دقائق قبل انطلاق حفل الفنان اللبناني رامي عياش بمسرح الحمامات ليلة أول أمس، لم يجد البعض ممن توافدوا على الفضاء الساحر، أماكن للجلوس كأغلب الحاضرين، ليضطروا الى إكمال السهرة وقوفا أو قابعين بين الصفوف..
في حقيقة الأمر كان مصيرهم كمصير البقية الذين حضروا المسرح ساعات قبل العرض بأعداد غفيرة ولم يتمالكوا أنفسهم -بمختلف الفئات العمرية- على التفاعل مع الفنان اللبناني، ليستمر ذلك التناغم ترديدا للأغاني ورقصا قرابة الساعتين رغم الرطوبة وشدة الحر..
في مستهل الحفل أطل رامي عياش متأنقا ببدلة بيضاء حيث بدا وسيما كعادته، رفقة فرقة موسيقية ضمت عازفين تونسيين ومصريين(على ٱلة السكسوفون والاورغ وٱلات الإيقاع) ، اختار اعضاؤها اللون الأبيض كذلك، فكانت الإطلالة معاصرة وانيقة..
رامي عياش استطاع أن يشد الحضور منذ البداية بذكاء وتمرس كبيرين من خلال الانتقال بين باقة من أجمل أغانيه، وعبر الانتقال من مقام الى مقام.. فغنى كل من "حلوين حلوين" و"قصة حب" فـ"جبران" التي تتميز بألحانها الجذابة وكلماتها القريبة من الوجدان": " غمرني تعيش.. سكني فيك.. تعيش حياتي معاك.. حياتي معاك غمرني تعيش سكني فيك.. سكني فيك غمرني.. تعيش حياتي معاك حياتي.. معاك معاك برتاح معاك.. ما بخاف معاك.." طبعا وكما لاحظ العديد من الفنانين الذين أمنوا حفلات في مهرجاناتنا الدولية، أن الجمهور التونسي يتميز بانسجامه الكلي مع الفنان كلمة ولحنا باعتبار الذائقة الفنية وانه"حفيظ" ، وهي من العوامل التي ربما تسيء لمضامين السهرات..
صحيح أن رامي عياش ليلة أول أمس في مهرجان الحمامات لم يترك الجماهير تردد الأغاني لوحدها كامل ردهات العرض، وكانت الأصوات التي وصلت كامل أرجاء الفضاء مصاحبة لصوته طيلة السهرة تناغما مع اجمل أعماله القديمة والحديثة كما الطربية.. لكن غياب البرنامج بدا واضحا وجليا، ذلك أنه طلب اقتراحات من الجماهير إرضاء لمحبيه .. فغنى"اشتقتلك" و"أهلا بالجمال" و"رائع في حبك رائع".. هذا إلى جانب توظيف عنصر الذكاء في التعامل مع الحضور.. ففي إطار الإصرار على إقحام أغنية "مبروك" ضمن باقة الأعمال المتنوعة، كانت سعيدة الحظ من كان عيد ميلادها ليلة أول أمس لتكون الأغنية هدية لها..
رامي عياش لم يكتف بتلبية طلبات الجمهور، بل حرص على تقديم جملة من أعمال عمالقة الفن الطربي الأصيل على غرار "سواح" للعندليب الاسمر و"سهرة الليالي" و"على رمش عيونها" و"بنت السلطان" لوديع الصافي..
علما وان النجم اللبناني غادر الركح بعد ساعة من الغناء المتواصل، ليعود بعد عشر دقائق ويشعل المدارج من جديد من خلال"سواي بالعربي" و"حلوين حلوين" و"افرح فيكي" ..
* مؤاخذات
رغم كل مظاهر النجاح في حفل النجم اللبناني رامي عياش ليلة أول أمس "فنيا"، فإن العرض لم يخل من نقائص على مستوى البرمجة والتفاعل إزاء الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط..
إذ كيف لفنان لبناني لم ينبس ببنت شفة حول تدني الاوضاع في بلده، وخاصة بعد الغارات الأخيرة في جنوب لبنان التي أسفرت عن استشهاد العشرات في انتظار حرب كبرى بين "حزب الله" واسرائيل الايام المقبلة.. فضلا عن استمرار المجازر في فلسطين؟!!
الفن مواقف.. وكان على الارجح أن يتحدث رامي عياش في بداية الحفل ويواسي ولو باقتضاب اهالي بلدته واهالي فلسطين في المناطق المحتلة.. ثم لماذا لم يغن ولو اغنية عن لبنان أو فلسطين.. لماذا لم يغن تلك الكلمات التي تقول "أنا لبناني..بلدي قلبي الثاني.. ع الغالي ما بيغلى غالي.. ما في أغلى من الاوطان.. عالي خلي جبينك عالي.. وسجل ع جبينك لبنان.. ع الغالي ما بيغلى غالي.. ما في اغلى من الأوطان.. عالي خلي جبينك عالي.."
وغيرها ما الاغاني الوطنية.. أم أن برنامج الحفل اقتصر على تأثير الجمهور و"الشو" والرقص فحسب؟!
إن كان ذلك نتيجة إدارك الفنان سيكولوجية الجمهور التونسي فإننا نقول اليه: إن المهرجانات الموسيقية يجب أن تعود بالنفع على الجمهور من خلال توفير عنصري الترفيه والتثقيف، لا من خلال ترديد باقة من الأغاني وإرضاء أغلب الحضور..
كما أن غياب ندوة صحفية بعد حفل ليلة أول أمس بمهرجان الحمامات يدعو للاستغراب.. والحال أننا بصدد الحديث عن اعرق المهرجانات ونجم دولي..
