ما كنا سنتعرف على شخصية امرأة مثل كامالا هاريس لو لم يتراجع الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، عن الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة (نوفمبر القادم)بسبب المرض، لتحظى هي بثقة الديمقراطيين وتصبح رسميا بداية من 6 أوت الجاري، ممثلة الحزب في انتخابات 2024.
فقد كانت كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن طيلة هذه السنوات الأربع (فترة حكم بايدن) وحتى خلال حملته الانتخابية في الظل. بل بدت شخصية غير جذابة وبالكاد يلاحظ وجودها وذلك خلافا لعائلة الرئيس جو بايدن وخاصة زوجته التي كانت تظهر باستمرار على سطح الأحداث أكثر من نائبته.
لكن ما ان تحملت كامالا هاريس مسؤولية تمثيل الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية القادمة حتى كشفت عن جوانب من شخصيتها ربما حتى الأمريكيين لم يكونوا يعرفونها جيدا رغم أن اغلب التقارير الإعلامية التي تناولت شخصيتها بالاهتمام عند ترشحها لأول مرة في 2019 للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، قبل أن تنسحب لفائدة جو بادين، ركزت على حضورها الذهني الكبير وعن قوة شخصيتها وعن مهارتها خاصة خلال المناظرات السياسية.
ولنقل، ان لا شيء من ذلك ظهر طيلة السنوات التي كانت فيها كامالا هاريس في ظل جو بايدن وادارته وعائلته. هل ينطبق على هذه السيدة التي تنحدر من ام هندية ومن اب جامايكي من أصل افريقي وفق سيرتها الذاتية، مقولة الشجرة التي تخفي الغابة؟
طبعا، يمكن ان يكون الأمر كذلك. فشخصية قوية مثل شخصية كامالا هاريس التي سبق ان شغلت منصب المدعي العام في ولاية كاليفورنيا وكانت من النساء القلائل من غير البيض التي تلتحق بمجلس الشيوخ الأمريكي، وتجرأت على الترشح للانتخابات الرئاسية وهي التي تلقت تربية شبيهة بتربية السود الأمريكيين، تجد مقاومة شديدة ولا نعتقد أن الوضع قد اقلق الكثيرين، هذا ان لم يحرص الكثيرون على ان لا تغادر العتمة.
ونتصور ان كثيرون يطرحون السؤال اليوم بعد تغير المعطيات، وخاصة بعدإطلاق حملة كامالا هاريس وتمكنها في ظرف وجيز من إعادة الثقة الى الناخبين الديمقراطيين، الذي هبوا لنصرة مرشحتهم ودعمها بكل الوسائل وأساسا بالمال الذي يعتبر الأساس في الانتخابات الأمريكية، اين كانت هذه المرأة ؟
أين كانت كامالا هاريس ولماذا تم اختيار جو بايدن للترشح لولاية ثانية وهو في تلك الحالة المرضية، في حين توجد إمكانية لاختيار افضل؟ أصلا لماذا تعرض الديمقراطيون الى مواقف سيئة جدا منذ انطلاق الحملة الانتخابية، خاصة خلال تلك المناظرة الأولى التي واجه فيه مرشحهم خصمه، الرئيس السابق دونالد ترامب، وظهر فيها في موقف ضعيف جدا؟ لماذا ظلوا وراء مرشح مترنح وكان خلال تلك المناظرة ضائعا وتائها، بسبب مرضه الذي أثر على حضوره الذهني، حتى لاح ان خصمه الجمهوري يمكن أن يحسم الموقف لصالحه دون عناء، والحال ان كامالا هاريس استطاعت ان تقلب المعطيات بسهولة؟
ولنا ان نشير الى أنه وفق تقارير إعلامية أمريكية، فإن استطلاعات الرأي التي تجرى اليوم أغلبها لصالح المرشحة الديمقراطية وأنها استطاعت في ظرف وجيز ان تغيرالتوجهات في عدد من الولايات الأمريكية التي كانت تنوي التصويت لصالح ترامب، قبل أن تعيد كامالا هاريس خلط الأوراق.
ولنا ان نشير كذلك ونحن نتحدث عن شخصية كامالاهاريس ، الى أننا نتخذها كمثال على وجود كفاءات عالية لكنها تظل دائما في الظل. ربما وجدت كامالا هاريس التي درست في أفضل الجامعات الأمريكية وهي تحظى بدعم الأقليات "الملونة" في أمريكا ويمكن ان يخدمها وضعها كامرأة من أصول هندية وافريقية وان يساعدها على استقطاب مواطنيها من ذات الأصول، وجدت فرصة مواتية بعد انسحاب بايدن، لتكون في صدارة الأحداث وان تفرض وجودها، لكن بالتأكيد لا تتوفر نفس الفرصة للجميع. وكثيرون يملكون نفس مؤهلات كامالا هاريس وربما يفوقونها في ذلك ولا تنقصهم الكاريزما ولا الذكاء ولكن يظلون في الظل لان قدر العديد من المجتمعات انها لا تختار الشخص المناسب في المكان والمناسب، ويظل ذلك الشخص- وان كان أحيانا الشخص المناسب، لكنه ليس الوحيد الذي تتوفر فيه الخصال المطلوبة- هو الشجرة التي تغطي الغابة.
