محطّة أخرى يصفها كثيرون "بالهامّة والواعدة" تشارك فيها تونس من خلال مواكبة أشغال منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي سينعقد في العاصمة بكين بين الرابع والسادس من سبتمبر المقبل تحت عنوان: "التكاتف لدفع التحديث وبناء مجتمع صيني-إفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك" بحضور رؤساء دول وحكومات إفريقية.
هذه المشاركة كانت مؤخرا محور لقاء بين رئيس الحكومة وسفير جمهورية الصين الشعبية بتونس حيث استقبل رئيس الحكومة كمال المدّوري الثلاثاء 20 أوت الجاري بقصر الحكومة بالقصبة سفير جمهورية الصين الشعبية بتونس وان لي Wan Li.
وتناول اللّقاء بالخصوص مشاركة تونس في منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي سينعقد بالعاصمة بكين.
وثمّن رئيس الحكومة على هامش هذا اللقاء العلاقات المتميّزة بين البلدين والزخم الذي اكتسبته بمناسبة زيارة الدولة التي أدّاها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى جمهورية الصين الشعبية مشيدا بعراقة العلاقات الديبلوماسية بين الدولتين والتي يعود تاريخ إقامتها إلى سنة 1964، مشيرا في الإطار نفسه الى حرص تونس على مزيد تطويرها والاستفادة من فرص التعاون خاصة في المجال الاقتصادي وبما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
ومن جانبه نقل السفير الصيني لرئيس الحكومة تهاني نظيره الوزير الأول الصيني بمناسبة تعيينه على رأس الحكومة التونسية منوها في الإطار نفسه.
ونوّه السفير بمستوى التعاون القائم بين تونس والصين مؤكّدا استعداد بلاده لمواصلة العمل المشترك والارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين ودعم آفاقه المستقبلية..
وفي نفس الاتجاه أعلنت أول أمس هوا تشون ينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيحضر مراسم افتتاح قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي 2024 (فوكاك) يوم 5 سبتمبر المقبل وسيلقي كلمة رئيسية في تلك المراسم.
وأضافت هوا أنه خلال القمة سيستضيف شي مأدبة ترحيب وفعاليات ثنائية مع قادة الدول الإفريقية الأعضاء في منتدى التعاون الصيني-الإفريقي وممثلي المنظمات الإقليمية الإفريقية والمنظمات الدولية ذوات الصلة الذين تمت دعوتهم إلى القمة.
وبدوره أورد تشن شياو دونغ نائب وزير الخارجية الصيني على هامش ندوة صحفية الجمعة الماضي "بعد قمة فوكاك في بكين عام 2006 وقمة فوكاك في جوهانسبرغ عام 2015، وقمة فوكاك في بكين عام 2018، فإن القمة المقبلة تمثل مناسبة سعيدة أخرى تلتقي فيها الصين وإفريقيا كعضوين متحابين في أسرة واحدة مشيرا الى أنها تمثل أيضا أكبر حدث دبلوماسي تستضيفه الصين في الأعوام الأخيرة ويحضره أكبر عدد من الزعماء الأجانب"..
التقارب التونسي الصيني
كان قد اتّفق جملة من الدبلوماسيين السابقين في معرض تصريحاتهم الإعلامية -بالعودة الى الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الجمهورية الى الصين خلال شهر ماي الماضي–أنه على تونس أن تستغلّ هذا التقارب وتستفيد منه من خلال تنويع علاقاتها الخارجية مع المحافظة في نفس الوقت على شركاؤها الاستراتجيين التقليديين. وأشار هؤلاء الى انه يتعين على تونس أن تمنح بعدا آخر للتعاون بين البلدين في قطاعات حيوية وجوهرية لا سيما في مجالي الفسفاط والمياه. أما فيما يهم الجانب الصيني فقد اعتبر كثير من المتابعين للشأن العام أن الصين ومن خلال هذه المنتديات رفيعة المستوى وبوصفها عملاقا تكنولوجيا وأكبر قوة تجارية في العالم فإنها تسعى أولا -وككل الدول- الى تنويع علاقاتها الخارجية وثانيا الى توسيع نفوذها في المنطقة الإفريقية والعربية ككل.
