مع حلول شهر أوت تكون العديد من المهرجانات الصيفية قد بلغت نصف العروض التي أعدتها وسط مناخ يعيش توترا وتجاذبات هنا وهناك في غياب واضح للدعم الرسمي، وهو ما لاحظناه في مختلف تصريحات المشرفين على هذه المهرجانات حيث كان تأكيدهم واضحا وجليا على "صمت" وزارة الثقافة امام دعم المهرجانات.
سجلت هذه الصائفة عودة مهرجان المناجم بالمتلوي بعد غياب امتد لأربع سنوات نتيجة عدم توفر الفضاء المناسب لتقديم العروض... ومن هذا المنطلق فإن عروض الدورة الثالثة والثلاثين لهذا المهرجان ستنطلق بداية من غرة اوت وتتواصل الى 15 من الشهر نفسه، وسيكون الافتتاح بالعرض الصوفي "ننده الأسياد" لمحمد البسكري، ثم حفل تكريم المتفوقين في مختلف المناظرات الوطنية، فعرض لمجموعة "اولاد المناجم " يلي ذلك عرض مسرحية "المهفات" بطولة لمين النهدي ورياض النهدي وعبد القادر دخيل، ثم عرض "لوزينة" لسفيان الداهش وعفاف سالم، ثم العرض المسرحي "بيتزا الفن" بطولة كوثر الباردي وفيصل بالزين، ثم عرض شعبي "لمة اولاد المتلوي" وعرض "المايسترو" لبسام الحمراوي ثم عرض "جنجون" وعرض الفنانة "مريم الدزيرية " ليختم المهرجان مرتضى الفتيتي، مع الإشارة إلى ان الجهة الوحيدة المدعمة لهذا المهرجان هي " شركة فسفاط قفصة".
إلغاءات
حملت هذه الصائفة الغاءات للعديد من المهرجانات من ذلك انه في ولاية بن عروس سجلنا غياب مهرجانين من مجموع 12 مهرجان في كامل ربوع الولاية، ويشمل هذا الإلغاء مهرجان الزهراء الصيفي للصائفة الثانية على التوالي بسبب غياب فضاء مناسب يحتضن العروض، وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن مهرجان الزهراء منذ عهد غير بعيد كان يتوفر على مسرح للهواء الطلق يحمل اسم أحد جهابذة التمثيل الإذاعي والتلفزيوني الممثل الخالد "محمد بن علي" إلا أنه سرعان ما طاله الخراب، وهو يتطلب اليوم تدخلا ناجعا من السلط المحلية بالجهة لإعادة هيكلته وصيانته حتى يستعيد هذا المهرجان بريقه الذي خفت وأصبح مهددا بالاندثار التام.
من جهته أعلن مهرجان المحمدية الصيفي عن الغاء عروض دورته هذه الصائفة لغياب واضح للفضاء المناسب لاحتضان عروضه الفرجوية الخفيفة وهو ما يطرح اكثر من سؤال حول مستقبل هذا المهرجان.
وأعلنت الهيئة المديرة لجمعية مهرجان سيدي علي بن عون تخليها عن تنظيم الدورة الـ31 من المهرجان الدولي سيدي علي بن عون التي كانت من المنتظر ان تنطلق مع بداية شهر اوت ويعود هذا القرار - كما جاء في بلاغ الهيئة -
لغياب الدعم من كل الجهات الوطنية وعدم حل مختلف الإشكاليات العالقة في التهيئة والإعداد الجيد لضمان نجاح المهرجان، وأيضا وجود صعوبات أخرى تتعلق بالتزود بالماء الصالح للشراب وضعف التيار الكهربائي بالمنطقة" وقد أعلمت كل الجهات المعنية بقرارها.
والجدير بالذكر ان مهرجان سيدي علي بن عون انطلق منذ حوالي القرن كتجمع للأهالي والزوار من المناطق المجاورة في شكل "زردة"، وبداية من سنة 1992، أصبح مهرجانا وطنيا، ثم مغاربيا بداية من سنة 2016.
