**إحياء اللجان الثقافية .. ملف لم يعد يحتمل التأجيل
محسن بن احمد
الان ...وقد انهت اغلب المهرجانات الصيفية ان لم تكن كلها التزاماتها ... حري بنا التوقف بكل هدوء لإعادة النظر في كل ما تم تقديمه من عروض واختيارات فنية تراوحت بين الرافض والمنتقد وبين المرحب والمصفق لها.
لا مجال للانكار ان الساحة الفنية التونسية تعيش فقرا مدقعا على مستوى الإنتاج الموسيقي الجديد الممتع والمقنع، الا ما ندر من الأصوات والاسماء التي لم تتوقف عن الاجتهاد رغم صعوبات التعريف بهذا الإنتاج من خلال الترويج له والتعريف به على اكثر من صعيد، وفي المقابل اختارت هياكل فنية أخرى الانسحاب وهذا يعني التخلي نهائيا عن الإنتاج الذي يعد سبب وجودها وعلى سبيل الذكر لا الحصر، وهذا بشهادة اغلب الموسيقيين الذين تحدثنا اليهم سابقا في اكثر من لقاء، غياب الفرقة الوطنية للموسيقى، وفرقة الرشيدية، والمجموعات الموسيقية التي كانت تلف هذه المهرجانات طولا وعرضا بانتاجها الجديد والمتنوع .
في السابق كان الجديد في الإنتاج بنسبة مائوية عالية أحد الشروط الأساسية لكل من يروم الصعود على ركح أحد المهرجانات الصيفية ونستحضر في هذا المجال تجربة أسست لها وزارة الثقافة في فترة ما تتمثل في تمكين المتوجين في مهرجان الاغنية من المشاركة في احدى سهرات مهرجان قرطاج الدولي في نفس السنة التي توجوا فيها، كما ان الإذاعة الوطنية في فترات سابقة كانت اغلب برامجها لا تخلو من الأغاني المتوجة في مهرجان الاغنية شانها في ذلك شان التلفزة الوطنية ...
تغير الحال فاذا بهذه الأصوات اليوم تتسابق بإنتاج الغير وأصبح نجاح سهرة ما يقاس بالكم على حساب الكيف، الا ما ندر من الأصوات التي اختارت الوقوف ضد هذا التيار الجارف الذي جعل المشرفين على المهرجانات في حيرة من امرهم بين الموجود والمنشود .
ومحدودية الأفق؟
لقد كشفت الكثير من عروض مهرجانات هذه الصائفة عن محدودية التفكير عند الجمعيات الثقافية المشرفة عليها ويقول الشاعر الغنائي البشير اللقاني في هذا المجال ، ان الجمعيات الثقافية اساءت للمهرجانات الصيفية من حيث لا تدري على اعتبار انها فكرت بشكل لافت في الربح المادي على حساب الجانب الثقافي الذي لا مجال للتخلي عنه بحجة ان المهرجانات الصيفية هي لغاية الترفيه بدرجة أولى، وهذا طرح مغلوط كما اكد على ذلك الشاعر الغنائي البشير اللقاني، الذي بين ان مهرجانات اختارت الجانب الثقافي العميق وكسبت الرهان في ذلك بشكل لافت، وفي المقابل فان مهرجانات برزت بفشلها في انتقاء عروضها التي قالت عنها انها ترفيهية ودليلنا على ذلك ما حدث من فوضى في بعض المهرجانات بعدد من جهات البلاد وصلت الى درجة أن احد الفنانين اعلن على الركح انه لم يتلق بقية "اتعابه".
اللجان الثقافية ...
وقد اجمع كل الذين تحدثنا اليهم على ان الجمعيات الثقافية برزت بمحدودية الأفق الإبداعي عندها وأصبح من الضروري التفكير الجدي في إعادة احياء اللجان الثقافية المحلية والجهوية تحت اشراف الهياكل الرسمية بالجهة التي تكون مشرفة على النشاط الثقافي بمختلف تفاصيله من خلال توفير الإمكانيات المادية للعروض والفضاءات المناسبة لها بعيدا عن منطق المحاباة وفسح المجال لكل من هب ودب دون الالتزام بالحد الأدنى من الجودة. ومن هذا المنطلق يمكن القول ان ملف "اللجان الثقافية " يعد اليوم احد اهم الملفات التي لم تعد تحتمل التأجيل.