وليد عبد اللاوي
تونس - الصباح
دقائق قبل انطلاق حفل الفنان اللبناني رامي عياش بمسرح الحمامات ليلة أول أمس، لم يجد البعض ممن توافدوا على الفضاء الساحر، أماكن للجلوس كأغلب الحاضرين، ليضطروا الى إكمال السهرة وقوفا أو قابعين بين الصفوف..
في حقيقة الأمر كان مصيرهم كمصير البقية الذين حضروا المسرح ساعات قبل العرض بأعداد غفيرة ولم يتمالكوا أنفسهم -بمختلف الفئات العمرية- على التفاعل مع الفنان اللبناني، ليستمر ذلك التناغم ترديدا للأغاني ورقصا قرابة الساعتين رغم الرطوبة وشدة الحر..
في مستهل الحفل أطل رامي عياش متأنقا ببدلة بيضاء حيث بدا وسيما كعادته، رفقة فرقة موسيقية ضمت عازفين تونسيين ومصريين(على ٱلة السكسوفون والاورغ وٱلات الإيقاع) ، اختار اعضاؤها اللون الأبيض كذلك، فكانت الإطلالة معاصرة وانيقة..
رامي عياش استطاع أن يشد الحضور منذ البداية بذكاء وتمرس كبيرين من خلال الانتقال بين باقة من أجمل أغانيه، وعبر الانتقال من مقام الى مقام.. فغنى كل من "حلوين حلوين" و"قصة حب" فـ"جبران" التي تتميز بألحانها الجذابة وكلماتها القريبة من الوجدان": " غمرني تعيش.. سكني فيك.. تعيش حياتي معاك.. حياتي معاك غمرني تعيش سكني فيك.. سكني فيك غمرني.. تعيش حياتي معاك حياتي.. معاك معاك برتاح معاك.. ما بخاف معاك.." طبعا وكما لاحظ العديد من الفنانين الذين أمنوا حفلات في مهرجاناتنا الدولية، أن الجمهور التونسي يتميز بانسجامه الكلي مع الفنان كلمة ولحنا باعتبار الذائقة الفنية وانه"حفيظ" ، وهي من العوامل التي ربما تسيء لمضامين السهرات..
صحيح أن رامي عياش ليلة أول أمس في مهرجان الحمامات لم يترك الجماهير تردد الأغاني لوحدها كامل ردهات العرض، وكانت الأصوات التي وصلت كامل أرجاء الفضاء مصاحبة لصوته طيلة السهرة تناغما مع اجمل أعماله القديمة والحديثة كما الطربية.. لكن غياب البرنامج بدا واضحا وجليا، ذلك أنه طلب اقتراحات من الجماهير إرضاء لمحبيه .. فغنى"اشتقتلك" و"أهلا بالجمال" و"رائع في حبك رائع".. هذا إلى جانب توظيف عنصر الذكاء في التعامل مع الحضور.. ففي إطار الإصرار على إقحام أغنية "مبروك" ضمن باقة الأعمال المتنوعة، كانت سعيدة الحظ من كان عيد ميلادها ليلة أول أمس لتكون الأغنية هدية لها..
رامي عياش لم يكتف بتلبية طلبات الجمهور، بل حرص على تقديم جملة من أعمال عمالقة الفن الطربي الأصيل على غرار "سواح" للعندليب الاسمر و"سهرة الليالي" و"على رمش عيونها" و"بنت السلطان" لوديع الصافي..
علما وان النجم اللبناني غادر الركح بعد ساعة من الغناء المتواصل، ليعود بعد عشر دقائق ويشعل المدارج من جديد من خلال"سواي بالعربي" و"حلوين حلوين" و"افرح فيكي" ..
* مؤاخذات
رغم كل مظاهر النجاح في حفل النجم اللبناني رامي عياش ليلة أول أمس "فنيا"، فإن العرض لم يخل من نقائص على مستوى البرمجة والتفاعل إزاء الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط..
إذ كيف لفنان لبناني لم ينبس ببنت شفة حول تدني الاوضاع في بلده، وخاصة بعد الغارات الأخيرة في جنوب لبنان التي أسفرت عن استشهاد العشرات في انتظار حرب كبرى بين "حزب الله" واسرائيل الايام المقبلة.. فضلا عن استمرار المجازر في فلسطين؟!!
الفن مواقف.. وكان على الارجح أن يتحدث رامي عياش في بداية الحفل ويواسي ولو باقتضاب اهالي بلدته واهالي فلسطين في المناطق المحتلة.. ثم لماذا لم يغن ولو اغنية عن لبنان أو فلسطين.. لماذا لم يغن تلك الكلمات التي تقول "أنا لبناني..بلدي قلبي الثاني.. ع الغالي ما بيغلى غالي.. ما في أغلى من الاوطان.. عالي خلي جبينك عالي.. وسجل ع جبينك لبنان.. ع الغالي ما بيغلى غالي.. ما في اغلى من الأوطان.. عالي خلي جبينك عالي.."
وغيرها ما الاغاني الوطنية.. أم أن برنامج الحفل اقتصر على تأثير الجمهور و"الشو" والرقص فحسب؟!
إن كان ذلك نتيجة إدارك الفنان سيكولوجية الجمهور التونسي فإننا نقول اليه: إن المهرجانات الموسيقية يجب أن تعود بالنفع على الجمهور من خلال توفير عنصري الترفيه والتثقيف، لا من خلال ترديد باقة من الأغاني وإرضاء أغلب الحضور..
كما أن غياب ندوة صحفية بعد حفل ليلة أول أمس بمهرجان الحمامات يدعو للاستغراب.. والحال أننا بصدد الحديث عن اعرق المهرجانات ونجم دولي..