وبادرت مجموعة "بينومي" بإعلان الغاء عروضها في مهرجانات هذه الصائفة وتأجيلها الى الخريف القادم ويأتي هذا القرار نتيجة حتمية – كما جاء في بلاغها الذي أصدرته - للصعوبات التي واجهها فريق العمل في التفاوض والتفاهم مع منظمي المهرجانات من أجل تقديمه في ظروف تقنية وتنظيمية تحترم العرض،"حيث نجد أنفسنا نضطر كل مرة إلى تقديم تنازلات تقنية من شأنها أن تشوه العرض وتقلّل من قيمته الفنية أمام جمهور يتنقّل خصّيصا لمشاهدة العرض وفنانين وتقنيين عملوا جاهدين على تقديم عمل يليق بالمتطلبات الإبداعية للمسرح. باستثناء مهرجان الحمامات الدولي الذي لم يدخر القائمون عليه جهدا في توفير الظروف التقنية والتنظيمية والمادية الملائمة للعرض "
في خدمة المهرجان ..
اختارت الهيئة المديرة لمهرجان قابس الدولي فضاء العرض لاحتضان عروض الدورة لهذا المهرجان العريق وهذا التوجه يدفع الى التساؤل الى أي مدى يبقى مهرجان صيفي دولي في واحدة من أجمل المدن بالجنوب التونسي مدينة قابس دون مسرح صيفي يليق بها ويليق بما تقدمه من عروض فنية ومسرحية متنوعة تجمع بين الاقناع والامتاع .
من جهته اختار مهرجان نابل الصيفي الاقتصار على العروض الفنية والابداعية التونسية في غياب واضح وجلي – ولأول مرة " للعروض الدولية ويعود هذا التوجه لغياب الفضاء المناسب لهذه العروض وتكفي الإشارة في هذا المجال إلى ان العروض الدولية للصائفة الماضية تم اللجوء الى تنظيمها بالملعب البلدي وتوظيفه كفضاء لها وهو ما أدى إلى عديد الإشكاليات التنظيمية واللوجستية مما دفع بالمشرفين على هذه الدورة الاقتصار في البرنامج على المنتوج الوطني.
وعرف مهرجان "سعيد ابوبكر" بالمكنين عزوفا لافتا من الجمهور من خلال عدم الاقبال بكثافة على عروضه – بشهادة مديره- الذي عبر عن حيرته حول سر هذا العزوف وهو ما خلف خسائر مالية لهذا المهرجان؟
وسبق ان تحدثنا- في مقال سابق - عن الغياب الواضح والجلي للفرقة الوطنية للموسيقى عن مهرجانات هذه الصائفة ونضيف اليها اليوم غياب فرقة الرشيدية .. غياب خلف اكثر من تساؤل حول السر وراء ذلك على اعتبار انها تحتفل هذه السنة بمرور 90 سنة على تأسيسها كأحد معاقل الحفاظ وتوثيق وحراسة الموروث الفني التونسي الأصيل "مالوف وطبوع وموسيقى تقليدية "؟؟؟ وسجلت مهرجانات هذه الصائفة من ناحية أخرى غيابا واضحا لفرقة الوطن العربي للموسيقى العربية بقيادة الملحن الكبير عبد الرحمان العيادي وهي الفرقة التي كانت لها اكثر من محطة إبداعية تونسية اصيلة في المهرجانات الصيفية منها على وجه الخصوص مهرجان قرطاج الدولي من خلال سهرة تكريم الراحلة ذكرى محمد وغيرها من السهرات الاحتفالية بروائع الاغنية التونسية ويعود سبب هذا الغياب كما أوضح ذلك مدير الفرقة عبد الرحمان العيادي الى اختياره الركون الى الراحة هذه الصائفة.