من هذا المنطلق وبالعودة الى أشغال منتدى التعاون الصيني الإفريقي المرتقب وحول مدى أهمية هذه المشاركة التونسية يشير الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي في تصريح لـ"الصباح" إلى أنها تندرج أولا في إطار إعادة تشكل الخارطة الجيوسياسية في العالم. واعتبر محدثنا أن هذه المشاركة تعتبر تجارية على اعتبار أن الدولة عازمة وشركائها على التوجه نحو آفاق جديدة .
من جانب آخر وردا عن الطرح الذي يشير إلى أن العلاقات التونسية الصينية قد اتخذت زخما وبعدا جديدين فند العبيدي ذلك موضحا أن العلاقات التونسية الصينية تعتبر ضاربة في القدم وهو ما يعكسه حجم التعاون القائم في مجالات عدة لكن بريقها خفت خلال العشرية الأخيرة واليوم نشهد محاولات لإعادتها للواجهة.
تجدر الإشارة الى أن رئيس الجمهورية قيس سعيد كان قد أدى زيارة الى جمهورية الصين الشعبية خلال الفترة الممتدة بين 28 ماي وغرة جوان2024 وذلك تلبية لدعوة من رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ.
وشارك رئيس الجمهورية كضيف شرف في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي انعقد يوم 30 ماي 2024 ببنكين،
يذكر أيضا أن تونس والصين كانتا قد وقعتا سنة 2018 مذكرة تفاهم تتعلق بانضمام تونس إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية. وأورد وزير الخارجية آنذاك خميس الجهيناوي ان "انضمام تونس الى هذه المبادرة سيدعم مساهمة الصين في إنجاز عدد من المشاريع التنموية في تونس، خاصة المشاريع الكبرى في مجال البنية التحتية المدرجة ضمن المخطط التنموي 2016-2020.
منال حرزي
تونس-الصباح
محطّة أخرى يصفها كثيرون "بالهامّة والواعدة" تشارك فيها تونس من خلال مواكبة أشغال منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي سينعقد في العاصمة بكين بين الرابع والسادس من سبتمبر المقبل تحت عنوان: "التكاتف لدفع التحديث وبناء مجتمع صيني-إفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك" بحضور رؤساء دول وحكومات إفريقية.
هذه المشاركة كانت مؤخرا محور لقاء بين رئيس الحكومة وسفير جمهورية الصين الشعبية بتونس حيث استقبل رئيس الحكومة كمال المدّوري الثلاثاء 20 أوت الجاري بقصر الحكومة بالقصبة سفير جمهورية الصين الشعبية بتونس وان لي Wan Li.
وتناول اللّقاء بالخصوص مشاركة تونس في منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي سينعقد بالعاصمة بكين.
وثمّن رئيس الحكومة على هامش هذا اللقاء العلاقات المتميّزة بين البلدين والزخم الذي اكتسبته بمناسبة زيارة الدولة التي أدّاها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى جمهورية الصين الشعبية مشيدا بعراقة العلاقات الديبلوماسية بين الدولتين والتي يعود تاريخ إقامتها إلى سنة 1964، مشيرا في الإطار نفسه الى حرص تونس على مزيد تطويرها والاستفادة من فرص التعاون خاصة في المجال الاقتصادي وبما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
ومن جانبه نقل السفير الصيني لرئيس الحكومة تهاني نظيره الوزير الأول الصيني بمناسبة تعيينه على رأس الحكومة التونسية منوها في الإطار نفسه.
ونوّه السفير بمستوى التعاون القائم بين تونس والصين مؤكّدا استعداد بلاده لمواصلة العمل المشترك والارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين ودعم آفاقه المستقبلية..
وفي نفس الاتجاه أعلنت أول أمس هوا تشون ينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيحضر مراسم افتتاح قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي 2024 (فوكاك) يوم 5 سبتمبر المقبل وسيلقي كلمة رئيسية في تلك المراسم.
