إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

غز.ة.. 300 يوم من الصمود

بقلم: نزار مقني

بعد 300 يوم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يعد هناك خيار للمقاومة الفلسطينية سوى فوهة البندقية، فكل مسارات الحل السياسي لم تفلح، فلا حسابات سياسية ولا ضغط دولي ساهمت في إثناء رئيس وزراء الكيان الصهيوني على وقف إطلاق النار، بل استمر في المناورات وخضع لابتزازات اليمين المتطرف الديني الصهيوني، وزاد من صب الزيت على النار بإتباعه سياسة الاغتيالات ضد قيادات المقاومة الفلسطينية و"حزب الله".

فخلال اليوم 300 من الحرب انتقلت حمى الصراع من حدود قطاع غزة المحاصر في فلسطين المحتلة، إلى شواطئ المحيط الهندي وشواطئ الخليج العربي وحتى إلى طهران وبلاد الرافدين.

وأصبحت حرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة، حربا مفتوحة في كل المنطقة، حيث يبدو أن عود الثقاب لاشتعال الحريق الكبير في الشرق الأوسط أشعله الصاروخ الموجه الذي اغتال به جيش الاحتلال الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، والطائرة المسيرة التي وجهت صاروخا لاغتيال الرجل الثاني في التنظيم العسكري لـ"حزب الله" فؤاد شكر في حارة حريك في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

300 يوم، هو عدد الأيام المحسوبة من يوم عملية "طوفان الأقصى" التي ضربت عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، وبدأ بعدها التاريخ يكتب قصة صمود للشعب الفلسطيني الأبي في غزة والضفة بدم الشهداء وبرصاص المقاومين، الذين سطروا أسطورة المقاومة الفلسطينية في دحر كتائب جيش الاحتلال الإسرائيلي وضربه في عمقه الأمني والاستخباري.

فلقد سقط على غزة أكثر من قنبلتين نوويتين من القذائف والصواريخ التي أدت لاستشهاد أكثر من 39445 شهيدا منهم 16251 أطفالا و10921 من النساء، ومازالت فاتورة الدماء مستمرة مع استشهاد أكثر من160 صحفيا دفعوا حياتهم لكشف اللثام عن جرائم الاحتلال وقادته المطلوبين دوليا في جرائم إبادة جماعية في محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية.

وخلال الأيام الـ 300، وقفت جميع الدول الفاعلة في الشأن الفلسطيني والمنخرطة فيه مكتوفة الأيدي أمام المجزرة الإسرائيلية، فلم تفلح الوساطة الدولية الثلاثية في إثناء الاحتلال عن الحرب، ولا الضغوط الأمريكية المتتالية لإثناء نتنياهو عن الحرب والموافقة على صفقة هدنة في غزة، حيث فشلت كل تلك الضغوط حتى لفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع الذي انتشرت فيه المجاعة وخاصة في شمال القطاع.

ومع فشل كل هذه الضغوط السياسية على نتنياهو، الذي فضل التشبث بقشة اليمين الصهيوني للهرب من مصير محتوم وهو السجن بتهم الفساد والفشل السياسي، فضل "خلاصه السياسي الفردي" على جماجم الضحايا المدنيين، واختار له نهجا للهروب إلى الأمام باستدامة الحرب وتوسيعها على كل المنطقة، وانتخب لنفسه نهجا تصعيديا عن طريق الاغتيالات للتغطية على فشل جيشه بكل عدته وعديده في القطاع المحاصر منذ سنة 2005، والذي صنع من حصاره قوة وأضحت المقاومة في القطاع مع كل عدوان أقوى تنظيميا وتكنولوجيا وفكريا، إلى أن وصلت لمرحلة الهجوم بعد سنوات من الدفاع.

في يوم 300 من العدوان، مازال الشعب الفلسطيني البطل يرسم لشعوب العالم الطريق نحو الحرية، من الامبريالية الظالمة التي تأسست على محاور من الأسطورة الفكرية والميثولوجية التي أتت بشتات من الناس المطرودين من دولهم لاحتلال واستيطان أرض بشعب عراقته ضاربة في القدم منذ الأزل.

في اليوم الـ 300، لم يبق طريق لتحقيق النصر إلا البندقية، فهي السبيل الوحيد للانعتاق من المحتل السارق للأرض، والمزيف للتاريخ.