محسن بن احمد
تونس - الصباح
مع حلول شهر أوت تكون العديد من المهرجانات الصيفية قد بلغت نصف العروض التي أعدتها وسط مناخ يعيش توترا وتجاذبات هنا وهناك في غياب واضح للدعم الرسمي، وهو ما لاحظناه في مختلف تصريحات المشرفين على هذه المهرجانات حيث كان تأكيدهم واضحا وجليا على "صمت" وزارة الثقافة امام دعم المهرجانات.
سجلت هذه الصائفة عودة مهرجان المناجم بالمتلوي بعد غياب امتد لأربع سنوات نتيجة عدم توفر الفضاء المناسب لتقديم العروض... ومن هذا المنطلق فإن عروض الدورة الثالثة والثلاثين لهذا المهرجان ستنطلق بداية من غرة اوت وتتواصل الى 15 من الشهر نفسه، وسيكون الافتتاح بالعرض الصوفي "ننده الأسياد" لمحمد البسكري، ثم حفل تكريم المتفوقين في مختلف المناظرات الوطنية، فعرض لمجموعة "اولاد المناجم " يلي ذلك عرض مسرحية "المهفات" بطولة لمين النهدي ورياض النهدي وعبد القادر دخيل، ثم عرض "لوزينة" لسفيان الداهش وعفاف سالم، ثم العرض المسرحي "بيتزا الفن" بطولة كوثر الباردي وفيصل بالزين، ثم عرض شعبي "لمة اولاد المتلوي" وعرض "المايسترو" لبسام الحمراوي ثم عرض "جنجون" وعرض الفنانة "مريم الدزيرية " ليختم المهرجان مرتضى الفتيتي، مع الإشارة إلى ان الجهة الوحيدة المدعمة لهذا المهرجان هي " شركة فسفاط قفصة".
إلغاءات
حملت هذه الصائفة الغاءات للعديد من المهرجانات من ذلك انه في ولاية بن عروس سجلنا غياب مهرجانين من مجموع 12 مهرجان في كامل ربوع الولاية، ويشمل هذا الإلغاء مهرجان الزهراء الصيفي للصائفة الثانية على التوالي بسبب غياب فضاء مناسب يحتضن العروض، وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن مهرجان الزهراء منذ عهد غير بعيد كان يتوفر على مسرح للهواء الطلق يحمل اسم أحد جهابذة التمثيل الإذاعي والتلفزيوني الممثل الخالد "محمد بن علي" إلا أنه سرعان ما طاله الخراب، وهو يتطلب اليوم تدخلا ناجعا من السلط المحلية بالجهة لإعادة هيكلته وصيانته حتى يستعيد هذا المهرجان بريقه الذي خفت وأصبح مهددا بالاندثار التام.
من جهته أعلن مهرجان المحمدية الصيفي عن الغاء عروض دورته هذه الصائفة لغياب واضح للفضاء المناسب لاحتضان عروضه الفرجوية الخفيفة وهو ما يطرح اكثر من سؤال حول مستقبل هذا المهرجان.
وأعلنت الهيئة المديرة لجمعية مهرجان سيدي علي بن عون تخليها عن تنظيم الدورة الـ31 من المهرجان الدولي سيدي علي بن عون التي كانت من المنتظر ان تنطلق مع بداية شهر اوت ويعود هذا القرار - كما جاء في بلاغ الهيئة -
لغياب الدعم من كل الجهات الوطنية وعدم حل مختلف الإشكاليات العالقة في التهيئة والإعداد الجيد لضمان نجاح المهرجان، وأيضا وجود صعوبات أخرى تتعلق بالتزود بالماء الصالح للشراب وضعف التيار الكهربائي بالمنطقة" وقد أعلمت كل الجهات المعنية بقرارها.
والجدير بالذكر ان مهرجان سيدي علي بن عون انطلق منذ حوالي القرن كتجمع للأهالي والزوار من المناطق المجاورة في شكل "زردة"، وبداية من سنة 1992، أصبح مهرجانا وطنيا، ثم مغاربيا بداية من سنة 2016.
