اختتمت الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للفسقية بالقيروان (من غرة أوت الى 20 من نفس الشهر) بعرض للفنان غازي العيادي بفضاء الفسقية، وهو آخر العروض التي تمت برمجتها والبالغ عددها 17 بعد أن تم إلغاء عرض فنان الراب، سامارا. ولأن هذه الدورة قد سميت بدورة التحدي بالنسبة لكامل أعضاء جمعية المهرجان -وهم الذين عادوا من جديد لتصدر المشهد الثقافي بالجهة -بعد أن كانوا مشرفين ومشمولين بتنظيم فعاليات مهرجان ليالي الصيف بالقيروان. عودة تم التخطيط لها بعد راحة بموسمين من كل النواحي تنظيميا، لوجستيا وكذلك ماديا، فهل حققت جمعية المهرجان الدولي للفسقية بالقيروان كل اهدافها ؟
سؤال قد يبدو للبعض عاديا ،لكن المتمعن في مجريات العروض وما تحقق من عدمه يلاحظ أن كامل أعضاء الهيئة كانوا لآخر لحظة مجندين لإنجاح كل العروض وخاصة تلك العروض التي تمت برمجتها بملعب حمدة العواني بالقيروان، وقد نجح المهرجان إلى حد ما في باب الاشهار والتسويق مقارنة بالدورات السابقة وتمكن من جلب عديد المؤسسات الاقتصادية الجديدة والمنتصبة بالجهة لخوض غمار المشاركة والمساهمة في توفير موارد مالية، وفي المقابل لم ينجح في جلب ابرز الشركات الاقتصادية المنتصبة بالجهة بل إنه رفض جشع البعض من هذه المؤسسات التي طلبت امتيازات عديدة من هيئة المهرجان مقابل المساهمة بمبالغ زهيدة. ويبدو من خلال البرمجة التي تم إقرارها أن جمعية المهرجان قد سعت لإيجاد توازن في اختيار العروض وذلك لتلبية كل الأذواق، وقد نجحت في ذلك خاصة بالنسبة للعروض التي تمت برمجتها بمقابل، على أن هذه الدورة ولئن كانت تحت عنوان دورة دولية إلا أنها لم تشمل سوى عرض دولي يتيم.
ومن جهة أخرى كان لمتساكني القيروان موعد مع عدد كبير من العروض المجانية التي شهدها فضاء الفسقية وبعض العروض بالمركب الثقافي أسد بن الفرات، وقد كانت هذه العروض متنفسا لهم في ظل موجة الحرارة التي تشهدها القيروان. عروض متنوعة وعديدة عرفت اغلبها إقبالا جماهيريا بلغ حد الشبابيك المعلقة وقد كانت اغلبها سهرات شبابية على غرار سهرة مرتضى الفتيتي و عرض كازو وعرض بوشناق، لكن عرض سامارا والملغى قد كلف الجمعية خسائر فادحة كانت في غنى عنها ولئن استرجع المهرجان المبلغ الذي كان قد دفعه من اجل السهرة، بعد إلغاء العرض إلا أن مصاريف الطباعة وترويج التذاكر وكذلك اللافتات الاشهارية والمعلقات والمطويات قد أثقلت كاهل الجمعية وهذا ما لم يقرا له أعضاء الجمعية حسابا وهو ما سيجعلهم في قادم العروض ينتبهون إليه عند إمضاء العقود وذلك بوضع فصول وبنود بالعقد تحمي مصالح جمعية مهرجان الفسقية، في صورة تخلي أحد المتعاقدين عن التزاماته. ولأن نجاح المهرجان تعكسه التغطية الإعلامية فإن أعضاء الجمعية لم ينتبهوا بالشكل الكافي لدعوة كل وسائل الإعلام لتظل تغطية فعاليات المهرجان مقتصرة على بعض الإذاعات الجهوية ومن بينها من جمعته شراكة مع المهرجان، بالإضافة لإذاعات الواب وبعض الصحف وكذلك الصفحة الرسمية للمهرجان في ظل غياب لافت لاغلب القنوات التلفزية وكذلك الإذاعات العمومية والخاصة عدا القناة الوطنية الأولى، لكن ما يحسب لهيئة المهرجان سعيها لتسهيل مهمة الاعلاميين، وكذلك الدعوة الموجهة لثلاثة أعضاء يافعين من راديو واب ينشط بالقيروان وهم رجاء ،عمر وادم خليف لخوض تجربة في اطار التظاهرة وقد أثاروا انتباه اغلب الفنانين نظرا لصغر سنهم وشغفهم بعالم الصحافة والإعلام من خلال انتمائهم لراديو الواب "Kairouan libre". لكن هل يعقل أن يمنح المهرجان الدولي للفسقية فرصة لصفحته الرسمية للانفراد بأخذ تصريح من قلب الحدث على غرار ما حدث مع سهرة الفنان رؤوف مثلا في حين يمنع الإعلاميون من ذلك.