 

غز.ة.. 300 يوم من الصمود

بقلم: نزار مقني

بعد 300 يوم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يعد هناك خيار للمقاومة الفلسطينية سوى فوهة البندقية، فكل مسارات الحل السياسي لم تفلح، فلا حسابات سياسية ولا ضغط دولي ساهمت في إثناء رئيس وزراء الكيان الصهيوني على وقف إطلاق النار، بل استمر في المناورات وخضع لابتزازات اليمين المتطرف الديني الصهيوني، وزاد من صب الزيت على النار بإتباعه سياسة الاغتيالات ضد قيادات المقاومة الفلسطينية و"حزب الله".

فخلال اليوم 300 من الحرب انتقلت حمى الصراع من حدود قطاع غزة المحاصر في فلسطين المحتلة، إلى شواطئ المحيط الهندي وشواطئ الخليج العربي وحتى إلى طهران وبلاد الرافدين.

وأصبحت حرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة، حربا مفتوحة في كل المنطقة، حيث يبدو أن عود الثقاب لاشتعال الحريق الكبير في الشرق الأوسط أشعله الصاروخ الموجه الذي اغتال به جيش الاحتلال الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، والطائرة المسيرة التي وجهت صاروخا لاغتيال الرجل الثاني في التنظيم العسكري لـ"حزب الله" فؤاد شكر في حارة حريك في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

300 يوم، هو عدد الأيام المحسوبة من يوم عملية "طوفان الأقصى" التي ضربت عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، وبدأ بعدها التاريخ يكتب قصة صمود للشعب الفلسطيني الأبي في غزة والضفة بدم الشهداء وبرصاص المقاومين، الذين سطروا أسطورة المقاومة الفلسطينية في دحر كتائب جيش الاحتلال الإسرائيلي وضربه في عمقه الأمني والاستخباري.

فلقد سقط على غزة أكثر من قنبلتين نوويتين من القذائف والصواريخ التي أدت لاستشهاد أكثر من 39445 شهيدا منهم 16251 أطفالا و10921 من النساء، ومازالت فاتورة الدماء مستمرة مع استشهاد أكثر من160 صحفيا دفعوا حياتهم لكشف اللثام عن جرائم الاحتلال وقادته المطلوبين دوليا في جرائم إبادة جماعية في محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية.

وخلال الأيام الـ 300، وقفت جميع الدول الفاعلة في الشأن الفلسطيني والمنخرطة فيه مكتوفة الأيدي أمام المجزرة الإسرائيلية، فلم تفلح الوساطة الدولية الثلاثية في إثناء الاحتلال عن الحرب، ولا الضغوط الأمريكية المتتالية لإثناء نتنياهو عن الحرب والموافقة على صفقة هدنة في غزة، حيث فشلت كل تلك الضغوط حتى لفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع الذي انتشرت فيه المجاعة وخاصة في شمال القطاع.

ومع فشل كل هذه الضغوط السياسية على نتنياهو، الذي فضل التشبث بقشة اليمين الصهيوني للهرب من مصير محتوم وهو السجن بتهم الفساد والفشل السياسي، فضل "خلاصه السياسي الفردي" على جماجم الضحايا المدنيين، واختار له نهجا للهروب إلى الأمام باستدامة الحرب وتوسيعها على كل المنطقة، وانتخب لنفسه نهجا تصعيديا عن طريق الاغتيالات للتغطية على فشل جيشه بكل عدته وعديده في القطاع المحاصر منذ سنة 2005، والذي صنع من حصاره قوة وأضحت المقاومة في القطاع مع كل عدوان أقوى تنظيميا وتكنولوجيا وفكريا، إلى أن وصلت لمرحلة الهجوم بعد سنوات من الدفاع.

في يوم 300 من العدوان، مازال الشعب الفلسطيني البطل يرسم لشعوب العالم الطريق نحو الحرية، من الامبريالية الظالمة التي تأسست على محاور من الأسطورة الفكرية والميثولوجية التي أتت بشتات من الناس المطرودين من دولهم لاحتلال واستيطان أرض بشعب عراقته ضاربة في القدم منذ الأزل.

في اليوم الـ 300، لم يبق طريق لتحقيق النصر إلا البندقية، فهي السبيل الوحيد للانعتاق من المحتل السارق للأرض، والمزيف للتاريخ.