بهذه الجملة افتتح وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار المنتدى الوطني للكفاءات التونسية بالخارج، الذي تُنتظم أشغاله يومي 6 و7 أوت الجاري بمقرّ الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس.
هذا المنتدى الذي شهد حضور وزيرة المالية سهام البوغديري نمصية، ووزير تكنولوجيات الاتصال نزار بن ناجي، ومحافظ البنك المركزي فتحي زهير النوري وعدد من سامي مسؤولي الدولة ومشاركة أكثر من 300 كفاءة تونسية مهاجرة من كل أنحاء العالم وفي مختلف الاختصاصات والميادين.
ويعقد هذا المنتدى لأوّل مرّة تحت إشراف رئيس الجمهورية قيس سعيد، "تأكيدًا لاهتمامه الكبير بثروتنا البشريّة الماثلة في جاليتنا المقيمة بالخارج وما تزخر به من كفاءات عُليا وطاقات متنوّعة، فضلًا عن كونها جزءًا عزيزًا لا يتجزّأ من وطننا وجسرا إنسانيّا وثقافيّا يربطه بالبلدان الشّقيقة والصّديقة في القارّات الخمس"، حسب ما أكده عمار خلال كلمته الافتتاحية للمنتدى.
قوة اقتراح فاعلة وقادرة
وبيّن الوزير أن تأسيس هذا المسار الجديد من التواصل مع الكفاءات التونسية بالخارج جاء "لمُواكبة المتغيّرات التي طرأت على عالمنا وعلى طبيعة وتركيبة جاليتنا بالخارج"، مضيفا أن "الهدف الأساسي من ذلك هو بناء شراكة حقيقيّة مع التّونسيّين بالخارج باعتبارهم شُركاء أصيلين في هذا الوطن، وهذه الشّراكة لا يُمكن أن تكون مُستدامة ومُنتجة إلّا بمساهمتهم في اقتراح المقاربات والحلول العمليّة التي يرونها، من واقع خبراتهم وتجاربهم، مُفيدةً لرفع التّحديّات التّنمويّة التي تواجهها تونس وخدمة مصالحها العليا".
ولم يغفل الوزير عن الإشارة الى أن هذا المنتدى ينعقد في الوقت الذي يخضع فيه المشهد الدّولي والعلاقات الدولية إلى تغيّرات جذريّة متسارعة على كل المستويات لها تأثيرات وتداعيات كبيرة على تونس، مما يستوجب استجماع كلّ قواها وأفضل طاقاتها لصيانة أمنها الوطني في جميع أبعاده وحماية مصالحها. وأكّد في هذا الصدد على أنه "من حقّ ومن واجب مُواطنينا بالخارج ذات الكفاءات المتميّزة منها، أن تُساهم في هذا المجهود الوطني وأن تُشكّل عنصرًا هامّا للدّعم والإسناد للمسار الإصلاحي الشّامل الذي انطلق في تونس قبل سنتين".
وأكد في هذا الصدد على أن التونسيين في الخارج يمكن أن يكونوا "القوة الناعمة" لتونس في الخارج من خلال "مزيد التشبيك فيما بينهم واستدامة هذا التّفاعل مع وزارة الشّؤون الخارجيّة والهجرة والتّونسيّين بالخارج وتعزيز الروابط مع بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية، قوة اقتراح فاعلة وقادرة على إبلاغ صوت تونس في جميع بلدان العالم والدفاع عن مصالحها وبما يساعد على تحويل التّحديات إلى فُرصٍ ملموسة للارتقاء ببلادنا في شتّى المجالات. وشدّد على أن تكون صلات جاليتنا في الخارج بتونس أكبر بكثير من وثائق المواطنة والعطل السّنويّة، فهي هُويّة وانتماء ومشروع مستقبل أبنائنا والأجيال المقبلة".
وقال عمار متجها بالكلام إلى الكفاءات التونسية في الخارج "انتم ملاكة في هذه البلاد ومساهمتكم في دعم الوطن هامة جدا".
