إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رغم المساندة الكاملة لمسار 25 جويلية.. التيار القومي منقسم انتخابيا..

 

تونس – الصباح

نجح الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في أن يعبر الى مرحلة التنافس الانتخابي والحسم بصندوق الاقتراع وبأصوات الناخبين بعد عملية ترشّح كانت مرهقة وصعبة لكل المترشحين ولم يستطع أن يتجاوز عقباتها ومطّباتها إلا رئيس الجمهورية قيس سعيد وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي ورئيس حركة عازمون العياشي زمّال، وذلك في انتظار الموقف النهائي للمحكمة الإدارية من الطعون التي تقدّم بها عدد من المترشحين..

وإذا كان رئيس الجمهورية لا يستند على حزب أو على عائلة سياسية أو فكرية أو إيديولوجية بعينها لدعمه بل يستند على شعار مركزي منذ 2019 ألا وهو شعار "الشعب يريد" ومثله المترشّح العياشي الزمّال الذي لا يدعمه تيار فكري أو أيديولوجي معين، إلا أنه وعلى العكس من ذلك تماما يراهن ويعوّل الأمين العام لحركة الشعب زهيّر المغزاوي على التيار القومي والأطياف الفكرية القريبة من هذا التيار أو تتقاطع معه ..

ولكن ما بدا لافتا اليوم هو أن التيار القومي لا يبدو متكتلا خلف المغزاوي على مستوى الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في أدبيات هذا التيار في تونس ولا على مستوى الأحزاب ذات النفس القومي والتي أعلن بعضها مساندته لترشّح قيس سعيد .

لماذا انقسمت المواقف داخل التيار القومي وهل أن لذلك تأثيرا على نتائج الانتخابات؟

أسباب ذاتية وموضوعية

فـ"حركة الشعب" و"التيار الشعبي" يعتبران من أبرز القوى الحزبية القومية في تونس وأكثرهما بروزا، حركة الشعب كان لها حضور في البرلمان المنحلّ وفي الحكم كذلك وقد أعلنت منذ البداية تأييدها ومساندتها لرئيس الجمهورية ولإجراءات 25 جويلية وساندت كل المحطات الكبرى التي شهدتها مرحلة التدابير الاستثنائية من دستور الاستفتاء الى انتخابات المجالس المحلية والانتخابات التشريعية التي شاركت فيها حركة الشعب وقبلت أن تدخل في البرلمان كأفراد وليس ككتلة حزبية، وكانت حركة الشعب بعد ذلك فاعلة برلمانيا من خلال كتلة الخطّ الوطني السيادي، ورغم بعض الانتقادات التي كانت توجهها الحركة من حين الى آخر الى قرارات وخيارات الرئيس قيس سعيد إلا أنها أبقت على مساندتها له، مساندة كانت تصفها دائما بأنها مساندة نقدية، وحتى إعلان زهير المغزاوي ترشّحه فإن هذا الترشّح كان تحت سقف 25 جويلية.

بالنسبة للتيار الشعبي الذي يستلهم شرعيته النضالية والتاريخية من زعيمه الشهيد محمد البراهمي، النائب بالمجلس الوطني التأسيسي الذي وقع اغتياله ذات عيد جمهورية أمام منزله، ورغم التقاطع الأيديولوجي والفكري بين حركة الشعب والتيار الشعبي إلا أنهما بقيا دائما على مسافة من الفتور والبرود السياسي دون أدنى تقارب واليوم يختار التيار الشعبي مساندة قيس سعيد في الانتخابات .

حيث أعلن أمين عام حزب التيار الشعبي زهير حمدي، مؤخرا، عن دعم حزبه ترشح قيس سعيد للانتخابات الرئاسية وقال حمدي إنّ التيار الشعبي شارك في كل المحطات السياسية منذ اتخاذ إجراءات 25 جويلية. وأن حزب التيار الشعبي "يؤمن أنّ لحظة التغيير لا يجب أن تتراخى ضمانا لعدم العودة إلى مربعات الفوضى والتوعية"، معتبرا أن الانتخابات القادمة هي خطوة لإنهاء مرحلة الاستثناء والدخول في مرحلة الاستقرار والبناء.

