إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بالبنط العريض.. في سيناريوهات "الانتقام"

 

بقلم: نزار مقني
لم تثن الاتصالات والوساطات الدبلوماسية، ولا حتى التطمينات الأمريكية حول قرب التوصل الى "اتفاق هدنة"، الأطراف المحسوبة على "محور المقاومة" على الخروج للتوعد بقرب حصول "الثأر" لدم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، وقائد "حزب الله" العسكري فؤاد شكر.
فعلى امتداد أكثر من أسبوع منذ اغتيال هنية في طهران –في عملية استخباراتية تحمل بصمات جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية الموساد- خرجت كل قيادات المحور، بمعدل ظهور كل يومين، لتوعد إسرائيل بالويل والثبور، وأنها تستعد لعمليات انتقامية ليست كالمرات الماضية. وحتى وإن كانت كل السردية الخطابية لهذا المحور، تمحورت في مجملها حول معاجم الثأر والانتقام، إلا أنها تجاهلت مواعيد الرد، أو حتى طريقته، وعدت ذلك من باب المفاجآت التي يجب على الاحتلال وجيشه الاستعداد لها، وهو ما يؤشر إلى أن هذا المحور يحاول اللعب على أوتار السياسة الداخلية للكيان مجددا للضغط على رئيس وزرائه والتيار اليميني لحكومته، خصوصا وأن أخبار الرد واتجاهاه ساهمت في ظهور بوادر انكماش اقتصادي بدأت تجلياته تظهر على انخفاض أسعار السهم في البورصات الدولية وتلقي ظلالها على أسعار المحروقات وخاصة النفط الذي هوت أثمانه مع انخفاض الطلب وتخبطه مع أخبار الاستعدادات للانتقام الإيراني لاغتيال هنية، وانعكاساته على المنطقة –التي تعتبر مصدر الطاقة للعالم- التي يمكن أن تشهد حريقا يشل المنطقة ومن خلفها الاقتصاد الدولي.
وبالرغم من أن هذا الانتظار للرد الإيراني و"محور المقاومة" على الاغتيالات له تداعيات المباشرة على الاقتصاد الدولي، إلا أنه بالمثل ستكون له انعكاسات على إيران، التي فتحت مؤخرا صفحة جديدة سياسيا بانتخاب رئيس إصلاحي حملت رسائله بالانفتاح على الغرب مؤشرات نجاحه في الاستحقاق الانتخابي، مما قد يؤثر على مستوى الرد الإيراني على اغتيال هنية وشكر، ويثني إيران على أن تكون ردة فعلها أكثر حدة من استهداف تل أبيب لقنصليتها في دمشق أفريل الماضي، وأقل مما يتوقعه المتابعون بأنها ستكون ضربة شاملة، وتكون فيها حتى المرافق المدنية أهدافا مشروعة للصواريخ الإيرانية ومسيراتها، على أنها من الممكن أن تشمل بنى تحتية اقتصادية حيوية مثل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في حيفا ومحطات تحلية المياه الموجودة على الساحل المتوسط.
ويبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحا في رد "محور المقاومة"، سيكون الاتجاه نحو "الانتقامات المنفردة"، أي أن كل محور من المحاور سيكون له رده في الزمان والمكان المحددين، ولن يكون الرد جماعيا تجنبا لتداعيات اشتعال حرب شاملة في الشرق الأوسط وهو ما لا تريده كل الأطراف المتداخلة في هذا الصراع.
ولعل مثل هذا السيناريو قد تكون له تداعياته على الداخل الإسرائيلي، فهو فضلا عن أنه لن يكون مستمرا في الزمان ولا في المكان، إلا أن مصدره سيكون معروفا ولكن دون معرفة أهدافه، وهو ما قد يرهق المستويين الأمني والعسكري في إسرائيل في عملهما على معرفتها وكيفية تحريك منظومات الدفاع الجوي بمختلف مستوياتها (منظومة أرو للصواريخ البالستية ومنظومات القبة الحديدية للتصدي للصواريخ والقذائف متوسطة وقصيرة المدى).
هذا ما قد يجبر تل أبيب على الانتظار أكثر ومما قد يساهم في زيادة التأزم الاجتماعي في إسرائيل ضد نتنياهو، الذي أخذت أسهمه في الصعود مؤخرا بعد الاغتيالات المتتالية، التي نفذت في غزة ولبنان وإيران، والتي غطت أنباؤها على الهزائم العسكرية التي مني بها جيش الاحتلال في غزة ضد المقاومة الفلسطينية.

