إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الفنان حسان الدوس لـ"الصباح": مشروعي الأوبيرالي القادم تونسي الهوية.. والجمهور متعطش لهذا النمط الموسيقي

 

تونس - الصباح

لأول مرة باللهجة التونسية وعلى وقع ألحان "جورج بيزيه" كان عرض أوبرا "كارمن" بمسرح قرطاج ليلة 21 جويلية 2024.. عرض جسد ملحمة غنائية جمعت بين فن الرقص والتمثيل وحركت ثنائية الحب والخيانة.. فصولها أثثها فريق كورال أوبرا تونس بقيادة إلياس البلايقي وموسيقى الاوركسترا السمفونية التونسية بقيادة المايسترو فادي بن عثمان ليتولى مساحات الغناء كل من حسان الدوس ومرام بوحبل وهيثم الحذيري ونسرين المهبولي ووجدي العكروت وزينب الشريف ومحمد علي الزوش وضياء الرايس وهيثم الرايس..

ويبدو أن الفنان حسان دوس - وهو من بين أبرز المغنين في العرض- كانت تخامره فكرة عرض اوبيرالي تونسي مائة بالمائة منذ مدة، حيث اعلن مؤخرا، إثر عرض "كارمن"، أنه بصدد الاستعداد لخوض تجربة موسيقية جديدة، يأمل أن يكون لها صدى كبيرا على المستوى المحلي، ولم لا، العالمي في مراحل متقدمة باعتبار أنّ "المولود الجديد" يمثل جانبا من الهوية التونسية ويجسد عملا فنيا هو الأول في تونس من حيث مميزاته المحتوى والمزج بين "الجو التونسي" ونمط موسيقي يصعب التعامل مع خصائصه..

"الصباح" كان لها لقاء مع الفنان "المغامر" والمتجدد حسان الدوس للحديث عن أهم تفاصيل العمل الاوبيرالي التونسي الجديد فكان الحوار التالي:

حوار: وليد عبد اللاوي

*ماذا عن العرض الاوبيرالي التونسي الجديد ؟

بعد نجاح عرض "كارمان" في مسرح قرطاج، والذي أعتبره عملا مميزا تاريخيا، انتابني شعور بأن العرض غير كاف لجماهير واسعة متعطشة لهذا النمط الموسيقي، ناهيك انني ملحن وموزع ومختص في هذا المجال.. فقررت أن ألتزم بتحضير عرض اوبيرالي تونسي، سيكون هذه المرة غير مترجم أو مقتبس من أعمال غربية، بل سيمثل خرافة تونسية مائة بالمائة تدور أحداثها طيلة ساعتين، نحاول من خلالها نقل خصائص الحياة الاجتماعية واليومية في تونس بأسلوب طريف يغلب عليه "الضمار التونسي".. عرض بمثابة المرٱة العاكسة للعلاقات الأسرية.. العلاقات بين الأم وأبنائها وبين الاب وابنائه.. تسليط الضوء على تلك السلطة الابوية التي غالبا ما يكون لها تأثير على مصير الأولاد والعائلة بأسرها..

كل تلك الأحداث والتفاصيل سيغلب عليها نسق وحركية سريعان على الركح تناغما مع تواتر الأحداث والفصول..

*هل من رسائل يحملها العرض ؟

لم أفكر البتة في دلالات ورسائل، باعتبار أن هذا العرض الاوبيرالي التونسي هو بمثابة تجسيد عالم يمثلنا.. المغزى من تفاصيله هو أن نشاهد انفسنا " في قالب اوبيرالي".. وهذا ما يتميز به هذا العمل عن بقية العروض..

فضلا عن أن الفقرة الفاصلة بين الأغنية والأغنية ستكون من خلال حوارات مع الفنان الكوميدي احمد العجيمي لإضفاء جانب "الضمار التونسي" على الخرافة..

واعتبر أن العرض سابقة في تاريخ العروض الموسيقية في تونس لانه ليس "كوميديا موسيقية" ولا "اوبيرات" .. وشخصيا أنا متفائل بنجاح العرض ذلك أن "كارمن" -رغم ان النص مترجم- نال استحسان الجماهير التي توافدت بشكل مكثف ليلة الحفل، فما بالك بعرض تونسي-تونسي نصا، أداء غنائيا وتمثيلا..

