-في هذا المشروع ندوات مهنية .. تجارب ملهمة وانفتاح على التكنولوجيات الحديثة
-نصيحتي لشباب السينما : ضرورة إثراء مرجعياتهم الأدبية إلى جانب تمكنهم التكنولوجي
تونس - الصباح
يستعد المركز الثقافي الدولي بالحمامات لاحتضان الدورة التأسيسية لتظاهرة "شاشات الحمامات" من 5 إلى 11 أوت 2024، والتي يشارك في تنظيمها بالتعاون مع المركز الوطني للسينما والصورة وذلك تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية.
"شاشات الحمامات" مشروع فني قائم أساسا على مسابقة "أفلام الموبايل" ويحتفي بستينية مهرجان الحمامات الدولي عبر مضامين الأعمال المصورة المختارة، تعود فكرته الأولى للسينمائي إبراهيم لطيف بالتشاور مع مدير المركز الثقافي الدولي بالحمامات وسعى في هذا الإطار لتطوير المشروع ليكون نواة أولى لمهرجان سينمائي ذو بعد متوسطي في السنوات القادمة وفقا للمخرج التونسي.
يقول السينمائي إبراهيم لطيف في حديثه لـ"الصباح": "أصبحنا في عصر يمكننا مع التطورات التكنولوجية تصوير فيلم كل يوم .. المهم القصة وتقنيات كتابتها" وكشف المدير الفني لـ"شاشات الحمامات" أنه كان من الرافضين للهاتف الذكي كأداة لتصوير الأفلام، ومنغلق على جماليات وتقنية السينما، غير أن تجارب لمخرجين كبارعلى غرار ستيفن سبيلبرغ وغيره جعلته ينظر للأفلام المصورة بواسطة الهاتف الذكي بمنظار جديد" مضيفا في ذات السياق: "تجربة "شاشات" غيرتني كليا وأسرني هذا العالم وأفكر في تصوير فيلم قصير قريبا عبر تقنية الهاتف الذكي".
وعن بداية المشروع وتطوره على أكثر من مرحلة يوضح إبراهيم لطيف لـ"الصباح" قائلا: "لم تعد قاعة السينما الشاشة الوحيدة للجمهور لمشاهدة فيلم وتغيرت ثقافة المشاهدة، وحين اقترح علي مدير المركز الثقافي الدولي بالحمامات تنفيذ هذا المشروع في الفضاء الذي يديره أسعدتني الخطوة وأعتقد أن هذه التظاهرة ستكون نواة لمهرجان دولي لسينما الموبايل ذو بعد متوسطي، يتماهى وخصوصية المركز الثقافي الدولي للحمامات، فهو في حاجة لمثل هذه الأنشطة والفعاليات ليكون أكثر انفتاحا على النخبة الفنية والثقافية في البلاد وخارجها".
وأقر إبراهيم لطيف بـ"تجند" كل من المركز الثقافي الدولي بالحمامات والمركز الوطني للسينما والصورة لتوفير الدعم اللوجستي والمّادي لهذه التظاهرة على غرار الحملة الاتصالية وأجور المؤطرين وتقنيات العمل وذلك دون تجاوز كراس شروط الفعالية، فهدف تأسيسها الأول هو كيفية تقديم فيلم بميزانية محدودة ومنح هواة السينما وطلبتها فرصة تحقيق حلم تصوير فيلم سينمائي وشدد محدثنا بأن "شاشات الحمامات" مهرجان لا يشبه بقية المهرجانات فهو إقامة فنية أثمرت 8 أفلام (تتراوح مدتها بين 2 و5 دقائق) تدور من خلال قصص إنسانية وخيارات توثيقية وتجريبية حول ستينية مهرجان الحمامات الدولي.
وكشف إبراهيم لطيف لـ"الصباح" أن 38 مترشحا تقدموا للمشاركة في مسابقة "سينما الموبايل" منهم طلبة من معاهد الفنون والسينما وآخرين من الشغوفين بالفن السابع، مشددا على حرص القائمين على التظاهرة على اختيار عدد من المترشحين من مناطق قريبة من مدينة الحمامات في خيار يلتزم بالانفتاح على أبناء الجهة مضيفا: "لم نحدد فئة عمرية للمشاركة وكانت المسابقة مفتوحة لكل الأعمار وأصغر مشاركة في "شاشات الحمامات" في دورتها التأسيسية لم تتجاوز 18 سنة".