وعلى صعيد آخر، أكّد الوزير على أن وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج تواصل عملها على مزيد تقديم الإحاطة الضرورية بأبناء جاليتنا بالخارج وتعزيز الروابط معهم لإرساء علاقة ثقة وتعاون بنّاء، وتوفير الدعم والمساندة اللازمين لهم. وأشار في هذا الصدد إلى مبادرة الوزارة بتقديم حزمة من البرامج التي تهدف إلى تحسين الخدمات القنصلية والإدارية، من خلال تطوير المنظومة المعلوماتية للخدمات القنصلية وتفعيل بوابة E-Consulat، وتعزيز الموارد البشرية والمالية لبعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية.
خدمات ودعوات
من جانبه، دعم وزير تكنولوجيات الاتصال نزار بن ناجي في كلمته، ما جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية حيث أشار إلى أنّ وزارته تعمل من خلال المخطط الرقمي لتونس على تنفيذ عديد المشاريع بينها الهوية الرقمية للتونسيين بالخارج.
كما أكد بن ناجي أنّ وزارته تعمل أيضا على تمكين التونسيين بالخارج من استخراج الوثائق وإبرام العقود على الخط، وربط التمثيليات والقنصليات والسفارات التونسية بشبكة خاصة من أجل تقليص الآجال في معالجة الوثائق.
في ذات السياق، أكدت وزيرة المالية سهام البوغديري نمصية، أن الدولة التونسية وضعت العديد من الامتيازات والتحفيزات على ذمة التونسيين بالخارج، خاصة على مستوى الاستثمار في تونس وذلك عبر المساهمة في رأس المال أو عن طريق إحداث شركات.
وقالت الوزيرة، في كلمتها، إن هناك جملة من الامتيازات التي تُشجع التونسيين بالخارج على الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية خاصة التي تهم التنمية الجهوية والفلاحة وغيرها، إضافة إلى التحفيز على الاستثمار في اقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي والابتكار.
وأكدت البوغديري وجود امتيازات لتشجيع التونسيين بالخارج، داعية إياهم إلى الترفيع في تحويلاتهم المالية أو تحويلها إلى رقاع للخزينة العامة وذلك للعمل على التقليص من التداين الخارجي والترفيع من رصيد البلاد من العملة الصعبة.
السر في الانفتاح الاقتصادي
من جانبه، قال رئيس الجمعية التونسية لخريجي المعاهد العليا أمين علولو إن التغيرات الرقمية والتكنولوجية في العالم فرضت تحسين جاذبية البلاد، قائلا “التشريعات الموجودة اليوم في البلاد وضعت منذ أجيال لكن الوضع اليوم تغير ويجب التفكير في عالم مفتوح، خاصة من ناحية الانفتاح الاقتصادي.
وأكد علولو، في تصريح لـ"الصباح"، على أن الكفاءات التونسية بالخارج مدعوة إلى مزيد التنظم وتشبيك العلاقات، مشيرا إلى ضرورة تحسين كل من الخدمات الإدارية والمصرفية ورقمنتها وتذليل كل الصعوبات أمام التونسيين المقيمين بالخارج للاستثمار في تونس.
في ذات السياق، قال رئيس جمعية التعاون والصداقة بين تونس وفرنسا، رائد الشايبي أن هذا المنتدى يمثل مناسبة للتعبير على أن الجالية التونسية بالخارج تمثل قوة اقتصادية وسياسية وخاصة أنها من الممكن أن تصبح قوة دبلوماسية، ولتدعم الدبلوماسية التقليدية.
وأضاف، في تصريح لـ"الصباح" أن للجالية التونسية في الخارج "اتصالات وعلاقات ممكن أن نضعها في خدمة مصلحة تونس في الخارج".
ووجه الشايبي رسالة لرئيس الجمهورية داعيا إياه لإنشاء "مجلس استشاري" متكون من الكفاءات التونسية بالخارج وكذلك من المجتمع المدني في تونس لإبداء الرأي والاقتراحات في كل المجالات كالتربية والشباب، والعمل اليد في اليد من أجل مصلحة تونس".
