إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

كلام مباح.. أيهما الأشد وقعا في الفن .. السياسي أم المُسيس؟

 

تونس - الصباح

أسال تصريح لطيفة العرفاوي حول ظاهرة وجود أفارقة جنوب الصحراء بكثافة في تونس الكثير من الحبر وأثار موقفها "تونس للتونسيين .. لا للاستيطان" الكثير من الانتقادات تتهم الفنانة التونسية بالعنصرية .. المؤكد أن هذا التصريح على مسرح مهرجان طبرقة الدولي "سقطة" مخجلة لصاحبته ..ولئن سعت الفنانة التونسية لتوضيح موقفها عبر الحديث عن "الشرعية" و"القانون" و"الوطنية" وغيرها من التعبيرات التي تعزز رؤيتها للمسألة غير أن تهمة "العنصرية" لم تسقط عن جبهتها بعد هذا الرأي المعارض لمبادئ الإنسانية في كونيتها ..

من البديهي أن يكون الفنان متأثرا فطريا أو عن إدراك بقضايا بلاده السياسية والاجتماعية والثقافية، ومن المنطقي أن يمارس حقه في التعبير والنقد ولكن حين يكون في خانة التواطؤ - عن طواعية أو قسرا - مع وجهة نظر أحادية أو وصيا على فكرة سائدة أو معارضا لهذه الفكرة فهو ضرورة يرفع شعار "إن لم تكن معنا فأنت ضدنا فكريا وإيديولوجيا.."

الالتزام الفني في جوهره هو تماه مع راهن المجتمع وتبني قضاياه، والفنان الواعي سياسيا يدرك مدى تأثير رسائله السياسية على بلاده وصورتها الثقافية ولكن هل يمكن أن يكون هذا الفنان سياسيا لا مُسيسا في عالم تحكمه مفاهيم ضبابية، حروب لا تنتهي ومنظومة عالمية تسيطر على مضامين الاعلام وبديله "الحديث" على مواقع التواصل الاجتماعي .. من الحتمي في اعتقادنا أن تكون الثقافة السياسية جزءا أساسيا في تكوين الفنان حتى يمارس دوره الاجتماعي والفكري في هذا العالم المتغير والمتناقض والقائم على أجندات "غير بريئة" ويُصدر لمجتمعه رؤية نابعة من تجربة إبداعية لا وجهة نظر "مُسيسة" ...

 

 

 

 

 

 

تونس - الصباح

أسال تصريح لطيفة العرفاوي حول ظاهرة وجود أفارقة جنوب الصحراء بكثافة في تونس الكثير من الحبر وأثار موقفها "تونس للتونسيين .. لا للاستيطان" الكثير من الانتقادات تتهم الفنانة التونسية بالعنصرية .. المؤكد أن هذا التصريح على مسرح مهرجان طبرقة الدولي "سقطة" مخجلة لصاحبته ..ولئن سعت الفنانة التونسية لتوضيح موقفها عبر الحديث عن "الشرعية" و"القانون" و"الوطنية" وغيرها من التعبيرات التي تعزز رؤيتها للمسألة غير أن تهمة "العنصرية" لم تسقط عن جبهتها بعد هذا الرأي المعارض لمبادئ الإنسانية في كونيتها ..

من البديهي أن يكون الفنان متأثرا فطريا أو عن إدراك بقضايا بلاده السياسية والاجتماعية والثقافية، ومن المنطقي أن يمارس حقه في التعبير والنقد ولكن حين يكون في خانة التواطؤ - عن طواعية أو قسرا - مع وجهة نظر أحادية أو وصيا على فكرة سائدة أو معارضا لهذه الفكرة فهو ضرورة يرفع شعار "إن لم تكن معنا فأنت ضدنا فكريا وإيديولوجيا.."

الالتزام الفني في جوهره هو تماه مع راهن المجتمع وتبني قضاياه، والفنان الواعي سياسيا يدرك مدى تأثير رسائله السياسية على بلاده وصورتها الثقافية ولكن هل يمكن أن يكون هذا الفنان سياسيا لا مُسيسا في عالم تحكمه مفاهيم ضبابية، حروب لا تنتهي ومنظومة عالمية تسيطر على مضامين الاعلام وبديله "الحديث" على مواقع التواصل الاجتماعي .. من الحتمي في اعتقادنا أن تكون الثقافة السياسية جزءا أساسيا في تكوين الفنان حتى يمارس دوره الاجتماعي والفكري في هذا العالم المتغير والمتناقض والقائم على أجندات "غير بريئة" ويُصدر لمجتمعه رؤية نابعة من تجربة إبداعية لا وجهة نظر "مُسيسة" ...