إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بالبنط العريض.. رسائل صو.اريخ المقا.و.مة

 

بقلم: نزار مقني

أقدمت المقاومة الفلسطينية على ضرب منطقة تل أبيب الكبرى، بصورايخ "أم-90" والتي يصل مداها إلى 200 كيلومتر، في قصف هو اﻷول من نوعه منذ شهر ماي الماضي.

الخبر بصيغته التالية يبدو أنه خبر طبيعي، حسب معايير الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر، حيث تدك فصائل المقاومة الفلسطينية قلب اﻷراضي الفلسطينية المحتلة وراء الخط اﻷخضر (اﻷراضي المحتلة بعد حرب سنة 1948) بمئات الصواريخ ذات اﻷمدية المتعددة، من مناطق مستوطنات وكيبوتسات غلاف القطاع، وصولا إلى شمال اﻷراضي المحتلة في الحدود مع لبنان.

ولكنه خبر، تصبح له أهمية الرمزية والعسكرية والسياسية، إذا ما تأملنا في زمانه ومكانه، أي زمن اﻹطلاق ومكان تنفيذه، الصواريخ انطلقت من منطقة بني سهيلا في خان يونس وسط قطاع غزة، وهي منطقة يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحدثت في وقت كانت فيه قوات الاحتلال بالتوغل فيها، قصد استهداف كتائب المقاومة هناك، وهذا يؤشر إلى أن المقاومة الفلسطينية مازالت تحتفظ بتماسك هيكلي وتنظيمي كبيرين في قطاع غزة، وأن قدرتها على ضرب تل أبيب وعمق اﻷراضي الفلسطينية المحتلة مازال ممكنا، بالرغم من الحصار المطبق الذي قامت به قوات الجيش الإسرائيلي على كل أنحاء القطاع، وادعت أنها قامت بالقضاء على "أغلب" هيكلة المقاومة الفلسطينية في غزة، وخصوصا في خان يونس التي تتعرض منذ أشهر لهجوم إسرائيلي كاسح كانت حصيلته مئات الشهداء وآلاف الجرحى.

ولهذا الهجوم دلالاته السياسية، حيث فضح السردية السياسية للائتلاف الحكومي اليميني في تل أبيب، والذي يتمسك بمواصلة الحرب في القطاع للتوصل للقضاء على المقاومة الفلسطينية وهياكلها، وهو ما يبدو أنه فشل فيه، مع إطلاق هذه الصواريخ، وما سيزيد من الضغط على رئيسه بنيامين نتنياهو في ضرورة الذهاب نحو استكمال مفاوضات صفقة الهدنة يوم الخميس، في وقت زادت عليه الضغوطات في داخل الائتلاف الحكومي سواء من المستوى اﻷمني والعسكري وعلى رأسهم وزير الحرب يؤاف غلانت الذي أكد في آخر اجتماع وزاري أن نتنياهو يعيش "وهم الانتصار" في غزة، فيما تواصل عائلات اﻷسرى الإسرائيليين في غزة احتجاجاتهم في الشوارع مضيفة ضغوطات أخرى على نتنياهو وائتلافه وخصوصا على وزرائه من اليمين الديني إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش الذين أعلنا أنهما سينسحبان من الحكومة إذا ما تم الاتفاق على الهدنة.

بن غفير الذي لم يجد، إلا زيادة صب الزيت على النار باقتحامه المسجد الأقصى مع ألفي مستوطن آخرين لأداء صلوات تلمودية في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل اﻷول، يريد زيادة التصعيد في المنطقة وإشعال حريق شامل فيها، مع احتمالات متصاعدة بحدوث الرد اﻹيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران، وقائد الجناح العسكري لحزب الله فؤاد شكر.

ويبدو أن إطلاق المقاومة الفلسطينية لهذه الصواريخ يأتي ليبعث ويوضح رسائل بأن المقاومة الفلسطينية مازالت في "معادلة الردع الإقليمية" إذا ما اشتعل "حريق الحرب في الشرق اﻷوسط"، وأن لها ما يكفي من طول النفس لمواصلة الحرب لأشهر قادمة.