من جهة اخرى وفي ظل عدم وجود مسرح هواء طلق يلبي رغبة متساكني القيروان وضواحيها، لم يكن امام هيئة المهرجان سوى الالتجاء لملعب حمدة العواني والذي احتضن خمسة (5) عروض كانت كافية ليتعرض عشب الملعب الى الاعتداء حيث تم الدوس على العشب للوصول إلى المنصة، وقد كان بالإمكان منع كل الذين وصلوا إليها باقصر طريق وذلك بفرض المرور بالمسلك الترابي المحاذي للمعشب، بقي يمكن أن ننوه بالمجهود الكبير لكل الاسلاك الأمنية واعوان الحماية المدنية وكذلك المتطوعون من شباب القيروان، لكن مع ذلك كان على هيئة المهرجان تشريك منظمات وطنية كالهلال الأحمر وكذلك الكشافة التونسية وهو ما قد يخفف العبء عليها في كل ما يخص التنظيم . ولنا أن نشير إلى أن المواعيد القادمة للمهرجان الدولي للفسقية بالقيروان ستتزامن مع مهرجان المولد الدولي بالقيروان ونتصور ان ذلك يحتاج للتنسيق ووضع الترتيبات اللازمة لإنجاح المهرجانين أو ربما إجراء دمج لكليهما فيصبح مثلا، مهرجان المولد الدولي بالفسقية.
غرسل بن عبد العفو
تونس- الصباح
اختتمت الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للفسقية بالقيروان (من غرة أوت الى 20 من نفس الشهر) بعرض للفنان غازي العيادي بفضاء الفسقية، وهو آخر العروض التي تمت برمجتها والبالغ عددها 17 بعد أن تم إلغاء عرض فنان الراب، سامارا. ولأن هذه الدورة قد سميت بدورة التحدي بالنسبة لكامل أعضاء جمعية المهرجان -وهم الذين عادوا من جديد لتصدر المشهد الثقافي بالجهة -بعد أن كانوا مشرفين ومشمولين بتنظيم فعاليات مهرجان ليالي الصيف بالقيروان. عودة تم التخطيط لها بعد راحة بموسمين من كل النواحي تنظيميا، لوجستيا وكذلك ماديا، فهل حققت جمعية المهرجان الدولي للفسقية بالقيروان كل اهدافها ؟
سؤال قد يبدو للبعض عاديا ،لكن المتمعن في مجريات العروض وما تحقق من عدمه يلاحظ أن كامل أعضاء الهيئة كانوا لآخر لحظة مجندين لإنجاح كل العروض وخاصة تلك العروض التي تمت برمجتها بملعب حمدة العواني بالقيروان، وقد نجح المهرجان إلى حد ما في باب الاشهار والتسويق مقارنة بالدورات السابقة وتمكن من جلب عديد المؤسسات الاقتصادية الجديدة والمنتصبة بالجهة لخوض غمار المشاركة والمساهمة في توفير موارد مالية، وفي المقابل لم ينجح في جلب ابرز الشركات الاقتصادية المنتصبة بالجهة بل إنه رفض جشع البعض من هذه المؤسسات التي طلبت امتيازات عديدة من هيئة المهرجان مقابل المساهمة بمبالغ زهيدة. ويبدو من خلال البرمجة التي تم إقرارها أن جمعية المهرجان قد سعت لإيجاد توازن في اختيار العروض وذلك لتلبية كل الأذواق، وقد نجحت في ذلك خاصة بالنسبة للعروض التي تمت برمجتها بمقابل، على أن هذه الدورة ولئن كانت تحت عنوان دورة دولية إلا أنها لم تشمل سوى عرض دولي يتيم.