وبادرت مجموعة "بينومي" بإعلان الغاء عروضها في مهرجانات هذه الصائفة وتأجيلها الى الخريف القادم ويأتي هذا القرار نتيجة حتمية – كما جاء في بلاغها الذي أصدرته - للصعوبات التي واجهها فريق العمل في التفاوض والتفاهم مع منظمي المهرجانات من أجل تقديمه في ظروف تقنية وتنظيمية تحترم العرض،"حيث نجد أنفسنا نضطر كل مرة إلى تقديم تنازلات تقنية من شأنها أن تشوه العرض وتقلّل من قيمته الفنية أمام جمهور يتنقّل خصّيصا لمشاهدة العرض وفنانين وتقنيين عملوا جاهدين على تقديم عمل يليق بالمتطلبات الإبداعية للمسرح. باستثناء مهرجان الحمامات الدولي الذي لم يدخر القائمون عليه جهدا في توفير الظروف التقنية والتنظيمية والمادية الملائمة للعرض "
في خدمة المهرجان ..
اختارت الهيئة المديرة لمهرجان قابس الدولي فضاء العرض لاحتضان عروض الدورة لهذا المهرجان العريق وهذا التوجه يدفع الى التساؤل الى أي مدى يبقى مهرجان صيفي دولي في واحدة من أجمل المدن بالجنوب التونسي مدينة قابس دون مسرح صيفي يليق بها ويليق بما تقدمه من عروض فنية ومسرحية متنوعة تجمع بين الاقناع والامتاع .
من جهته اختار مهرجان نابل الصيفي الاقتصار على العروض الفنية والابداعية التونسية في غياب واضح وجلي – ولأول مرة " للعروض الدولية ويعود هذا التوجه لغياب الفضاء المناسب لهذه العروض وتكفي الإشارة في هذا المجال إلى ان العروض الدولية للصائفة الماضية تم اللجوء الى تنظيمها بالملعب البلدي وتوظيفه كفضاء لها وهو ما أدى إلى عديد الإشكاليات التنظيمية واللوجستية مما دفع بالمشرفين على هذه الدورة الاقتصار في البرنامج على المنتوج الوطني.
وعرف مهرجان "سعيد ابوبكر" بالمكنين عزوفا لافتا من الجمهور من خلال عدم الاقبال بكثافة على عروضه – بشهادة مديره- الذي عبر عن حيرته حول سر هذا العزوف وهو ما خلف خسائر مالية لهذا المهرجان؟
وسبق ان تحدثنا- في مقال سابق - عن الغياب الواضح والجلي للفرقة الوطنية للموسيقى عن مهرجانات هذه الصائفة ونضيف اليها اليوم غياب فرقة الرشيدية .. غياب خلف اكثر من تساؤل حول السر وراء ذلك على اعتبار انها تحتفل هذه السنة بمرور 90 سنة على تأسيسها كأحد معاقل الحفاظ وتوثيق وحراسة الموروث الفني التونسي الأصيل "مالوف وطبوع وموسيقى تقليدية "؟؟؟ وسجلت مهرجانات هذه الصائفة من ناحية أخرى غيابا واضحا لفرقة الوطن العربي للموسيقى العربية بقيادة الملحن الكبير عبد الرحمان العيادي وهي الفرقة التي كانت لها اكثر من محطة إبداعية تونسية اصيلة في المهرجانات الصيفية منها على وجه الخصوص مهرجان قرطاج الدولي من خلال سهرة تكريم الراحلة ذكرى محمد وغيرها من السهرات الاحتفالية بروائع الاغنية التونسية ويعود سبب هذا الغياب كما أوضح ذلك مدير الفرقة عبد الرحمان العيادي الى اختياره الركون الى الراحة هذه الصائفة.