*هل تثير فيك مسألة عدم تقبل المختلف فنيا مخاوف تشعرك أحيانا بالإحباط ؟

على العكس تماما، ذلك انني اعيش الاختلاف منذ عشر سنوات، وأحاول في كل مرة أن اغامر واجدد البحث في مجال الموسيقى الاوبيرالية لتقديم أعمال قيمة.. وفي ما يتعلق بالعرض أنا متأكد بأن العرض الاوبيرالي التونسي الجديد الذي سأقدمه في قرمدة والحمامات يومي 9و10 ٱوت 2024 سينال الاعجاب والاستحسان لانه جزء من "الحياة التونسية".. ويجب ألا ننسى أن عرض "كارمان" رغم تنديد بعض النقاد إزاء ترجمة نص يعود الى القرن التاسع عشر، فقد نال إعجاب المتفرجين.. ولا أظن أن عملا فيه كل مقومات النجاح يتميز بنص "مطروز" باللهجة التونسية لا يقبله الجمهور.. فضلا عن انه عمل ليس بالفلكلوري، بل الغاية منه أن يعكس مميزات الأعمال الاوبيرالية التي من شانها أن تفتح له أبواب العالمية..

*ولكن ألا تعتبر أن الوقت قياسي لإتمام عمل اوبيرالي بتلك المواصفات؟

قياسي إذا ما اعتبرنا مدة الاستعداد لهذا العرض تزامنا مع أول تصريح اعلنت فيه عن العرض الاوبيرالي الجديد، ولكن بالنسبة لحسان الدوس الفكرة ليس حديثة العهد لانها تلامس وجداني وافكاري منذ فترة طويلة، وهي عبارة عن نتاج عمل دؤوب في هذا المجال لسنوات طوال.. كما أن خوض تجربة في "التياترو" هذه السنة كمخرج مع طلبتي والتي نالت إعجاب الفنان الكبير توفيق الجبالي، الى جانب ادائي في عرض "كارمن" الذي بدوره جعلني اشعر باني اغني جملة من أعمالي..كلها عوامل كانت وراء المضي قدما في مشروع فني رغم ضيق الوقت..

حاليا بلغنا خمس "بروفات" طويلة (كل بروفة استغرقت 5 ساعات) وانا سعيد جدا بطاقة الفريق(50 فردا) التي لا يمكنها إلا أن تحملني المسؤولية وتجعلني متفائلا بنجاح العرض الذي أطمح من خلاله إلى أن ابرز "تونسيتي" .. إضافة الى الجانب الكوميدي في العمل بمساهمة احمد العجيمي الذي سيهتم بالجانب المسرحي على المستوى التقني و الفني وتوظيف "الكوميديا غير المبتذلة " humour intelligent

وليد عبد اللاوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 الفنان حسان الدوس لـ"الصباح": مشروعي الأوبيرالي القادم تونسي الهوية.. والجمهور متعطش لهذا النمط الموسيقي

 

تونس - الصباح

لأول مرة باللهجة التونسية وعلى وقع ألحان "جورج بيزيه" كان عرض أوبرا "كارمن" بمسرح قرطاج ليلة 21 جويلية 2024.. عرض جسد ملحمة غنائية جمعت بين فن الرقص والتمثيل وحركت ثنائية الحب والخيانة.. فصولها أثثها فريق كورال أوبرا تونس بقيادة إلياس البلايقي وموسيقى الاوركسترا السمفونية التونسية بقيادة المايسترو فادي بن عثمان ليتولى مساحات الغناء كل من حسان الدوس ومرام بوحبل وهيثم الحذيري ونسرين المهبولي ووجدي العكروت وزينب الشريف ومحمد علي الزوش وضياء الرايس وهيثم الرايس..

ويبدو أن الفنان حسان دوس - وهو من بين أبرز المغنين في العرض- كانت تخامره فكرة عرض اوبيرالي تونسي مائة بالمائة منذ مدة، حيث اعلن مؤخرا، إثر عرض "كارمن"، أنه بصدد الاستعداد لخوض تجربة موسيقية جديدة، يأمل أن يكون لها صدى كبيرا على المستوى المحلي، ولم لا، العالمي في مراحل متقدمة باعتبار أنّ "المولود الجديد" يمثل جانبا من الهوية التونسية ويجسد عملا فنيا هو الأول في تونس من حيث مميزاته المحتوى والمزج بين "الجو التونسي" ونمط موسيقي يصعب التعامل مع خصائصه..

