مع نٌزول الغيث النافع مؤخرا في عدد من ولايات الجمهورية وبكميات هامة يصح التساؤل بإلحاح -لا سيما وأننا نعيش وضعية حرجة في علاقة بالشح المائي بعد تواصل الجفاف على مدار أكثر من سبع سنوات – لماذا لا يتم ترشيد التعامل مع هذه التساقطات من ذلك حسن استغلالها بما يؤشر الى تجاوز معضلة الشح المائي خاصة وأننا مقبلون على موسم الخريف الذي يفترض أن نشهد فيه عديد التساقطات؟
تفاعلا مع هذا الطّرح يشير في البداية الخبير في التنمية والموارد المائية بالمرصد التونسي للمياه حسين الرحيلي في تصريح لـ"الصباح" أن التساقطات الأخيرة سجلت حضورها في مناطق ليس بها سدود، مفسّرا في السياق ذاته أن الأمطار الأخيرة التي تعرف في المخيال الشعبي بـ"غسالة النوادر" تأتي بطريقة فٌجئية -لا تتجاوز ربع ساعة- موضحا في الإطار نفسه أنه لم يقع مطلقا الاستفادة من التساقطات الكبيرة في فصل الخريف والتي تتهاطل على مدار 18 و20 ساعة، فما بالك بالأمطار الأخيرة .
واعتبر محدثنا أن الإشكالية الأساسية تكمن في إعادة النظر في تعبئة الموارد السطحية بشكل عام على أن تتجاوز هذه التعبئة مختلف الطرق الكلاسيكية المتعارف عليها.. موضحا في الإطار نفسه أن نسبة التبخر في حدود الـ600 ألف م3 معرجا في نفس الاتجاه على التغيرات المناخية التي تؤشر الى تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 35 و36 درجة خلال شهر مارس .
من هذا المنطلق كل هذه العوامل تفرض من وجهة نظر محدثنا التفكير في آليات عمل حديثة تؤشر الى تخزين الموارد المائية متسائلا في الإطار نفسه: لماذا لا نجد طريقة لمعالجة إشكالية الفيضانات داخل المدن؟ ولماذا لا يتم إيجاد طريقة لتصفية المياه؟
واعتبر محدثنا من جانب آخر أن ترشيد التساقطات واستغلالها لتجاوز معضلة الشح المائي تفرض توخي إستراتيجية متنوعة ومندمجة وحديثة تواكب التطور التكنولوجي الحاصل. لكن عملية حسن استغلال التساقطات تستوجب من وجهة نظر الخبير في التنمية والموارد المائية بالمرصد التونسي للمياه استعدادات على مدار خمس أو عشر سنوات. ليخلص الخبير الى القول بأنه من الضروري اليوم الاستثمار في المجال المائي مشيرا أيضا الى أنه يتعين بعد جهر قنوات مياه الأمطار إعادة هيكلة الفضاء الترابي بشكل عام هذا بالتوازي مع القيام بجملة من الاستثمارات والدراسات الفنية قائلا: "بهذه العقلية الكلاسيكية والبيروقراطية لابد من القيام بعملية تجديد تقوم على البحث العلمي هذا بالتوازي مع ضرورة تبني حوار شامل".
تجدر الإشارة الى أن الخبيرة الدولية والمستشارة في التصرّف المندمج في الموارد المائية وفي التأقلم مع التغيّرات المناخية روضة قفراج أوردت في تدخلات إعلامية سابقة إنّ تخزين المياه السطحية لا يجب أن يكون على حساب تغذية المائدة المائية ولا يجب على الأفراد استغلال حق الأصناف الأخرى النباتية والحيوانية من المياه العذبة.
وبالنسبة للخبيرة الدولية فإنّ عدم تعبئة مياه الأمطار لا يعني أننّا خسرنا تلك المياه بل على العكس من ذلك فإنّ هذه المياه ستعمل على تغذية المائدة المائية ممّا سيسمح، بالتالي، بإعادة الدورة المائية وتجديد مخزون المياه الجوفية.
وبالعودة الى التساقطات الأخيرة يذكر أن محطّات الرصد الجوّي كانت قد سجلت خلال الساعات 24 المنقضية (من السابعة من صباح أول أمس الأربعاء إلى السابعة من صباح أمس الخميس)، نزول كميّات متفاوتة من الأمطار على عدّة مناطق كان أهمّها بالساحل، 40 مليمترا، والشوارمية، 35 مليمترا، من ولاية سليانة، والكاف، 27 مليمترا، وطبرقة من ولاية جندوبة، 24 مليمترا.
كما تجدر الإشارة الى أن تهاطل الأمطار الغزيرة عشية أول أمس في ولاية الكاف أدى الى فيضان وادي عميره بالطريق رقم 151 مما تسبب في انقطاع حركة المرور للوصول للتجمع السكني الفتاة الريفية بالسرس.
وقد تمكن أعوان الحماية المدنية بالكاف معززين بشاحنة إنقاذ من إخراج سيارة كانت عالقة بالمياه. وحسب مصدر من الحماية المدنية -بحسب ما تناقلته عديد الأوساط الإعلامية - مازلت التحيينات جارية على عين المكان لتحديد الأخطار لتلافيها في الإبان.
