إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

افتتاحية "الصباح".. إرث ديبلوماسي كبير

 

منذ اندلاع الأزمة الليبية سنة 2011 والتي تحولت الى حرب أهلية أغرقت البلاد في فوضى سياسية وأمنية، حيث يحكم البلاد التي تشهد أعمال عنف وانقسامات، حكومتان متنافستان، إحداهما في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد دبيبة ومعترف بها من الأمم المتحدة، وأخرى معقلها في بنغازي في الشرق ويرأسها، أسامة حماد، وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر، ما انفكت تونس الأقرب جغرافيا و"علاقاتيا" تلعب دوراً حيوياً وإيجابياً في هذه الأزمة التي طالت أكثر من 13 عاما، إذ تعمل جاهدة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين والمساهمة في الوصول إلى تسوية سياسية شاملة تضمن استقرار ليبيا ووحدتها.

هذا الدور لم يمر دون إشادة دولية وأممية، حيث عبّر ريتشارد نورلاند المبعوث الخاص الأمريكي إلى ليبيا أول أمس، عن تقديره الكبير لما تبذله تونس مثمنا الدور البنّاء الذي تقوم به بلادنا في تسهيل الحوار بين الأطراف الليبية المتنازعة، مشددا على أهمية هذا الدور في تعزيز فرص إيجاد الحل السياسي في ليبيا معبرا عن استعداد بلاده للتنسيق مع تونس من أجل الدفع نحو تسوية سياسية قائمة على الحوار والتفاوض مؤكدا على الموقف التونسي الثابت من الأزمة الليبية وهو أن يكون الحل ليبيًا-ليبيًا، يستند إلى التوافق بين الليبيين أنفسهم وتحت قيادة ليبية خالصة، وبرعاية منظمة الأمم المتحدة.

هذا الموقف، أكدته تونس دائما رئاسة وحكومة وديبلوماسية وهو الموقف المبني أساسا على الحياد الفاعل والحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف المتنازعة دون الانحياز لأي طرف مع احترام القرارات الأممية. هذا الحياد لا يعني الابتعاد عن الأزمة أو التخلي عن الدور الإقليمي، بل على العكس، يعكس رغبة تونس في تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا من خلال الحوار والتوافق بين الليبيين أنفسهم.

وعملت تونس عكس بعض الأطراف الأخرى، على ألا يكون الحل للأزمة الليبية إلا من الداخل الليبي، حيث يجب أن ينبع من إرادة الشعب الليبي ورغباته في تحقيق الأمن والاستقرار وهو الموقف الذي عززّ ثقة الليبيين أنفسهم في بلادنا كوسيط نزيه لا حسابات ضيقة وذاتية له هدفها فقط احترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، بعيدا عن أي تدخلات خارجية قد تزيد من تعقيد الأزمة خاصة أن نوايا البعض غير سليمة.

فمنذ اندلاع الأزمة الليبية سنة 2011، كانت تونس من بين الدول القليلة التي دعت بشكل مستمر وثابت إلى الحلول السلمية والتفاوض بين الأطراف المتنازعة. وعملت تونس وما تزال، عبر دبلوماسيتها الفاعلة، على دفع الأطراف الليبية نحو طاولة الحوار وإيجاد حلول تضمن حقوق جميع الفئات وتحقق الاستقرار الدائم في البلاد. وهو توجه يؤكد التزام تونس بمبادئها في دعم السلم الدولي واحترام سيادة الدول، ويضعها في موقع متقدم بين الدول التي تسعى لإيجاد حل حقيقي عادل ومستدام للأزمة الليبية مستعينة بإرث كبير وطويل في المساهمة في حل النزاعات الدولية ولعب أدوار محورية في الأزمات الإقليمية، مستفيدة من سياستها الخارجية المتوازنة منذ ما بعد الاستقلال الى اليوم وعلاقاتها الجيدة مع مختلف الأطراف مما بوأها مكانة دولية وأممية مشهودة ومعترفا بها لدى الجميع من دول ومنظمات.

