واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائمه المتتالية التي تستهدف المدنيين العزل في قطاع غزة، بعد استهدافه للمدنيين في مدرسة التابعين بحي الدرج شمال القطاع.
وتعتبر هذه المجزرة استمرارا لسلسلة من المجازر التي استهدفت المدنيين النازحين من منازلهم إلى مناطق الإيواء التي تعتبر حسب القانون الدولي والاتفاقيات الدولية والمواثيق الأممية أماكن يجب ألا يشملها إطلاق النار بين الأطراف المتقاتلة.
وتأتي هذه المجزرة بعد يوم واحد فقط من دعوة ثلاثي الوساطة" (الولايات المتحدة ومصر وقطر) لجولة جديدة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي الذي وافقت حكومته عليها، بعد ضغط أمريكي دبلوماسي و"رشوة" سياسية تمثلت في السماح بصرف 3 مليارات دولار لشراء أسلحة أمريكية، لاستعمالها في استهداف المدنيين في القطاع.
على الأقل هذا ما دلت عليه المجزرة الأخيرة التي استعملت فيها قنابل قيل إنها ذكية وتصيب أهدافها بدقة، إلا أن هذه الأهداف اتضح أنها في أغلبها مدنية وجلها أطفال ونساء، وهو نفس السيناريو الذي حدث في مجزرة النواصي في خان يونس وقبلها في استهداف مخيم نازحين في رفح، ومثلها في استهداف المستشفيات.
ولعل هذه المجزرة تأتي لتؤشر على التوجه السياسي الإسرائيلي ورغبته في "التصعيد العسكري"، ورضوخه للابتزاز اليمين الديني الصهيوني الذي يعتبر الوزراء الممثلين له في الائتلاف الحكومي للاحتلال عقله المدبر، والماسكين بتلابيب قراره السياسي خصوصا مع تهديدهم المتواصل بإسقاط الحكومة التي يرأسها زعيم الليكود بنيامين نتنياهو الذي يواجه مستقبلا سياسيا غامضا ونفقا مظلما خارج كرسي الحكم قد يقوده إلى السجن.
وغير بعيد من ذلك، فإن هذا الاتجاه قد يقود إلى إشعال حطب حرب لن تنطفئ في المنطقة، خصوصا إذا ما بدأت إيران بـ"الثأر" لاغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر، ودخول المنطقة في دوامة الرد والرد المقابل.
إن نتنياهو يسعى لمثل هذا السيناريو، وهي الحرب الواسعة وجر الولايات المتحدة لهذا المربع، وهو ما لا يريده الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يسعى للخروج من البيت الأبيض باتفاق سلام "يدخله التاريخ" كرئيس يسعى للسلام، في وقت يبدو أن نتنياهو يتطلع الى ربح الوقت حتى نوفمبر القادم، لعل المرشح الجمهوري دونالد ترامب يصعد للسلطة، ويفتح لتل أبيب أبواب مخازن البنتاغون على مصراعيها لـ"استكمال المهمة" كما ردد في مناظرته الأخيرة مع بايدن.
تبدو فرص تحقيق اختراق في المفاوضات بين المقاومة والاحتلال صعبة للغاية بعد هذه المجزرة، بالرغم من أن المقاومة لن توقف المفاوضات، وبالرغم من موافقة نتنياهو على إرسال وفد تفاوضي– والذي يأتي في إطار مناورة سياسية لترضية المستويين الأمني والعسكري وأهالي الأسرى والمعارضة الإسرائيلية- وأن الهدف الأساسي للاحتلال هو الهروب إلى الأمام وزيادة إشعال المنطقة حتى تكشف صناديق الاقتراع في الخامس من نوفمبر القادم عن الساكن الجديد للبيت الأبيض، خصوصا وأن نتنياهو أدرك أن الأهداف من الحرب على غزة لن تتحقق بعد 10 أشهر من بدايتها.
