إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

نحن صقور لا ننزل منازل البوم !

مالنا صامتون؟ أليس من واجبنا أن ندافع عن دماء الجرحى والشّهداء؟

ما كنت أحسبني أحيى لزمن تعس يُساء فيه لشعبي التونسي الكريم إساءة تجاوزت كلّ الحدود والتّوقعات. إساءة فيها تعدّ صارخ على قيمه ومبادئه وتاريخ أبنائه الأشاوس الذين ضحوا بالنّفس والنّفيس من أجل الوطن. إساءة لمن بنوا صرح الحضارة وأناروا وجه البلاد في كل أنحاء المعمورة وهم كثر أمثال عبد الرحمان ابن خلدون، أبي القاسم الشابي، محمود المسعدي، الطاهر الحداد، فرحات حشاد و"الفلاڤة" وغيرهم.

تُطلّ علينا هذه الإساءة عبر الإعلام المأجور الذي يُبيّض أشباه الرجال ويزيّنهم. يطبّل لهم وينفخ في صورهم ويحاول قدر الإمكان تلميعها. يحاورهم بعض الإعلاميّين ويستضيفونهم وهم من سقط المتاع وأراذل القوم.

ولو فشلت هبّة 17 ديسمبر 2010 لنكّل هؤلاء المتربّعون على عرش البرامج الإعلاميّة بالتونسيّين والتونسيّات الذين ثاروا ضدهم وأذاقوهم الويلات. اليوم وباسم "الديمقراطية"، كلمة الحق التي يُراد بها باطل يتجرّأ، بكل صفاقة، من هم أحط منزلة وأوضع مرتبة في عالم الأخلاق والقيم على الدّخول إلى بيوتنا دون استئذان والحال أنّهم أوباش لا تاريخ لهم إلاّ في عالم الكذب والنهب والتّحيل. يطلّون علينا ليُعلنوا عن نيّتهم التّرشح لرئاسة الجمهورية. فهل بعد هذا لا ينطق الشّجر والصّخر وحتى الحجر؟

مالنا صامتون؟ أليس من واجبنا أن ندافع عن دماء الجرحى والشّهداء الذين قدّموا صدورهم من أجل أن يقود تونس وطنيّون حقيقيّون لا تأخذهم في الحق لومة لائم؟ ما الذي جدّ حتى يصبح باسم "الديموقراطية" وزُخرف القول والعبارات المنمقة كلّ شيء مباحا؟

كلّ النّاس لهم الحقّ في التّرشح، حتى الجهلة والغارقون في كل أنواع الفساد ما ظهر منها وما بطن. مالنا كيف نحكم؟ أنسينا مجدنا؟ أغاب عنّا أنّ تونس هي أول بلد في العالم ألغي فيه نظام الرّق سنة 1846؟ تبّا "للدّيمقراطية" وألف لعنة عليها حين يصبح الجاهل سيد القوم والكاذب إمامه والفاسد قائد البلاد.

إنّه مهما علت سلطة اللّوبيّات وتوسّع نفوذها وتشابكت أساليبها الجهنّمية للإطاحة بسيادة الدولة والعبث بمؤسساتها واختراقها وزلزلة قيمها، فإنّها لن تصمد أمام كبرياء التونسيّين ولن تعمر أمام تراث بلادنا العريق والتليد. وليعلم الجمع أنّنا على درب ما قاله الشاعر الكبير بن تمام:

"بِيضُ الصفائح لا سودُ الصحائف... في متونهنّ جلاء الشَّك والرّيب"

مصدّق الشّريف

 

 

نحن صقور لا ننزل منازل البوم !

مالنا صامتون؟ أليس من واجبنا أن ندافع عن دماء الجرحى والشّهداء؟

ما كنت أحسبني أحيى لزمن تعس يُساء فيه لشعبي التونسي الكريم إساءة تجاوزت كلّ الحدود والتّوقعات. إساءة فيها تعدّ صارخ على قيمه ومبادئه وتاريخ أبنائه الأشاوس الذين ضحوا بالنّفس والنّفيس من أجل الوطن. إساءة لمن بنوا صرح الحضارة وأناروا وجه البلاد في كل أنحاء المعمورة وهم كثر أمثال عبد الرحمان ابن خلدون، أبي القاسم الشابي، محمود المسعدي، الطاهر الحداد، فرحات حشاد و"الفلاڤة" وغيرهم.

تُطلّ علينا هذه الإساءة عبر الإعلام المأجور الذي يُبيّض أشباه الرجال ويزيّنهم. يطبّل لهم وينفخ في صورهم ويحاول قدر الإمكان تلميعها. يحاورهم بعض الإعلاميّين ويستضيفونهم وهم من سقط المتاع وأراذل القوم.

ولو فشلت هبّة 17 ديسمبر 2010 لنكّل هؤلاء المتربّعون على عرش البرامج الإعلاميّة بالتونسيّين والتونسيّات الذين ثاروا ضدهم وأذاقوهم الويلات. اليوم وباسم "الديمقراطية"، كلمة الحق التي يُراد بها باطل يتجرّأ، بكل صفاقة، من هم أحط منزلة وأوضع مرتبة في عالم الأخلاق والقيم على الدّخول إلى بيوتنا دون استئذان والحال أنّهم أوباش لا تاريخ لهم إلاّ في عالم الكذب والنهب والتّحيل. يطلّون علينا ليُعلنوا عن نيّتهم التّرشح لرئاسة الجمهورية. فهل بعد هذا لا ينطق الشّجر والصّخر وحتى الحجر؟

مالنا صامتون؟ أليس من واجبنا أن ندافع عن دماء الجرحى والشّهداء الذين قدّموا صدورهم من أجل أن يقود تونس وطنيّون حقيقيّون لا تأخذهم في الحق لومة لائم؟ ما الذي جدّ حتى يصبح باسم "الديموقراطية" وزُخرف القول والعبارات المنمقة كلّ شيء مباحا؟

كلّ النّاس لهم الحقّ في التّرشح، حتى الجهلة والغارقون في كل أنواع الفساد ما ظهر منها وما بطن. مالنا كيف نحكم؟ أنسينا مجدنا؟ أغاب عنّا أنّ تونس هي أول بلد في العالم ألغي فيه نظام الرّق سنة 1846؟ تبّا "للدّيمقراطية" وألف لعنة عليها حين يصبح الجاهل سيد القوم والكاذب إمامه والفاسد قائد البلاد.

إنّه مهما علت سلطة اللّوبيّات وتوسّع نفوذها وتشابكت أساليبها الجهنّمية للإطاحة بسيادة الدولة والعبث بمؤسساتها واختراقها وزلزلة قيمها، فإنّها لن تصمد أمام كبرياء التونسيّين ولن تعمر أمام تراث بلادنا العريق والتليد. وليعلم الجمع أنّنا على درب ما قاله الشاعر الكبير بن تمام:

"بِيضُ الصفائح لا سودُ الصحائف... في متونهنّ جلاء الشَّك والرّيب"

مصدّق الشّريف