وعن مراحل تنفيذ أفلام "شاشات الحمامات" أكد إبراهيم لطيف أن المشاركين خاضوا تجربة استثنائية مع عدد من السينمائيين التونسيين ومهني القطاع على مستوى التأطير والتكوين وذلك من خلال ورشات الكتابة (خديجة مكشر وحمزة العوني)، التصوير والإخراج (حسام صنصة ورامي الجربوعي) ومرحلة ما بعد الإنتاج مشيرا إلى أنه كان حاضرا في مختلف هذه المراحل من الكتابة إلى تنفيذ الانتاج حرصا على تطبيق كراس شروط "التظاهرة".
وتابع إبراهيم لطيف حديثه للصباح عن الدعم المعنوي واللوجستي للقائمين على المركز الثقافي الدولي بالحمامات وخص عماد بن عمارة بالشكر كما أشاد ببصمة المستشار الفني لمهرجان الحمامات الدولي سامي بن سعيد على مستوى الموسيقى والمكساج مؤكدا التفاف الجميع حول هذا المشروع المبتكر والذي يعتبر أول مهرجان مخصص للأفلام المنتجة بالهواتف الذكية في تونس.
وأفاد المدير الفني لـ"شاشات الحمامات" بأن لجنة تحكيم مسابقة "سينما الموبايل" تتشكل من كل من سلمى بكار، سحر العشي وآمنة النجار مستدركا قوله بأن التظاهرة لن تكتفي بعرض أفلام المسابقة بل ستفتح المجال للندوات والجلسات الحوارية وتقترح على رواد المركز الثقافي الدولي بالحمامات فعالية خاصة بـ"فيديو آرت" وذلك إلى جانب عروض لأفلام تونسية (طويلة وقصيرة) يلتقي إثرها الجمهور مع صناع هذه التجارب السينمائية.
أمّا الندوات فبيّن إبراهيم لطيف أنها مساحة للحوار وتبادل التجارب والخبرات وستكون أولى هذه الجلسات الحوارية يوم 6 أوت الحالي مع كل من الحبيب المستيري، عبد الله يحي وعبد الحميد بوشناق وتطرح إشكاليات حول الإنتاج وتحديدا "الميزانيات المحدودة للأفلام" وهل هذا الخيار "قيد أم حرية" فيما تناقش الندوة الثانية "فن الفيديو بين الإبداع والانتشار"، ويشارك في مداخلات هذه الجلسة كل من صاحبة معارض الفنون المعاصرة سلمى الفرياني، مدير التصوير أمين المسعدي والفنان البصري مالك قناوي.
ومن التطورات التي عرفها مشروع "شاشات الحمامات" إثراء البرمجة بفعالية عنونت "حدائق السينما" وعنها قال إبراهيم لطيف هي لقاءات يديرها الباحث طاهر العجرودي مع سينمائيين تونسيين من أصحاب التجربة وتستضيف هذه الحوارات كل من سلمى بكار، المنصف ذويب والناصر الڤطاري.
وشدد إبراهيم لطيف على أنه لا يؤمن بمسألة تقريب الأجيال فخياراته في هذه التظاهرة قائمة على التفاعل الفني والثقافي والإنساني بين مختلف المشاركين ممّن تقاسموا معه التجربة "شاشات الحمامات" قائلا: "صحيح لقد حدثت نوع من الصراعات الفكرية بيني وبين الشباب وأنصحهم في السياق بإثراء مرجعيتهم الأدبية إلى جانب اهتمامهم بالتقنيات الحديثة ولكن المهم بالنسبة لي في هذه التجربة أن تكون حقوق الأفلام لصالح صناعها، وهذا ما تحقق بالفعل بفضل دعم المركز الثقافي الدولي بالحمامات والمركز الوطني للسينما والصورة وآمل أن يتم عرض هذه الأفلام باعتبارها تجربة مختلفة ضمن فعاليات أيام قرطاج السينمائية في دورته القادمة."
