لم تسفر مفاوضات اليومين الماضيين في الدوحة عن أي تقدم ملموس في التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، بل خرجت ببيان عن ثلاثي الوساطة (مصر وقطر والولايات المتحدة) على ترحيل التفاوض إلى العاصمة المصرية القاهرة الأسبوع المقبل بعد أن "مقترح أمريكي" جديد لسد الفجوات المتعلقة بنص الاتفاق.
وبعيدا عن لغة التفاؤل التي خط بها البيان، إلا أنه يؤشر إلى العكس، حيث يبدو أن جولة الدوحة لم تحرك قيد أنملة المواقف المعلنة قبلها، بل يبدو أن العكس هو الصحيح، خصوصا وأن التسريبات دلت على أن أهم نقطتين لم يتم قبولهما خلال الاتفاق الإطاري لم تجدا طريقا للحل، وهما نقطة وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية، وهو مطلب أساسي لحماس، ونقطة تمركز قوات جيش الاحتلال في محور نتساريم وسط القطاع ومحور فيلادلفيا/صلاح الدين الحدودي مع مصر وخصوصا في معبر رفح، وهو ما ترفضه "حماس"، وكذلك مصر التي ترى أنه لا بد من قوة فلسطينية تسيطر على المعبر وانسحاب القوات الإسرائيلية منه، وفق ما يطرحه اتفاق كامب ديفد للسلام بين الطرفين.
ويبدو أن "الإلحاح" الإسرائيلي حول هذين النقطتين ينبع من إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "مواصلة" الحرب وتماشيا مع خطة المستوى العسكري بخفض العمليات القتالية وحصرها في تدخلات سريعة وهو ما يتطلب تمركزا للاحتلال في هذين المحورين، وهو ما يعني أن نتنياهو لا يريد وقفا دائما لإطلاق النار بل مواصلة الحرب، وهو ما يضمن له مواصلة رئاسته للحكومة وإرضاء اليمين الديني المتطرف، فيما يرى أن هذه الصيغة (أي الوقف المتقطع لإطلاق النار) مخرج لإرضاء حلفائه الأمريكيين وخصوصا لزيادة الضغط على الفصائل الفلسطينية للموافقة على الصفقة كما يريدها لإطلاق سراح ما بقي من أسراه وخفض ضغط الشارع الإسرائيلي عليه وخصوصا من قبل المعارضة التي تنفخ في نار عائلات الأسرى واللعب على تجييش الشارع لقلب المعادلة السياسية.
ولعل هذا الهدف الإسرائيلي من الصفقة، قد لا يجد طريقه للتنفيذ خصوصا مع إصرار من الفصائل الفلسطينية على ضرورة وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وخصوصا على "فلسطنية خطط اليوم التالي للحرب"، وهو أمر لا يمكن تطبيقه إذا استمر الاحتلال في استيلائه على أجزاء متقدمة في القطاع ودفعه بالسلطة الفلسطينية وحركة فتح الى أن تكون كبش فداء على محراب الصراع الذي قد يستمر بعد استكمال تنفيذ الصفقة إذا ما تم الاتفاق عليها في الجولة القادمة، والتي قد تكون حاسمة قبل الحريق الذي قد يلهب الشرق الأوسط والذي تلوح إيران بعود ثقاب إشعاله، في إطار إصرارها على "الانتقام" لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، فيما يلوح حزب الله باستعمال صواريخ تصل إلى إيلات في إطار رده هو كذلك على اغتيال القائد العسكري لجنوب لبنان فؤاد شكر في بيروت، وهو نفس الشيء الذي تركز عليه جماعة الحوثي في اليمن في تهديدها للرد على قصف الطيران العسكري الإسرائيلي للحديدة.
منطقة قابلة للاشتعال وقد تكون هذه الفرصة الأخيرة أمام الإدارة الحالية لاحتواء خطر حرب قد تأكل الأخضر واليابس، وتدخل الاقتصاد العالمي في دوامة قد تكون أكبر من إعصار الحرب الروسية على أوكرانيا خصوصا وأن المنطقة تضم أكثر من 40 في المائة من احتياطي النفط العالمي.