نزار مقني
بهذه الجملة افتتح وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار المنتدى الوطني للكفاءات التونسية بالخارج، الذي تُنتظم أشغاله يومي 6 و7 أوت الجاري بمقرّ الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس.
هذا المنتدى الذي شهد حضور وزيرة المالية سهام البوغديري نمصية، ووزير تكنولوجيات الاتصال نزار بن ناجي، ومحافظ البنك المركزي فتحي زهير النوري وعدد من سامي مسؤولي الدولة ومشاركة أكثر من 300 كفاءة تونسية مهاجرة من كل أنحاء العالم وفي مختلف الاختصاصات والميادين.
ويعقد هذا المنتدى لأوّل مرّة تحت إشراف رئيس الجمهورية قيس سعيد، "تأكيدًا لاهتمامه الكبير بثروتنا البشريّة الماثلة في جاليتنا المقيمة بالخارج وما تزخر به من كفاءات عُليا وطاقات متنوّعة، فضلًا عن كونها جزءًا عزيزًا لا يتجزّأ من وطننا وجسرا إنسانيّا وثقافيّا يربطه بالبلدان الشّقيقة والصّديقة في القارّات الخمس"، حسب ما أكده عمار خلال كلمته الافتتاحية للمنتدى.
قوة اقتراح فاعلة وقادرة
وبيّن الوزير أن تأسيس هذا المسار الجديد من التواصل مع الكفاءات التونسية بالخارج جاء "لمُواكبة المتغيّرات التي طرأت على عالمنا وعلى طبيعة وتركيبة جاليتنا بالخارج"، مضيفا أن "الهدف الأساسي من ذلك هو بناء شراكة حقيقيّة مع التّونسيّين بالخارج باعتبارهم شُركاء أصيلين في هذا الوطن، وهذه الشّراكة لا يُمكن أن تكون مُستدامة ومُنتجة إلّا بمساهمتهم في اقتراح المقاربات والحلول العمليّة التي يرونها، من واقع خبراتهم وتجاربهم، مُفيدةً لرفع التّحديّات التّنمويّة التي تواجهها تونس وخدمة مصالحها العليا".
ولم يغفل الوزير عن الإشارة الى أن هذا المنتدى ينعقد في الوقت الذي يخضع فيه المشهد الدّولي والعلاقات الدولية إلى تغيّرات جذريّة متسارعة على كل المستويات لها تأثيرات وتداعيات كبيرة على تونس، مما يستوجب استجماع كلّ قواها وأفضل طاقاتها لصيانة أمنها الوطني في جميع أبعاده وحماية مصالحها. وأكّد في هذا الصدد على أنه "من حقّ ومن واجب مُواطنينا بالخارج ذات الكفاءات المتميّزة منها، أن تُساهم في هذا المجهود الوطني وأن تُشكّل عنصرًا هامّا للدّعم والإسناد للمسار الإصلاحي الشّامل الذي انطلق في تونس قبل سنتين".
وأكد في هذا الصدد على أن التونسيين في الخارج يمكن أن يكونوا "القوة الناعمة" لتونس في الخارج من خلال "مزيد التشبيك فيما بينهم واستدامة هذا التّفاعل مع وزارة الشّؤون الخارجيّة والهجرة والتّونسيّين بالخارج وتعزيز الروابط مع بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية، قوة اقتراح فاعلة وقادرة على إبلاغ صوت تونس في جميع بلدان العالم والدفاع عن مصالحها وبما يساعد على تحويل التّحديات إلى فُرصٍ ملموسة للارتقاء ببلادنا في شتّى المجالات. وشدّد على أن تكون صلات جاليتنا في الخارج بتونس أكبر بكثير من وثائق المواطنة والعطل السّنويّة، فهي هُويّة وانتماء ومشروع مستقبل أبنائنا والأجيال المقبلة".
وقال عمار متجها بالكلام إلى الكفاءات التونسية في الخارج "انتم ملاكة في هذه البلاد ومساهمتكم في دعم الوطن هامة جدا".
