنية للموسيقى واستعادة الإشعاع

تعيش الفرقة الوطنية للموسيقى ركودا قال اهل الشأن الموسيقى انه ركود مفروض عليها في ظل غياب الدعم وهو ما كان له التأثير السلبي عليها كهيكل فني منتج وحاضنة للأصوات الفنية الجديدة بدرجة أولى.

والسؤال المطروح اليوم هل تخلت الوزارة عن دعم هذا الهيكل الفني الذي يعود اليها بالنظر، أم ان هناك استراتيجية  عمل جديدة يجري الاعداد لها لهذه الفرقة العريقة التي كان اشعاعها كبيرا وساطعا في ثمانينات القرن الماضي على وجه الخصوص من خلال الأسماء الفنية البارزة التي كانت منضوية تحت لوائها، فهل تكسب رهان استعادة الاشعاع مع وزيرة الشؤون الثقافية الجديدة،  امينة الصرارفي.  

  من أبرزها إنصاف المبعدين وفتح ملف الرشيدية وإحياء اللجان الثقافية.. ملفات حارقة على مكتب وزيرة الثقافة الجديدة أمينة الصرارفي

محسن بن احمد

شهد الأحد 25 اوت 2024 تعيين السيدة امينة الصرارفي وزيرة للشؤون الثقافية بقرار رئاسي لتكون بذلك سادس امراة يتم تكليفها بالاشراف على دواليب هذه الوزارة التي تعاقب عليها منذ 2011 أكثر من عشرة  وزراء منهم اثنان بالنيابة،
وكانت المخرجة الراحلة مفيدة التلاتلي أول امرأة تتولى المنصب لفترة قصيرة من 17 إلى 27 جوان 2011 وبعدها تم تعيين الدكتورة لطيفة الأخضر على رأس الوزارة في حكومة الحبيب الصيد لمدة تواصلت من 6 فيفري 2015 إلى 6 جانفي 2016 . وكانت الفنانة سنيا مبارك ثالث امرأة تضطلع بمهمة وزيرة للثقافة في حكومة الحبيب الصيد كذلك حيث تم تعيينها يوم 6 جانفي 2016 لتغادرها يوم 27 أوت2016 . وفي حكومة إلياس الفخفاخ، جلست شيراز العتيري على كرسي الوزارة من 27 فيفري2020 إلى5 جويلية 2020، حيث تم  تكليف السيد الحبيب عمار وزير السياحة بتسيير الوزارة بالنيابة  الى غاية تعيين الدكتورة حياة قطاط القرمازي وزيرة للثقافة في حكومة السيدة نجلاء بودن في 11 اكتوبر 2021 لتتم إقالتها يوم 12 مارس 2024 وتكليف السيد المنصف بوكثير وزير التعليم العالي والبحث العلمي  بالاشراف على وزارة الثقافة بالنيابة حتى الاحد 25 اوت 2024 تاريخ تعيين امينة الصرارفي وزيرة للشؤون الثقافية  لتكون بذلك سادس امراة  تتولى هذا المنصب.

** ملفات " حارقة " في الانتظار

عديدة هي الملفات " الحارقة " في انتظار الوزيرة الجديدة  فالسيدة امينة الصرارفي ستجد نفسها امام تحديات كبيرة تتطلب قرارات شجاعة لاجل إحلال السلم الاجتماعي داخل الوزارة بدرجة أولى، وكامل القطاعات الثقافية والفنية التي تعاني وتتخبط في اكثر من إشكالية تتعلق بالإنتاج والمشرفين على تنظيم الملتقيات والتظاهرات والمهرجانات التي أصبحت مهددة في وجودها. 

وقد عرفت فترة اشراف الدكتورة حياة قطاط القرمازي على وزارة الشؤون الثقافية توترا بين الوزارة وعدد من الناشطين في الحقل الثقافي كانت من نتائجه إحالة البعض على مجلس التأديب ومعاقبة البعض بـ " النقلة القسرية " وحجب أجور بعض الناشطين والعاملين في المجال الإبداعي والثقافي لمدة معينة وهو ما القى بظلاله على عمل الوزارة ويتوقع ان يكون من بين الملفات العاجلة على مكتب الوزيرة الجديدة.