وأضافت هوا أنه خلال القمة سيستضيف شي مأدبة ترحيب وفعاليات ثنائية مع قادة الدول الإفريقية الأعضاء في منتدى التعاون الصيني-الإفريقي وممثلي المنظمات الإقليمية الإفريقية والمنظمات الدولية ذوات الصلة الذين تمت دعوتهم إلى القمة.
وبدوره أورد تشن شياو دونغ نائب وزير الخارجية الصيني على هامش ندوة صحفية الجمعة الماضي "بعد قمة فوكاك في بكين عام 2006 وقمة فوكاك في جوهانسبرغ عام 2015، وقمة فوكاك في بكين عام 2018، فإن القمة المقبلة تمثل مناسبة سعيدة أخرى تلتقي فيها الصين وإفريقيا كعضوين متحابين في أسرة واحدة مشيرا الى أنها تمثل أيضا أكبر حدث دبلوماسي تستضيفه الصين في الأعوام الأخيرة ويحضره أكبر عدد من الزعماء الأجانب"..
التقارب التونسي الصيني
كان قد اتّفق جملة من الدبلوماسيين السابقين في معرض تصريحاتهم الإعلامية -بالعودة الى الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الجمهورية الى الصين خلال شهر ماي الماضي–أنه على تونس أن تستغلّ هذا التقارب وتستفيد منه من خلال تنويع علاقاتها الخارجية مع المحافظة في نفس الوقت على شركاؤها الاستراتجيين التقليديين. وأشار هؤلاء الى انه يتعين على تونس أن تمنح بعدا آخر للتعاون بين البلدين في قطاعات حيوية وجوهرية لا سيما في مجالي الفسفاط والمياه. أما فيما يهم الجانب الصيني فقد اعتبر كثير من المتابعين للشأن العام أن الصين ومن خلال هذه المنتديات رفيعة المستوى وبوصفها عملاقا تكنولوجيا وأكبر قوة تجارية في العالم فإنها تسعى أولا -وككل الدول- الى تنويع علاقاتها الخارجية وثانيا الى توسيع نفوذها في المنطقة الإفريقية والعربية ككل.
من هذا المنطلق وبالعودة الى أشغال منتدى التعاون الصيني الإفريقي المرتقب وحول مدى أهمية هذه المشاركة التونسية يشير الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي في تصريح لـ"الصباح" إلى أنها تندرج أولا في إطار إعادة تشكل الخارطة الجيوسياسية في العالم. واعتبر محدثنا أن هذه المشاركة تعتبر تجارية على اعتبار أن الدولة عازمة وشركائها على التوجه نحو آفاق جديدة .
من جانب آخر وردا عن الطرح الذي يشير إلى أن العلاقات التونسية الصينية قد اتخذت زخما وبعدا جديدين فند العبيدي ذلك موضحا أن العلاقات التونسية الصينية تعتبر ضاربة في القدم وهو ما يعكسه حجم التعاون القائم في مجالات عدة لكن بريقها خفت خلال العشرية الأخيرة واليوم نشهد محاولات لإعادتها للواجهة.
تجدر الإشارة الى أن رئيس الجمهورية قيس سعيد كان قد أدى زيارة الى جمهورية الصين الشعبية خلال الفترة الممتدة بين 28 ماي وغرة جوان2024 وذلك تلبية لدعوة من رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ.
وشارك رئيس الجمهورية كضيف شرف في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي انعقد يوم 30 ماي 2024 ببنكين،
يذكر أيضا أن تونس والصين كانتا قد وقعتا سنة 2018 مذكرة تفاهم تتعلق بانضمام تونس إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية. وأورد وزير الخارجية آنذاك خميس الجهيناوي ان "انضمام تونس الى هذه المبادرة سيدعم مساهمة الصين في إنجاز عدد من المشاريع التنموية في تونس، خاصة المشاريع الكبرى في مجال البنية التحتية المدرجة ضمن المخطط التنموي 2016-2020.