كثير من المواهب الشابة التونسية تواصل رسم هويتها الفنية رغم صعوبة المشوار، إلا أن هناك من أنصفهم الحظ رغم تواضع إمكانياتهم الإبداعية، وهم قلائل، وهناك من افتك مكانه بين الكبار لأنهم راهنوا على نحت مسيرة في المجال الموسيقي مبكرا وٱمنوا بقدراتهم الفنية التي من شأنها أن تسهل عليهم طريق المجازفة والمغامرة واعتلاء أعتى أركاح المسارح...
في ذات السياق، ومن بين الأخبار السارة التي تواردت مؤخرا في وسائل الإعلام داخل وخارج تونس هي برمجة حفلين خاصين للفنانين الشابين نور قمر ومرتضى الفتيتي على مسرح قرطاج الدولي خارج الدورة 58لمهرجان قرطاج الدولي ..
وبين مؤيدين لهذين الاختيارين واعتبارهما استحقاقا فنيا، وبين رافضين على أساس أن مسيرة الفنانين نور ومرتضى لا تتوافق وعراقة مسرح قرطاج، لا بد من التنويه إلى مدى قيمة مشاركة فنانين شبان من حيث التجربة والتعريف بالطاقات والهوية التونسية خارج حدود الوطن، باعتبار أن كل الحفلات المقيمة في المسرح الأثري بقرطاج محل متابعة مكثفة ودقيقة..
ولا نظن أن الساهرين على إحياء الحفلين لا يدركون القيمة الفنية لهذين الشابين.. ليغامروا لمثل هكذا اختيار..
اختيار يمثل حتما مجازفة جريئة وامتحان صعب خاصة لنور قمر التي ستعتلي لاول مرة ركح قرطاج العريق، نرجو أن تتحمل تلك الثقة ولا تخذلها..
ونحسب أن تكون في مستوى انتظارات محبيها لأن نجمة "ذا فويس كيدز" سنة 2016 حين كان عمرها 13سنة استطاعت الوصول إلى المرحلة النهائية بعد إبهار المشاهدين منذ صعودها الركح لأول مرة من خلال "برضاك يا خالقي" لتثبت أن لها قدرات صوتية هائلة فضلا عن شخصيتها المتميزة وثقتها اللامتناهية في طاقتها الإبداعية على الركح.. وها أنها الٱن وقد بلغت 21ربيعا أصبح رصيدها الفني يتمتع بانتاجات شخصية وبعشرات المشاركات في مهرجانات عربية..
نفس الشيء بالنسبة للفنان مرتضى الفتيتي المغني والملحن ومؤلف الأغاني الذي أثبت هوية فنية متجددة خطفت القلوب أقنعت مختلف الفئات العمرية وأثرت في جل الأذواق.. ومرتضى صاحب مشروع "تميروث" واغان حققت نسب قياسية على قناة اليوتيوب على غرار "ما سمعو كلامو" و"الفين كتاب" وغيرها، من حقه كذلك كأي فنان شاب ان يٌمنح شرف اعتلاء أكبر المسارح..
"الصباح" اتصلت بالجامعية والباحثة في الموسيقى عائشة قلالي لمعرفة إن كان اختيار الشابين نور قمر ومرتضى الفتيتي للغناء في حفل خاص بمسرح قرطاج صائبا، فأكدت أن " فكرة منح مسرح قرطاج فرصة لفنانين تونسيين من الشباب فكرة جيدة لأن هذا يشجعهم على التقدم والعمل أكثر وفيه اعتراف وتقدير بمجهوداتهم خاصة بالنسبة لمرتضى الفتيتي الذي أثبت جدارته بأكبر المهرجانات لأنه فنان متجدد وصاحب مشروع وعوّل على مجهوده الشخصي في كتابة موسيقاه وإنتاجها.."
فمرتضى الفتيتي بالنسبة لعائشة القلالي "يمثل ظاهرة موسيقية فريدة في المشهد الموسيقي الحالي لأنه تمكن من فرض نمط خاص به وهذا دليل على أن نجاحه لم يأت صدفة وإنما نتيجة لذكائه وحرفيته في العمل وفي التعامل مع مشروعه الموسيقي بجدية وإيمان مطلق.."
كما ترى محدثتنا أن المهرجانات الكبرى في تونس يجب أن تولي الاهتمام للفنانين الشبان، بل "يجب أن تفتح المهرجانات أبوابها أمام هذه التجارب حتى تقدم نماذج شبابية ناجحة وتجارب موسيقية راقية وجادة ليكونوا مثالا يحتذى، وحتى يقدموا صورة مشرقة عن الموسيقى في تونس باعتبار أن مهرجان قرطاج يتابعه جمهور أجنبي كبير إلى جانب الجمهور التونسي وهو محط أنظار أهل الفن في تونس وخارجها.."
وعن مسألة الجدارة ومدى استحقاق المبدعين الشبان من حيث الاعتلاء على أعتى أركاح المهرجانات تقول الخبيرة في المجال الموسيقي: " من الجيد أن نراجع مفهومنا للاستحقاق في المهرجانات الكبيرة الذي طالما ربطناه بمدة التجربة وطول المسيرة، إذ لا يمكن اليوم أن ينتظر الفنان التونسي مرور عقود من الزمن ليحصل على فرصة الصعود على ركح قرطاج فمن دور المهرجانات التونسية أن تمنح فرصة الظهور بتجارب موسيقية شبابية جادة في إطار الاعتراف بمجهودات أصحابها وتشجيعهم.."
