الجميع يضع يده على الزناد وينتظر لحظة الصفر.. تلك اللحظة التي ستكون عند ردّ الفعل عمليا على اغتيالين، نسفا، في اليومين الأخيرين، كل قواعد السلام الهشة، في منطقة الشرق الأوسط.. ففي قلب بيروت ينفّذ الكيان الصهيوني عملية اغتيال ضدّ أحد أبرز قيادات حزب الله والرجل الثاني فيه بعد حسن نصر الله، وهو فؤاد شكر، المسؤول العسكري عن تطوير برنامج الصواريخ الدقيقة في الحزب.. وبعد ذلك بساعات ينفّذ الكيان المحتّل عملية اغتيال أخرى، في قلب طهران، حيث تم استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية بصاروخ موجّه بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان..
عمليتا اغتيال لهما وقعهما وتأثيرهما على جبهة إسناد المقاومة الفلسطينية وستكون لهما، دون شكّ، تبعات وتداعيات على استقرار المنطقة، والأهم من كل ذلك أنهما فرضتا منطق المواجهة المباشرة، وليس فقط التكتيكية على إيران، فلا يمكن لطهران أن تتجاهل الردّ، فهنية قُتل على أرضها وفشلت في حمايته وهي الأدرى بأنه كان هدفا للتصفية دائما، وفؤاد شكر هو أحد أبرز قيادات الحزب بكل ما يملكه من خبرة وحظوة، وبالتالي فإن هذه الخسارة الإيرانية المضاعفة تستدعي ردّا في مستوى الخسارة !
ومنذ الإعلان عن اغتيال إسماعيل هنية، حذّر نتنياهو من أن الأيام القادمة ستكون صعبة على الكيان المحتّل وتزامن ذلك مع استنفار كامل في الأراضي المحتلة من ردّ مرتقبّ قد يأتي من اليمن أو جنوب لبنان أو من طهران ..
وتتالت التصريحات من قيادات وازنة، تؤكد أنه سيكون هناك ردّ في حجم الاعتداء الخطير، الذي نفّذه الكيان، بعمليتي الاغتيال، حيث توعّد زعيم حزب الله حسن نصر الله انه سيكون هناك ردّ مدروس وحقيقي، وهذه التصريحات لا يمكن إنكار أنها تخيف الجانب الإسرائيلي وتجعله يترقّب بحذر وقلق رغم أن نوايا نتنياهو كانت واضحة منذ خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية مؤخرا في الكونغرس الأمريكي، وهو الإمعان في استفزاز طهران وجرّها الى مواجهة ستورّط معها قوى إقليمية ودولية كما لو أن نتنياهو يلعب ورقته الأخيرة، وهو هدم المعبد على الجميع وتحويل المنطقة إلى حقل ألغام متفجّر !
لكن الشارع الإسرائيلي الذي مازالت تعصف به قضية الرهائن وتلكؤ حكومة نتنياهو في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، بدا متوجّسا ومتخوّفا من المواجهات الدموية التي يجرّه إليها بنيامين نتنياهو، المستعد لإحراق الأرض من أجل إثبات صحّة وجهة نظره الذي فنّدتها الوقائع مرارا وتكرارا ..
المخيف في تلك المواجهات الدموية هو أنها لن تكون أبدا تحت بنود ومبادئ الاشتباك المتعارف عليها، بل ستكون في الغالب دون ضوابط ويغلب عليها الانفعال وطلب الثأر ويمكن أن تزّج بالجميع في حرب متعددة الأطراف لا يمكن التحكّم في نسقها ولا مسارها.. والأقرب ستكون حرب استنزاف طويلة المدى، لكن المؤكد في كل ذلك أن تعدد جبهات القتال يمكن أن يخفف على حركة المقاومة في غزة الضغط ويشتت قوة العدوّ الصهيوني ويوسع دائرة النبذ من حوله ويحرج كل قوة دولية تدعمه.