سفيان رجب

 

 

 

 

 

منذ اندلاع الأزمة الليبية سنة 2011 والتي تحولت الى حرب أهلية أغرقت البلاد في فوضى سياسية وأمنية، حيث يحكم البلاد التي تشهد أعمال عنف وانقسامات، حكومتان متنافستان، إحداهما في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد دبيبة ومعترف بها من الأمم المتحدة، وأخرى معقلها في بنغازي في الشرق ويرأسها، أسامة حماد، وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر، ما انفكت تونس الأقرب جغرافيا و"علاقاتيا" تلعب دوراً حيوياً وإيجابياً في هذه الأزمة التي طالت أكثر من 13 عاما، إذ تعمل جاهدة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين والمساهمة في الوصول إلى تسوية سياسية شاملة تضمن استقرار ليبيا ووحدتها.

هذا الدور لم يمر دون إشادة دولية وأممية، حيث عبّر ريتشارد نورلاند المبعوث الخاص الأمريكي إلى ليبيا أول أمس، عن تقديره الكبير لما تبذله تونس مثمنا الدور البنّاء الذي تقوم به بلادنا في تسهيل الحوار بين الأطراف الليبية المتنازعة، مشددا على أهمية هذا الدور في تعزيز فرص إيجاد الحل السياسي في ليبيا معبرا عن استعداد بلاده للتنسيق مع تونس من أجل الدفع نحو تسوية سياسية قائمة على الحوار والتفاوض مؤكدا على الموقف التونسي الثابت من الأزمة الليبية وهو أن يكون الحل ليبيًا-ليبيًا، يستند إلى التوافق بين الليبيين أنفسهم وتحت قيادة ليبية خالصة، وبرعاية منظمة الأمم المتحدة.

هذا الموقف، أكدته تونس دائما رئاسة وحكومة وديبلوماسية وهو الموقف المبني أساسا على الحياد الفاعل والحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف المتنازعة دون الانحياز لأي طرف مع احترام القرارات الأممية. هذا الحياد لا يعني الابتعاد عن الأزمة أو التخلي عن الدور الإقليمي، بل على العكس، يعكس رغبة تونس في تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا من خلال الحوار والتوافق بين الليبيين أنفسهم.

وعملت تونس عكس بعض الأطراف الأخرى، على ألا يكون الحل للأزمة الليبية إلا من الداخل الليبي، حيث يجب أن ينبع من إرادة الشعب الليبي ورغباته في تحقيق الأمن والاستقرار وهو الموقف الذي عززّ ثقة الليبيين أنفسهم في بلادنا كوسيط نزيه لا حسابات ضيقة وذاتية له هدفها فقط احترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، بعيدا عن أي تدخلات خارجية قد تزيد من تعقيد الأزمة خاصة أن نوايا البعض غير سليمة.

فمنذ اندلاع الأزمة الليبية سنة 2011، كانت تونس من بين الدول القليلة التي دعت بشكل مستمر وثابت إلى الحلول السلمية والتفاوض بين الأطراف المتنازعة. وعملت تونس وما تزال، عبر دبلوماسيتها الفاعلة، على دفع الأطراف الليبية نحو طاولة الحوار وإيجاد حلول تضمن حقوق جميع الفئات وتحقق الاستقرار الدائم في البلاد. وهو توجه يؤكد التزام تونس بمبادئها في دعم السلم الدولي واحترام سيادة الدول، ويضعها في موقع متقدم بين الدول التي تسعى لإيجاد حل حقيقي عادل ومستدام للأزمة الليبية مستعينة بإرث كبير وطويل في المساهمة في حل النزاعات الدولية ولعب أدوار محورية في الأزمات الإقليمية، مستفيدة من سياستها الخارجية المتوازنة منذ ما بعد الاستقلال الى اليوم وعلاقاتها الجيدة مع مختلف الأطراف مما بوأها مكانة دولية وأممية مشهودة ومعترفا بها لدى الجميع من دول ومنظمات.

سفيان رجب