بالبنط العريض..   في سيناريوهات "الانتقام"

 

بقلم: نزار مقني
لم تثن الاتصالات والوساطات الدبلوماسية، ولا حتى التطمينات الأمريكية حول قرب التوصل الى "اتفاق هدنة"، الأطراف المحسوبة على "محور المقاومة" على الخروج للتوعد بقرب حصول "الثأر" لدم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، وقائد "حزب الله" العسكري فؤاد شكر.
فعلى امتداد أكثر من أسبوع منذ اغتيال هنية في طهران –في عملية استخباراتية تحمل بصمات جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية الموساد- خرجت كل قيادات المحور، بمعدل ظهور كل يومين، لتوعد إسرائيل بالويل والثبور، وأنها تستعد لعمليات انتقامية ليست كالمرات الماضية. وحتى وإن كانت كل السردية الخطابية لهذا المحور، تمحورت في مجملها حول معاجم الثأر والانتقام، إلا أنها تجاهلت مواعيد الرد، أو حتى طريقته، وعدت ذلك من باب المفاجآت التي يجب على الاحتلال وجيشه الاستعداد لها، وهو ما يؤشر إلى أن هذا المحور يحاول اللعب على أوتار السياسة الداخلية للكيان مجددا للضغط على رئيس وزرائه والتيار اليميني لحكومته، خصوصا وأن أخبار الرد واتجاهاه ساهمت في ظهور بوادر انكماش اقتصادي بدأت تجلياته تظهر على انخفاض أسعار السهم في البورصات الدولية وتلقي ظلالها على أسعار المحروقات وخاصة النفط الذي هوت أثمانه مع انخفاض الطلب وتخبطه مع أخبار الاستعدادات للانتقام الإيراني لاغتيال هنية، وانعكاساته على المنطقة –التي تعتبر مصدر الطاقة للعالم- التي يمكن أن تشهد حريقا يشل المنطقة ومن خلفها الاقتصاد الدولي.
وبالرغم من أن هذا الانتظار للرد الإيراني و"محور المقاومة" على الاغتيالات له تداعيات المباشرة على الاقتصاد الدولي، إلا أنه بالمثل ستكون له انعكاسات على إيران، التي فتحت مؤخرا صفحة جديدة سياسيا بانتخاب رئيس إصلاحي حملت رسائله بالانفتاح على الغرب مؤشرات نجاحه في الاستحقاق الانتخابي، مما قد يؤثر على مستوى الرد الإيراني على اغتيال هنية وشكر، ويثني إيران على أن تكون ردة فعلها أكثر حدة من استهداف تل أبيب لقنصليتها في دمشق أفريل الماضي، وأقل مما يتوقعه المتابعون بأنها ستكون ضربة شاملة، وتكون فيها حتى المرافق المدنية أهدافا مشروعة للصواريخ الإيرانية ومسيراتها، على أنها من الممكن أن تشمل بنى تحتية اقتصادية حيوية مثل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في حيفا ومحطات تحلية المياه الموجودة على الساحل المتوسط.
ويبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحا في رد "محور المقاومة"، سيكون الاتجاه نحو "الانتقامات المنفردة"، أي أن كل محور من المحاور سيكون له رده في الزمان والمكان المحددين، ولن يكون الرد جماعيا تجنبا لتداعيات اشتعال حرب شاملة في الشرق الأوسط وهو ما لا تريده كل الأطراف المتداخلة في هذا الصراع.
ولعل مثل هذا السيناريو قد تكون له تداعياته على الداخل الإسرائيلي، فهو فضلا عن أنه لن يكون مستمرا في الزمان ولا في المكان، إلا أن مصدره سيكون معروفا ولكن دون معرفة أهدافه، وهو ما قد يرهق المستويين الأمني والعسكري في إسرائيل في عملهما على معرفتها وكيفية تحريك منظومات الدفاع الجوي بمختلف مستوياتها (منظومة أرو للصواريخ البالستية ومنظومات القبة الحديدية للتصدي للصواريخ والقذائف متوسطة وقصيرة المدى).
هذا ما قد يجبر تل أبيب على الانتظار أكثر ومما قد يساهم في زيادة التأزم الاجتماعي في إسرائيل ضد نتنياهو، الذي أخذت أسهمه في الصعود مؤخرا بعد الاغتيالات المتتالية، التي نفذت في غزة ولبنان وإيران، والتي غطت أنباؤها على الهزائم العسكرية التي مني بها جيش الاحتلال في غزة ضد المقاومة الفلسطينية.