**إحياء اللجان الثقافية .. ملف لم يعد يحتمل التأجيل
محسن بن احمد
الان ...وقد انهت اغلب المهرجانات الصيفية ان لم تكن كلها التزاماتها ... حري بنا التوقف بكل هدوء لإعادة النظر في كل ما تم تقديمه من عروض واختيارات فنية تراوحت بين الرافض والمنتقد وبين المرحب والمصفق لها.
لا مجال للانكار ان الساحة الفنية التونسية تعيش فقرا مدقعا على مستوى الإنتاج الموسيقي الجديد الممتع والمقنع، الا ما ندر من الأصوات والاسماء التي لم تتوقف عن الاجتهاد رغم صعوبات التعريف بهذا الإنتاج من خلال الترويج له والتعريف به على اكثر من صعيد، وفي المقابل اختارت هياكل فنية أخرى الانسحاب وهذا يعني التخلي نهائيا عن الإنتاج الذي يعد سبب وجودها وعلى سبيل الذكر لا الحصر، وهذا بشهادة اغلب الموسيقيين الذين تحدثنا اليهم سابقا في اكثر من لقاء، غياب الفرقة الوطنية للموسيقى، وفرقة الرشيدية، والمجموعات الموسيقية التي كانت تلف هذه المهرجانات طولا وعرضا بانتاجها الجديد والمتنوع .
في السابق كان الجديد في الإنتاج بنسبة مائوية عالية أحد الشروط الأساسية لكل من يروم الصعود على ركح أحد المهرجانات الصيفية ونستحضر في هذا المجال تجربة أسست لها وزارة الثقافة في فترة ما تتمثل في تمكين المتوجين في مهرجان الاغنية من المشاركة في احدى سهرات مهرجان قرطاج الدولي في نفس السنة التي توجوا فيها، كما ان الإذاعة الوطنية في فترات سابقة كانت اغلب برامجها لا تخلو من الأغاني المتوجة في مهرجان الاغنية شانها في ذلك شان التلفزة الوطنية ...
تغير الحال فاذا بهذه الأصوات اليوم تتسابق بإنتاج الغير وأصبح نجاح سهرة ما يقاس بالكم على حساب الكيف، الا ما ندر من الأصوات التي اختارت الوقوف ضد هذا التيار الجارف الذي جعل المشرفين على المهرجانات في حيرة من امرهم بين الموجود والمنشود .
ومحدودية الأفق؟
لقد كشفت الكثير من عروض مهرجانات هذه الصائفة عن محدودية التفكير عند الجمعيات الثقافية المشرفة عليها ويقول الشاعر الغنائي البشير اللقاني في هذا المجال ، ان الجمعيات الثقافية اساءت للمهرجانات الصيفية من حيث لا تدري على اعتبار انها فكرت بشكل لافت في الربح المادي على حساب الجانب الثقافي الذي لا مجال للتخلي عنه بحجة ان المهرجانات الصيفية هي لغاية الترفيه بدرجة أولى، وهذا طرح مغلوط كما اكد على ذلك الشاعر الغنائي البشير اللقاني، الذي بين ان مهرجانات اختارت الجانب الثقافي العميق وكسبت الرهان في ذلك بشكل لافت، وفي المقابل فان مهرجانات برزت بفشلها في انتقاء عروضها التي قالت عنها انها ترفيهية ودليلنا على ذلك ما حدث من فوضى في بعض المهرجانات بعدد من جهات البلاد وصلت الى درجة أن احد الفنانين اعلن على الركح انه لم يتلق بقية "اتعابه".
اللجان الثقافية ...
وقد اجمع كل الذين تحدثنا اليهم على ان الجمعيات الثقافية برزت بمحدودية الأفق الإبداعي عندها وأصبح من الضروري التفكير الجدي في إعادة احياء اللجان الثقافية المحلية والجهوية تحت اشراف الهياكل الرسمية بالجهة التي تكون مشرفة على النشاط الثقافي بمختلف تفاصيله من خلال توفير الإمكانيات المادية للعروض والفضاءات المناسبة لها بعيدا عن منطق المحاباة وفسح المجال لكل من هب ودب دون الالتزام بالحد الأدنى من الجودة. ومن هذا المنطلق يمكن القول ان ملف "اللجان الثقافية " يعد اليوم احد اهم الملفات التي لم تعد تحتمل التأجيل.