وعلى صعيد آخر، أكّد الوزير على أن وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج تواصل عملها على مزيد تقديم الإحاطة الضرورية بأبناء جاليتنا بالخارج وتعزيز الروابط معهم لإرساء علاقة ثقة وتعاون بنّاء، وتوفير الدعم والمساندة اللازمين لهم. وأشار في هذا الصدد إلى مبادرة الوزارة بتقديم حزمة من البرامج التي تهدف إلى تحسين الخدمات القنصلية والإدارية، من خلال تطوير المنظومة المعلوماتية للخدمات القنصلية وتفعيل بوابة E-Consulat، وتعزيز الموارد البشرية والمالية لبعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية.
خدمات ودعوات
من جانبه، دعم وزير تكنولوجيات الاتصال نزار بن ناجي في كلمته، ما جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية حيث أشار إلى أنّ وزارته تعمل من خلال المخطط الرقمي لتونس على تنفيذ عديد المشاريع بينها الهوية الرقمية للتونسيين بالخارج.
كما أكد بن ناجي أنّ وزارته تعمل أيضا على تمكين التونسيين بالخارج من استخراج الوثائق وإبرام العقود على الخط، وربط التمثيليات والقنصليات والسفارات التونسية بشبكة خاصة من أجل تقليص الآجال في معالجة الوثائق.
في ذات السياق، أكدت وزيرة المالية سهام البوغديري نمصية، أن الدولة التونسية وضعت العديد من الامتيازات والتحفيزات على ذمة التونسيين بالخارج، خاصة على مستوى الاستثمار في تونس وذلك عبر المساهمة في رأس المال أو عن طريق إحداث شركات.
وقالت الوزيرة، في كلمتها، إن هناك جملة من الامتيازات التي تُشجع التونسيين بالخارج على الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية خاصة التي تهم التنمية الجهوية والفلاحة وغيرها، إضافة إلى التحفيز على الاستثمار في اقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي والابتكار.
وأكدت البوغديري وجود امتيازات لتشجيع التونسيين بالخارج، داعية إياهم إلى الترفيع في تحويلاتهم المالية أو تحويلها إلى رقاع للخزينة العامة وذلك للعمل على التقليص من التداين الخارجي والترفيع من رصيد البلاد من العملة الصعبة.
السر في الانفتاح الاقتصادي
من جانبه، قال رئيس الجمعية التونسية لخريجي المعاهد العليا أمين علولو إن التغيرات الرقمية والتكنولوجية في العالم فرضت تحسين جاذبية البلاد، قائلا “التشريعات الموجودة اليوم في البلاد وضعت منذ أجيال لكن الوضع اليوم تغير ويجب التفكير في عالم مفتوح، خاصة من ناحية الانفتاح الاقتصادي.
وأكد علولو، في تصريح لـ"الصباح"، على أن الكفاءات التونسية بالخارج مدعوة إلى مزيد التنظم وتشبيك العلاقات، مشيرا إلى ضرورة تحسين كل من الخدمات الإدارية والمصرفية ورقمنتها وتذليل كل الصعوبات أمام التونسيين المقيمين بالخارج للاستثمار في تونس.
في ذات السياق، قال رئيس جمعية التعاون والصداقة بين تونس وفرنسا، رائد الشايبي أن هذا المنتدى يمثل مناسبة للتعبير على أن الجالية التونسية بالخارج تمثل قوة اقتصادية وسياسية وخاصة أنها من الممكن أن تصبح قوة دبلوماسية، ولتدعم الدبلوماسية التقليدية.
وأضاف، في تصريح لـ"الصباح" أن للجالية التونسية في الخارج "اتصالات وعلاقات ممكن أن نضعها في خدمة مصلحة تونس في الخارج".
ووجه الشايبي رسالة لرئيس الجمهورية داعيا إياه لإنشاء "مجلس استشاري" متكون من الكفاءات التونسية بالخارج وكذلك من المجتمع المدني في تونس لإبداء الرأي والاقتراحات في كل المجالات كالتربية والشباب، والعمل اليد في اليد من أجل مصلحة تونس".