إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حديث "الصباح".. رمح من داخل سور القلعة

 

بقلم: سفيان رجب

في زمن بعيد، عاش في إحدى القلاع فارس شجاع، كان أميرا على قريته وقائدًا لجيشها ومحبوبًا من قبل الجميع بسبب شجاعته وحنكته. كان لديه أصدقاء كثر وأتباع مخلصون، وكان الجميع يثقون به كقائد ومثل أعلى وحام، وكانت قلعته تُعتبر الحصن الآمن للجميع، جدرانها قوية ومرتفعة، جعلها منيعة أمام الأعداء.

كانت هذه القوة تمنح ذلك الأمير الفارس الأمن والأمان والثقة بالنفس، باعتبار استحالة أن يمسه أو يمس أبناء قريته سوء أو عدوان خارجي.. وكان الأمير الفارس دائما متبوعا بصديقه المقرب، وهو أحد فرسان جيشه وذراعه اليمنى، خاضا معا معارك كثيرة، كسباها بالتخطيط المشترك. وكان ذلك الفارس الصديق يعرف كل شيء عن القلعة وجيشها وخططها الدفاعية، وكان محل ثقة عمياء من قبل قائده.

في ليلةٍ هادئة، وبينما كان القائد يستعد للنوم، تفاجأ بأصوات صراخ وضجيج داخل القلعة. نهض بسرعة ليرى ما يجري، فاكتشف أن جيشه يتعرض للهجوم من الداخل. كانت الجيوش المهاجمة قد دخلت القلعة دون أي مقاومة تُذكر. حاول رامي فهم ما يحدث، وعندما وصل إلى ساحة المعركة، صُدم عندما رأى صديقه المقربّ يقود الهجوم ضد رجاله.

كانت خيانة الصديق صدمة للقائد ولكل من في القلعة. لم يكن يتصور يومًا أن يأتيه الهجوم من الداخل، من شخص وثق به وسلمّه أسراره. تلك الخيانة لم تكن مجرد هزيمة عسكرية، كانت جرحًا عميقًا في قلب الأمير القائد، إذ شعر بأن رمح الخذلان قد أتى من داخل سور قلعته، وأنه قد هُزم من جيشه الأول، الجيش الذي كان يعتقد أنه مصدر قوته وأمانه.

بعد أن استوعب القائد ما حدث، قرر أن يقاتل حتى آخر نفس، ولكنه أدرك أن هذه المعركة مختلفة. كانت معركة ضد الخيانة والخذلان، وليست معركة ضد عدو خارجي. كانت تلك اللحظة التي أدرك فيها أن الخذلان يأتي عندما نتعرض للطعن من أقرب الناس إلينا، أولئك الذين نعتقد أنهم سيكونون إلى جانبنا دائمًا.

بعد المعركة مع الغدر والخيانة التي فاز فيها، عاد القائد إلى بناء قلعته من جديد، ولكن هذه المرة بجدران أقوى وأعين أكثر يقظة. تعلم درسًا مهمًا أن الخذلان من الداخل أصعب من أي هجوم خارجي، وأن الثقة هي كنز ثمين يجب الحفاظ عليه بحذر فالخذلان هو أصعب أنواع الألم، لأنه يأتي من حيث نتوقع الأمان والدعم. عندما نخسر الثقة في أولئك الذين نثق بهم، نشعر بأننا نخسر جزءًا من أنفسنا. ورغم ذلك، فإن الحياة تستمر، وتعلمنا التجارب القاسية أن نكون أقوى وأكثر حذرًا في اختيار من نثق بهم.

 

 

 

 

 

 

بقلم: سفيان رجب

في زمن بعيد، عاش في إحدى القلاع فارس شجاع، كان أميرا على قريته وقائدًا لجيشها ومحبوبًا من قبل الجميع بسبب شجاعته وحنكته. كان لديه أصدقاء كثر وأتباع مخلصون، وكان الجميع يثقون به كقائد ومثل أعلى وحام، وكانت قلعته تُعتبر الحصن الآمن للجميع، جدرانها قوية ومرتفعة، جعلها منيعة أمام الأعداء.

كانت هذه القوة تمنح ذلك الأمير الفارس الأمن والأمان والثقة بالنفس، باعتبار استحالة أن يمسه أو يمس أبناء قريته سوء أو عدوان خارجي.. وكان الأمير الفارس دائما متبوعا بصديقه المقرب، وهو أحد فرسان جيشه وذراعه اليمنى، خاضا معا معارك كثيرة، كسباها بالتخطيط المشترك. وكان ذلك الفارس الصديق يعرف كل شيء عن القلعة وجيشها وخططها الدفاعية، وكان محل ثقة عمياء من قبل قائده.

في ليلةٍ هادئة، وبينما كان القائد يستعد للنوم، تفاجأ بأصوات صراخ وضجيج داخل القلعة. نهض بسرعة ليرى ما يجري، فاكتشف أن جيشه يتعرض للهجوم من الداخل. كانت الجيوش المهاجمة قد دخلت القلعة دون أي مقاومة تُذكر. حاول رامي فهم ما يحدث، وعندما وصل إلى ساحة المعركة، صُدم عندما رأى صديقه المقربّ يقود الهجوم ضد رجاله.

كانت خيانة الصديق صدمة للقائد ولكل من في القلعة. لم يكن يتصور يومًا أن يأتيه الهجوم من الداخل، من شخص وثق به وسلمّه أسراره. تلك الخيانة لم تكن مجرد هزيمة عسكرية، كانت جرحًا عميقًا في قلب الأمير القائد، إذ شعر بأن رمح الخذلان قد أتى من داخل سور قلعته، وأنه قد هُزم من جيشه الأول، الجيش الذي كان يعتقد أنه مصدر قوته وأمانه.

بعد أن استوعب القائد ما حدث، قرر أن يقاتل حتى آخر نفس، ولكنه أدرك أن هذه المعركة مختلفة. كانت معركة ضد الخيانة والخذلان، وليست معركة ضد عدو خارجي. كانت تلك اللحظة التي أدرك فيها أن الخذلان يأتي عندما نتعرض للطعن من أقرب الناس إلينا، أولئك الذين نعتقد أنهم سيكونون إلى جانبنا دائمًا.

بعد المعركة مع الغدر والخيانة التي فاز فيها، عاد القائد إلى بناء قلعته من جديد، ولكن هذه المرة بجدران أقوى وأعين أكثر يقظة. تعلم درسًا مهمًا أن الخذلان من الداخل أصعب من أي هجوم خارجي، وأن الثقة هي كنز ثمين يجب الحفاظ عليه بحذر فالخذلان هو أصعب أنواع الألم، لأنه يأتي من حيث نتوقع الأمان والدعم. عندما نخسر الثقة في أولئك الذين نثق بهم، نشعر بأننا نخسر جزءًا من أنفسنا. ورغم ذلك، فإن الحياة تستمر، وتعلمنا التجارب القاسية أن نكون أقوى وأكثر حذرًا في اختيار من نثق بهم.