"الصباح" كان لها لقاء مع الفنان "المغامر" والمتجدد حسان الدوس للحديث عن أهم تفاصيل العمل الاوبيرالي التونسي الجديد فكان الحوار التالي:

حوار: وليد عبد اللاوي

*ماذا عن العرض الاوبيرالي التونسي الجديد ؟

بعد نجاح عرض "كارمان" في مسرح قرطاج، والذي أعتبره عملا مميزا تاريخيا، انتابني شعور بأن العرض غير كاف لجماهير واسعة متعطشة لهذا النمط الموسيقي، ناهيك انني ملحن وموزع ومختص في هذا المجال.. فقررت أن ألتزم بتحضير عرض اوبيرالي تونسي، سيكون هذه المرة غير مترجم أو مقتبس من أعمال غربية، بل سيمثل خرافة تونسية مائة بالمائة تدور أحداثها طيلة ساعتين، نحاول من خلالها نقل خصائص الحياة الاجتماعية واليومية في تونس بأسلوب طريف يغلب عليه "الضمار التونسي".. عرض بمثابة المرٱة العاكسة للعلاقات الأسرية.. العلاقات بين الأم وأبنائها وبين الاب وابنائه.. تسليط الضوء على تلك السلطة الابوية التي غالبا ما يكون لها تأثير على مصير الأولاد والعائلة بأسرها..

كل تلك الأحداث والتفاصيل سيغلب عليها نسق وحركية سريعان على الركح تناغما مع تواتر الأحداث والفصول..

*هل من رسائل يحملها العرض ؟

لم أفكر البتة في دلالات ورسائل، باعتبار أن هذا العرض الاوبيرالي التونسي هو بمثابة تجسيد عالم يمثلنا.. المغزى من تفاصيله هو أن نشاهد انفسنا " في قالب اوبيرالي".. وهذا ما يتميز به هذا العمل عن بقية العروض..

فضلا عن أن الفقرة الفاصلة بين الأغنية والأغنية ستكون من خلال حوارات مع الفنان الكوميدي احمد العجيمي لإضفاء جانب "الضمار التونسي" على الخرافة..

واعتبر أن العرض سابقة في تاريخ العروض الموسيقية في تونس لانه ليس "كوميديا موسيقية" ولا "اوبيرات" .. وشخصيا أنا متفائل بنجاح العرض ذلك أن "كارمن" -رغم ان النص مترجم- نال استحسان الجماهير التي توافدت بشكل مكثف ليلة الحفل، فما بالك بعرض تونسي-تونسي نصا، أداء غنائيا وتمثيلا..

*هل تثير فيك مسألة عدم تقبل المختلف فنيا مخاوف تشعرك أحيانا بالإحباط ؟

على العكس تماما، ذلك انني اعيش الاختلاف منذ عشر سنوات، وأحاول في كل مرة أن اغامر واجدد البحث في مجال الموسيقى الاوبيرالية لتقديم أعمال قيمة.. وفي ما يتعلق بالعرض أنا متأكد بأن العرض الاوبيرالي التونسي الجديد الذي سأقدمه في قرمدة والحمامات يومي 9و10 ٱوت 2024 سينال الاعجاب والاستحسان لانه جزء من "الحياة التونسية".. ويجب ألا ننسى أن عرض "كارمان" رغم تنديد بعض النقاد إزاء ترجمة نص يعود الى القرن التاسع عشر، فقد نال إعجاب المتفرجين.. ولا أظن أن عملا فيه كل مقومات النجاح يتميز بنص "مطروز" باللهجة التونسية لا يقبله الجمهور.. فضلا عن انه عمل ليس بالفلكلوري، بل الغاية منه أن يعكس مميزات الأعمال الاوبيرالية التي من شانها أن تفتح له أبواب العالمية..

*ولكن ألا تعتبر أن الوقت قياسي لإتمام عمل اوبيرالي بتلك المواصفات؟

قياسي إذا ما اعتبرنا مدة الاستعداد لهذا العرض تزامنا مع أول تصريح اعلنت فيه عن العرض الاوبيرالي الجديد، ولكن بالنسبة لحسان الدوس الفكرة ليس حديثة العهد لانها تلامس وجداني وافكاري منذ فترة طويلة، وهي عبارة عن نتاج عمل دؤوب في هذا المجال لسنوات طوال.. كما أن خوض تجربة في "التياترو" هذه السنة كمخرج مع طلبتي والتي نالت إعجاب الفنان الكبير توفيق الجبالي، الى جانب ادائي في عرض "كارمن" الذي بدوره جعلني اشعر باني اغني جملة من أعمالي..كلها عوامل كانت وراء المضي قدما في مشروع فني رغم ضيق الوقت..

حاليا بلغنا خمس "بروفات" طويلة (كل بروفة استغرقت 5 ساعات) وانا سعيد جدا بطاقة الفريق(50 فردا) التي لا يمكنها إلا أن تحملني المسؤولية وتجعلني متفائلا بنجاح العرض الذي أطمح من خلاله إلى أن ابرز "تونسيتي" .. إضافة الى الجانب الكوميدي في العمل بمساهمة احمد العجيمي الذي سيهتم بالجانب المسرحي على المستوى التقني و الفني وتوظيف "الكوميديا غير المبتذلة " humour intelligent

وليد عبد اللاوي