وليد عبد اللاوي
تونس - الصباح
كثير من المواهب الشابة التونسية تواصل رسم هويتها الفنية رغم صعوبة المشوار، إلا أن هناك من أنصفهم الحظ رغم تواضع إمكانياتهم الإبداعية، وهم قلائل، وهناك من افتك مكانه بين الكبار لأنهم راهنوا على نحت مسيرة في المجال الموسيقي مبكرا وٱمنوا بقدراتهم الفنية التي من شأنها أن تسهل عليهم طريق المجازفة والمغامرة واعتلاء أعتى أركاح المسارح...
في ذات السياق، ومن بين الأخبار السارة التي تواردت مؤخرا في وسائل الإعلام داخل وخارج تونس هي برمجة حفلين خاصين للفنانين الشابين نور قمر ومرتضى الفتيتي على مسرح قرطاج الدولي خارج الدورة 58لمهرجان قرطاج الدولي ..
وبين مؤيدين لهذين الاختيارين واعتبارهما استحقاقا فنيا، وبين رافضين على أساس أن مسيرة الفنانين نور ومرتضى لا تتوافق وعراقة مسرح قرطاج، لا بد من التنويه إلى مدى قيمة مشاركة فنانين شبان من حيث التجربة والتعريف بالطاقات والهوية التونسية خارج حدود الوطن، باعتبار أن كل الحفلات المقيمة في المسرح الأثري بقرطاج محل متابعة مكثفة ودقيقة..
ولا نظن أن الساهرين على إحياء الحفلين لا يدركون القيمة الفنية لهذين الشابين.. ليغامروا لمثل هكذا اختيار..
اختيار يمثل حتما مجازفة جريئة وامتحان صعب خاصة لنور قمر التي ستعتلي لاول مرة ركح قرطاج العريق، نرجو أن تتحمل تلك الثقة ولا تخذلها..
ونحسب أن تكون في مستوى انتظارات محبيها لأن نجمة "ذا فويس كيدز" سنة 2016 حين كان عمرها 13سنة استطاعت الوصول إلى المرحلة النهائية بعد إبهار المشاهدين منذ صعودها الركح لأول مرة من خلال "برضاك يا خالقي" لتثبت أن لها قدرات صوتية هائلة فضلا عن شخصيتها المتميزة وثقتها اللامتناهية في طاقتها الإبداعية على الركح.. وها أنها الٱن وقد بلغت 21ربيعا أصبح رصيدها الفني يتمتع بانتاجات شخصية وبعشرات المشاركات في مهرجانات عربية..
نفس الشيء بالنسبة للفنان مرتضى الفتيتي المغني والملحن ومؤلف الأغاني الذي أثبت هوية فنية متجددة خطفت القلوب أقنعت مختلف الفئات العمرية وأثرت في جل الأذواق.. ومرتضى صاحب مشروع "تميروث" واغان حققت نسب قياسية على قناة اليوتيوب على غرار "ما سمعو كلامو" و"الفين كتاب" وغيرها، من حقه كذلك كأي فنان شاب ان يٌمنح شرف اعتلاء أكبر المسارح..
"الصباح" اتصلت بالجامعية والباحثة في الموسيقى عائشة قلالي لمعرفة إن كان اختيار الشابين نور قمر ومرتضى الفتيتي للغناء في حفل خاص بمسرح قرطاج صائبا، فأكدت أن " فكرة منح مسرح قرطاج فرصة لفنانين تونسيين من الشباب فكرة جيدة لأن هذا يشجعهم على التقدم والعمل أكثر وفيه اعتراف وتقدير بمجهوداتهم خاصة بالنسبة لمرتضى الفتيتي الذي أثبت جدارته بأكبر المهرجانات لأنه فنان متجدد وصاحب مشروع وعوّل على مجهوده الشخصي في كتابة موسيقاه وإنتاجها.."
فمرتضى الفتيتي بالنسبة لعائشة القلالي "يمثل ظاهرة موسيقية فريدة في المشهد الموسيقي الحالي لأنه تمكن من فرض نمط خاص به وهذا دليل على أن نجاحه لم يأت صدفة وإنما نتيجة لذكائه وحرفيته في العمل وفي التعامل مع مشروعه الموسيقي بجدية وإيمان مطلق.."
كما ترى محدثتنا أن المهرجانات الكبرى في تونس يجب أن تولي الاهتمام للفنانين الشبان، بل "يجب أن تفتح المهرجانات أبوابها أمام هذه التجارب حتى تقدم نماذج شبابية ناجحة وتجارب موسيقية راقية وجادة ليكونوا مثالا يحتذى، وحتى يقدموا صورة مشرقة عن الموسيقى في تونس باعتبار أن مهرجان قرطاج يتابعه جمهور أجنبي كبير إلى جانب الجمهور التونسي وهو محط أنظار أهل الفن في تونس وخارجها.."
وعن مسألة الجدارة ومدى استحقاق المبدعين الشبان من حيث الاعتلاء على أعتى أركاح المهرجانات تقول الخبيرة في المجال الموسيقي: " من الجيد أن نراجع مفهومنا للاستحقاق في المهرجانات الكبيرة الذي طالما ربطناه بمدة التجربة وطول المسيرة، إذ لا يمكن اليوم أن ينتظر الفنان التونسي مرور عقود من الزمن ليحصل على فرصة الصعود على ركح قرطاج فمن دور المهرجانات التونسية أن تمنح فرصة الظهور بتجارب موسيقية شبابية جادة في إطار الاعتراف بمجهودات أصحابها وتشجيعهم.."