ومن جهة أخرى كان لمتساكني القيروان موعد مع عدد كبير من العروض المجانية التي شهدها فضاء الفسقية وبعض العروض بالمركب الثقافي أسد بن الفرات، وقد كانت هذه العروض متنفسا لهم في ظل موجة الحرارة التي تشهدها القيروان. عروض متنوعة وعديدة عرفت اغلبها إقبالا جماهيريا بلغ حد الشبابيك المعلقة وقد كانت اغلبها سهرات شبابية على غرار سهرة مرتضى الفتيتي و عرض كازو وعرض بوشناق، لكن عرض سامارا والملغى قد كلف الجمعية خسائر فادحة كانت في غنى عنها ولئن استرجع المهرجان المبلغ الذي كان قد دفعه من اجل السهرة، بعد إلغاء العرض إلا أن مصاريف الطباعة وترويج التذاكر وكذلك اللافتات الاشهارية والمعلقات والمطويات قد أثقلت كاهل الجمعية وهذا ما لم يقرا له أعضاء الجمعية حسابا وهو ما سيجعلهم في قادم العروض ينتبهون إليه عند إمضاء العقود وذلك بوضع فصول وبنود بالعقد تحمي مصالح جمعية مهرجان الفسقية، في صورة تخلي أحد المتعاقدين عن التزاماته. ولأن نجاح المهرجان تعكسه التغطية الإعلامية فإن أعضاء الجمعية لم ينتبهوا بالشكل الكافي لدعوة كل وسائل الإعلام لتظل تغطية فعاليات المهرجان مقتصرة على بعض الإذاعات الجهوية ومن بينها من جمعته شراكة مع المهرجان، بالإضافة لإذاعات الواب وبعض الصحف وكذلك الصفحة الرسمية للمهرجان في ظل غياب لافت لاغلب القنوات التلفزية وكذلك الإذاعات العمومية والخاصة عدا القناة الوطنية الأولى، لكن ما يحسب لهيئة المهرجان سعيها لتسهيل مهمة الاعلاميين، وكذلك الدعوة الموجهة لثلاثة أعضاء يافعين من راديو واب ينشط بالقيروان وهم رجاء ،عمر وادم خليف لخوض تجربة في اطار التظاهرة وقد أثاروا انتباه اغلب الفنانين نظرا لصغر سنهم وشغفهم بعالم الصحافة والإعلام من خلال انتمائهم لراديو الواب "Kairouan libre". لكن هل يعقل أن يمنح المهرجان الدولي للفسقية فرصة لصفحته الرسمية للانفراد بأخذ تصريح من قلب الحدث على غرار ما حدث مع سهرة الفنان رؤوف مثلا في حين يمنع الإعلاميون من ذلك.
من جهة اخرى وفي ظل عدم وجود مسرح هواء طلق يلبي رغبة متساكني القيروان وضواحيها، لم يكن امام هيئة المهرجان سوى الالتجاء لملعب حمدة العواني والذي احتضن خمسة (5) عروض كانت كافية ليتعرض عشب الملعب الى الاعتداء حيث تم الدوس على العشب للوصول إلى المنصة، وقد كان بالإمكان منع كل الذين وصلوا إليها باقصر طريق وذلك بفرض المرور بالمسلك الترابي المحاذي للمعشب، بقي يمكن أن ننوه بالمجهود الكبير لكل الاسلاك الأمنية واعوان الحماية المدنية وكذلك المتطوعون من شباب القيروان، لكن مع ذلك كان على هيئة المهرجان تشريك منظمات وطنية كالهلال الأحمر وكذلك الكشافة التونسية وهو ما قد يخفف العبء عليها في كل ما يخص التنظيم . ولنا أن نشير إلى أن المواعيد القادمة للمهرجان الدولي للفسقية بالقيروان ستتزامن مع مهرجان المولد الدولي بالقيروان ونتصور ان ذلك يحتاج للتنسيق ووضع الترتيبات اللازمة لإنجاح المهرجانين أو ربما إجراء دمج لكليهما فيصبح مثلا، مهرجان المولد الدولي بالفسقية.