حياة السايب
ما كنا سنتعرف على شخصية امرأة مثل كامالا هاريس لو لم يتراجع الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، عن الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة (نوفمبر القادم)بسبب المرض، لتحظى هي بثقة الديمقراطيين وتصبح رسميا بداية من 6 أوت الجاري، ممثلة الحزب في انتخابات 2024.
فقد كانت كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن طيلة هذه السنوات الأربع (فترة حكم بايدن) وحتى خلال حملته الانتخابية في الظل. بل بدت شخصية غير جذابة وبالكاد يلاحظ وجودها وذلك خلافا لعائلة الرئيس جو بايدن وخاصة زوجته التي كانت تظهر باستمرار على سطح الأحداث أكثر من نائبته.
لكن ما ان تحملت كامالا هاريس مسؤولية تمثيل الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية القادمة حتى كشفت عن جوانب من شخصيتها ربما حتى الأمريكيين لم يكونوا يعرفونها جيدا رغم أن اغلب التقارير الإعلامية التي تناولت شخصيتها بالاهتمام عند ترشحها لأول مرة في 2019 للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، قبل أن تنسحب لفائدة جو بادين، ركزت على حضورها الذهني الكبير وعن قوة شخصيتها وعن مهارتها خاصة خلال المناظرات السياسية.
ولنقل، ان لا شيء من ذلك ظهر طيلة السنوات التي كانت فيها كامالا هاريس في ظل جو بايدن وادارته وعائلته. هل ينطبق على هذه السيدة التي تنحدر من ام هندية ومن اب جامايكي من أصل افريقي وفق سيرتها الذاتية، مقولة الشجرة التي تخفي الغابة؟
طبعا، يمكن ان يكون الأمر كذلك. فشخصية قوية مثل شخصية كامالا هاريس التي سبق ان شغلت منصب المدعي العام في ولاية كاليفورنيا وكانت من النساء القلائل من غير البيض التي تلتحق بمجلس الشيوخ الأمريكي، وتجرأت على الترشح للانتخابات الرئاسية وهي التي تلقت تربية شبيهة بتربية السود الأمريكيين، تجد مقاومة شديدة ولا نعتقد أن الوضع قد اقلق الكثيرين، هذا ان لم يحرص الكثيرون على ان لا تغادر العتمة.
ونتصور ان كثيرون يطرحون السؤال اليوم بعد تغير المعطيات، وخاصة بعدإطلاق حملة كامالا هاريس وتمكنها في ظرف وجيز من إعادة الثقة الى الناخبين الديمقراطيين، الذي هبوا لنصرة مرشحتهم ودعمها بكل الوسائل وأساسا بالمال الذي يعتبر الأساس في الانتخابات الأمريكية، اين كانت هذه المرأة ؟
أين كانت كامالا هاريس ولماذا تم اختيار جو بايدن للترشح لولاية ثانية وهو في تلك الحالة المرضية، في حين توجد إمكانية لاختيار افضل؟ أصلا لماذا تعرض الديمقراطيون الى مواقف سيئة جدا منذ انطلاق الحملة الانتخابية، خاصة خلال تلك المناظرة الأولى التي واجه فيه مرشحهم خصمه، الرئيس السابق دونالد ترامب، وظهر فيها في موقف ضعيف جدا؟ لماذا ظلوا وراء مرشح مترنح وكان خلال تلك المناظرة ضائعا وتائها، بسبب مرضه الذي أثر على حضوره الذهني، حتى لاح ان خصمه الجمهوري يمكن أن يحسم الموقف لصالحه دون عناء، والحال ان كامالا هاريس استطاعت ان تقلب المعطيات بسهولة؟
ولنا ان نشير الى أنه وفق تقارير إعلامية أمريكية، فإن استطلاعات الرأي التي تجرى اليوم أغلبها لصالح المرشحة الديمقراطية وأنها استطاعت في ظرف وجيز ان تغيرالتوجهات في عدد من الولايات الأمريكية التي كانت تنوي التصويت لصالح ترامب، قبل أن تعيد كامالا هاريس خلط الأوراق.
ولنا ان نشير كذلك ونحن نتحدث عن شخصية كامالاهاريس ، الى أننا نتخذها كمثال على وجود كفاءات عالية لكنها تظل دائما في الظل. ربما وجدت كامالا هاريس التي درست في أفضل الجامعات الأمريكية وهي تحظى بدعم الأقليات "الملونة" في أمريكا ويمكن ان يخدمها وضعها كامرأة من أصول هندية وافريقية وان يساعدها على استقطاب مواطنيها من ذات الأصول، وجدت فرصة مواتية بعد انسحاب بايدن، لتكون في صدارة الأحداث وان تفرض وجودها، لكن بالتأكيد لا تتوفر نفس الفرصة للجميع. وكثيرون يملكون نفس مؤهلات كامالا هاريس وربما يفوقونها في ذلك ولا تنقصهم الكاريزما ولا الذكاء ولكن يظلون في الظل لان قدر العديد من المجتمعات انها لا تختار الشخص المناسب في المكان والمناسب، ويظل ذلك الشخص- وان كان أحيانا الشخص المناسب، لكنه ليس الوحيد الذي تتوفر فيه الخصال المطلوبة- هو الشجرة التي تغطي الغابة.