نجلاء قموع
-في هذا المشروع ندوات مهنية .. تجارب ملهمة وانفتاح على التكنولوجيات الحديثة
-نصيحتي لشباب السينما : ضرورة إثراء مرجعياتهم الأدبية إلى جانب تمكنهم التكنولوجي
تونس - الصباح
يستعد المركز الثقافي الدولي بالحمامات لاحتضان الدورة التأسيسية لتظاهرة "شاشات الحمامات" من 5 إلى 11 أوت 2024، والتي يشارك في تنظيمها بالتعاون مع المركز الوطني للسينما والصورة وذلك تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية.
"شاشات الحمامات" مشروع فني قائم أساسا على مسابقة "أفلام الموبايل" ويحتفي بستينية مهرجان الحمامات الدولي عبر مضامين الأعمال المصورة المختارة، تعود فكرته الأولى للسينمائي إبراهيم لطيف بالتشاور مع مدير المركز الثقافي الدولي بالحمامات وسعى في هذا الإطار لتطوير المشروع ليكون نواة أولى لمهرجان سينمائي ذو بعد متوسطي في السنوات القادمة وفقا للمخرج التونسي.
يقول السينمائي إبراهيم لطيف في حديثه لـ"الصباح": "أصبحنا في عصر يمكننا مع التطورات التكنولوجية تصوير فيلم كل يوم .. المهم القصة وتقنيات كتابتها" وكشف المدير الفني لـ"شاشات الحمامات" أنه كان من الرافضين للهاتف الذكي كأداة لتصوير الأفلام، ومنغلق على جماليات وتقنية السينما، غير أن تجارب لمخرجين كبارعلى غرار ستيفن سبيلبرغ وغيره جعلته ينظر للأفلام المصورة بواسطة الهاتف الذكي بمنظار جديد" مضيفا في ذات السياق: "تجربة "شاشات" غيرتني كليا وأسرني هذا العالم وأفكر في تصوير فيلم قصير قريبا عبر تقنية الهاتف الذكي".
وعن بداية المشروع وتطوره على أكثر من مرحلة يوضح إبراهيم لطيف لـ"الصباح" قائلا: "لم تعد قاعة السينما الشاشة الوحيدة للجمهور لمشاهدة فيلم وتغيرت ثقافة المشاهدة، وحين اقترح علي مدير المركز الثقافي الدولي بالحمامات تنفيذ هذا المشروع في الفضاء الذي يديره أسعدتني الخطوة وأعتقد أن هذه التظاهرة ستكون نواة لمهرجان دولي لسينما الموبايل ذو بعد متوسطي، يتماهى وخصوصية المركز الثقافي الدولي للحمامات، فهو في حاجة لمثل هذه الأنشطة والفعاليات ليكون أكثر انفتاحا على النخبة الفنية والثقافية في البلاد وخارجها".
وأقر إبراهيم لطيف بـ"تجند" كل من المركز الثقافي الدولي بالحمامات والمركز الوطني للسينما والصورة لتوفير الدعم اللوجستي والمّادي لهذه التظاهرة على غرار الحملة الاتصالية وأجور المؤطرين وتقنيات العمل وذلك دون تجاوز كراس شروط الفعالية، فهدف تأسيسها الأول هو كيفية تقديم فيلم بميزانية محدودة ومنح هواة السينما وطلبتها فرصة تحقيق حلم تصوير فيلم سينمائي وشدد محدثنا بأن "شاشات الحمامات" مهرجان لا يشبه بقية المهرجانات فهو إقامة فنية أثمرت 8 أفلام (تتراوح مدتها بين 2 و5 دقائق) تدور من خلال قصص إنسانية وخيارات توثيقية وتجريبية حول ستينية مهرجان الحمامات الدولي.
وكشف إبراهيم لطيف لـ"الصباح" أن 38 مترشحا تقدموا للمشاركة في مسابقة "سينما الموبايل" منهم طلبة من معاهد الفنون والسينما وآخرين من الشغوفين بالفن السابع، مشددا على حرص القائمين على التظاهرة على اختيار عدد من المترشحين من مناطق قريبة من مدينة الحمامات في خيار يلتزم بالانفتاح على أبناء الجهة مضيفا: "لم نحدد فئة عمرية للمشاركة وكانت المسابقة مفتوحة لكل الأعمار وأصغر مشاركة في "شاشات الحمامات" في دورتها التأسيسية لم تتجاوز 18 سنة".