لم تسفر مفاوضات اليومين الماضيين في الدوحة عن أي تقدم ملموس في التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، بل خرجت ببيان عن ثلاثي الوساطة (مصر وقطر والولايات المتحدة) على ترحيل التفاوض إلى العاصمة المصرية القاهرة الأسبوع المقبل بعد أن "مقترح أمريكي" جديد لسد الفجوات المتعلقة بنص الاتفاق.
وبعيدا عن لغة التفاؤل التي خط بها البيان، إلا أنه يؤشر إلى العكس، حيث يبدو أن جولة الدوحة لم تحرك قيد أنملة المواقف المعلنة قبلها، بل يبدو أن العكس هو الصحيح، خصوصا وأن التسريبات دلت على أن أهم نقطتين لم يتم قبولهما خلال الاتفاق الإطاري لم تجدا طريقا للحل، وهما نقطة وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية، وهو مطلب أساسي لحماس، ونقطة تمركز قوات جيش الاحتلال في محور نتساريم وسط القطاع ومحور فيلادلفيا/صلاح الدين الحدودي مع مصر وخصوصا في معبر رفح، وهو ما ترفضه "حماس"، وكذلك مصر التي ترى أنه لا بد من قوة فلسطينية تسيطر على المعبر وانسحاب القوات الإسرائيلية منه، وفق ما يطرحه اتفاق كامب ديفد للسلام بين الطرفين.
ويبدو أن "الإلحاح" الإسرائيلي حول هذين النقطتين ينبع من إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "مواصلة" الحرب وتماشيا مع خطة المستوى العسكري بخفض العمليات القتالية وحصرها في تدخلات سريعة وهو ما يتطلب تمركزا للاحتلال في هذين المحورين، وهو ما يعني أن نتنياهو لا يريد وقفا دائما لإطلاق النار بل مواصلة الحرب، وهو ما يضمن له مواصلة رئاسته للحكومة وإرضاء اليمين الديني المتطرف، فيما يرى أن هذه الصيغة (أي الوقف المتقطع لإطلاق النار) مخرج لإرضاء حلفائه الأمريكيين وخصوصا لزيادة الضغط على الفصائل الفلسطينية للموافقة على الصفقة كما يريدها لإطلاق سراح ما بقي من أسراه وخفض ضغط الشارع الإسرائيلي عليه وخصوصا من قبل المعارضة التي تنفخ في نار عائلات الأسرى واللعب على تجييش الشارع لقلب المعادلة السياسية.
ولعل هذا الهدف الإسرائيلي من الصفقة، قد لا يجد طريقه للتنفيذ خصوصا مع إصرار من الفصائل الفلسطينية على ضرورة وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وخصوصا على "فلسطنية خطط اليوم التالي للحرب"، وهو أمر لا يمكن تطبيقه إذا استمر الاحتلال في استيلائه على أجزاء متقدمة في القطاع ودفعه بالسلطة الفلسطينية وحركة فتح الى أن تكون كبش فداء على محراب الصراع الذي قد يستمر بعد استكمال تنفيذ الصفقة إذا ما تم الاتفاق عليها في الجولة القادمة، والتي قد تكون حاسمة قبل الحريق الذي قد يلهب الشرق الأوسط والذي تلوح إيران بعود ثقاب إشعاله، في إطار إصرارها على "الانتقام" لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، فيما يلوح حزب الله باستعمال صواريخ تصل إلى إيلات في إطار رده هو كذلك على اغتيال القائد العسكري لجنوب لبنان فؤاد شكر في بيروت، وهو نفس الشيء الذي تركز عليه جماعة الحوثي في اليمن في تهديدها للرد على قصف الطيران العسكري الإسرائيلي للحديدة.
منطقة قابلة للاشتعال وقد تكون هذه الفرصة الأخيرة أمام الإدارة الحالية لاحتواء خطر حرب قد تأكل الأخضر واليابس، وتدخل الاقتصاد العالمي في دوامة قد تكون أكبر من إعصار الحرب الروسية على أوكرانيا خصوصا وأن المنطقة تضم أكثر من 40 في المائة من احتياطي النفط العالمي.