**"قانون الفنان" المشروع المؤجل

ثاني هذه الملفات التي نرى انه حان الوقت للحسم فيها نهائيا ورسميا من طرف الوزيرة الجديدة للشؤون الثقافية هو " قانون الفنان " الذي مازال يراوح مكانه منذ الإعلان عن اعداده سنة 2016 في عهد الوزيرة في تلك الفترة الدكتورة سنية مبارك. هذا المشروع تتقاذفه الأمواج اليوم هنا وهناك وهو الذي شهد أكثر من صياغة له فهل تحسم امينة الصرارفي الامر؟

**إحياء اللجان الثقافية

اكدت التجربة ان حل اللجان الثقافية المحلية والجهوية وتعويضها بـ" جمعيات ثقافية " كان قرارا جائرا في حق النشاط الثقافي والفني وما ظهرت عليه عديد المهرجانات الصيفية اكد ان هذه الجمعيات في اغلبها فشلت في النهوض بمستوى هذه المهرجانات من خلال فتح المجال لكل من هب ودب بإيلاء الجانب التجاري الرخيص الأولوية في العروض المختارة على الجانب التثقيفي الترفيهي ولا ادل على ذلك ما شهدته عديد المهرجانات من تجاوزات ... ولا غرابة ان ترتفع الأصوات اليوم هنا وهناك مطالبة بإعادة احياء اللجان الثقافية المحلية والجهوية لأجل انقاذ الذائقة الفنية والثقافية من الانحدار فهل يكون ذلك كذلك؟

**المهرجانات المختصة وخطر الأفول

كان الى عهد غير بعيد مهرجان منزل تميم للموسيقيين الهواة ومهرجان قربة لمسرح الهواة ومهرجان صليحة للاغنية التونسية بالكاف عبارة عن مواعيد فنية ومسرحية قارة مع اكتشاف المواهب الذين تكون انطلاقتهم من هذه المهرجانات السنوية للتاسيس ثم التأثيث لمسيرة فنية ومسرحية متفردة في رؤاها وأهدافها قبل ان تجد نفسها تحت رحمة جمعيات فنية اكدت التجربة افلاسها في الاعداد والتنظيم فاذا بهذه المهرجانات التي كانت تعطي رونقا ابداعيا خاصا داخل الجهات تسير بخطى مسرعة نحو الضمور والافول في انتظار قرار يعيد لها اشعاعها.  

**أيام قرطاج الشعرية ...التظاهرة الموؤودة

استبشر الشعراء بتأسيس اول مهرجان دولي للشعر في تونس تحت اسم " أيام قرطاج الشعرية في عهد الوزير الدكتور محمد زين العابدين ويحفظ التاريخ ان أول دورة لهذا المهرجان انتظمت في مارس 2018 تزامنا مع الافتتاح الرسمي لمدينة الثقافة بإشراف رئيس الدولة في تلك الفترة، الراحل الباجي قائد السبسي.

وفي 2019 كان الموعد مع ثاني دورات هذا المهرجان تحت اشراف الشاعرة   جميلة الماجري التي سيحفظ لها التاريخ نجاحها في تحديد اهداف هذه التظاهرة من خلال الحرص على احتواء كل المدارس الشعرية وكسبها رهان التطوير والتجديد والانفتاح على التجارب الشعرية من كامل انحاء العالم ... وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع المواصلة على هذا النهج جاء القرار بالتخلي عن هذا المشروع الإبداعي الثقافي بحجة " جائحة " كورونا " في مرحلة أولى ليتم وأده نهائيا بعد ذلك.

**الرشيدية وتسعينية التأسيس

 في لقاء سابق له مع الصباح كشف الفنان سفيان الزايدي ان وزارة الثقافة أعلنت عن نهاية الرشيدية ببعثها " دار المالوف " في مدينة الثقافة وهو ما يعني ان الرشيدية كهيكل فني تونسي أصيل وعريق أصبح مهددا اليوم أكثر من اي وقت مضى بالاندثار ... والغريب ان هذا التهديد بالاندثار النهائي تزامن مع تسعينية التأسيس.

والامل حسب اهل الاختصاص في الشأن الموسيقى التونسي الأصيل ان تعمل  الوزيرة الجديدة من اجل إنقاذ هذا الصرح الفني من الاضمحلال اعتبارا لقيمته الفنية ومسيرته العريقة في تثمين الموروث الفني التونسي من مالوف وطبوع وموسيقى تقليدية.

**الفرقة الوطنية للموسيقى واستعادة الإشعاع

تعيش الفرقة الوطنية للموسيقى ركودا قال اهل الشأن الموسيقى انه ركود مفروض عليها في ظل غياب الدعم وهو ما كان له التأثير السلبي عليها كهيكل فني منتج وحاضنة للأصوات الفنية الجديدة بدرجة أولى.

والسؤال المطروح اليوم هل تخلت الوزارة عن دعم هذا الهيكل الفني الذي يعود اليها بالنظر، أم ان هناك استراتيجية  عمل جديدة يجري الاعداد لها لهذه الفرقة العريقة التي كان اشعاعها كبيرا وساطعا في ثمانينات القرن الماضي على وجه الخصوص من خلال الأسماء الفنية البارزة التي كانت منضوية تحت لوائها، فهل تكسب رهان استعادة الاشعاع مع وزيرة الشؤون الثقافية الجديدة،  امينة الصرارفي.