بقلم: نزار مقني
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائمه المتتالية التي تستهدف المدنيين العزل في قطاع غزة، بعد استهدافه للمدنيين في مدرسة التابعين بحي الدرج شمال القطاع.
وتعتبر هذه المجزرة استمرارا لسلسلة من المجازر التي استهدفت المدنيين النازحين من منازلهم إلى مناطق الإيواء التي تعتبر حسب القانون الدولي والاتفاقيات الدولية والمواثيق الأممية أماكن يجب ألا يشملها إطلاق النار بين الأطراف المتقاتلة.
وتأتي هذه المجزرة بعد يوم واحد فقط من دعوة ثلاثي الوساطة" (الولايات المتحدة ومصر وقطر) لجولة جديدة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي الذي وافقت حكومته عليها، بعد ضغط أمريكي دبلوماسي و"رشوة" سياسية تمثلت في السماح بصرف 3 مليارات دولار لشراء أسلحة أمريكية، لاستعمالها في استهداف المدنيين في القطاع.
على الأقل هذا ما دلت عليه المجزرة الأخيرة التي استعملت فيها قنابل قيل إنها ذكية وتصيب أهدافها بدقة، إلا أن هذه الأهداف اتضح أنها في أغلبها مدنية وجلها أطفال ونساء، وهو نفس السيناريو الذي حدث في مجزرة النواصي في خان يونس وقبلها في استهداف مخيم نازحين في رفح، ومثلها في استهداف المستشفيات.
ولعل هذه المجزرة تأتي لتؤشر على التوجه السياسي الإسرائيلي ورغبته في "التصعيد العسكري"، ورضوخه للابتزاز اليمين الديني الصهيوني الذي يعتبر الوزراء الممثلين له في الائتلاف الحكومي للاحتلال عقله المدبر، والماسكين بتلابيب قراره السياسي خصوصا مع تهديدهم المتواصل بإسقاط الحكومة التي يرأسها زعيم الليكود بنيامين نتنياهو الذي يواجه مستقبلا سياسيا غامضا ونفقا مظلما خارج كرسي الحكم قد يقوده إلى السجن.
وغير بعيد من ذلك، فإن هذا الاتجاه قد يقود إلى إشعال حطب حرب لن تنطفئ في المنطقة، خصوصا إذا ما بدأت إيران بـ"الثأر" لاغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر، ودخول المنطقة في دوامة الرد والرد المقابل.
إن نتنياهو يسعى لمثل هذا السيناريو، وهي الحرب الواسعة وجر الولايات المتحدة لهذا المربع، وهو ما لا يريده الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يسعى للخروج من البيت الأبيض باتفاق سلام "يدخله التاريخ" كرئيس يسعى للسلام، في وقت يبدو أن نتنياهو يتطلع الى ربح الوقت حتى نوفمبر القادم، لعل المرشح الجمهوري دونالد ترامب يصعد للسلطة، ويفتح لتل أبيب أبواب مخازن البنتاغون على مصراعيها لـ"استكمال المهمة" كما ردد في مناظرته الأخيرة مع بايدن.
تبدو فرص تحقيق اختراق في المفاوضات بين المقاومة والاحتلال صعبة للغاية بعد هذه المجزرة، بالرغم من أن المقاومة لن توقف المفاوضات، وبالرغم من موافقة نتنياهو على إرسال وفد تفاوضي– والذي يأتي في إطار مناورة سياسية لترضية المستويين الأمني والعسكري وأهالي الأسرى والمعارضة الإسرائيلية- وأن الهدف الأساسي للاحتلال هو الهروب إلى الأمام وزيادة إشعال المنطقة حتى تكشف صناديق الاقتراع في الخامس من نوفمبر القادم عن الساكن الجديد للبيت الأبيض، خصوصا وأن نتنياهو أدرك أن الأهداف من الحرب على غزة لن تتحقق بعد 10 أشهر من بدايتها.