انتهت أمس على الساعة السادسة مساء فترة قبول الترشحات للانتخابات الرئاسية المنتظرة ليوم 6 أكتوبر القادم، وحسب آخر الأرقام لم يتقدم طيلة المهلة المحددة لقبول الترشحات وهي سبعة أيام سوى 17 مترشحا سلموا ملفاتهم إلى الهيئة بعضها منقوصة من شرط من الشروط على الأقل وسيتم الإعلان عن قائمة المترشحين الذين تم قبول ملفاتهم أوليًا يوم 11 أوت الجاري على أن تكشف الهيئة عن القائمة النهائية للمتنافسين على كرسي قرطاج يوم 4 سبتمبر المقبل بعد استكمال مرحلة الطعون أمام المحكمة الإدارية من قبل المترشحين الذين رفضت مطالبهم أوليًا.
وبعيدا عن الاتهامات الصادرة عن عدد من المترشحين بوجود تضييقات إدارية منعتهم من استيفاء شروط الترشح ووجود انتهاكات وتجاوزات طالتهم وفرق حملاتهم الانتخابية من ذلك ما يتعلق بتمكينهم من بطاقة السجل العدلي (بطاقة عدد3) والتضييق وهرسلة المكلفين بجمع التزكيات التي وجب أن تصل إلى 10 آلاف مع شروط أخرى وصفت بالتعجيزية، هذا إلى جانب وجود عدد من المترشحين في السجن أو محلّ تتبّعات قضائية، فإن بلوغ نوايا الترشح المعلنة رقم الـ114، وهو عدد من قاموا بسحب استمارة التزكيات، قلّص بشكل كبير من أهمية هذه الانتخابات وجديتها خاصة أن جل الترشحات كانت فلكلورية يفتقد أصحابها لكل المقومات المخولة للمنافسة على الحكم ولكل تاريخ أو حاضر سياسي ولأبسط المقومات التي يمكن أن تخول لصاحبها الجلوس على كرسي قرطاج وهو ما مسّ حقيقة من أهمية هذا الاستحقاق الانتخابي المهم.
وجود عدد كبير من الترشحات التي تفتقر إلى الجدية المطلوبة، يعني أن عددا كبيراً من المرشحين لم يكن يسعى فعلياً إلى خوض غمار الانتخابات فما بالك بالفوز بها، بل كان هدفهم الرئيسي هو البروز والظهور الإعلامي واستغلال الحملة الانتخابية كمنصة لجذب الأنظار وتحقيق نوع من الشهرة السريعة أو تحقيق مصالح شخصية.
كما أن بعض نوايا الترشح كانت تكتيكية بالأساس حيث أن بعض المرشحين كانت لهم أهداف سياسية غير مباشرة، مثل التأثير على مسار الانتخابات أو على المرشحين الرئيسيين هذا إلى جانب أن البعض حاول استغلال فرصة الترشح للتعبير عن مواقف معينة وآراء سياسية واجتماعية، حتى وإن كانوا يدركون أنهم لن يستوفوا الشروط ولن يتمكنوا من المنافسة...
هذه الترشحات الفلكلورية، وهي ظاهرة لا تقتصر على تونس بل تعرفها كل الانتخابات في العالم، قد تؤدي إلى المس من جدية العملية الانتخابية وإرباك الناخبين وتشويه صورة العملية الانتخابية وإضعاف الثقة في النظام الانتخابي ككل إلى جانب تشتت الأصوات في صورة الوصول إلى المراحل الأخيرة من الاقتراع وهو ما من شأنه أن يؤثر على نتائج الانتخابات بشكل غير متوقع.
إن هدف الجميع اليوم هو المضي قدما في مسار الديمقراطية الذي انطلقت فيه البلاد بعيد الثورة بما في ذلك النجاح في تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة يتساوى فيها الجميع للوصول إلى موعد 6 أكتوبر وما بعده بأمان وهو ما يتطلب تعاوناً مشتركاً من جميع الأطراف المعنية.