وعن مراحل تنفيذ أفلام "شاشات الحمامات" أكد إبراهيم لطيف أن المشاركين خاضوا تجربة استثنائية مع عدد من السينمائيين التونسيين ومهني القطاع على مستوى التأطير والتكوين وذلك من خلال ورشات الكتابة (خديجة مكشر وحمزة العوني)، التصوير والإخراج (حسام صنصة ورامي الجربوعي) ومرحلة ما بعد الإنتاج مشيرا إلى أنه كان حاضرا في مختلف هذه المراحل من الكتابة إلى تنفيذ الانتاج حرصا على تطبيق كراس شروط "التظاهرة".
وتابع إبراهيم لطيف حديثه للصباح عن الدعم المعنوي واللوجستي للقائمين على المركز الثقافي الدولي بالحمامات وخص عماد بن عمارة بالشكر كما أشاد ببصمة المستشار الفني لمهرجان الحمامات الدولي سامي بن سعيد على مستوى الموسيقى والمكساج مؤكدا التفاف الجميع حول هذا المشروع المبتكر والذي يعتبر أول مهرجان مخصص للأفلام المنتجة بالهواتف الذكية في تونس.
وأفاد المدير الفني لـ"شاشات الحمامات" بأن لجنة تحكيم مسابقة "سينما الموبايل" تتشكل من كل من سلمى بكار، سحر العشي وآمنة النجار مستدركا قوله بأن التظاهرة لن تكتفي بعرض أفلام المسابقة بل ستفتح المجال للندوات والجلسات الحوارية وتقترح على رواد المركز الثقافي الدولي بالحمامات فعالية خاصة بـ"فيديو آرت" وذلك إلى جانب عروض لأفلام تونسية (طويلة وقصيرة) يلتقي إثرها الجمهور مع صناع هذه التجارب السينمائية.
أمّا الندوات فبيّن إبراهيم لطيف أنها مساحة للحوار وتبادل التجارب والخبرات وستكون أولى هذه الجلسات الحوارية يوم 6 أوت الحالي مع كل من الحبيب المستيري، عبد الله يحي وعبد الحميد بوشناق وتطرح إشكاليات حول الإنتاج وتحديدا "الميزانيات المحدودة للأفلام" وهل هذا الخيار "قيد أم حرية" فيما تناقش الندوة الثانية "فن الفيديو بين الإبداع والانتشار"، ويشارك في مداخلات هذه الجلسة كل من صاحبة معارض الفنون المعاصرة سلمى الفرياني، مدير التصوير أمين المسعدي والفنان البصري مالك قناوي.
ومن التطورات التي عرفها مشروع "شاشات الحمامات" إثراء البرمجة بفعالية عنونت "حدائق السينما" وعنها قال إبراهيم لطيف هي لقاءات يديرها الباحث طاهر العجرودي مع سينمائيين تونسيين من أصحاب التجربة وتستضيف هذه الحوارات كل من سلمى بكار، المنصف ذويب والناصر الڤطاري.
وشدد إبراهيم لطيف على أنه لا يؤمن بمسألة تقريب الأجيال فخياراته في هذه التظاهرة قائمة على التفاعل الفني والثقافي والإنساني بين مختلف المشاركين ممّن تقاسموا معه التجربة "شاشات الحمامات" قائلا: "صحيح لقد حدثت نوع من الصراعات الفكرية بيني وبين الشباب وأنصحهم في السياق بإثراء مرجعيتهم الأدبية إلى جانب اهتمامهم بالتقنيات الحديثة ولكن المهم بالنسبة لي في هذه التجربة أن تكون حقوق الأفلام لصالح صناعها، وهذا ما تحقق بالفعل بفضل دعم المركز الثقافي الدولي بالحمامات والمركز الوطني للسينما والصورة وآمل أن يتم عرض هذه الأفلام باعتبارها تجربة مختلفة ضمن فعاليات أيام قرطاج السينمائية في دورته القادمة."