 

 

 

بالبنط العريض..   رسائل صو.اريخ المقا.و.مة

 

بقلم: نزار مقني

أقدمت المقاومة الفلسطينية على ضرب منطقة تل أبيب الكبرى، بصورايخ "أم-90" والتي يصل مداها إلى 200 كيلومتر، في قصف هو اﻷول من نوعه منذ شهر ماي الماضي.

الخبر بصيغته التالية يبدو أنه خبر طبيعي، حسب معايير الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر، حيث تدك فصائل المقاومة الفلسطينية قلب اﻷراضي الفلسطينية المحتلة وراء الخط اﻷخضر (اﻷراضي المحتلة بعد حرب سنة 1948) بمئات الصواريخ ذات اﻷمدية المتعددة، من مناطق مستوطنات وكيبوتسات غلاف القطاع، وصولا إلى شمال اﻷراضي المحتلة في الحدود مع لبنان.

ولكنه خبر، تصبح له أهمية الرمزية والعسكرية والسياسية، إذا ما تأملنا في زمانه ومكانه، أي زمن اﻹطلاق ومكان تنفيذه، الصواريخ انطلقت من منطقة بني سهيلا في خان يونس وسط قطاع غزة، وهي منطقة يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحدثت في وقت كانت فيه قوات الاحتلال بالتوغل فيها، قصد استهداف كتائب المقاومة هناك، وهذا يؤشر إلى أن المقاومة الفلسطينية مازالت تحتفظ بتماسك هيكلي وتنظيمي كبيرين في قطاع غزة، وأن قدرتها على ضرب تل أبيب وعمق اﻷراضي الفلسطينية المحتلة مازال ممكنا، بالرغم من الحصار المطبق الذي قامت به قوات الجيش الإسرائيلي على كل أنحاء القطاع، وادعت أنها قامت بالقضاء على "أغلب" هيكلة المقاومة الفلسطينية في غزة، وخصوصا في خان يونس التي تتعرض منذ أشهر لهجوم إسرائيلي كاسح كانت حصيلته مئات الشهداء وآلاف الجرحى.

ولهذا الهجوم دلالاته السياسية، حيث فضح السردية السياسية للائتلاف الحكومي اليميني في تل أبيب، والذي يتمسك بمواصلة الحرب في القطاع للتوصل للقضاء على المقاومة الفلسطينية وهياكلها، وهو ما يبدو أنه فشل فيه، مع إطلاق هذه الصواريخ، وما سيزيد من الضغط على رئيسه بنيامين نتنياهو في ضرورة الذهاب نحو استكمال مفاوضات صفقة الهدنة يوم الخميس، في وقت زادت عليه الضغوطات في داخل الائتلاف الحكومي سواء من المستوى اﻷمني والعسكري وعلى رأسهم وزير الحرب يؤاف غلانت الذي أكد في آخر اجتماع وزاري أن نتنياهو يعيش "وهم الانتصار" في غزة، فيما تواصل عائلات اﻷسرى الإسرائيليين في غزة احتجاجاتهم في الشوارع مضيفة ضغوطات أخرى على نتنياهو وائتلافه وخصوصا على وزرائه من اليمين الديني إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش الذين أعلنا أنهما سينسحبان من الحكومة إذا ما تم الاتفاق على الهدنة.

بن غفير الذي لم يجد، إلا زيادة صب الزيت على النار باقتحامه المسجد الأقصى مع ألفي مستوطن آخرين لأداء صلوات تلمودية في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل اﻷول، يريد زيادة التصعيد في المنطقة وإشعال حريق شامل فيها، مع احتمالات متصاعدة بحدوث الرد اﻹيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران، وقائد الجناح العسكري لحزب الله فؤاد شكر.

ويبدو أن إطلاق المقاومة الفلسطينية لهذه الصواريخ يأتي ليبعث ويوضح رسائل بأن المقاومة الفلسطينية مازالت في "معادلة الردع الإقليمية" إذا ما اشتعل "حريق الحرب في الشرق اﻷوسط"، وأن لها ما يكفي من طول النفس لمواصلة الحرب لأشهر قادمة.