سفيان رجب
انتهت أمس على الساعة السادسة مساء فترة قبول الترشحات للانتخابات الرئاسية المنتظرة ليوم 6 أكتوبر القادم، وحسب آخر الأرقام لم يتقدم طيلة المهلة المحددة لقبول الترشحات وهي سبعة أيام سوى 17 مترشحا سلموا ملفاتهم إلى الهيئة بعضها منقوصة من شرط من الشروط على الأقل وسيتم الإعلان عن قائمة المترشحين الذين تم قبول ملفاتهم أوليًا يوم 11 أوت الجاري على أن تكشف الهيئة عن القائمة النهائية للمتنافسين على كرسي قرطاج يوم 4 سبتمبر المقبل بعد استكمال مرحلة الطعون أمام المحكمة الإدارية من قبل المترشحين الذين رفضت مطالبهم أوليًا.
وبعيدا عن الاتهامات الصادرة عن عدد من المترشحين بوجود تضييقات إدارية منعتهم من استيفاء شروط الترشح ووجود انتهاكات وتجاوزات طالتهم وفرق حملاتهم الانتخابية من ذلك ما يتعلق بتمكينهم من بطاقة السجل العدلي (بطاقة عدد3) والتضييق وهرسلة المكلفين بجمع التزكيات التي وجب أن تصل إلى 10 آلاف مع شروط أخرى وصفت بالتعجيزية، هذا إلى جانب وجود عدد من المترشحين في السجن أو محلّ تتبّعات قضائية، فإن بلوغ نوايا الترشح المعلنة رقم الـ114، وهو عدد من قاموا بسحب استمارة التزكيات، قلّص بشكل كبير من أهمية هذه الانتخابات وجديتها خاصة أن جل الترشحات كانت فلكلورية يفتقد أصحابها لكل المقومات المخولة للمنافسة على الحكم ولكل تاريخ أو حاضر سياسي ولأبسط المقومات التي يمكن أن تخول لصاحبها الجلوس على كرسي قرطاج وهو ما مسّ حقيقة من أهمية هذا الاستحقاق الانتخابي المهم.
وجود عدد كبير من الترشحات التي تفتقر إلى الجدية المطلوبة، يعني أن عددا كبيراً من المرشحين لم يكن يسعى فعلياً إلى خوض غمار الانتخابات فما بالك بالفوز بها، بل كان هدفهم الرئيسي هو البروز والظهور الإعلامي واستغلال الحملة الانتخابية كمنصة لجذب الأنظار وتحقيق نوع من الشهرة السريعة أو تحقيق مصالح شخصية.
كما أن بعض نوايا الترشح كانت تكتيكية بالأساس حيث أن بعض المرشحين كانت لهم أهداف سياسية غير مباشرة، مثل التأثير على مسار الانتخابات أو على المرشحين الرئيسيين هذا إلى جانب أن البعض حاول استغلال فرصة الترشح للتعبير عن مواقف معينة وآراء سياسية واجتماعية، حتى وإن كانوا يدركون أنهم لن يستوفوا الشروط ولن يتمكنوا من المنافسة...
هذه الترشحات الفلكلورية، وهي ظاهرة لا تقتصر على تونس بل تعرفها كل الانتخابات في العالم، قد تؤدي إلى المس من جدية العملية الانتخابية وإرباك الناخبين وتشويه صورة العملية الانتخابية وإضعاف الثقة في النظام الانتخابي ككل إلى جانب تشتت الأصوات في صورة الوصول إلى المراحل الأخيرة من الاقتراع وهو ما من شأنه أن يؤثر على نتائج الانتخابات بشكل غير متوقع.
إن هدف الجميع اليوم هو المضي قدما في مسار الديمقراطية الذي انطلقت فيه البلاد بعيد الثورة بما في ذلك النجاح في تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة يتساوى فيها الجميع للوصول إلى موعد 6 أكتوبر وما بعده بأمان وهو ما يتطلب تعاوناً مشتركاً من جميع الأطراف المعنية.