كما أكد الأمين العام للتيار الشعبي في الندوة الصحفية التي تم عقدها لإعلان موقف الحزب بأن الفرصة التاريخية لتجذير مشروع التحرر الوطني قائمة ومتواصلة مع الرئيس قيس سعيد ولا يرى موجبا لوأدها أو المغامرة بإجهاضها بالتقاطع مع من يريد إسقاطه، وفق تعبيره، كما ذكّر الأمين العام للتيار الشعبي زهير حمدي في نفس الندوة أن حزبه يسجل ارتياحه لتقدم ملف اغتيال محمد البراهمي، قضائيا، ويجدّد إصراره على الكشف عمّن خطط للاغتيال ونفذه، مشيرا إلى أنه تم إعلامهم كحزب بقرار ختم البحث في ملف الشهيد البراهمي بصفتهم القائمين بالحق الشخصي وقد شمل قرار ختم البحث 36 شخصا بينهم قيادات في النهضة أنفار من "أنصار الشريعة" وقيادات أمنية، وفق ما أعلنه الأمين العام للتيار الشعبي في الندوة الصحفية .

بدورها أعلنت أرملة الشهيد مباركة البراهمي على صفحتها الخاصة أنها ستمنح صوتها في الانتخابات الرئاسية القادمة الى الرئيس قيس سعيد وقالت إن رئيس الجمهورية انطلق في مشروع وطني كبير بأبعاده الأمنيّة والاقتصادية والاجتماعية.

وإذا كانت كل المؤشرات تشير الى كون رئيس الجمهورية يبدو الأوفر حظّا ويراهن اليوم أنصاره على فوز من الدور الأول دون اضطرار للذهاب الى الدور الثاني، الذي يفترض أن له تاريخا معلنا بصرف النظر عمّا ستفضي إليه الصناديق في الدور الأول، فإن البعض مازال الى اليوم يراهن على إمكانية إحداث مفاجأة خاصة إذا كان هناك دور ثان ومن بين المراهنين نجد زهير المغزاوي الذي يحاول استمالة كل الغاضبين من مسار 25 جويلية والرافضين لبعض التوجهات والقرارات.

منية العرفاوي

 

 

 

رغم المساندة الكاملة لمسار 25 جويلية..   التيار القومي منقسم انتخابيا..

 

تونس – الصباح

نجح الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في أن يعبر الى مرحلة التنافس الانتخابي والحسم بصندوق الاقتراع وبأصوات الناخبين بعد عملية ترشّح كانت مرهقة وصعبة لكل المترشحين ولم يستطع أن يتجاوز عقباتها ومطّباتها إلا رئيس الجمهورية قيس سعيد وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي ورئيس حركة عازمون العياشي زمّال، وذلك في انتظار الموقف النهائي للمحكمة الإدارية من الطعون التي تقدّم بها عدد من المترشحين..

وإذا كان رئيس الجمهورية لا يستند على حزب أو على عائلة سياسية أو فكرية أو إيديولوجية بعينها لدعمه بل يستند على شعار مركزي منذ 2019 ألا وهو شعار "الشعب يريد" ومثله المترشّح العياشي الزمّال الذي لا يدعمه تيار فكري أو أيديولوجي معين، إلا أنه وعلى العكس من ذلك تماما يراهن ويعوّل الأمين العام لحركة الشعب زهيّر المغزاوي على التيار القومي والأطياف الفكرية القريبة من هذا التيار أو تتقاطع معه ..

ولكن ما بدا لافتا اليوم هو أن التيار القومي لا يبدو متكتلا خلف المغزاوي على مستوى الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في أدبيات هذا التيار في تونس ولا على مستوى الأحزاب ذات النفس القومي والتي أعلن بعضها مساندته لترشّح قيس سعيد .