منال حرزي
تونس -الصباح
مع نٌزول الغيث النافع مؤخرا في عدد من ولايات الجمهورية وبكميات هامة يصح التساؤل بإلحاح -لا سيما وأننا نعيش وضعية حرجة في علاقة بالشح المائي بعد تواصل الجفاف على مدار أكثر من سبع سنوات – لماذا لا يتم ترشيد التعامل مع هذه التساقطات من ذلك حسن استغلالها بما يؤشر الى تجاوز معضلة الشح المائي خاصة وأننا مقبلون على موسم الخريف الذي يفترض أن نشهد فيه عديد التساقطات؟
تفاعلا مع هذا الطّرح يشير في البداية الخبير في التنمية والموارد المائية بالمرصد التونسي للمياه حسين الرحيلي في تصريح لـ"الصباح" أن التساقطات الأخيرة سجلت حضورها في مناطق ليس بها سدود، مفسّرا في السياق ذاته أن الأمطار الأخيرة التي تعرف في المخيال الشعبي بـ"غسالة النوادر" تأتي بطريقة فٌجئية -لا تتجاوز ربع ساعة- موضحا في الإطار نفسه أنه لم يقع مطلقا الاستفادة من التساقطات الكبيرة في فصل الخريف والتي تتهاطل على مدار 18 و20 ساعة، فما بالك بالأمطار الأخيرة .
واعتبر محدثنا أن الإشكالية الأساسية تكمن في إعادة النظر في تعبئة الموارد السطحية بشكل عام على أن تتجاوز هذه التعبئة مختلف الطرق الكلاسيكية المتعارف عليها.. موضحا في الإطار نفسه أن نسبة التبخر في حدود الـ600 ألف م3 معرجا في نفس الاتجاه على التغيرات المناخية التي تؤشر الى تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 35 و36 درجة خلال شهر مارس .
من هذا المنطلق كل هذه العوامل تفرض من وجهة نظر محدثنا التفكير في آليات عمل حديثة تؤشر الى تخزين الموارد المائية متسائلا في الإطار نفسه: لماذا لا نجد طريقة لمعالجة إشكالية الفيضانات داخل المدن؟ ولماذا لا يتم إيجاد طريقة لتصفية المياه؟
واعتبر محدثنا من جانب آخر أن ترشيد التساقطات واستغلالها لتجاوز معضلة الشح المائي تفرض توخي إستراتيجية متنوعة ومندمجة وحديثة تواكب التطور التكنولوجي الحاصل. لكن عملية حسن استغلال التساقطات تستوجب من وجهة نظر الخبير في التنمية والموارد المائية بالمرصد التونسي للمياه استعدادات على مدار خمس أو عشر سنوات. ليخلص الخبير الى القول بأنه من الضروري اليوم الاستثمار في المجال المائي مشيرا أيضا الى أنه يتعين بعد جهر قنوات مياه الأمطار إعادة هيكلة الفضاء الترابي بشكل عام هذا بالتوازي مع القيام بجملة من الاستثمارات والدراسات الفنية قائلا: "بهذه العقلية الكلاسيكية والبيروقراطية لابد من القيام بعملية تجديد تقوم على البحث العلمي هذا بالتوازي مع ضرورة تبني حوار شامل".
تجدر الإشارة الى أن الخبيرة الدولية والمستشارة في التصرّف المندمج في الموارد المائية وفي التأقلم مع التغيّرات المناخية روضة قفراج أوردت في تدخلات إعلامية سابقة إنّ تخزين المياه السطحية لا يجب أن يكون على حساب تغذية المائدة المائية ولا يجب على الأفراد استغلال حق الأصناف الأخرى النباتية والحيوانية من المياه العذبة.
وبالنسبة للخبيرة الدولية فإنّ عدم تعبئة مياه الأمطار لا يعني أننّا خسرنا تلك المياه بل على العكس من ذلك فإنّ هذه المياه ستعمل على تغذية المائدة المائية ممّا سيسمح، بالتالي، بإعادة الدورة المائية وتجديد مخزون المياه الجوفية.
وبالعودة الى التساقطات الأخيرة يذكر أن محطّات الرصد الجوّي كانت قد سجلت خلال الساعات 24 المنقضية (من السابعة من صباح أول أمس الأربعاء إلى السابعة من صباح أمس الخميس)، نزول كميّات متفاوتة من الأمطار على عدّة مناطق كان أهمّها بالساحل، 40 مليمترا، والشوارمية، 35 مليمترا، من ولاية سليانة، والكاف، 27 مليمترا، وطبرقة من ولاية جندوبة، 24 مليمترا.
كما تجدر الإشارة الى أن تهاطل الأمطار الغزيرة عشية أول أمس في ولاية الكاف أدى الى فيضان وادي عميره بالطريق رقم 151 مما تسبب في انقطاع حركة المرور للوصول للتجمع السكني الفتاة الريفية بالسرس.
وقد تمكن أعوان الحماية المدنية بالكاف معززين بشاحنة إنقاذ من إخراج سيارة كانت عالقة بالمياه. وحسب مصدر من الحماية المدنية -بحسب ما تناقلته عديد الأوساط الإعلامية - مازلت التحيينات جارية على عين المكان لتحديد الأخطار لتلافيها في الإبان.