كانت الأصداء حول المنتدى الأول للكفاءات الوطنية بالخارج الذي انتظم على امتداد يومي 6 و7 أوت الجاري ببادرة من وزارة الشؤون الخارجية ودارت أشغاله بمقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بالعاصمة، (واكبته الصباح) جيدة جدا، إذ كان الحضور مهما وتمت مناقشة أفكار ومقترحات عملية يمكنها، إن تم تطبيقها أو جزء منها أن تساعد على التقليص من حجم المسافة بين مواطنينا بالخارج وأرض الوطن.
وقد تلخصت أشغال اليوم الأول للمنتدى الذي انتظم تحت إشراف رئيس الجمهورية وشارك فيه عدد كبير من الكفاءات الوطنية بالخارج وشهد حضور عدد من أعضاء الحكومة واختتم أمس بندوة صحفية لوزير الشؤون الخارجية، حول أهمية دور مواطنينا بالخارج وكيفية توسيع دائرة مشاركتهم في تطوير بلادهم والاستفادة من وجودهم في بلدان الاستقبال لخدمة قضايا الوطن.
ولنا أن نشير إلى أنه ظلت دائما هناك حلقة مفقودة في علاقتنا مع مواطنينا بالخارج، لذلك عندما نتحدث عن المسافات فإننا لا نعني بالضرورة، الجغرافيا، فهي قضية محسومة مع التطور الهائل للاتصالات والمواصلات، الذي حولت العالم كما يقول خبراء الاتصال، إلى قرية كونية، وإنما نعني الحواجز المادية والمعنوية التي كانت دائما تقف حائلا دون إقامة علاقة بناءة بين الطرفين.
وما يثير الاستغراب هو استمرار التعامل مع المواطنين بالخارج بنفس الأسلوب رغم طول السنين والتغييرات الكبيرة التي حصلت. فمعلوم أننا اليوم أمام أجيال للهجرة ولا يمكن التعامل مع الأجيال الجديدة بنفس أسلوب التعامل مع الأجيال السابقة. ولا ننسى أن جزءا من جالياتنا بالخارج الموزعة اليوم على القارات الخمس تقريبا، يتكون من كفاءات شابة في مختلف الاختصاصات العلمية والتكنولوجية لكن لا نعتقد أن البلاد عرفت كيف تستفيد منها بالشكل الأمثل. كل هؤلاء أو جلهم على الأقل تربطهم علاقة وجدانية بالبلاد ولا نخال أنهم يترددون في خدمة وطنهم لكن علينا أن نتفهم أننا إزاء عقليات مختلفة على الأقل فيما يتعلق بالأجيال الجديدة للهجرة وأن الدولة مطالبة بتغيير أسلوبها في التعامل مع مواطنيها بالخارج وأن تؤسس نوعية جديدة من العلاقة تحول دون تلك العادة في التعامل معهم بطريقة آلية وكأنهم مجرد مصدر للعملة الصعبة أو تلتجئ إليهم في الأوقات الصعبة.
لا ننكر أن هناك جهودا تقوم بها الدولة لفائدة توطيد العلاقة بين المهاجرين وأرض الوطن، لكن يمكن بطبيعة الحال للدولة أن تقدم المزيد تماما مثلما تطالب مواطنينا بالخارج بتقديم المزيد.
ونعتقد أن أهمية المنتدى المذكور والذي اكتسى طابعا احتفاليا بالكفاءات الوطنية بالخارج وإضافة إلى النقاشات وورشات العمل والتوصيات، تكمن في أنه ربما يساعد على بناء علاقة جديدة بين الطرفين. والحضور الرسمي الهام (أعضاء بالحكومة ومحافظ البنك المركزي وغيرهم) يحمل رمزية واضحة وهو يوجه رسالة إلى مواطنينا بالخارج مفادها أن تونس تبنى بسواعد أبنائها وبفكرهم سواء كانوا بالداخل أو الخارج.
طبعا الوعود كثيرة التي خرج بها المشاركون في المنتدى الذي من المنتظر أن يكون دوريا (سنويا) وفق ما أشار إليه وزير الخارجية نبيل عمار لدى اختتامه الأشغال، وكثيرا ما تكون الوعود كثيرة في مثل هذه المناسبات، لكن المهم أننا وضعنا حجر الأساس لبناء علاقة جديدة مع مواطنينا بالخارج ومع كفاءاتنا بالهجرة، يفتح فيها المجال للاستماع لصوتهم ولهواجسهم وأفكارهم ويقع فيهما تمكينهم من المشاركة في بناء مستقبل تونس بصفة مباشرة، أي كانت المسافات.