منية العرفاوي
الجميع يضع يده على الزناد وينتظر لحظة الصفر.. تلك اللحظة التي ستكون عند ردّ الفعل عمليا على اغتيالين، نسفا، في اليومين الأخيرين، كل قواعد السلام الهشة، في منطقة الشرق الأوسط.. ففي قلب بيروت ينفّذ الكيان الصهيوني عملية اغتيال ضدّ أحد أبرز قيادات حزب الله والرجل الثاني فيه بعد حسن نصر الله، وهو فؤاد شكر، المسؤول العسكري عن تطوير برنامج الصواريخ الدقيقة في الحزب.. وبعد ذلك بساعات ينفّذ الكيان المحتّل عملية اغتيال أخرى، في قلب طهران، حيث تم استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية بصاروخ موجّه بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان..
عمليتا اغتيال لهما وقعهما وتأثيرهما على جبهة إسناد المقاومة الفلسطينية وستكون لهما، دون شكّ، تبعات وتداعيات على استقرار المنطقة، والأهم من كل ذلك أنهما فرضتا منطق المواجهة المباشرة، وليس فقط التكتيكية على إيران، فلا يمكن لطهران أن تتجاهل الردّ، فهنية قُتل على أرضها وفشلت في حمايته وهي الأدرى بأنه كان هدفا للتصفية دائما، وفؤاد شكر هو أحد أبرز قيادات الحزب بكل ما يملكه من خبرة وحظوة، وبالتالي فإن هذه الخسارة الإيرانية المضاعفة تستدعي ردّا في مستوى الخسارة !
ومنذ الإعلان عن اغتيال إسماعيل هنية، حذّر نتنياهو من أن الأيام القادمة ستكون صعبة على الكيان المحتّل وتزامن ذلك مع استنفار كامل في الأراضي المحتلة من ردّ مرتقبّ قد يأتي من اليمن أو جنوب لبنان أو من طهران ..
وتتالت التصريحات من قيادات وازنة، تؤكد أنه سيكون هناك ردّ في حجم الاعتداء الخطير، الذي نفّذه الكيان، بعمليتي الاغتيال، حيث توعّد زعيم حزب الله حسن نصر الله انه سيكون هناك ردّ مدروس وحقيقي، وهذه التصريحات لا يمكن إنكار أنها تخيف الجانب الإسرائيلي وتجعله يترقّب بحذر وقلق رغم أن نوايا نتنياهو كانت واضحة منذ خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية مؤخرا في الكونغرس الأمريكي، وهو الإمعان في استفزاز طهران وجرّها الى مواجهة ستورّط معها قوى إقليمية ودولية كما لو أن نتنياهو يلعب ورقته الأخيرة، وهو هدم المعبد على الجميع وتحويل المنطقة إلى حقل ألغام متفجّر !
لكن الشارع الإسرائيلي الذي مازالت تعصف به قضية الرهائن وتلكؤ حكومة نتنياهو في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، بدا متوجّسا ومتخوّفا من المواجهات الدموية التي يجرّه إليها بنيامين نتنياهو، المستعد لإحراق الأرض من أجل إثبات صحّة وجهة نظره الذي فنّدتها الوقائع مرارا وتكرارا ..
المخيف في تلك المواجهات الدموية هو أنها لن تكون أبدا تحت بنود ومبادئ الاشتباك المتعارف عليها، بل ستكون في الغالب دون ضوابط ويغلب عليها الانفعال وطلب الثأر ويمكن أن تزّج بالجميع في حرب متعددة الأطراف لا يمكن التحكّم في نسقها ولا مسارها.. والأقرب ستكون حرب استنزاف طويلة المدى، لكن المؤكد في كل ذلك أن تعدد جبهات القتال يمكن أن يخفف على حركة المقاومة في غزة الضغط ويشتت قوة العدوّ الصهيوني ويوسع دائرة النبذ من حوله ويحرج كل قوة دولية تدعمه.