لماذا انقسمت المواقف داخل التيار القومي وهل أن لذلك تأثيرا على نتائج الانتخابات؟

أسباب ذاتية وموضوعية

فـ"حركة الشعب" و"التيار الشعبي" يعتبران من أبرز القوى الحزبية القومية في تونس وأكثرهما بروزا، حركة الشعب كان لها حضور في البرلمان المنحلّ وفي الحكم كذلك وقد أعلنت منذ البداية تأييدها ومساندتها لرئيس الجمهورية ولإجراءات 25 جويلية وساندت كل المحطات الكبرى التي شهدتها مرحلة التدابير الاستثنائية من دستور الاستفتاء الى انتخابات المجالس المحلية والانتخابات التشريعية التي شاركت فيها حركة الشعب وقبلت أن تدخل في البرلمان كأفراد وليس ككتلة حزبية، وكانت حركة الشعب بعد ذلك فاعلة برلمانيا من خلال كتلة الخطّ الوطني السيادي، ورغم بعض الانتقادات التي كانت توجهها الحركة من حين الى آخر الى قرارات وخيارات الرئيس قيس سعيد إلا أنها أبقت على مساندتها له، مساندة كانت تصفها دائما بأنها مساندة نقدية، وحتى إعلان زهير المغزاوي ترشّحه فإن هذا الترشّح كان تحت سقف 25 جويلية.

بالنسبة للتيار الشعبي الذي يستلهم شرعيته النضالية والتاريخية من زعيمه الشهيد محمد البراهمي، النائب بالمجلس الوطني التأسيسي الذي وقع اغتياله ذات عيد جمهورية أمام منزله، ورغم التقاطع الأيديولوجي والفكري بين حركة الشعب والتيار الشعبي إلا أنهما بقيا دائما على مسافة من الفتور والبرود السياسي دون أدنى تقارب واليوم يختار التيار الشعبي مساندة قيس سعيد في الانتخابات .

حيث أعلن أمين عام حزب التيار الشعبي زهير حمدي، مؤخرا، عن دعم حزبه ترشح قيس سعيد للانتخابات الرئاسية وقال حمدي إنّ التيار الشعبي شارك في كل المحطات السياسية منذ اتخاذ إجراءات 25 جويلية. وأن حزب التيار الشعبي "يؤمن أنّ لحظة التغيير لا يجب أن تتراخى ضمانا لعدم العودة إلى مربعات الفوضى والتوعية"، معتبرا أن الانتخابات القادمة هي خطوة لإنهاء مرحلة الاستثناء والدخول في مرحلة الاستقرار والبناء.

كما أكد الأمين العام للتيار الشعبي في الندوة الصحفية التي تم عقدها لإعلان موقف الحزب بأن الفرصة التاريخية لتجذير مشروع التحرر الوطني قائمة ومتواصلة مع الرئيس قيس سعيد ولا يرى موجبا لوأدها أو المغامرة بإجهاضها بالتقاطع مع من يريد إسقاطه، وفق تعبيره، كما ذكّر الأمين العام للتيار الشعبي زهير حمدي في نفس الندوة أن حزبه يسجل ارتياحه لتقدم ملف اغتيال محمد البراهمي، قضائيا، ويجدّد إصراره على الكشف عمّن خطط للاغتيال ونفذه، مشيرا إلى أنه تم إعلامهم كحزب بقرار ختم البحث في ملف الشهيد البراهمي بصفتهم القائمين بالحق الشخصي وقد شمل قرار ختم البحث 36 شخصا بينهم قيادات في النهضة أنفار من "أنصار الشريعة" وقيادات أمنية، وفق ما أعلنه الأمين العام للتيار الشعبي في الندوة الصحفية .

بدورها أعلنت أرملة الشهيد مباركة البراهمي على صفحتها الخاصة أنها ستمنح صوتها في الانتخابات الرئاسية القادمة الى الرئيس قيس سعيد وقالت إن رئيس الجمهورية انطلق في مشروع وطني كبير بأبعاده الأمنيّة والاقتصادية والاجتماعية.

وإذا كانت كل المؤشرات تشير الى كون رئيس الجمهورية يبدو الأوفر حظّا ويراهن اليوم أنصاره على فوز من الدور الأول دون اضطرار للذهاب الى الدور الثاني، الذي يفترض أن له تاريخا معلنا بصرف النظر عمّا ستفضي إليه الصناديق في الدور الأول، فإن البعض مازال الى اليوم يراهن على إمكانية إحداث مفاجأة خاصة إذا كان هناك دور ثان ومن بين المراهنين نجد زهير المغزاوي الذي يحاول استمالة كل الغاضبين من مسار 25 جويلية والرافضين لبعض التوجهات والقرارات.

منية العرفاوي