حياة السايب
كانت الأصداء حول المنتدى الأول للكفاءات الوطنية بالخارج الذي انتظم على امتداد يومي 6 و7 أوت الجاري ببادرة من وزارة الشؤون الخارجية ودارت أشغاله بمقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بالعاصمة، (واكبته الصباح) جيدة جدا، إذ كان الحضور مهما وتمت مناقشة أفكار ومقترحات عملية يمكنها، إن تم تطبيقها أو جزء منها أن تساعد على التقليص من حجم المسافة بين مواطنينا بالخارج وأرض الوطن.
وقد تلخصت أشغال اليوم الأول للمنتدى الذي انتظم تحت إشراف رئيس الجمهورية وشارك فيه عدد كبير من الكفاءات الوطنية بالخارج وشهد حضور عدد من أعضاء الحكومة واختتم أمس بندوة صحفية لوزير الشؤون الخارجية، حول أهمية دور مواطنينا بالخارج وكيفية توسيع دائرة مشاركتهم في تطوير بلادهم والاستفادة من وجودهم في بلدان الاستقبال لخدمة قضايا الوطن.
ولنا أن نشير إلى أنه ظلت دائما هناك حلقة مفقودة في علاقتنا مع مواطنينا بالخارج، لذلك عندما نتحدث عن المسافات فإننا لا نعني بالضرورة، الجغرافيا، فهي قضية محسومة مع التطور الهائل للاتصالات والمواصلات، الذي حولت العالم كما يقول خبراء الاتصال، إلى قرية كونية، وإنما نعني الحواجز المادية والمعنوية التي كانت دائما تقف حائلا دون إقامة علاقة بناءة بين الطرفين.
وما يثير الاستغراب هو استمرار التعامل مع المواطنين بالخارج بنفس الأسلوب رغم طول السنين والتغييرات الكبيرة التي حصلت. فمعلوم أننا اليوم أمام أجيال للهجرة ولا يمكن التعامل مع الأجيال الجديدة بنفس أسلوب التعامل مع الأجيال السابقة. ولا ننسى أن جزءا من جالياتنا بالخارج الموزعة اليوم على القارات الخمس تقريبا، يتكون من كفاءات شابة في مختلف الاختصاصات العلمية والتكنولوجية لكن لا نعتقد أن البلاد عرفت كيف تستفيد منها بالشكل الأمثل. كل هؤلاء أو جلهم على الأقل تربطهم علاقة وجدانية بالبلاد ولا نخال أنهم يترددون في خدمة وطنهم لكن علينا أن نتفهم أننا إزاء عقليات مختلفة على الأقل فيما يتعلق بالأجيال الجديدة للهجرة وأن الدولة مطالبة بتغيير أسلوبها في التعامل مع مواطنيها بالخارج وأن تؤسس نوعية جديدة من العلاقة تحول دون تلك العادة في التعامل معهم بطريقة آلية وكأنهم مجرد مصدر للعملة الصعبة أو تلتجئ إليهم في الأوقات الصعبة.
لا ننكر أن هناك جهودا تقوم بها الدولة لفائدة توطيد العلاقة بين المهاجرين وأرض الوطن، لكن يمكن بطبيعة الحال للدولة أن تقدم المزيد تماما مثلما تطالب مواطنينا بالخارج بتقديم المزيد.
ونعتقد أن أهمية المنتدى المذكور والذي اكتسى طابعا احتفاليا بالكفاءات الوطنية بالخارج وإضافة إلى النقاشات وورشات العمل والتوصيات، تكمن في أنه ربما يساعد على بناء علاقة جديدة بين الطرفين. والحضور الرسمي الهام (أعضاء بالحكومة ومحافظ البنك المركزي وغيرهم) يحمل رمزية واضحة وهو يوجه رسالة إلى مواطنينا بالخارج مفادها أن تونس تبنى بسواعد أبنائها وبفكرهم سواء كانوا بالداخل أو الخارج.
طبعا الوعود كثيرة التي خرج بها المشاركون في المنتدى الذي من المنتظر أن يكون دوريا (سنويا) وفق ما أشار إليه وزير الخارجية نبيل عمار لدى اختتامه الأشغال، وكثيرا ما تكون الوعود كثيرة في مثل هذه المناسبات، لكن المهم أننا وضعنا حجر الأساس لبناء علاقة جديدة مع مواطنينا بالخارج ومع كفاءاتنا بالهجرة، يفتح فيها المجال للاستماع لصوتهم ولهواجسهم وأفكارهم ويقع فيهما تمكينهم من المشاركة في بناء مستقبل تونس بصفة مباشرة، أي كانت المسافات.